منتديات الحوار الجامعية السياسية

قسم مختص باستقبال أسئلة الطلاب
#30780

تلعب الدعاية بوسائلها وطرقها المختلفة دوراً بارزاً في العلاقات الدولية وتعد إحدى الوسائل الهامة التي تلجأ إليها الدول لتنفيذ سياستها ومخططاتها الداخلية والخارجية.

الإعلام سلاح اجتماعي سياسي من اخطر الأسلحة التي تستخدم في مجال الحرب النفسية، وصراع الإرادات والقوى في العصر الحديث، زاد من خطورته التطور التقني الهائل في وسائل الاتصالات، والدور الذي يلعبه الخبر، والتعليق والصورة، في خلق القناعات والأفكار، وتشكيل وصياغة الرأي العام، حيث امتد تأثير وسائل الإعلام، ليطال مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية. وقد مهدت هذه الثورة الإعلامية لظهور نظام " العولمة " بعد أن أصبح العالم كله بمثابة " قرية كبيرة ". وقد صاحب هذا التطور زوال الحدود الإعلامية بين الدول، بحيث لم يعد في وسع الدولة- أية دولة- أن تحمي نفسها من تدفق المعلومات التي تصلها عبر عشرات الوسائل الحديثة للاتصالات ولعلّ أهمها الفاكس، والبريد الإلكتروني، والصور المرسلة عبر المحطات الفضائية، والانترنت، وغيرها.

وهكذا أصبح شعب كل دولة معرضاّ، سواءً شاء أم أبى، لتلقي الصور والأخبار والمعلومات يومياً من أجهزة الإعلام الأجنبية، مما زاد في حجم تأثير الرأي العام الدولي على الرأي العام الداخلي. وبما أن لكل دولة سياسة خارجية معينة تحرص على تحقيقها، وبما أن إمكانية تحقيق هذه السياسة تتعلق كثيراً بإمكانية إقناع الدول الأخرى وشعوبها بعدالة هذه السياسة ومصداقيتها، لذا تقوم الدعاية الإعلامية بدور كبير في هذا المجال، وتزداد أهميته يوماً بعد يوم.
وهكذا فإن الدعاية كنشاط إنساني يهدف إلى التأثير في سلوك الآخرين عن طريق غرس بعض الأفكار والآراء والمعتقدات في أذهانهم، تتميز بأنها عملية نفسية تركز على الجانب الانفعالي عند الإنسان فتخاطب عواطفه وميوله واستعداداته وكل مامن شأنه أن يؤدي إلى خلق حالة من التهيؤ النفسي الذي يساعد على تحقيق عنصر الاستجابة عند الإنسان، ويدفعه إلى تبني مضمون الأفكار التي يطرحها وتتقصدها الدعاية، كذلك تتميز الدعاية بأنها عملية اجتماعية تحقق وظيفة اتصالية في المجتمع رغم أنها أداة من أدوات السياسة وتستهدف هدفاً سياسياً بعينه، ومن هنا تبرز الغائية في العملية الدعائية فهي عملية هادفة بطبيعتها تعمل لتحقيق غاية معينة. وتستخدم الدعاية في مجال الحرب النفسية وتتخذ طابع العداوة والانتقام مما أعطاها بعداً سياسياً هاماً.

إذاً تلعب الدعاية بوسائلها وطرقها المختلفة دوراً بارزاً في العلاقات الدولية وتعد إحدى الوسائل الهامة التي تلجأ إليها الدول لتنفيذ سياستها ومخططاتها الداخلية والخارجية. وإذا كانت الدعاية قد بدأت كأداة ووسيلة سياسية أو عسكرية فإنها اليوم تأخذ مضامين وأبعاد اقتصادية، واجتماعية وعلمية، وثقافية، وتجارية. وأصبحت تستخدم في كل مرفق من مرافق الحياة والمجتمع.
وانتقلت الدعاية من طرق وأساليب تقليدية، إلى طرق وأساليب متطورة رافقت مجمل التطورات القائمة في المجتمع. فأصبحت اليوم تعتمد على أسس وقواعد ونظريات علمية منهجية، تستند إلى جملة من العلوم والمعطيات مثل: علم النفس، وعلم الاجتماع، والتاريخ، والجغرافية، والعلاقات الدولية، وتستخدم تقنيات علمية حديثة تساعدها على التكيف مع طبيعة الهداف التي تسعى لتحقيقها. بالإضافة إلى ذلك اتسم استخدام الدعاية " بالاستمرار " فأصبحت اليوم تستخدم زمن السلم كما تستخدم زمن الحرب، وكيّفت طرقها وأساليبها زمن السلم، وزمن الحرب بشكل يسهل تحقيق الهداف الموضوعة والمحددة...
إذاً الدعاية في عالمنا المعاصر أصبحت علماً متكاملاً. فهي تظهر على أنها عمل واعٍ ومخطط ومبرمج يأخذ بعدين متكاملين فهي توجه إلى داخل الدولة لإحداث تأثير في الجماهير او توجه إلى الخارج لإحداث تأثير في الرأي العام العالمي.
إن هذا الاتجاه للدعاية أصبح يلعب دوراً أساسياً وواسعاً في المجتمع الدولي،والعلاقات الدولية وأصبح أحد الوسائل المساعدة على تنفيذ سياسة الدولة الخارجية، وتحقيق مصالحها ومخططاتها المختلفة.

من كل ما سبق ومن دراسة تاريخية تحليلية " للصهيونية " يتبين لنا كيف أن الدعاية الصهيونية – الاسرئيلية كانت ومازالت تنفذ استراتيجية دعائية تحولت ليس فقط إلى أداة هامة في تنفيذ السياسة الخارجية لإسرائيل، وإنما بما تحمله في طياتها من أساليب التضليل والتزييف والكذب والخداع والتشويه...- أصبحت أداة خطرة تستخدمها إسرائيل والصهيونية العالمية ضد العرب من خلال عملها على خداع الرأي العام العالمي وتأجيجه ضد كل ما اسمه عربي أو يمت بالصلة له، بعدان كان ذلك لفترة طويلة يمارس ضدهم " الصهاينة " نظراً لما تحمله عقائدهم الدينية والإيديولوجية من أفكار وتعاليم ضد الإنسانية.
لقد أصبحت كلمة " عربي " مرادفة في الرأي العام العالمي في أغلبه - رديفة – للتخلف والعدوانية والسقوط والإرهاب ... فهل جاء هذا كله من فراغ ؟!
ولما بقي الوضع على حاله ولم يتغير، ماذا فعلنا كعرب لمواجهة هذه الهجمة على ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا؟! علينا آن لا نبقى مكتوفي الأيدي منتظرين الفرج من السماء.

للإعلام والدعاية الصهيونية أساليب مختلفة يستخدمها في خدمة أهدافه وأطماعه، فلقد عرفت الدعاية الصهيونية أن تخاطب الناس حسب مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية، أو حسب توجهاتهم الفكرية والعقائدية. إن هذه التوجهات المختلفة لمخاطبة الناس وكسبهم قد فرضت على الدعاية الصهيونية أن تنتهج أساليب متنوعة لمخاطبة الناس من اجل تحقيق أهدافها، ولاشك بأن الأساليب الإعلامية المختلفة التي ينتهجها الإعلام الصهيوني هي دليل واضح على أن الحركة الصهيونية هي من الحركات القليلة في هذا العالم التي أحسنت استخدام سلاح الإعلام وسخرته لكي يصبح أداة قوية ومؤثرة في أيديها.
و الأساليب المستعملة في الإعلام الصهيوني كثيرة ومتشعبة ومتداخلة مع بعضها البعض، ولكن جميعها تفي بالغرض المطلوب، فالإعلام الصهيوني لايعرف الحدود ولاالقيود من أجل تنفيذ أهدافه، والوصول إلى أغراضه وطموحاته، ومن أهم هذه الأساليب على سبيل الذكر لا الحصر:
- الإشاعات ( الكذب والتلفيق ).
- اختلاق الوقائع وقلب سياقها ( التشويه والتحريف ).
- الإثارة والتحريض ( اللعب على الأوتار الحساسة).
- تحويل الانتباه ( التضليل والتزييف والخداع ).
- التضخيم والتهويل ( المبالغة ).
- التكرار والملاحقة.
- استغلال النكتة والكاريكاتير.
ما من قضية لعب الإعلام دوراً أساسياً وبارزاً في الوصول إلى الأهداف كقضية الاحتيال الصهيوني والسعي إلى ترسيخ السيطرة الصهيونية على العالم.. ومامن جهة أو مؤسسة استغلت وسائل الإعلام والدعاية في الوصول إلى أهدافه وكان استغلالها عقلانياً وعلمياً إلى أبعد الحدود كالحركة الصهيونية في صراعها مع الأمة العربية وسعيها إلى السيطرة على مراكز القرار في العالم وخاصة في الدول المتنفذة منه كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وغيرها.