منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
By بدران الزومان 36
#69232
نفوذ إيران والقلق من التشييع
تمثل قضية التشييع واحدة من أبرز محاور الخلاف بين إيران ودول الجوار، التي تشير إلى أن طهران تحاول نشر المذهب الجعفري الشيعي بين مواطنيها بوسائل متعددة، وهو ما تنفيه إيران بشدة، متهمة جهات معادية لها باستخدام هذا الملف ذريعة لإخافة الرأي العام منها.

لكن الخلاف حول هذه القضية لم يبق طويلاً في إطار التأويلات، بل أخرجته إلى العلن تصريحات رسمية، كتلك الصادرة عن المغرب قبل فترة، إلى جانب القلق الذي عبر عنه في السابق العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، من نشوء "الهلال الشيعي،" الممتد من إيران إلى لبنان مروراً بالعراق وسوريا.
وعلى المستوى الديني، انبرت مرجعيات معروفة في الأوساط الإسلامية، وفي مقدمتها الشيخ يوسف القرضاوي، لشن حملة عنيفة ضد إيران بسبب هذه القضية، كما شهدت الثقافة السياسية والدينية العربية عودة لمصطلحات مثل "الصفوية" و"الشعوبية" للدلالة على الدور الإيراني.

الإمساك بأوراق سياسية وعسكرية

ومن بين أهم أدوات السياسة الخارجية الإيرانية إمساكها بورقة التنظيمات المقاتلة في مجموعة من دول المنطقة، إذ سبق لإيران أن رعت تأسيس حزب الله اللبناني، الذي تحول مع الوقت إلى تنظيم فائق القوة على المستويين السياسي والعسكري.

وإلى جانب حزب الله، يبرز دعم إيران لحماس وحركة الجهاد الإسلامي في الأراضي الفلسطينية، في حين أن الولايات المتحدة تتهمها أيضاً بتقديم أسلحة إلى تنظيمات وفصائل في العراق وأفغانستان، تُستخدم في مهاجمة قواتها.

وتبرز أهمية هذه الأوراق في أنها تشكل واحدة من مرتكزات القوة الإيرانية الدبلوماسية والعسكرية، إذ تدرك طهران بأن تعدد الأدوار في أكثر من دولة بالمنطقة يضمن لها مكانة إقليمية في أي توزيع جديد لحصص النفوذ العالمي.

وعلى المستوى العسكري، يمكن لإيران باستخدام هذه القوى، إلى جانب خلايا أخرى يتردد أنها تنتشر في مناطق مختلفة من العالم، توجيه ضربات مؤلمة إلى خصومها في حال تعرضها لمخاطر أمنية