منتديات الحوار الجامعية السياسية

الوقائع و الأحداث التاريخية
By عبدالإله الشيباني
#67667
قررت القوى العظمى في أوروبا خلال اجتماعها في مؤتمر برلين عام 1878 أن تصبح البوسنة تحت احتلال وإدارة الإمبراطورية النمساوية المجرية على الرغم من أنها ما زالت نظريا تحت سيادة وسلطان العثمانيين. ولقد بدأت عملية الاحتلال النمساوي للبوسنة، وتمت خلال ثلاثة أشهر، ولقد كانت هناك مقاومة شرسة وهجمات ثوار متكررة، ولكن لم تزد خسائر النمساويين عن 946 قتيلا و3,980 جريحا.

ولقد تسبب الاحتلال النمساوي للبوسنة في موجة من اللاجئين المسلمين هاجر معظمهم إلى تركيا، ولقد أصدرت السلطات النمساوية الهنغارية أرقاما رسمية تبين أن حوالي 32625 مهاجرا غادروا في الفترة ما بين عامي 1883 و1905 بالإضافة إلى 24 ألفا آخرين غادروا بين عامي 1906 و1918. ولكن هذه الأرقام لا تتضمن أولئك الذين هاجروا في السنوات الأربع الأولى للاحتلال وحتى 1883. ولقد ادعى بعض المؤرخين المسلمين أن العدد الكلي للهجرة الجماعية كان حوالي 300 ألف، ولكن يبدو أن هذا الرقم أعلى من المعقول. ولقد تم في عام 1889، تدشين الكاتدرائية الكاثوليكية في سراييفو، وتبع ذلك إقامة كنيسة القديس آنته بادوفانسكي الجديدة في سراييفو.

ولقد كان حاكم البوسنة في الفترة ما بين 1882 و1903 هو مؤرخ نمساوي ودبلوماسي سابق بنيامين كالاي. وكانت سياسته البوسنية تعتمد على عزل البلاد عن تأثيرات المد القومي والحركات السياسة القومية في صربيا وكرواتيا، وكان يعرف في الوقت نفسه بالعمل على إنشاء فكرة الأمة البوسنية بوصفه عاملا موحدا مستقلا عن العوامل الأخرى. ولقد كان من المهم لفكرته كي تنجح أن يكون المسلمون هم أول من يتبنى فكرة الأمة (الشعب) البوسنية.

وفي 1909، تم منح المسلمين نظاما يتيح لهم إدارة الأوقاف، وتم انتخاب برلمان بوسني في السنة اللاحقة خلال فترة تولي الوزير العام للمالية اللبرالي بارون لوريان الذي شغل ذلك المنصب ما بين عامي 1903 و1912. وعلى الرغم من أنها كانت مبادرة ومنحة محدودة ولم تكن تملك أي سلطة تشريعية، فإنها مكنت العديد من المنظمات التي أنشأتها المجتمعات المحلية حينها مثل المنظمة القومية للمسلمين (1906) والمنظمة القومية للصرب (1907) والجمعية القومية الكرفاتية (1908) من أن تبدأ وظيفتها كأحزاب سياسية. وعلى الرغم من أن بعضا من رجالات المسلمين المرموقين أعلنوا عن أنفسهم على أنهم كروات أو صرب فإن مثل هذه الأعمال الفردية لم تهدد وضع المسلمين بشكل عام، والذين أصبحوا في ذلك الوقت كيانا سياسيا معتبرا.

وبعد اغتيال ولي العهد فرانز فرديناند في أواخر تموز من عام 1914 قامت الإمبراطورية النمساوية المجرية بإعلان الحرب على صربيا. وبدأت الحرب العالمية الأولى، التي استمرت إلى عام 1918 حيث انتهت بهزيمة دول المحور.