منتديات الحوار الجامعية السياسية

قسم مختص باستقبال أسئلة الطلاب
#61594
رغم الأصداء الواسعة التي تركتها الهجمة الإلكترونية التي تعرضت لها إسرائيل مؤخراً والتي استهدفت مواقع وزارات ومرافق حكومية على الشبكة العنكبوتية، فإنه يمكن القول إن هذه الهجمة أبعد ما تكون عن الحرب الإلكترونية التي تحسب لها النخب الحاكمة ودوائر التقدير الإستراتيجي في تل أبيب ألف حساب، وتعمل على مدار الساعة من أجل تحصين الكيان الصهيوني في مواجهتها.

إن ما يثير الذعر في إسرائيل هو أن تتعرض لهجمة إلكترونية تستهدف بشكل مباشر مرافقها الإستراتيجية المرتبطة بالفضاء الإلكتروني، مثل البنى التحتية (الكهرباء والمياه والمواصلات، والقطاع المصرفي..)، وهيئات القيادة وشبكات التحكم العسكرية، والأقمار الصناعية، وكذلك مجمل التقنيات المتقدمة المرتبطة بهذا الفضاء.

سيناريو الرعب الإسرائيلي
إن إسرائيل تنطلق من افتراض مفاده أنه كلما تعاظمت درجة توظيف التقنيات المتقدمة في تشغيل مرافق البنى التحتية والمؤسسات العسكرية والمدنية الحساسة، زادت فرص انكشافها أمام الهجمات الإلكترونية "المعادية" التي قد لا تؤدي فقط إلى توقف عمل هذه المرافق وتلك المؤسسات مما ينتج عنه شلل الحياة في الكيان الصهيوني، بل يمكن أن تؤدي أيضاً إلى سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف المدنيين والعسكريين.


سيناريوهات الرعب التي تخشاها إسرائيل من الهجمات الإلكترونية لا تكمن فقط في الشلل الذي يمكن أن يصيب الكيان الصهيوني, بل في سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف المدنيين والعسكريين

ومن الأهمية بمكان أن نشير هنا إلى مثال بسيط يوضح حجم الأضرار التي تخشى إسرائيل تكبدها جراء هجوم إلكتروني يستهدف مرافق البنى التحتية لديها، ألا وهي الأضرار الناجمة عن مهاجمة هيئة التحكم المحوسبة التي تشغل نظام الإشارات المرورية فيها.

فقد حذر أكثر من مسؤول إسرائيلي من أن أي طرف معادٍ قادرٍ على الولوج إلى وحدات التحكم الإلكتروني في نظام الإشارات المرورية يمكنه أن يتسبب في موت مئات الإسرائيليين خلال دقائق، حيث بإمكان هذا الطرف تغيير إعدادات هذه الوحدات، بحيث يتم تشغيل الأضواء الخضراء في نظام الإشارات المرورية في الاتجاهات المتعاكسة في الوقت نفسه، مما يعني سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في حوادث طرق مؤكدة.