منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
By بدران الزومان 36
#69233
لا شك أن الملف النووي هو محور الاهتمام الدولي المنصب على إيران حالياً. فالولايات المتحدة وإسرائيل وبعض العواصم الغربية لا تخف قلقها من برنامج إيران النووي، ويتهمونها بالسعي لتطوير أسلحة دمار شامل، وهو ما تنفيه طهران بشدة.

وقد تسبب هذا الملف بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على إيران، إلا أن ذلك لم يثنيها عن متابعة السير فيه والحديث بشكل متواصل عن زيادة قدرات التخصيب بجهود محلية.
وينقسم الخبراء حول طبيعة هذا البرنامج، فيرى البعض أن إيران تتجه لبناء قنبلة نووية تشكل قوة ردع بوجه القوى الدولية التي قد تقف بوجه مشروعها الإقليمي، ويستدلون على صحة ما يذهبون إليه بالإشارة إلى تطوير إيران بشكل متزامن لقدراتها الصاروخية، وهو ما دفع واشنطن لإطلاق مشروع "الدرع الصاروخية" في أوروبا.

بالمقابل، يقول البعض الآخر أن طهران إنما ترغب في بناء مفاعلات سلمية لإنتاج الطاقة الكهربائية من جهة، وتأكيد قدراتها التقنية التي تضعها في مصاف الدول المتقدمة من جهة أخرى.

وخلال الإدارة الأمريكية السابقة التي قادها جورج بوش، وصلت الأمور بين واشنطن وطهران حد تبادل التهديدات المباشرة، مع تلويح كل طرف للآخر بقدرته على الحسم العسكري، إن اقتضت الأمور ذلك.

وكان من نتيجة السياسات الإيرانية نشوء ما يعرف بـ"معسكر الاعتدال" العربي، الذي يضم السعودية ومصر والأردن ودولاً أخرى، ليواجه معسكر "الممانعة" الذي يضم إيران وسوريا، مع تعاطف السودان وقطر، إلى جانب أطراف أخرى.

ولكن تبدلات بدأت تلوح في أفق هذا الاصطفاف الدولي مع وصول الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي إلى منصبه، وطرحه الانفتاح على طهران بموازاة التشدد في مواجهة برنامجها النووي، ليعزز بذلك (الرئيس الفرنسي) اتجاها أوروبيا كان طوال الفترة الماضية أقل صرامة في التعامل مع إيران من واشنطن.

إلا أن التحول الأبرز كان مع انتخاب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الذي أعلن نيته طي صفحة المواجهة مع طهران وفتح الباب أمام مقاربة دبلوماسية معها.

والملاحظ في النقاش الداخلي الإيراني استمرار الوتيرة المرتفعة للخطابات بين المرشحين حيال الموقف من الولايات المتحدة، الأمر الذي يدل على أن العداء لواشنطن ما يزال يشكل مادة لجذب الأصوات، مما يعني أن ما قيل عن "صفقة" ترتب أوضاع الشرق الأوسط بعيداً عن التوتر ربما لا تزال بعيدة.