منتديات الحوار الجامعية السياسية

قسم مختص باستقبال أسئلة الطلاب
#50553
قضيةعادل امام وحرية الابداع في الاسلام


عادل امام لو حاسبناه علي مواقفه السياسية بعيدا عن كونه فنان منحه الله موهبة أسعدت الجميع لقلنا أن تلك المواقف صادمة لكل وطني حر حيث وجدناه ناصرا للنظام السابق ومدافعا عن التوريث ناهيك عن الألفاظ التي تحمل التهجم والسخرية من المتدينين انعكس ذلك في حواراته المتعددة ومن خلال أفلامه وهي كلها أمور ممكن أن يتم الرد عليها بنفس الوسائل من خلال فن جميل يصحح الحقائق المغلوطة والمفاهيم المقلوبة الناتجة عن الجهل بثقافة ننتمي اليها لكن لا تلقي الاحترام الفعلي من البعض أو من خلال ممارسة النقد في الصحف ووسائل الاعلام المتنوعة وفي هذا اثراء لحركة النقد وقد عرف تاريخنا الاسلامي وفي عصر الحضارة الاسلامية ممارسات من هذا الشأن بل بلغت قصوتها وكانت سببا في نشأة علم الكلام الذي أبدع فيه المفكرون المسلمون ومن خلاله انبروا بقوة الحجة للدفاع عن الصورة الصحيحة للدين خاصة بعد أن وصل الهجوم الي العقيدة نفسها ونشطت حركة الفكر فكان هناك الرأي والرأي الاخر وكان الكل يعيش في سلام دون دعوة للحبس أو رمي بكفر أو اهانة لشخص المعترض ....فضرب المجتمع الاسلامي مثلا في التسامح مع كافة الأطياف وكانت بغداد والأندلس مثال علي هذا العيش في سلام الكل آمن علي حريته وحياته فحينما سئل بن رشد لما تكون متسامحا مع مخالفيك ؟ فرد قائلا ليس سمة فضل في أن يكون الانسان متسامحا مع غيره انما الفضل كله أن يكون متسامحا مع من يخالفه . كما أن الرسول (ص) أهدي زهير بن أبس سلمي عباءته لأنه قال قصيدة مع أن مطلعها بيت غزل هو بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم اثرها ....والاستشهادات في هذا الشأن كثيرة أقول ذلك ردا ورفضا لحبس فنان أو صاحب رأي أو فكر فأسلامي وحجتي ليست ضعيفة لأستعيض عنهما بحبس فلان ولست ممن يخاف علي ديني لأن الله ناصره الي آخر الزمان أما مما لايمكن التسامح معه أو التساهل بشأنه وأظن أن عادل امام وقع فيه فهو خدش الحياء العام والقيم الأخلاقية بتلك المناظر الخليعة المستفزة في الأفلام والتي غرض أصحابها هي الكسب المادي علي حساب انهيار أخلاق الشباب وارتفاع معدلات التحرش والاغتصاب ثم من يقترف تلك الموبقات يكون مصيره القانوني الاعدام فلماذا من الأصل نيسر للناس سبل الانحراف ثم بعد ذلك نعاقبهم علي اقترافها فالأولي أن توجد رقابة تحول دون مثل تلك المناظر الخليعة والتي يحتج أصحابها بحرية الابداع ولسنا في ذلك كما يدعون ظلاميين ومتشددين فللننظر الي جون لوك وهو من دعاة الليبرالية حين يقول في رسالة التسامح :"ان الحاكم ينبغي عليه أن لا يتسامح مع الأراء المضادة للمجتمع الانساني أو مع القواعد الأخلاقية الضرورية للمحافظة علي المجتمع المدني"