منتديات الحوار الجامعية السياسية

قسم مختص باستقبال أسئلة الطلاب
By عمر الردادي 8
#37442
* الأقليات الإسلامية :
الأقلية هي جماعة فرعية تعيش بين جماعة أكبر، وتكون مجتمعاً تربطه ملامح تميزه عن المحيط الاجتماعي حوله، وتعتبر نفسها مجتمعاً يعاني من تسلط مجموعة تتمتع بمنزلة اجتماعية أعلى وامتيازات أعظم تهدف إلى حرمان الأقلية من ممارسة كاملة لمختلف صنوف الأنشطة الاجتماعية أو الاقتصادية والسياسية، بل تجعل لهم دوراً محدوداً في مجتمع الأغلبية، وتختلف الأقليات من حيث العدد والمنزلة الاجتماعية، ومدي تأثيرها في مجتمع الأكثرية، ومهما كانت هذه المنزلة، فمجتمع الأكثرية، ينظر إليهم على أنهم (غرباء) عنه، أو شائبة تشكل عضو شاذ في كيانه، وقد بلغ الأمر إلى حد العزل الكلي لجماعات الأقلية، حيث نجد أن لجماعات الأقلية أحياء خاصة بهم بل ومؤسسات خدمية مختلفة كما في جنوب أفريقيا.
ومحور قضية الأقلية بني على صفات خاصة نتج عنها عدم التفاعل الاجتماعي مع مجتمع الأكثرية، وهذه الصفات قد تكون عرقية، وهي سمات واضحة في مجتمع جنوب أفريقيا والأمريكتين، أو تكون لغوية مثل جماعات الوالون في بلجيكا، أو تبني على فوارق ثقافية كحال جماعات اللاب في اسكندنافية ،و أبرزها الملمح الديني، وهذا شأن الأقليات المسلمة في جميع أنحاء العالم وبصفة خاصة في شعوب جنوب شرقي آسيا، فالأقليات المسلمة تنتمي إلى أصول عرقية واحدة تربطها بالأغلبية، لكن التفرقة هنا تأتت من الفوارق الدينية، والقضية هنا (عقائدية).

* أوضاع الأقليات :
تختلف التحديات بين إلحاد وزندقة ومذاهب وضعية وفلسفات لاهوتية تبرز على مسرح التحديات وبنفوذ السلطات الحاكمة أو بالأكثرية العددية أحياناً أخرى، فهذه ملامح تجعل سمات الأقليات المسلمة تختلف عن سائر الأقليات. في أفريقيا تواجه الأقليات المسلمة ألواناً من التحديات أبرزها صراع الدعوة الإسلامية ضد الوثنية التي لا تزال دين العديد من القبائل والعشائر الأفريقية، وتبرز على المسرح جهود البعتاث التبشيرية المسيحية التي اتخدت من إفريقيا بؤرة تجمع للانتشار بها منذ 150 عاماً ودعمت بأموال طائلة أعطتها مرونة الحركة، ثم برزت التحديات الماركسية في بعض قطاعات أفريقيا في الأونة الأخيرة.
واجهت الأقليات المسلمة في أوروبا ألواناً من التحديات انصبت على صراع قديم استغرق عدة قرون وخرجت الدعوة الإسلامية منه بأنصار لها من شعوب شرقها وغربها وجنوبها.
وفي مستهل القرن العشرين تغيرت التحديات وتحولت إلى صراع مذهبي، تحدى الإسلام والمسيحية معاً، وتأتي صورة أخرى من غربي أوروبا فمعظم الأقليات المسلمة من عناصر مهاجرة تعيش في بيئة مغايرة. وفي الأمريكيتين لون آخر من التحديات تقوم على اللون أحياناً وعلى الدين أحياناً أخرى، وهكذا تعاني الأقليات من مختلف التحديات مما يجعل القضية تأخد أبعاداً عنصرية.
و لكن ذلك لا يعني أن الأقليات المسلمة في أوروبا تعاني من الظلم والقهر وإنما هناك بعض الدول وعن طريق المنظمات الدولية غير الحكومية والتي تعمل في إطار إدماج هذه الفئة من الناس.

* معلومات غير محايدة :
البيانات المستمدة عن الأقليات المسلمة معظمها من مصادر منحازة ضدها، فقد تأتي من مصادر غربية، وهذه تكتب بعاطفة لها خلفية حاقدة على الإسلام والمسلمين فتحاول التقليل من حصتها العددية في كيان الأغلبية التي تعيش وسطها، وتعطي صوراً مهزوزة لا تمت لواقع الأقليات المسلمة بصلة، أو تأتي من بيانات حكومية عبر سلطات ملحدة يهمها تحطيم القيم العقائدية ليتحول مجتمعها إلى الولاء المذهبي، فتحاصر المجتمعات الإسلامية بستائر زائفة تجعلهم في عزلة لتقدم منها طعماً لحملات التشكيك والإلحاد حتى تنمحي شخصيتهم الاجتماعية ويدخلون مرحلة الذوبان في مجتمع الأكثرية. وفي بعض بيئات الأقليات المسلمة قد يحدث عكس ما سبق، فقد تكون الأقلية المسلمة محوراً نامياً، لها دورها في اجتذاب أنصار جدد من أفراد شعوبهم، فمن الأقليات المسلمة من يعيش وسط شعوب وثنية ملحدة، وتشكل الأقليات هنا كياناً عرقياً ولغوياً متجانساً يستطيع أن يجذب للدعوة عناصر جديدة. 3- حركات التنصير هذه المرة تنصب على التحديات المضادة والتي تعاني منها الأقليات المسلمة، تلكم التيارات تتمثل في البوذية والهندوسية والتنصير، تيارات مدعومة مادياً وسياسياً، حيث أعتمد مجلس الكنائس العالمي مبلغ 1000 مليون دولار للانطلاق بالتنصير في مائة دولة في سنة (1399 هـ -1979 م) ورصد لحركات التنصير مبلغ 151 مليار دولار في سنة 1989 م، ويعطي الجانب المضاد القدرة على إقامة المدارس والمستشفيات والمؤسسات الدينية في مناطق الشعوب الفقيرة، وهذا يمثل إغراء للجماعات الوثنية، والجماعات الضعيفة الإيمان ويزيد من حدة الحرب الطائفية والصراع بين الأديان.