صفحة 1 من 1

قضيةعادل امام وحرية الابداع في الاسلام

مرسل: الأحد مايو 06, 2012 8:02 pm
بواسطة سعود الحربي 0
قضيةعادل امام وحرية الابداع في الاسلام


عادل امام لو حاسبناه علي مواقفه السياسية بعيدا عن كونه فنان منحه الله موهبة أسعدت الجميع لقلنا أن تلك المواقف صادمة لكل وطني حر حيث وجدناه ناصرا للنظام السابق ومدافعا عن التوريث ناهيك عن الألفاظ التي تحمل التهجم والسخرية من المتدينين انعكس ذلك في حواراته المتعددة ومن خلال أفلامه وهي كلها أمور ممكن أن يتم الرد عليها بنفس الوسائل من خلال فن جميل يصحح الحقائق المغلوطة والمفاهيم المقلوبة الناتجة عن الجهل بثقافة ننتمي اليها لكن لا تلقي الاحترام الفعلي من البعض أو من خلال ممارسة النقد في الصحف ووسائل الاعلام المتنوعة وفي هذا اثراء لحركة النقد وقد عرف تاريخنا الاسلامي وفي عصر الحضارة الاسلامية ممارسات من هذا الشأن بل بلغت قصوتها وكانت سببا في نشأة علم الكلام الذي أبدع فيه المفكرون المسلمون ومن خلاله انبروا بقوة الحجة للدفاع عن الصورة الصحيحة للدين خاصة بعد أن وصل الهجوم الي العقيدة نفسها ونشطت حركة الفكر فكان هناك الرأي والرأي الاخر وكان الكل يعيش في سلام دون دعوة للحبس أو رمي بكفر أو اهانة لشخص المعترض ....فضرب المجتمع الاسلامي مثلا في التسامح مع كافة الأطياف وكانت بغداد والأندلس مثال علي هذا العيش في سلام الكل آمن علي حريته وحياته فحينما سئل بن رشد لما تكون متسامحا مع مخالفيك ؟ فرد قائلا ليس سمة فضل في أن يكون الانسان متسامحا مع غيره انما الفضل كله أن يكون متسامحا مع من يخالفه . كما أن الرسول (ص) أهدي زهير بن أبس سلمي عباءته لأنه قال قصيدة مع أن مطلعها بيت غزل هو بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم اثرها ....والاستشهادات في هذا الشأن كثيرة أقول ذلك ردا ورفضا لحبس فنان أو صاحب رأي أو فكر فأسلامي وحجتي ليست ضعيفة لأستعيض عنهما بحبس فلان ولست ممن يخاف علي ديني لأن الله ناصره الي آخر الزمان أما مما لايمكن التسامح معه أو التساهل بشأنه وأظن أن عادل امام وقع فيه فهو خدش الحياء العام والقيم الأخلاقية بتلك المناظر الخليعة المستفزة في الأفلام والتي غرض أصحابها هي الكسب المادي علي حساب انهيار أخلاق الشباب وارتفاع معدلات التحرش والاغتصاب ثم من يقترف تلك الموبقات يكون مصيره القانوني الاعدام فلماذا من الأصل نيسر للناس سبل الانحراف ثم بعد ذلك نعاقبهم علي اقترافها فالأولي أن توجد رقابة تحول دون مثل تلك المناظر الخليعة والتي يحتج أصحابها بحرية الابداع ولسنا في ذلك كما يدعون ظلاميين ومتشددين فللننظر الي جون لوك وهو من دعاة الليبرالية حين يقول في رسالة التسامح :"ان الحاكم ينبغي عليه أن لا يتسامح مع الأراء المضادة للمجتمع الانساني أو مع القواعد الأخلاقية الضرورية للمحافظة علي المجتمع المدني"