منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#68770
عبدالله مغرم

نجح ستيف جوبز مؤسس شركة أبل وستيف وزنياك عندما كانا في سن الحادية والعشرين والسادسة والعشرين من صناعة أول حاسوب شخصي في التاريخ وهو جهاز أطلق عليه في حينها اسم أبل 1 ونجحا كذلك في بيعه حتى قبل أن يتوفر لديهما تمويل والأكثر من ذلك تم تصنيعه في مبنى العائلة التي تبنت ستيف جوبز وليس هذا كل شيء.

بعد عودة ستيف جوبز إلى شركة أبل التي تمت تنحيته منها حققت الشركة نقلة نوعية مجدداً من خلال طرح عدد من المنتجات والتي أراد من خلالها تحقيق حلمه بتغيير العالم ونجح من خلال تلك المنتجات التي أطلقتها الشركة من تحقيق إجمالي مبيعات في العالم 2012م تقدر ب 156 مليار دولار، وفي المقابل وعلى الضفة الأخرى نجحت ميكروسوفت والتي أسسها آنذاك الشاب بيل جيتس وهو في العقد الثاني من العمر من تحقيق حلمه والذي توقع من خلاله أن يصبح الحاسوب في كل منزل وهو ما تحقق.

قصص الشباب المبدعين الذين نجحوا في تغيير العالم ليس حكراً على ستيف جوبز أو بيل جيتس وإن كانا رائدين أسسا لمرحلة جديدة يعيشها العالم اليوم ولكن هناك العديد من الشباب الذين نجحوا من أجيال تلتهم وهم في العقد الثاني أو مطلع العقد الثالث ومنهم مؤسسا شركة جوجل لاري بيج وسيرجي برن والتي نجحت الشركة في العام الماضي من تحقيق أرباح تقدر بقيمة 50 مليار دولار، وجيف بيزوس مؤسس متجر أمازون عبر الإنترنت والذي أسسها وهو في مطلع العقد الثالث من العمر في منتصف التسعينات والذي تتوقع شركته أن تحقق أرباحاً في العام 2015 تصل إلى 100 مليار دولار وأعلنت قبل بضعة أيام عن خدمة توصيل الطلبات عبر طائرة بدون طيران خلال مدة من أربعة إلى خمسة أعوام، إضافة إلى شبكة التواصل الاجتماعية فيس بوك والذي كان مؤسساها في العقد الثاني والتي تخطط لتحقيق مداخيل مالية في العام 2016م تصل إلى 12 مليار دولار وكذلك هو الحال مع موقع إنستغرام لتبادل الصور الذي كان مؤسساه في العقد الثاني من العمر إذ أسست الشركة بقيمة نصف مليون دولار وبيعت لفيس بوك بعد عامين من تأسيسها بصفقة قدرت بمليار دولار فضلاً عن موقع تويتر الشهير والذي أسسها شبان في العقد الثاني في العام 2006م وبلغت قيمة حصتها السوقية بعد أيام من طرحها للاكتتاب قبل بضعة أسابيع أكثر من 24 مليار دولار.

الأمثلة عديدة لرواد شباب في عهد مضى وكذلك في العصر الحاضر قادت إبداعاتهم إلى تغيير العالم أو على أقل تقدير نجحوا في تغيير كيف يفكر العالم، وبالرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية تمر بأزمة اقتصادية يبقى السؤال كيف أنجبت الولايات المتحدة عدداً كبيراً من الشباب المبدعين الذين نجحوا في تغيير العالم بينما لم يحقق شباب من العديد من الدول المتقدمة الأخرى كألمانيا واليابان وغيرهما إنجازات مشابهة على أقل تقدير في الوقت الحاضر؟

إنها البيئة والإيمان بالقدرات الشابة والتشريعات وصناديق تمويل الاستثمارات الجريئة نجحت في أن تنطق عقول مبدعيها من الشباب لتغيير العالم، وهو خيارنا الوحيد إن أردنا تغيير العالم وخلق قطاعات اقتصادية واعدة.