منتديات الحوار الجامعية السياسية

الوقائع و الأحداث التاريخية
#67947
يثرب هو اسم المدينة المنورة قبل الاسلام
(مدينة النبي) قبل هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام والمهاجرين إليها.
ويثرب هو ابن قاينة بن مهلائيل بن إرم
بن عبيل بن عوض بن إرم بن سام بن نوح
حفيد سيدنا نوح (نبي). و هناك خلاف حول القبيلة التي سكنت يثرب أولا, هل هي قبيلة عبيل أم قبيلة العماليق؟
و لاسيما وأن القبيلتين قد عاشتا بيثرب
على التوالي. لكن يقال ان قبيلة عبيل هي الأسبق. حتي جاء العماليق وأخرجوهم منها وسكنوها. والعماليق من أحفاد نوح عليه السلام، خرجوا من بابل واستوطنوا منطقة
من تهامة إلى مكة وبقوا فيها إلى
زمن ملكهم السميدع، ثم جاءت قبيلة جرهم فأخرجتهم من المنطقة وسكنت حول مكة، وجاءت مجموعة منهم تسمى (عبيل)
بقيادة يثرب واستوطنت, وأسست المدينة وسموها يثرب باسمه.

ووجدوا فيها أرضاً خصبة، وشجراً وماءً.
كما وجدوا أنها توفر لهم الحماية الطبيعية من خلال الجبال البركانية من حولها.
فاستقروا بها.
واكتسبت يثرب مكانتها المقدسة بعد هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته.
حيث دفن الرسول عليه الصلاة والسلام بمسجده ليكون قبره بها.
وأصبحت المدينة المنورة لقداستها ثاني الحرمين الشريفين.
تكونت بها أول حكومة إسلامية دستورها القرآن. وأصبحت أول عاصمةإسلامية لدولة يحكمها رسول مبعوث و من بعده الخلفاء الراشدون
حتي وفاة الخليفة الثالث عثمان بن عفان.
وكان تخطيطها كما خطه الرسول عليه الصلاة والسلام
أساسا عمرانيا لبناء مدن الجند بالكوفة والبصرة وواسط بالعراق والفسطاط بمصر.
وكان الخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب قد نقل العاصمة من المدينة للكوفة لأسباب سياسية.
وبعده نقلها معاوية بن أبي سفيان لدمشق
ثم نقلها العباسيون لبغداد بعد تأسيسها.
وحاليا تعتبر المدينة مزارا مقدسا لقبر الرسول عليه الصلاة والسلام.
ويطلق عليها حاليا المدينة المنورة أو مدينة النبي أو ثاني الحرمين.
أو المدينة النبوية ولها من الآسماء 99 اسما من أهمها طيبة وطابة ودار الإيمان ودار الهجرة.. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم بتسميتها يثرب فقال : من قال يثرب فليستغفر الله ثلاثا

اسماء يثرب قبل الاسلام .

كانت المدينة المنورة قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها تسمى (يثرب)، وقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في قوله تعالى على لسان بعض المنافقين: (وإذ قالت طائفة منهم: يا أهل يثرب لا مقام لكم …) (سورة الأحزاب الآية 13) وورد في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير اسمها من يثرب إلى المدينة، ونهى عن استخدام اسمها القديم فقال: (من قال للمدينة (يثرب) فليستفغر الله... مسند الإمام أحمد 4/285). كما ورد اسمها الجديد في القرآن الكريم ثلاث مراتٍ هي قوله تعالى: (وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق... )(سورة التوبة الآية 101)
وقوله تعالى: (ما كان لأهل المدينة ومن حولهم أن يتخلفوا عن رسول الله...) (سورة التوبة الآية 120)،
وقوله تعالى: (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل... ) (سورة المنافقون الآية 8)،
وسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسماء أخرى في عدد من الأحاديث النبوية، أهمها: (طابة وطيبة)
وربما يكون سبب تغيير اسمها القديم دلالته اللغوية المنفرة؛ فكلمة يثرب في اللغة مشتقة من التثريب.
ومعناه اللوم الشديد أو الإفساد والتخليط (لسان العرب ـ مادة ثرب)
وقد شاع اسم يثرب قديماً. ووجد في نقوش وكتابات غير عربية
فظهر في جغرافية بطليموس اليوناني باسم يثربا (YATHRIPA)،
وفي كتاب اسطفان البيزنطي باسم يثرب (YATHRIP)،
وظهر اسمها في نقش على عمود حجري بمدينة حران (اتربو)، (ITRIBO).

المؤسسون

تجمع معظم المصادر العربية على أن (يثرب) اسم لرجل من أحفاد نوح عليه السلام، وأن هذا الرجل أسس هذه البلدة فسميت باسمه،.
وتختلف المصادر العربية في عدد الأجيال التي تفصل (يثرب) عن جده (نوح) عليه السلام ،
وفي بعض أسماء سلسلة الآباء والأبناء،
ولهذا الخلاف أثر في تقرير أية قبيلة سكنت يثرب أول الأمر، هل هي قبيلة عبيل، أم قبيلة العماليق،
ولكن المؤرخين يتفقون على أن القبيلتين
سكنتا يثرب على التوالي
ويختلفون من هي الأسبق.
والأرجح أن قبيلة عبيل هي الأسبق.
ثم جاء العماليق فأخرجوهم منها وسكنوها. وتروي المصادر العربية عدة روايات
لسبب تأسيسها أهمها:
1 ـ أن أبناء نوح بعد الطوفان تكاثروا
ولم تعد المنطقة التي نزلوها
تكفيهم فخرجت مجموعات منهم تبحث عن موطن جديد.
ووصل فرع (عبيل) بقيادة (يثرب) إلى هذا الموضع ووجدوا فيه الماء والشجر والجبال البركانية التي تحيط به وتشكل حماية طبيعية
لمن يسكنه فأعجبهم واستوطنوا فيه
. 2 ـ أن أحد أحفاد نوح عليه السلام (واسمه نمرود بن كوش بن كنعان بن نوح)
دعا قومه إلى عبادة الأوثان،
فاستجابوا له فعاقبهم الله وخرجوا من بابل وتفرقوا في جهات مختلفة.
ووصل فرع عبيل إلى هذه المنطقة
. 3 ـ أن العماليق من أحفاد نوح عليه السلام، خرجوا من بابل واستوطنوا منطقة تهامة
إلى مكة وبقوا فيها إلى زمن ملكهم السميدع،
ثم جاءت قبيلة جرهم فأخرجتهم
من المنطقة وسكنت في منطقة مكة،
وجاءت مجموعة منهم تسمى (عبيل) بقيادة يثرب واستوطنت المنطقة
وبنت المدينة التي سميت باسمه.
وهكذا اتفقت المصادر المختلفة على أن تأسيس يثرب كان على يد رجل
يتزعم مجموعة بشرية، هاجرت من موطنها الأصلي ـ بابل في الرواية الأولى،
وتهامة في الرواية الثانية،
وقسم من الحجاز في الرواية الثالثة ـ تبحث عن موطن جديد يوفر لها حياة كريمة،
وأن هذه المجموعة وجدت في هذا الموقع
أرضاً خصبة، وشجراً كثيفاً، وماءً وفيراً، ووجدت أن هذا الموقع أيضاً
يوفر لها قدراً من الحماية الطبيعية،
فاستقرت فيه، وحولته إلى مدينة،
وسمته باسم زعيمها (يثرب).
للتوسع: تاريخ الطبري الجزء الأول والثاني. وفاء الوفا ج1/156- 165

بدايـة التأسيس

من المستحيل أن نجزم بسنة محددة
نؤرخ بها تأسيس يثرب،
فنحن لا نعرف على وجه اليقين
كم من القرون تفصل بين
نوح والهجرة النبوية وما ذكره
بعض المؤرخين روايات شفهية
لا تستند إلى دليل مرجح..
وكل ما يمكن أن نتوقعه
هو أنه حدث في عهود سحيقة على أيدي أمم انقرضت،
فعبيل أو العماليق، هي من الأمم البائدة،
وليس لدينا آثار تساعدنا على تحديد فترة زمنية معينة للتأسيس.
ويضع بعضهم تاريخاً تقريبياً يمتد إلى 1600 سنة قبل الهجرة النبوية اعتماداً
على أن قبيلة عبيل كانت تتكلم العربية،
وأن اللغة العربية وجدت في ذلك التاريخ. ويقترب هذا التحديد من الزمن الذي
وجدت فيه كلمة (يثرب) في الكتابات التاريخية عند غير العرب وفي بعض النقوش المكتشفة.
فقد ورد اسم يثرب في الكتابات عند مملكة (معين) وذكرت بين المدن التي
سكنتها جاليات معينية.
ومن المعروف أن المملكة المعينية قامت في جزء من اليمن في الفترة ما بين 1300 و600 قبل الميلاد.
وامتد نفوذها في فترة ازدهارها إلى الحجاز وفلسطين.
وعندما ضعف سلطانها كونت مجموعة مستوطنات لحماية طريق التجارة إلى الشمال. وكان هذا الطريق يمر بيثرب.
ويتفق هذا التاريخ التقريبي أيضاً
مع التاريخ الذي يذكره المؤرخون لوجود العماليق وحروبهم مع بني إسرائيل في شمال الجزيرة العربية وسيناء.
للتوسع: دائرة المعارف الإسلامية، الطبعة الألمانية ج 3 ـ ص 183. المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام جزء2 ـ ص 119، وج4 ـ ص 128. قصة الحضارة ج2 ـ ص321.

يثرب في المرحلة الأولى

إن صح أن فرع عبيل هو الذي أنشأ يثرب ،
فإن الأخبار عن عبيل قليلة جداً لا تساعدنا على تكوين صورة واضحة.
ونفهم من روايات النسابين أن (عبيل)
هو الحفيد الرابع لنوح عليه السلام
(حسب رواية الطبري) أو الحفيد السادس (حسب رواية السهيلي وابن خلدون)
وكان يعيش في بابل مع أقاربه
من أبناء نوح الآخرين.
وقد ذكر في سفر التكوين أن عموبال (عبيل)
هو أحد أولاد مقعان (قحطان)،
(انظر: الإصحاح الأول آية (22) والإصحاح العاشر آية (28)).
ويرى المؤرخون أن بابل وصلت إلى درجة لا بأس بها من التطور الزراعي بعد وفاة نوح عليه السلام، فقد خلفه بعض أبنائه
وأصبحوا ملوكاً على المدينة،
وعندما خرج فرع (عبيل) بقيادة يثرب بن قاينة من بابل ساروا مدة عشرين يوماً
حتى وصلوا إلى موضع المدينة
فنزلوها وسموها باسم قائدهم يثرب،
وحملوا معهم مدنيّتهم الزراعية وقد أورد السمهودي في كتابه وفاء الوفا أبياتاً في رثاء العبيليين نستشف منها أثر تقدمهم الزراعي والرعوي آنئذ