منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
By بدران الزومان 36
#69230
إطار تحرك السياسة الخارجية الإيرانية
ويدفع هذا الأمر بالمحللين إلى محاولة تحديد الأطر العامة لتحرك السياسة الخارجية الإيرانية، ويقتضي العودة إلى مفهوم "تصدير الثورة" الإسلامية إلى سائر الأقطار، وهو مفهوم يقوم على أسس يراها النظام الإيراني متصلة بعناوين مثل "وحدة الأمة الإسلامية."
وتحرص إيران خلال تعاطيها مع الملفات الإقليمية على إبراز تشددها على قضيتين أساسيتين، "الوحدة بين المسلمين،" وهو شعار يرتبط بمشروع تجاوز الإطار المذهبي بين السنّة (الذين يشكلون الغالبية الساحقة من المسلمين) والشيعة، والتركيز على القضية الفلسطينية وضرورة "إعادة الحقوق للشعب الفلسطيني،" و"إشهار معاداة إسرائيل."

ولكن البعض يرى أن هذه الخطوط هي مجرد غطاء للمشروع الإيراني الحقيقي المرتبط بطموحات قومية لمد مناطق نفوذه في مجمل الدول العربية والإسلامية، ويرتكز على نشر التشييع وتأسيس الأحزاب الموالية لإيران وتسليحها في بعض الأحيان من جهة، واللعب على الورقة الفلسطينية من جهة أخرى، باعتبارها قضية قادرة على إكساب طهران مشروعية شعبية.

ويقر أولئك المنتقدون للسياسة الخارجية الإيرانية بأن طهران أزالت سفارة إسرائيل من أراضيها ودعمت الفصائل الفلسطينية، لكنهم يذكّرون أنها وقفت إلى جانب أرمينيا في حربها مع أذربيجان التي تقطنها غالبية مسلمة، كما أنها تثير بين الفينة والأخرى حفيظة دول الخليج بتصريحات لمسؤولين فيها يتحدثون عن تبعيتهم التاريخية لها.

كما أن التصريحات الإيرانية التي تشير إلى دور في مساعدة الولايات المتحدة بإسقاط نظامي صدام حسين في العراق وحركة طالبان في كابول كثيرة، ولكن نتائجها لم تكن كما ترغب طهران، وهو ما عبر عنه المساعد السابق للرئيس الإيراني محمد أبطحي، الذي أشار بسخرية إلى أن "مكافأة طهران كان تصنيفها ضمن محور الشر،" وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط الصادرة في 14 يناير/كانون الثاني 2004.