منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
صورة العضو الرمزية
By نهاد
#5740
شنت جورجيا في 8 أغسطس 2008 عمليات حربية ضد أوسيتيا الجنوبية. ووصل عدد ضحايا النزاع المسلح، حسب معلومات وزارة الخارجية الروسية، إلى ما يقارب 6ر1 ألف شخص من سكانها. وقد تشرد 30 ألفا من أصل 70 ألفا عدد سكان أوسيتيا الجنوبية. ومن أجل حماية سكان أوسيتيا الجنوبية الذين يحمل العديد منهم الجنسية الروسية، نقلت روسيا إلى الجمهورية لمساعدة قوة حفظ السلام الروسية هناك تعزيزات من القوات المسلحة. وفي 12 أغسطس انتهت عملية إرغام جورجيا على السلام.
وفى ثنايا ما تقدم لا يمكن قراءة ما يجرى من مواجهة عسكرية بين جورجيا وروسيا إلا في إطار تداعيات لعبة الشطرنج الدولية التقليدية السابقة بين اللاعبين الكبيرين روسيا وأميركا لإعادة تشكيل موازين القوى والمعادلات السياسية الجديدة في فترة ما بعد الحرب الباردة بين دول الحلف الأطلسي بقيادة أميركا والحلف السوفييتي بقيادة روسيا، وما جورجيا في هذه اللعبة الأكبر إلا واحدة من أضعف الأحجار على رقعة الشطرنج الدولية. ويرجع توتر العلاقات بين كل من روسيا وجورجيا منذ أشهر بسبب الاتهامات الجورجية لموسكو بدعم انفصاليي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا، بينما تعادي روسيا طموح جورجيا بالانضمام لحلف الناتو.
وتحظى جورجيا بأهمية جيوسياسية حيث يحدها من الشمال روسيا، ومن الجنوب إيران وتركيا، وهذا ما جعل منطقة جنوب القوقاز ساحة حرب لإمبراطوريات وأديان وأيديولوجيات مختلفة. ولا يخفى على أحد أن تلك المنطقة أصبحت الآن أيضا مبعث قلق للولايات المتحدة. وقد استثمرت واشنطن أرصدة سياسية ومالية ضخمة في خط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان النفطي، والذي من المقرر أن ينقل نفط بحر قزوين من أذربيجان إلى ساحل تركيا على البحر المتوسط، مرورا بجورجيا. ويمثل هذا الخط إمكانية الاعتماد على مصدر بديل ضخم للطاقة في حالة عدم استقرار الشرق الأوسط. هذا بالإضافة إلى موافقة بولندا على نشر الدرع الصاروخي في أراضيها، مما يشكل تهديدا مباشر للأمن القومي والمجال الحيوي الروسي.
ويشير البعض إلى أن تحرك الولايات المتحدة الأمريكية لم يكن سوى محاولة لشغل روسيا واستنزافها في حرب إقليمية في القوقاز لشل دورها عن فعل معارض لشن حرب أميركية إسرائيلية ضد إيران وللمقايضة على المواقف بين الملف الإيراني والملف الجورجي، فكانت النتيجة ردا روسيا عسكريا حازما أربك الغرب وأجبر جورجيا على التراجع والاستغاثة بالغرب ولا مجيب.
يوما ما كانت جورجيا من أكثر المناطق رخاء في الاتحاد السوفييتي السابق حيث عرفت بأنها "سلة فواكه" السوفييت. غير أن ثروات البلاد تعرضت للاستنزاف منذ الاستقلال بسبب مجموعة من الصراعات العرقية المتتالية فضلا عن حرب أهلية في عام 1992.وفي الوقت الراهن تبلغ نسبة البطالة 20% وتعيش أغلبية السكان دون خط الفقر. ويضطر أصحاب المعاشات من المتقاعدين لسد حاجتهم بـ14 لاري (ستة دولارات) فقط شهريا.
وتشكلت صراعات هذه المنطقة-منطقة القوقاز- من:

-القوقاز الشمالي
1-داغستان

أكبر جمهورية في القوقاز الروسي تعيش فيها غالبية مسلمة، وكانت مسرحا بعد 1999 لتوغلات الانفصاليين الشيشان مما أوقع مئات القتلى.في أكتوبر 1999 اندلع النزاع الروسي الشيشاني الثاني، بعد توغل مجموعة من المقاتلين الشيشان بقيادة شامل باساييف إلى داغستان. وردت موسكو آنذاك بحملة عسكرية واسعة النطاق.وما زالت الهجمات على ممثلي السلطات لا سيما الشرطة تتكرر بكثافة بهذه المنطقة

.

2-الشيشان

أعلنت الشيشان استقلالها من طرف واحد في نوفمبر/ تشرين الثاني1991، قبيل انهيار الاتحاد السوفياتي.
* عام 1994، وجه الرئيس الروسي بوريس يلتسين جيشه إلى الشيشان، ومني بالخسارة. وأدى اتفاق خاسيافيورت الذي أنهى حربا من 21 شهرا، قتل فيها أكثر من خمسين ألف شخص، إلى تجميد مسألة وضع الشيشان الذي أصبح مستقلا بموجب الأمر الواقع.
* في الأول من أكتوبر1999، عادت القوات الروسية إلى الشيشان لتنفيذ "عملية لمكافحة الإرهاب".
وفيما كان يفترض ألا تستغرق العملية عدة أشهر، طال النزاع، وتجاوز حدود المنطقة، حيث أعلن باساييف في أوسيتيا الشمالية عن مسؤوليته عن اختطاف رهائن بإحدى مدارس باسيلان (331 قتيلا في سبتمبر2004). الأمر عينه جرى في موسكو، مع عملية رهائن مسرح دوبروفكا (130 رهينة قتلوا في أكتوبر 2002).غير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفع عام 2003 شعار التطبيع، حيث نظم استفتاء دستوريا وانتخابات رئاسية.كما أعلن عن إنهاء "عملية مكافحة الإرهاب" في يناير 2006. ولكن رغم التطبيع مع المنطقة التي تشهد ورشة إعادة إعمار واسعة، ما زالت الاشتباكات مع المقاتلين تتكرر.
*في أبريل 2007 أصبح المقاتل السابق رمضان قادروف رئيسا للشيشان، وهو الذي تعرض والده الرئيس السابق أحمد قادروف للاغتيال في مايو 2004.


3-أنغوشيا

تشكل أنغوشيا المحاذية للشيشان إحدى أكثر الجمهوريات الروسية فقرا. واستقبلت حوالي ثلاثمائة ألف لاجئ. وعلى غرار الشيشانيين، تعرض الأنغوشيون للإبعاد عام 1944 بأمر من ستالين بتهمة "التعامل" مع ألمانيا النازية.ورغم تجنب أنغوشيا الانخراط في النزاع الشيشاني، فإنها غالبا ما تحملت عواقبه من عمليات اختطاف وقتل مدنيين وهجمات على الشرطة. وفي يونيو 2004 أدى هجوم شنه باساييف في أنغوشيا إلى مقتل تسعين شخصا أغلبهم من القوات الأمنية.وينتهج الرئيس الأنغوشي مراد زيازيكوف الذي يترأس البلاد منذ 2002 سياسة قمع شرسة.


4-أوسيتيا الشمالية

تنقسم أوسيتيا إلى قسمين: الجنوبية وهي من حصة جورجيا، في حين ذهبت أوسيتيا الشمالية الى روسيا. وتضم الشمالية أهم قاعدة عسكرية روسية في القوقاز.عام 1992، اندلع نزاع بين أوسيتيا الشمالية حيث الأكثرية مسيحية وأنغوشيا، وأسفر عن مقتل أكثر من خمسمائة شخص.كما تحملت أوسيتيا الشمالية عواقب النزاع الشيشاني، ولا سيما مع أزمة رهائن باسيلان. ويتهم الأوسيتيون الأقلية الأنغوشية المسلمة بتغذية الإرهاب في المنطقة.

-القوقاز الجنوبي

1-أوسيتيا الجنوبية

في يناير 1992 أعرب الأوسيتيون الجنوبيون في استفتاء إثر نزاع مسلح مع جورجيا عن إرادتهم بالاستقلال، والانضمام إلى أوسيتيا الشمالية.ونص اتفاق لوقف إطلاق النار بين جورجيا وروسيا في يونيو 1992، على نشر قوة فصل ثلاثية (أوسيتيون، جورجيون، روس) على طول الحدود بين جورجيا وأوسيتيا الجنوبية. لكن الحوادث تكررت.ولطالما كرر الرئيس الجورجي ميخائيل شاكاشفيلي أنه يريد ضم أوسيتيا الجنوبية، حيث شن عليها هجوما عسكريا مؤخرا.ويحمل عدد كبير من مواطني أوسيتيا الجنوبية الهوية الروسية، كما اندمج اقتصاد المنطقة باقتصاد روسيا التي تريد السطات الانضمام اليها.


2-أبخازيا

عام 1992، أعلنت منطقة أبخازيا الجورجية المشاطئة للبحر الأسود عن استقلالها من طرف واحد.
واندلع نزاع استمر عاما بين الانفصاليين والقوات الجورجية، انتهى بانتصار الأبخازيين بدعم مفترض من روسيا، وأوقع آلاف القتلى. ويضمن جنود روس الأمن في المنطقة.وبعد التوصل عام 2004 لإعادة جمهورية أدجاريا الجورجية التي تتمتع بحكم ذاتي إلى كنف تبليسي، أعلن ساكاشفيلي أنه حري بأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية أن تحذوا حذوها.واقترحت المانيا خطة حل في يوليو 2008، قابلها الانفصاليون بالرفض.ووعد الرئيس الأبخازي سيرغي باغابش لتوه بدعم نظيره الأوسيتي. وأعلن لوكالة إنترفاكس أن ألف متطوع أبخازي يتوجهون إلى أوسيتيا الجنوبية.

3-ناغورني كراباخ
شهد هذا الجيب الأرمني في أذربيجان نزاعا داميا مطلع التسعينيات في ظل تفكك الاتحاد السوفياتي.
ومنذ اتفاق وقف النار عام 1994 يخضع الجيب لسيطرة الأرمن الذين انتصروا عسكريا. وتتوالى الأحداث بين القوات الأرمنية والأذربيجانية .

مما سبق يتضح أن ما تشهده منطقة القوقاز من صراعات عرقية تعد من الأجواء الموائمة لافتعال الأزمات من قبل الأطراف ذوى المصالح الإستراتيجية، والتى تجد في تأجيج الصراع محاولة استعادة أو إثبات دورها كقوى عظمى، ولكن هل يمكن القول أن ما يحدث الآن يعد من قبيل إعادة لسيناريو توازن القوى بين العملاقين الروسي والغربي؟ مما لا شك فيه أن منطقة القوقاز تعد قنبلة موقوتة حقيقية. وما يحدث حاليا إنما يصب في بوتقة إعادة موازين القوى ولكن في اتجاه نسق دولي جديد قد تتوزع فيه القوة بين مجموعة من الأقطاب المركزية قد تشكل تكتلات ذات قوى دولية مؤثرة في المسرح الدولي ، ويؤول الوضع في النهاية إلى انتهاء الانفرادية الأمريكية.
آخر تعديل بواسطة نهاد في الخميس أغسطس 21, 2008 8:51 am، تم التعديل مرة واحدة.
By الـمــ مـحـمـد ــسـنـد
#5744
يعطيك العافيه هو الوضع الامريكي صعب يضل لانه دوام الحال من المحال


ولكن معقوله تكون روسيا تبي تعود بالقوه ذي على الساحه اتوقع فيه قليل من المبالغه


تقبلي مروري
صورة العضو الرمزية
By نهاد
#5746
أخي الكريم ، لقد أسعدني مرورك وتفاعلك مع الموضوع والذي يعتبر من الأهمية ألا نهمله أو نتجاهل أحداثه ، فمن المعروف أن العلاقات الدولية في الأساس يحكمها قانون المصلحة و هذا ما يفسر التحركات الروسية تجاه الأزمة ، و كان من غير المتوقع على المستوى الدولي عامة و للولايات المتحدة الأمريكية خاصة هذا التحرك الروسي السريع ومبادرتها بالرد العسكري ، أما فيما يخص عودة القطب الروسي كقوة دولية ، فإن السطور الأخيرة إنما تعبر عن وجهة نظر قد تحتمل الصواب أو الخطأ من حيث كون روسيا تعد أحد الأقطاب المتوقع صعودها ضمن مجموعة من الأقطاب المنتظرة
صورة العضو الرمزية
By د.أحمد وهبان
#5754
بالفعل موضوع على درجة عظيمة من الأهمية وهو بحق موضوع الساعة ،،، هل يعود الدب الروسي لمجابهة الحوت الأمريكي وتحجيمه كما كانت الحال خلال حقبة الحرب الباردة؟ الإجابة في ذمة الأيام القادمة ولاشك ،،، ولكن من مصلحة العالم أن يعود الدب ليمارس دوره كقوة قطبية بدلا من انفراد قوة عظمى كالولايات المتحدة بكل غطرستها على مقدرات السياسة العالمية ،،، شكرا نهاد على هذا الطرح الهام جدا.
صورة العضو الرمزية
By مثايل القحطاني
#5793

أشكرك أختي نهاد على هذا الموضوع المهم .....

وأنا مع رأي دكتورنا الفاضل فيما يخص<<<<ولكن من مصلحة العالم أن يعود الدب ليمارس دوره كقوة قطبية بدلا من انفراد قوة عظمى كالولايات المتحدة بكل غطرستها على مقدرات السياسة العالمية ،،،

وأعتذر على مروري المتأخر.....