صفحة 1 من 1

مفهوم المشاركة السياسية

مرسل: الأحد إبريل 28, 2013 8:15 pm
بواسطة محمد الحربي1
مفهوم المشاركة السياسية:
المفهوم العام للمشاركة السياسية هو : " مشاركة أعداد كبيرة من الأفراد والجماعاتفي الحياة السياسية ". وتعني المشاركة السياسية عند صومائيل هاتنجتون وجون نلسون " ذلك النشاط الذي يقوم به المواطنون العاديون بقصد التأثير في عملية صنع القرارالحكومي،سواء أكان هذا النشاط فرديًا أم جماعيًا،منظمًا أم عفويًا،متواصلا أومتقطعًا،سلميًا أم عنيفًا،شرعيًا أم غير شرعي،فعالاً أم غير فعال " .و يعرض"لوسيانباي"مفهوماً مبسطاً للمشاركة السياسية وهو يشير إلى أنها تعني"مشاركة أعداد كبيرةمن الأفراد والجماعات في الحياة السياسية".
والمعنى الأكثر شيوعًا لمفهومالمشاركة السياسية هو " قدرة المواطنين على التعبير العلني، والتأثير في اتخاذالقرارات سواء بشكل مباشر أو عن طريق ممثلين يفعلون ذلك ".حيث تقتضي المشاركةالسياسية وجود مجموعة بشرية تتكون من المواطنين والمواطنات يتوفر لديهم الشعوربالانتماء إلى هذه المجموعة البشرية وبضرورة التعبير عن إرادتها متى توفرّت لديهمالإمكانيات المادية والمعنوية ووسائل أو آليات التعبير .وعلى هذا الأساس يجري وصفالنظام الديمقراطي على أنه النظام الذي يسمح بأوسع مشاركة هادفة من جانب المواطنينفي عملية صنع القرارات السياسية واختيار القادة السياسيين .
فمفهوم المشاركةالسياسية يشمل النشاطات التي تهدف إلى التأثير على القرارات التي تتخذها الجهاتالمعنية في صنع القرار السياسي كالسلطة التشريعية والتنفيذية والأحزاب. وتأتي أهميةالمشاركة السياسية في هذه الأشكال المختلفة في مواقع صنع القرار ومواقع التأثير فيكونها تمكن الناس من الحصول على حقوقهم ومصالحهم أو الدفاع عنها،الأمر الذي يعطيهمفي النهاية قدرة التحكم بأمور حياتهم والمساهمة في توجيه حياة المجتمع بشكل عام .والمشاركة السياسية في أي مجتمع هي محصلة نهائية لجملة من العوامل الاجتماعيةالاقتصادية والمعرفية والثقافية والسياسية والأخلاقية؛ تتضافر في تحديد بنيةالمجتمع المعني ونظامه السياسي وسماتهما وآليات اشتغالهما،وتحدد نمط العلاقاتالاجتماعية والسياسية ومدى توافقها مع مبدأ المشاركة الذي بات معلمًا رئيسًا منمعالم المجتمعات المدنية الحديثة.
بعبارة أخرى،المشاركة السياسية مبدأ ديمقراطيمن أهم مبادئ الدولة الوطنية الحديثة؛ مبدأ يمكننا أن نميز في ضوئه الأنطمة الوطنيةالديمقراطية التي تقوم على المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات،من الأنظمةالاستبدادية،الشمولية أو التسلطية التي تقوم على الاحتكار .ويمكن القول إن المشاركةالسياسية هي جوهر المواطنة وحقيقتها العملية،فالمواطنون هم ذوو الحقوقالمدنية،الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية التي يعترف بها الجميع للجميعبحكم العقد الاجتماعي،ويصونها القانون الذي يعبر عن هذا العقد، فالمشاركة السياسيةتمثل أساس الديمقراطية وتعبيرًا عن سيادة الشعب .
وفي إطار تعريفنا للمشاركةالسياسية ، يجب أن نتناول مفهوما آخر وهو مفهوم المواطنة، فالفرد لا يستطيع أنيشارك سياسيا إلا إذا شعر أنه مواطن كامل،من حقه أن يمارس حقوقه داخل وطنه.و مفهومالمواطنة يعني إقرار المساواة بين المواطنين وقبول حق المشاركة الحرة للأفرادالمتساوين،وهذا المفهوم سعى الانسان من أجله ابتداء من عصر الإغريق في ممارسةالديمقراطية إلى اليوم من أجل إرساء دعائم العدل والمساواة والحرية .والمواطنة كلمةعربية استحدثت للتعبير بها عند تحديد الوضع الحقوقى والسياسي للفرد فيالمجتمع.
ففي اللغة المواطنة تعني المنزل الذي تقيم به وهو موطن الانسان ومحلهحسب ابن منظور في لسان العرب،فالمواطن هو الانسان الذي يستقر في بقعة أرض معينةوينتسب إليها،أي مكان الإقامة أو الاستقرار أو الولادة أو التربية،وهو الانسان الذييستقر بشكل ثابت بداخل الدولة أو يحمل جنسيتها ويكون مشاركًا في الحكم ويخضعللقوانين الصادرة عنها فيتمتع
بشكل متساوي مع بقية المواطنين بمجموعة من الحقوقويلتزم بأداء مجموعة من الواجبات تجاه الدولة.
والمواطنة في الموسوعة السياسيةهي صفة المواطن الذي يتمتع بالحقوق ويلتزم بالواجبات التي يفرضها عليه انتماؤه إلىالوطن،والمواطنة في قاموس علم الاجتماع هى مكانة أو علاقة اجتماعية تقوم بين فردطبيعي ومجتمع سياسي)دولة(ومن خلال هذه العلاقة يقدم الطرفالأول)المواطن(الولاء،ويتولى الطرف الثاني الحماية،وتتحدد هذه العلاقة بين الفردوالدولة عن طريق أنظمة الحكم القائمة،والمواطنة من منظور نفسي هى الشعور بالانتماءوالولاء للوطن وللقيادة السياسية التي هي مصدر الإشباع للحاجات الأساسية وحمايةالذات من الأخطار المصيرية،وبذلك فالمواطنة تشير إلى العلاقة مع الأرض والبلد بأنهاعلاقة بين فرد ودولة (citizenship).
وعرفت دائرة المعارف البريطانية المواطنةبأنها علاقة بين فرد و دولة يحددها قانون تلك الدولة وبما تتضمنه تلك العلاقة منواجبات وحقوق،والمواطنة تدل ضمنًا على مرتبة من الحرية مع ما يصاحبها منمسؤوليات،وهي على وجه العموم تسبغ على المواطنة حقوقًا سياسية مثل حق الانتخابوتولي المناصب العامة.وعرفت موسوعة الكتاب الدولي المواطنة بأنها عضوية كاملة فيدولة أو في بعض وحدات الحكم،وأن المواطنين لديهم بعض الحقوق، مثل حق التصويت وحقتولي المناصب العامة وكذلك عليهم بعض الواجبات مثل واجب دفع الضرائب والدفاع عنبلدهم .
ومن خلال هذه التعريفات نجد أن المواطنة رابطة قانونية قائمة بين الفردودولته التي يقيم فيها بشكل ثابت ويتمتع بجنسيتها على أساس جملة من الواجباتوالحقوق فهي -أي المواطنة -مجموعة من العلاقات المتبادلة بين الفرد والدولة وبينالأفراد بعضهم ببعض قائمة على أساس ما يسمى بالحقوق والواجبات وهي التي يحددهاالقانون الأساسي(الدستور( وبالطبع في ظل نظام ديمقراطي حقيقي،فهيئة المواطنين أوالشعب هو الذي يقر الدستور باعتباره الوثيقة الأساسية التي بمقتضاها يتم الحكم،ومهما اختلفت المعاني لمفهوم المواطنة يبقى هنالك مبدأ أساسي لمعنى المواطنة وهوالانتماء،والمواطنة لا تنجز إلا في ظل نظام سياسي ديمقراطي تعددي،يحترم حقوقالإنسان ويصون كرامته ويوفر ضرورات العيش الكريم.