منتديات الحوار الجامعية السياسية

الوقائع و الأحداث التاريخية
صورة العضو الرمزية
By راكان السعدون
#18952

حرب الخليج الثانية

حرب الخليج الثانية، تسمى كذلك عملية عاصفة الصحراء أو حرب تحرير الكويت (2 أغسطس 1990 إلى 28 فبراير 1991)، هي حرب وقعت بين العراق وقوات التحالف المكونة من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، التي أخذت الاذن من الأمم المتحدة لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي، تطور النزاع في سياق حرب الخليج الأولى، وفي عام 1990 اتهم العراق الكويت بسرقة النفط عبر الحفر بطريقة مائلة، وعندما أجتاحت العراق الكويت فرضت عقوبات اقتصادية على العراق وطالب مجلس الأمن القوات العراقية بالإنسحاب من الأراضي الكويتية دون قيد أو شرط.

صورة

استعدت بعدها الولايات المتحدة وبريطانيا للحرب، بدأت عملية تحرير الكويت من القوات العراقية في 17 يناير 1991 حيث حققت العمليات نصرا هاماً مهد لقوات التحالف للدخول داخل أجزاء من العراق، وتركز الهجوم البري والجوي على الكويت والعراق وأجزاء من المناطق الحدودية مع السعودية، وقامت القوات العراقية بالرد عن طريق إطلاق عدد من صواريخ سكود على إسرائيل والعاصمة السعودية الرياض.

سميت الحرب بين إيران والعراق باسم حرب الخليج الأولى، وقد أطلق على هذه الحرب اسم حرب الخليج الثانية، ولكن يطلق عليها في بعض الأحيان اسم حرب الخليج أو حرب الخليج الأولى للتفريق بينها وبين غزو العراق 2003 ، وتسمي الولايات المتحدة هذه الحرب باسم عاصفة الصحراء.

بعد احتلال العراق للكويت بفترة قصيرة، بدأ الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب بإرسال القوات الأمريكية إلى السعودية، وقد سميت هذه العملية باسم درع الصحراء، وفي نفس الوقت حاول اقناع عدد من الدول الأخرى بأن ترسل قواتها إلى مسرح الأحداث.

المتحاربون:
صورة العراق

صورة الكويت

صورة الولايات المتحدة الأمريكية

صورة المملكة المتحدة البريطانية

صورةالمملكة العربية السعودية

صورة باقي قوات التحالف

القيادة :
من الطرف العراقي : صدام حسين - علي حسن المجيد
من طرف التحالف:
أولا: الشيخ جابر الأحمد الصباح (أمير الكويت)
ثانيا: جورج بوش الأبب (الرئيس الأمريكي)
ثالثا: نورمان شورزكوف
رابعا: كولن باول
خامسا: الامير خالد بن سلطان
سادسا: مرجريت تاتشر
سابعا: جون ميجور
ثامنا: أندرو ويلسون
تاسعا: بيتر دي لا بيلير

أسباب الصراع وجذوره:
بمر التاريخ كانت مطالبات العراق واضحة لضم الكويت تحت سيطرته معللاً ذلك بأن الكويت كانت جزء من العراق و قام بفصلها الاستعمار البريطاني. على الرغم من كون تأسيس مدينة الكويت يعود إلى عام 1613 بينما العراق الحديث لم يقم إلا في عام 1921. و لم تكن الكويت تحت الحكم العثماني كما كان العراق. فعلى مر السنين لم تتدخل السلطات العثمانية بالشؤون الداخلية للكويت، فلم تعين أو تعزل حاكما أو قاضيا، ولم تتواجد إدارة عثمانية على ميناء الكويت ولم يتواجد على أرضها جنديا عثمانيا واحدا، ولم يتجند أبناؤها بخدمة الجيش التركي. و لعل أوضح دليل على استقلالية الكويت في تلك الفترة هو قيام الشيخ مبارك الصباح بتوقيع معاهدة حماية تقوم بموجبها بريطانيا بحماية استقلال دولة الكويت من الأطماع العثمانية في تلك الفترة. و لكن هذا لم يمنع الملك العراقي غازي بن فيصل بن الحسين في عام 1935م بادعائه أن الكويت جزءا من العراق وقام بفتح إذاعة خاصة به في قصره الملكي قصر الزهور وخصصه لبث حملته لضم الكويت إلى العراق. و في عام 1961 وبعد إعلان الكويت لاستقلالها صرح الزعيم العراقي آنذاك عبد الكريم قاسم ومن على شاشة التلفاز أن "الكويت جزء لايتجزأ من العراق". حيث حاولت القيادة العراقية إضافة لمسات قومية لهذا الصراع فقامت بطرح فكرة أن الكويت كانت جزءا من العراق وتم اقتطاع هذا الجزء من قبل الإمبريالية الغربية حسب تعبيرها وتم أيضا استغلال تزامن هذا الصراع مع أحداث ماسمي بانتفاضة فلسطين الأولى.

و في 4 نوفمبر 1963 أعترف العراق باستقلال و سيادة الكويت على أراضيها و حدودها من خلال توقيع محضر مشترك بين الكويت و العراق من خلال إجتماع حضره كل من الشيخ صباح السالم الصباح ولي العهد الكويتي آنذاك و أحمد حسن البكر رئيس الوزراء العراقي في تلك الفترة. و رغم الاتفاق قام العراق بالهجوم على مركز الصامتة الكويتي في 20 مارس 1973 في ما يعرف بحادثة الإعتداء على الصامتة و نتج عن ذلك قتل جنديين من كلا الجانبين.

وخلال الحرب العراقية-الأيرانية دعمت الكويت والسعودية العراق اقتصاديا و وصلت حجم المساعدات الكويتية للعراق أثناء الحرب العراقية-الأيرانية إلى ما يقارب 14 مليار دولار، كان العراق يأمل بدفع هذه الديون عن طريق رفع أسعار النفط بواسطة تقليل نسبة إنتاج منظمة أوبك للنفط. و اتهم العراق كل من الكويت و الإمارات العربية المتحدة برفع نسبة إنتاجهما من النفط بدلا من خفضه و ذلك للتعويض عن الخسائر الناتجة من انخفاض أسعار النفط مما أدى إلى انخفاض النفط إلى مستوى 10 - 12 $ بدلاً من 18$ للبرميل. و لكن إحصائيات منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) تشير إلى أن ١٠ دول من ضمنهم العراق لم تكن ملتزمة بحصص الإنتاج. و بدأت الأحداث تأخذ منحنى تصعيدياً من قبل النظام العراقي حيث بدأ العراق بتوجيه اتهامات للكويت مفادها أن الكويت قام بأعمال تنقيب غير مرخصة عن النفط في الجانب العراقي من حقل الرميلة النفطي ويطلق عليه في الكويت حقل الرتقة وهو حقل مشترك بين الكويت والعراق، وصرح الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين أن الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت 8 سنوات كانت بمثابة دفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي حسب تعبيره وأن على الكويت والسعودية التفاوض على الديون أو إلغاء جميع ديونها على العراق (يقدر صندوق النقد الدولي حجم الديون العراقية للكويت ب٦٠ مليار دولار). و تعدت مطالبه إلى طلبه من دول الخليج 10 مليارات دولار كمنحة للعراق و طلب تأجير جزيرتي وربة و بوبيان الكويتيتين. و لم تثمر الجهود الدبلوماسية في تخفيف حدة التوتر. ففي آخر يوليو 1990 عقد اجتماع في مدينة الطائف بين وفد كويتي يرأسه الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح ولي العهد الكويتي و وفد عراقي برئاسة عزة الدوري. و نتج عن هذا الاجتماع الموافقة على تقديم الكويت منحة 9 مليارات دولار و تبرع الملك فهد بن عبدالعزيز ال سعود ب10 مليارات دولار بشرط أن يتم ترسيم الحدود بين الكويت و العراق دولياً قبل دفع أي مبلغ. و قد جاء طلب الكويت هذا إثر قيام العراق بترسيم الحدود و عقد المعاهدات و التسويات مع كل من المملكة العربية السعودية و الأردن و أجل عقد معاهدات مماثلة مع الكويت كي يتم استخدام هذه القضايا كوسيلة ضغط على الكويت.

إحدى نتائج الحرب العراقية الإيرانية كان تدمير موانئ العراق على الخليج العربي مما شل حركة التصدير العراقي للنفط من هذه الموانئ وكانت القيادة العراقية تأخذ في حساباتها المستقبلية احتمالية نشوب الصراع مع إيران مرة أخرى ولكنها كانت تحتاج إلى مساحة أكبر من السواحل المطلة على الخليج العربي فكانت الكويت أحسن فرصة لتحقيق هذا التفوق الإستراتيجي.

و هناك آراء تؤمن بأن الغزو العراقي للكويت كان مؤامرة أمريكية-إسرائيلية نفذها صدام حسين ليتم تأمين و السيطرة على منابع النفط في الخليج.

اجتياح الكويت:
في 2 أغسطس 1990 عبرت قطاعات كبيرة من الجيش العراقي الحدود الكويتية العراقية باتجاه مدينة الكويت وتوغلت المدرعات والدبابات العراقية في العمق الكويتي وقامت بالسيطرة على مراكز رئيسية في شتى أنحاء الكويت ومن ضمنها البلاط الأميري. كما قام الجيش العراقي بالسيطرة على الإذاعة والتلفزيون الكويتي وتم اعتقال الآلاف من المدنيين الكويتيين بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الأجانب الذين كانوا موجودين في الكويت في ذلك الوقت والذين تم استعمالهم كرهائن لاحقا.

بدأت عمليات سلب ونهب واسعة النطاق من قبل القوات العراقية شملت جميع مرافق الكويت من أبسط المواد الغذائية على رفوف الأسواق إلى أجهزة طبية متطورة وبدأت حملة منظمة لنقل ماتم الإستحواذ عليه إلى العراق. ارتكب الجيش العراقي العديد من الجرائم في الكويت كعمليات الإعدام بدون محاكمة وكانت عمليات الإعدام تجرى أمام منزل الضحية وبحضور أسرته

قامت السلطات العراقية و لأغراض دعائية بنصب حكومة صورية برئاسة علاء حسين من 4 اغسطس 1990 إلى 8 اغسطس 1990 أي لمدة أربعة أيام. و اعتبرت الكويت المحافظة التاسعة عشر للعراق و تم تعيين عزيز صالح النومان (قائد الجيش الشعبي في الكويت) بمنصب محافظ الكويت. و كانت النسخة العراقية من الأحداث والتي نشرته قنوات الإعلام العراقي هو أن انقلابا عسكريا حصل في الكويت بقيادة الضابط الكويتي علاء حسين الذي طلب الدعم من العراق للإطاحة بأمير الكويت ولكن هذا التحليل لم يلاق قبولا من الراي العام العالمي.

موقف الدول العربية من حرب تحرير الكويت:
تباينت دول الجامعة العربية بموقفها من الحرب، الأردن أعلن رسميا تأييده للعراق واعتبر الحرب عدوانا على الأمة العربية كما ورد في البيان الأردني، ومثلها فعلت منظمة التحرير الفلسطينية و اليمن و السودان و ليبيا، وتحفظت كل من الجزائر و تونس، وأيدت الحرب كل من دول الخليج و مصر و سوريا و المغرب.
أمين الجامعة العربية السيد الدكتور الشاذلي القليبي وهو تونسي أعلن استقالته ساعة بدئ الحشد للحرب على العراق.

الحرب:
الحملة الجوية:

صورة

في مطلع فجر 16 يناير 1991 أي بعد يوم واحد من انتهاء المهلة النهائية التي منحها مجلس الأمن للعراق لسحب قواته من الكويت شنت طائرات قوات الائتلاف حملة جوية مكثفة وواسعة النطاق شملت العراق كله من الشمال إلى الجنوب حيث قامت ب109,867 غارة جوية خلال 43 يوم بمعدل 2,555 غارة يومياً. أستخدم خلالها 60,624 طن من القنابل. و في 17 يناير 1991 قام الرئيس صدام حسين بإصدار بيان من على شبكة الإذاعة العراقية معلنا فيها أن "أم المعارك قد بدأت".

استعمل في هذه الحملة الجوية من القنابل ما يسمى بالقنابل الذكية والقنابل العنقودية وصواريخ كروز. قام العراق بالرد على هذه الحملات الجوية بتوجيه 7 من صواريخ سكود (أرض أرض) إلى أهداف داخل إسرائيل في 17 يناير 1991 في محاولة لجر إسرائيل إلى الحرب. بالإضافة إلى إطلاق صواريخ سكود على كل من مدينتي الظهران والرياض السعودية،وفي الرياض أصابت الصواريخ العراقية مبنى الأحوال المدنية ومبنى مدارس نجد الأهلية الذي كان خاليا وقتها. كان الهدف الأول لقوات الإئتلاف هو تدمير قوات الدفاع الجوي العراقي لتتمكن بعد ذلك بالقيام بغاراتها بسهولة وقد تم تحقيق هذا الهدف بسرعة وبسهولة حيث تم إسقاط طائرة واحدة فقط من طائرات قوات التحالف في الأيام الأولى من الحملة الجوية. كانت معظم الطائرات تنطلق من الأراضي السعودية وحاملات الطائرات الستة المتمركزة في الخليج العربي.


الحملة البرية:
شكل الهجوم البري لتحرير الكويت نهاية حرب الخليج الثانية. فقد اعتمدت إستراتيجية التحالف على حرب الاستنزاف حيث تم اضعاف الجيش العراقي بالحرب الجوية على مدى ٤٣ يوماً. و تعتبر هذه المواجهة الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية حيث تواجه نحو مليون جندي تصاحبهم الآليات المدرعة و قطع المدفعية مسنودةً بالقوة الجوية. حاول العراق في اللحظات الأخيرة تجنب الحرب، ففي 22 فبراير 1991 وافق العراق على مقترح سوفيتي بوقف إطلاق النار والإنسحاب من الأراضي الكويتية خلال فترة قدرها 3 أسابيع على أن يتم الإشراف على الانسحاب من قبل مجلس الأمن. لم توافق الولايات المتحدة على هذا المقترح ولكنها "تعهدت" أنها لن تقوم بمهاجمة القطاعات العراقية المنسحبة وأعطت مهلة 24 ساعة فقط للقوات العراقية بإكمال انسحابها من الكويت بالكامل.

في الرابعة فجراً من 24 فبراير 1991 بدأت قوات التحالف توغلها في الأراضي الكويتية و العراقية. و تم تقسيم الجيش البري إلى ثلاث مجاميع رئيسية بحيث تتوجه المجموعة الأولى لتحرير مدينة الكويت بينما تقوم الثانية بمحاصرة جناح الجيش العراقي في غرب الكويت. و تقوم المجموعة الثالثة بالتحرك في أقصى الغرب و تدخل جنوب الأراضي العراقية لقطع كافة الإمدادات للجيش العراقي. و في اليوم الأول للحرب البرية استطاعت قوات التحالف للوصول إلى نصف المسافة لمدينة الكويت بينما لم تلاقي المجموعتين الأخرتين أي صعوبات في التقدم. و في اليوم الثاني قامت قوات التحالف بقطع جميع الطرق لإمداد للجيش العراقي.


طريق الموتفي 26 فبراير 1991 بدأ الجيش العراقي بالإنسحاب بعد أن أشعل النار في حقول النفط الكويتية وتشكل خط طويل من الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود على طول المعبر الحدودي الرئيسي بين العراق والكويت، وقصفت قوات التحالف القطعات العسكرية المنسحبة من الكويت إلى العراق مما أدى إلى تدمير مايزيد عن 1500 عربة عسكرية عراقية وبالرغم من ضخامة عدد الآليات المدمرة إلا أن عدد الجنود العراقيين الذين قتلوا على هذا الطريق لم تزد عن 200 قتيل لأن معظمهم تركوا عرباتهم العسكرية ولاذوا بالفرار. سمي هذا الطريق فيما بعد بطريق الموت أو ممر الموت.

في 27 فبراير 1991 أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب عن تحرير الكويت بعد 100 ساعة من الحملة البرية

شكلت القوة الجوية العراقية في بداية الحملة الجوية خطر على قوات الإئتلاف. فقد كانت القوة الجوية العراقية مكونة من ٧٥٠ طائرة قتالية و ٢٠٠ طائرة مساندة موزعة على ٢٤ مطار عسكري رئيسي، إضافة إلى دفاعات جوية متطورة و ٩٠٠٠ مدفعية مضادة للطائرات. بعد تدمير معظم قوات الدفاع الجوي العراقي أصبحت مراكز الإتصال القيادية الهدف الثاني للغارات الجوية وتم إلحاق أضرار كبيرة بمراكز الإتصال مما جعل الإتصال يكاد يكون معدوما بين القيادة العسكرية العراقية وقطعات الجيش. قامت الطائرات الحربية العراقية بطلعات جوية متفرقة أدت إلى إسقاط 38 طائرة ميج عراقية من قبل الدفاعات الجوية لقوات الإئتلاف، وأدرك العراق أن طائراتهاالسوفيتية الصنع ليست بإمكانها اختراق الدفاعات الجوية لقوات التحالف فقامت بإرسال المتبقي من طائراتها (١٢٢ طائرة) إلى إيران، كما تم تدمير ١٤١ طائرة في ثكناتها العسكرية. وبدأ العراق في 23 يناير 1991 بعملية سكب متعمدة لما يقارب مليون طن من النفط الخام إلى مياه الخليج العربي.

بعد تدمير الدفاعات الجوية ومراكز الإتصال العراقية بدأت الغارات تستهدف قواعد إطلاق صواريخ سكود العراقية ومراكز الأبحاث العسكرية العراقية والسفن الحربية العراقية والقطاعات العسكرية العراقية المتواجدة في الكويت ومراكز توليد الطاقة الكهربائية ومراكز الاتصال الهاتفي ومراكز تكرير وتوزيع النفط والموانئ العراقية والجسور وسكك الحديد ومراكز تصفية المياه وقد أدى هذا الاستهداف الشامل للبنية التحتية العراقية إلى عواقب لاتزال آثارها شاخصة إلى حد هذا اليوم. و حاولت قوات التحالف أثناء حملتها الجوية تفادي وقوع أضرار في صفوف المدنيين، ولكن وفي 13 فبراير 1991 دمر "صاروخان ذكيان" ملجأ العامرية التي أثيرت حولها جدل كثير والتي أدت إلى مقتل أكثر من 315 عراقي معظمهم من النساء والأطفال.

بدأ العراق باستهداف قواعد قوات التحالف في السعودية بالإضافة إلى استهداف إسرائيل والتي كانت على ما يبدو محاولة من القيادة العراقية لجر إسرائيل إلى الصراع آملا منها أن يؤدي هذا إلى صدع في صفوف الائتلاف وخاصة في صفوف القوات العربية المشاركة في الائتلاف ولكن هذه المحاولة لم تنجح لأن إسرائيل لم تقم بالرد ولم تنضم إلى الائتلاف.

في 29 يناير 1991 تمكنت وحدات من القوات العراقية من السيطرة على مدينة الخفجي السعودية ولكن قوات الحرس الوطني السعودي بالإضافة إلى قوة قطرية تمكنتا من السيطرة على المدينة، ويرى المحللون العسكريون أنه لو كانت القوة العراقية المسيطرة على الخفجي أكبر حجما لأدى ذلك إلى تغيير كبير في موازين الحرب إذ كانت مدينة الخفجي ذو أهمية إستراتيجية كونها معبرا لحقول النفط الشرقية للسعودية ولم تكن الخفجي محمية بقوة كبيرة الأمر الذي استغلته القيادة العسكرية العراقية. وسميت هذه المعركة باسم معركة الخفجي.

صورة

الدول المشاركة في التحالف:
الأرجنتين ، أستراليا ، البحرين ، بنغلاديش ، بلجيكا ، كندا ، تشيكوسلوفاكيا ، دانمارك ، سوريا ، فرنسا ، ألمانيا ، يونان ، إيطاليا ، اليابان ، الكويت ، المغرب ، هولندا ، نيوزيلندا ، نيجر ، نروج ، عُمان ، باكستان ، بولندا ، برتغال ، قطر ، المملكة العربية السعودية ، سنغال ، كوريا الجنوبية ، إسبانيا ، مصر ، تركيا ، الإمارات العربية المتحدة ، المملكة المتحدة .

خسائر الحرب:
الولايات المتحدة (قُتل 293/جُرح 467)[26] ،المملكة المتحدة (47) [40]، السعودية (18) ، مصر (10) ، الإمارات العربية المتحدة (3) ، سوريا (3) ، فرنسا (2) ، الكويت (1).[41]
كما تعرضت ٧٥ طائرة للتدمير منها ٢٧ طائرة تعطلت لأسباب غير حربية. و تكبدت الولايات المتحدة معظم الخسائر في الطائرات بمجموع ٦٣ طائرة و ٢٣ مروحية.

القوات العراقية
اختلفت التقارير في إحصاء الخسائر العراقية. لكنها بالمتوسط شملت على ما بين 70,000 إلى 100,000 قتيل و 30,000 أسير. بالإضافة إلى تدمير 4,000 دبابة و 3100 قطعة مدفعية و 1856 عربة لنقل القوات. كما تم تدمير حوالي 240 طائرة. و لا توجد إحصائيات تحدد مدى حجم الخسائر في صفوف المدنيين. و معضم التقارير تقدر عدد خسائر المدنيين بين 2,300 إلى 200,000. و سبب الإختلاف الواضح في الأعداد يعود إلى اختلاف المعطيات في التقدير و خاصة أن عدد كبير من المدنيين تم استعمالهم كدروع بشرية لمنع قوات التحالف من قصف المواقع العسكرية.


النتائج الإقتصادية من أثر الحرب:
إشعال و تدمير أكثر من ٧٢٧ بئر نفطي من أصل ١٠٨٠ بئراً كويتياً. و قدر قيمة المفقود من النفط و الغاز الطبيعي من تلك الآبار بحوالي ١٢٠ مليون دولار يومياً. و أدى ذلك إلى فقد قيمة النفط المحروق كما فقد قيمة غير محققة ناتجة عن وقف الإنتاج. كما أن تكاليف إعادة إعمار القطاع النفطي قد تصل إلى ٨٠ مليار دولار حسب تقديرات وزارة المالية الكويتية.

صورة

عواقب الحرب على العراق:
بعد انتهاء الحرب عانى الجيش العراقي من تدمير قطاعاته وضعت الحكومة العراقية في أضعف حالاتها وكان كل المراقبين يتصورون أنه سوف يتم الإطاحة بحكومة الرئيس صدام حسين وقام الرئيس الأمريكي بصورة غير مباشرة بتشجيع العراقيين على القيام بثورة ضد الرئيس صدام حسين حيث صرح أن المهمة الرئيسية لقوات الائتلاف كانت "تحرير الكويت" وأن تغيير النظام السياسي في العراق هو "شأن داخلي" وبدأ تذمر واسع النطاق بين صفوف الجيش العراقي المنسحب وبدأت ماتسمى ب الأنتفاضة العراقية 1991 عندما صوب جندي مجهول فوهة دبابته إلى أحد صور الرئيس صدام حسين في أحد الساحات الرئيسية في مدينة البصرة وكانت هذه الحادثة باعتبار البعض الشرارة الأولى للإنتفاضة التي عمت جنوب العراق وتبعتها المناطق الشمالية ولكن وحدات الحرس الجمهوري وبعض قيادات الجيش العراقي ظلت موالية للرئيس العراقي وقامت بإخماد نيران الإنتفاضة بسرعة وبدأ الأكراد في الشمال بالنزوح بالملايين نحو الحدود العراقية مع إيران وتركيا. ويرجح معظم المؤرخين أن سبب فشل الإنتفاضة كان اتفاقا عقد في صفوان وعرف باسم اتفاقية خيمة صفوان وفيه سمح قائد القوات الأمريكية نورمان شوارزكوف لقيادات الجيش العراقي باستعمال المروحيات التي استعملها الجيش العراقي بكثافة لإخماد الإنتفاضة.

كما نتج عن حرب الخليج الثانية تدمير بنيتة العراق التحتية و جيشه وحرسه الجمهوري الذي كان يعد من أقوى جيوش المنطقة، وتم فرض عزله شديدة على العراق إثر قرار هيئة الأمم المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية خانقة عليه استمرت ثلاثة عشر عاماً عانى منها البلد بشدة. فالأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للعراق من مصافي النفط ومولدات الطاقة الكهربائية ومحطات تصفية المياه أدت إلى تدني هائل في جميع المرافق الأقتصادية والصحية والاجتماعية في العراق. نتج عن الحرب الجوية تدمير 96% من مولدات الطاقة الكهربائية لتعيد مستويات إنتاج الكهرباء في العراق لما قبل عام 1920. و تعرضت بعض البنى التحتية لقصف متكرر كمحطة كهرباء الحارثة قرب البصرة و محطة تكرير النفط في بيجي. و يرى بعض الخبراء أن لا يوجد مبرر واضح لهذا القصف المتكرر و خاصة أن البنى التحيتية التي قصفت من الصعب أن يتم إصلاحها خلال الحرب. كما أقامت الولايات المتحدة، منطقة حظر الطيران لحماية المدنيين العراقيين في منطقة الشمال والجنوب وهذه المنطقة كانت العامل الرئيسي في اقامة اقليم كردستان في شمال العراق لاحقا. و كان للحصار تأثير كبير شمل جميع جوانب الحياة الإجتماعية و الإقتصادية. فقد أدى الحصار إلى ارتفاع نسبة التضخم ليصل إلى ٢٤٠٠٪ في عام 1994. كما أدى الحصار إلى هجرة أكثر من ٢٣ ألف باحث و طبيب و مهندس عراقي إثر انخفاض معدلات أجر الفرد إلى أكثر من النصف. و قد صاحب الحصار ارتفاع معدلات وفيات الأطفال و سوء التغذية و انخفاض معدلات التحصيل العلمي. فقد تعرض أكثر من 4,500 طفل شهرياً للوفاة نتيجة سوء التغذية و الأمراض حسب تقديرات اليونسيف.

كما ألزم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة العراق لتخصيص ٥٪ من عائدات بيع النفط لتعويض الكويت عن الأضرار التي خلفها الجيش العراقي. و قد جمعت اللجنة التابعة للأمم المتحدة ما قيمته ٣٨٦ مليار دولار حصلت الكويت منها على ٣٩ مليار دولار فقط.


صورة

صورة

القنابل و الصواريخ:
تم في هذا الحرب استعمال القنابل الذكية وكانت لها دور كبير في تقليل الخسائر البشرية في صفوف المدنيين مقارنة بالحروب الأخرى في التاريخ. وهذه القنابل يتم توجيهها بأشعة الليزر وتعتبر حرب الخليج الثانية ثاني حرب استعملت فيه هذه القنابل إذ كانت المرة الأولى في الحرب على جزر الفوكلاند بين الأرجنتين والمملكة المتحدة عام 1982. وهذه القنابل لاتتاثر بالظروف الجوية السيئة حيث أنها توجه بواسطة نظام اقمار اصطناعية.

خلال الحرب استعملت الولايات المتحدة صواريخ باتريوت الدفاعية (Patriot missile defense) لأول مرة لإسقاط صواريخ سكود العراقية. على الرغم من دقة صواريخ باتريوت العالية إلا أن هناك على الأقل حدث واحد مسجل حيث أدى خلل في نظام الحاسوب لنظام باتريوت الدفاعي إلى خطأ في اعتراض أحد صواريخ سكود التي تم إطلاقها باتجاه المملكة العربية السعودية في 25 فبراير 1991. و أدى هذا الخطأ إلى موت ٢٨ جندي و إصابة ١٠٠ آخرين في الظهران.


جنود يتفحصون صاروخ سكود تم إسقاطه خلال حرب الخليج الثانيةو أطلق الجيش العراقي ٨٦ صاروخ سكود و هو صاروخ باليستي قادر على حمل رؤوس نووية و كيماوية من تطوير الإتحاد السوفيتي حيث أطلق ٤٠ صاروخ باتجاه إسرائيل و ٤٦ باتجاه السعودية بمعدل ١٥ صاروخ أسبوعياً و هو معدل أقل مما كان يطلقه خلال حرب الخليج الأولى. و كان يملك الجيش العراقي أربع نماذج من صاروخ سكود: سكود-ب و سكود طويل المدى (و حمولة أقل) و صاروخ الحسين و صاروخ العباس (أقلهم حمولة و أطولهم مدى). و تتميز جميع صواريخ سكود العراقية -ماعدا العباس- بإمكان إطلاقها من منصات متحركة مما شكل صعوبة لقوات التحالف من حيث تتبع المنصات. و كما واجه نظام باتريوت مشكلة التصدي لصاروخ الحسين و العباس تنيجة لتفكك هذه الصواريخ أثناء طيرانها في الجو نتيجة لتوزيع الثقل بشكل غير متساوي في الصاروخ بحيث يكون طرفا الصاروخ ثقيلين (الرأس المتفجر في الأمام و مكينة الدفع في الخلف) يربطهما خزان وقود خفيف الوزن.

صورة

صورة

الأوسمة:
بعد الحرب قامت عدد من الدول بإصدار أوسمة لقواتها المشاركة بالحرب. و من هذه الدول:
قوات التحالف:
الأرجنتين، أستراليا، البحرين، كندا، مصر، إيطاليا، الكويت، السعودية، الإمارات، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة

و أعطى كل من وسام التحرير الكويتي و نوط تحرير الكويت السعودي لدول التحالف الأخرى.

صورة

العراق
أصدر الجيش العراقي عدد من الأوسمة منها:

نوط الشجاعة
وسام أم المعارك
شارة أم المعارك
آخر تعديل بواسطة راكان السعدون في الجمعة أغسطس 14, 2009 3:34 am، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
By راكان السعدون
#19879
شكرا لمرورك يا اخت نوف....
وتقبلي تحياتي,,,
صورة العضو الرمزية
By راكان السعدون
#20156
شكرا على مرورك ياشاهه...
تحيااااااااااااااااااتي
صورة العضو الرمزية
By راكان السعدون
#20759
الله يعافيك يا عبدالمجيد ,,, وشكرا لمرورك
By مشاعل العفيصان
#24807
:spiderman:


أخوي الكريم شكرا على اطلاعنا بالفترة الحرجة التي مرت بها بلادنا الحبيبة وصادفت الأيام الأولى من حياتنا


أختك الصغيرة :مشاعل العفيصان
صورة العضو الرمزية
By راكان السعدون
#26427
شكرا على مرورك يا أخت مشاعل .. وتقبلي تحياااتي

أخوك الصغير : راكان صورة