منتديات الحوار الجامعية السياسية

الوقائع و الأحداث التاريخية
#68199
رغم انه لم يعد خافيا علي أحد ما يجري اليوم في العراق‏,‏ فإن الغريب حقيقة هو هذا الصمت الإقليمي والدولي علي مشاهد الخراب والدمار والأرواح المزهقة كل يوم.
وكأن ما يحدث بات أمرا مسلما به أو بمعني أدق انه تم الاستسلام لمخطط التقسيم المرسوم له, ذلك في ظل الأزمات المحيطة بغالبية دول المنطقة في مواجهة المخططات الأمريكية الإسرائيلية ضدها, التي مازال العراق يدفع ثمنا لها من دماء أبنائه يوما بعد الآخر, هذا في ظل حرب طائفية ماضية في طريقها ربما لأبعد ما خطط وأريد له بالضبط ومن ثم فلم تعد تصريحات جو بايدن حول تقسيم العراق إلي ثلاثة أقاليم سني وشيعي وكردي المتكررة بالجديدة أو المستغربة, خاصة بعدما تحولت إلي واقع ملموس, بأيدي العراقيين أنفسهم, الأمر الذي بات يطرح التساؤل: هل بات تقسيم العراق حسب مشروع بايدن بمثابة الأمر الواقع؟!.. أم تفرض انتخابات2014 واقعا جديدا؟!.
نشر عام1957 كتاب بعنوان خنجر إسرائيل لمؤلفه الهندي ر. ك. كرانيجيا, ويقال إن الرئيس جمال عبد الناصر هو الذي وقف وراء فكرة الكتاب, كما زود المؤلف بوثائق مسربة من الجيش الإسرائيلي, وتضمن الكتاب مخطط إسرائيل لتقسيم العراق علي أن يبدأ التقسيم بتشكيل دولة كردية وفصلها ثم اقتطاع دويلة شيعية.
وفي عام1973 قدم مهندس السياسة الأمريكية هنري كيسنجر مشروعا تجدد الحديث عنه عام1983 يتضمن تقسيم جميع دول المنطقة العربية علي أسس طائفية, ذلك فيما كانت مجلة كيفونيم الإسرائيلية قد نشرت في14فبراير1982خطط إسرائيل لتقسيم العراق وسوريا, واعتبرت المجلة أن العراق أشد خطرا علي إسرائيل من بقية الدول وأكدت أن أفضل طريقة لتمزيقه هو إثارة الصراع الدموي بين مكوناته.
غير أن العديد من المراقبين يعتقدون في أن الإرهاصات الأولي لتقسيم العراق قد بدأت عندما قرر مجلس الأمن بضغط أمريكي تحديد مناطق حظر طيران تحت عنوان حماية الشيعة والأكراد في الجنوب والشمال في التسعينيات من القرن الماضي مع حرص الإعلام الأمريكي علي ترسيخ عبارة حماية الأكراد والشيعة.
وقبل حرب عاصفة الصحراء مطلع التسعينيات دعا أستاذ القانون الأمريكي والمستشار في البيت الأبيض آلان توبول, من خلال موقع الكتروني تابع للجيش الأمريكي إلي الإسراع بتقسيم العراق, قائلا إن: عدد دول العالم حاليا193 دولة وليست هناك مشكلة إذا أصبحت196 دولة, في إشارة إلي3 دويلات ناتجة من تقسيم العراق.