منتديات الحوار الجامعية السياسية

قسم مختص باستقبال أسئلة الطلاب
#24087

بـسـمـ الله الـرحمـن الرحيـمـ ..
< تقرير عن السياسة الأمريكية في إقليم دارفور السوداني من خلال مبدأ سياسة الكيل بمكيالين ّ>

عندما تقوم الدولة بممارسة العنف على شعبها تارة والادعاء بأنها تحترم حقوق الإنسان في بلادها , وعندما تقوم دولة أو حكومة بهضم حقوق المرأة من جهة وتعلن على محطات التلفاز لديها بأن المرأة عندها تتمتع بكل حقوقها وحريتها , وعندما تعلن دولة من الدول أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى وهي في الواقع تدعم ميليشيات وجماعات في تلك الدولة فأن هذه الدولة أو تلك بهذه الأمثلة تمارس سياسة الكيل بمكيالين .

أن مبدأ الديمقراطية الذي تنادي به الولايات المتحدة الأمريكية هو أكبر مثال لسياسة الكيل بمكيالين عندها لأنها تدعي التدخل في شؤون دولة من الدول على أنه دعم للديمقراطية وهذا في الواقع حقيقي أذا كانت تلك الدولة تسير على الفلك الأمريكي أو تخدم مصالح الحكومة الأمريكية مثل ما يحصل في العراق وأفغانستان , بينما نجدها لا تدعم ديمقراطية فلسطين المتمثلة في وصول حزب حماس الفلسطيني للحكم .
والسياسة الامريكية والأوربية في إقليم دارفور السوداني خير مثال على ممارسة السياسة بمكيالين وذلك من خلال ما يجري من ممارسات أمريكية وأوربية في ذلك الإقليم ومنها على سبيل المثال :
_ أن إقليم دارفور كما هو واضح لنا بأنه إقليم غني بالبترول واليورانيم وكلا العنصرين في غاية الأهمية سواء في المجال السياسي العسكري أو في المجال الاقتصادي و الكل يعلم أن صناعة الغرب الخاصة بأمريكا وأوربا وإبقاء تطورها التقني يعتمد على استمرار وتدفق البترول التي هي بأمس الحاجة له أما اليورانيم فهو الذي يمثل ثروة كبيرة في هذا الإقليم يعتبر العنصر الأساس في تصنيع المفاعلات والأسلحة النووية السلمية منها وغير السلمية , ولهذا نجد أن أوربا وأمريكا من خلال ضغطهما على مجلس الأمن لتفعيل دور جمعيات ومنظمات دولية وعمل قرارات دولية يسعيان للدخول في هذا الإقليم والسيطرة على خيراته وهذه المصلحة الغير معلنة وراء رغبة هذه الدول في الدخول في هذا الإقليم والسيطرة على هذه الخيرات وهو مبدأ الكيل بمكيالين لأنهما يتدخلان في هذا الإقليم بحجة تخليص هذا الإقليم من مشاكل الفقر والجوع بسبب التصحر الذي يعانيه ومن أجل حل الصراعات العرقية في هذا الإقليم تلك الصراعات التي هي حقيقة ظاهرة في إقليم دارفور ولكن ليست بالمستوى الذي يبينه الغرب.
وعلى هذا فأن السياسة الامريكية تجاه مشكلة دارفور هي سياسة تدفعها المصالح الامريكية الاقتصادية والسياسة وليست الدوافع الأخلاقية التي لا تهدف الى تحرير هذا الإقليم من مشاكله وصراعاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
أن الخوف الأمريكي والأوربي من الامتداد والتوسع السياسي والعسكري لدولة الصين في قارة أفريقيا سبب أخر للتدخل الأمريكي في إقليم دارفور حيث أن و كما هو معروف وأن العلاقات السودانية منحت الصين امتيازات وحقوق التنقيب عن البترول فظهر الخوف الأمريكي والأوربي من سيطرة الصين على حوض نهر النيل والتحكم في مياه النهر التي تؤدي إلى التدخل أيضا في دولة مصر كامتداد للسودان وهذا يعني ظهور الخطر الصيني في المنطقة الذي يتنافى مع وجود إسرائيل في المنطقة الأمر الذي يؤدي الى إضعاف المصلحة العظمى لأمريكا والغرب وهي زعزعة الوجود الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط .
ان الصراع الذي يدور في دارفور والمسمى بالصراع القبلي والذي تشكل في الآونة الأخيرة بين القبائل الإفريقية والقبائل العربية في هذا الإقليم رغم ان جميع القبائل تدين بالدين الإسلامي إلا أن الغرب وإسرائيل استغلت المشاكل الاقتصادية واذكت أفكار تدعي بأن القبائل غير العربية أو الإفريقية هي قبائل فقيرة ولا تتمتع بحقوقها السياسية والاجتماعية وغيرها وهذا عكس الواقع حيث لم يكن هذا الإقليم يعاني مشاكل الحقوق والعدالة لإفراده سواء كانوا عرب أو غير عرب ولهذا نجد أن الغرب ومن خلال إسرائيل يدعمون تمرد بعض القبائل الغير عربية خاصة وأن السودان يعيش في دوامة مشكلة انفصال إقليم الجنوب وأن إسرائيل ويدعمها الغرب على رأسه أمريكا تستغل هذا كله من أجل تفكيك جمهورية السودان الى دويلات ومن أجل السيطرة على تلك الأقاليم الغنية بخيراتها النفطية والمعدنية من جهة والاستفادة منها ودعم أقاليم أخرى غير إسلامية كما هو في الجنوب من أجل أضعاف الإسلام والدول الإسلامية وهذه هي السياسة الغربية من القديم في العالم الإسلامي الذي لا يريد له أن ينمو أو يتطور .
الخاتمة :
وختاما فان السياسة الأمريكية في إقليم دارفور أو التدخل في شؤون الدولة المستقلة مثل السودان هو تدخل سافر غير أخلاقي وغير أنساني رغم أنه يتستر بستار العدالة وتحقيق الديمقراطية أو الدفاع عن حقوق الانسان إلا انه غير صحيح بل ينم عن رغبة حقيقة للسيطرة على الخيرات الاقتصادية المتمثلة في النفط والمعادن الاخرى خاصة معدن اليورانيم الخطير والثمين في نفس الوقت , كما أن هذا التدخل ومن جانب ديني وتاريخي وسياسي فهو ينمو عن دعم للحركات الغير أسلامية وغير العربية من أجل تفكيك الكيانات والدول الإسلامية شيئا فشيئا ولهذا نجد الولايات المتحدة الأمريكية خاصة والغرب بصفة عامة يدعمون بشدة كل العناصر والجماعات غير الإسلامية في دارفور كما هم يدعمون ( جون غرنق ) في جنوب السودان بحجة الديمقراطية وحقوق الإنسان في الوقت الذي لا يدعمون فيه الحركات الإسلامية في دارفور أو بقية مناطق السودان كما هو حالهم في مناطق أخرى حيث ليدعمون على سبيل المثال حركة حماس الإسلامية في فلسطين التي فازت في الانتخابات الديمقراطية وجردوها من ممارسة الحكم في الضفة الغربية .
وعليه فأن الغرب وإسرائيل تدعم الانفصال الجنوبي للسودان كما تدعم كل الطرق التي تؤدي الى انفصال إقليم دارفور عن السودان ليصبح السودان ثلاثة دول بدلا من دولة واحدة الأمر الذي يساعد على إضعاف العالم الإسلامي والعربي والسيطرة على مقدراته وخيراته بدعوة نشر العدالة والديمقراطية .
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد ..
( محمد فهد عبدالعزيز الصبيحي )
428104817