منتديات الحوار الجامعية السياسية

قسم مختص بالطلاب و اسهاماتهم الدراسية

المشرف: صفيه باوزير

#61242
إن فكرة إنشاء الأمم المتحدة في العام 1945م جاء لوضع تنظيم جديد للجماعة الدولية حتى لا تقوم حرب عالمية ثالثة, بعد أن تسببت الحرب العالمية الثانية بموت الملايين من البشر, وتسببت في خسائر مادية وإقتصادية هائلة.ولذا تمت صياغة نظام للأمن الجماعي الدولي يقوم على المصلحة الدولية المشتركة في صيانة الأمن والسلم الدوليين من جهة وعلى دفع العدوان من جهة أخرى........,

وبذلك تم وضع الأسس اللازمة لقيادة جماعية للنظام الدولي من خلال الأمم المتحدة. يمكن لقوات حفظ السلام أن تقوم بمنع النزاعات. غير أن نشر قوات حفظ السلام لا يجري عادة إلاّ بعد نشوب الصراع، أو في أثنائه، وغالباً ما يكون بموجب إتفاق لوقف إطلاق النار، وتكون المهمة الأساسية لهذه القوات فى هذه الحالة هي منع اشتعال العنف مجدداً.

حفظ السلام هو نشاط تقوم به الأمم المتحدة بغرض إستعادة السلام فى مناطق النزاعات, وقد تم تقسيمها إلى نوعين بعثات المراقبة وقوات حفظ السلام, وهو وسيلة لمساعدة الدول التي تمزقها النزاعات ,وتهيئة الظروف الملائمة لتحقيق السلام(3). ويمكن إعتباره بمثابة تدخل من قبل طرف ثالث للمساعدة في الإنتقال من حالة النزاع العنيف إلى مرحلة الإستقرار و السلام. ويعتبر توفير الأمن والمعينات اللازمة للقوات الدولية المنتشرة فى مناطق النزاعات من الأهداف الأساسية لعمليات حفظ السلام الدولية بغرض حفظ الأمن والسلم الدوليين.

وتستخدم هذه المفاهيم لإدارة الصراع على كافة المستويات.وهذه المفاهيم تشمل(1):
منع النزاع. (Conflict Prevention)هو خليط بين الإنذار المبكر والدبلوماسية الوقائية والإنتشار الوقـــــائي, بغرض بناء الثقة والحفــاظ على السلام والأمن فى المنطقة .سيتيح الإنذار المبكر مزيداً من الوقت للدبلوماسية الوقائية, أو التحضير للقيام بالأعمال العسكرية,كما أن وجود الأمم المتحدة فى حالة الإنتشار الوقائي على طول الحدود يمكن أن يوقف القتال. مثال على ذلك إنتشار قوات الأمم المتحدة فى يوغسلافيا السابقة على الحدود مع جمهورية مقدونيا عندما أصدر مجلس الأمن قراراً بإنشاء قوات حماية فى مقدونيا(UNPROFOR) مكونة من عناصر عسكرية ومدنية وإدارية . ولا تزال هذه القوة منتشرة فى مقدونيا وقد تمكَّنت من منع نشوب الحرب رغم شدة التوتر فيها، سواء بينها وبين جيرانها أو بين مختلف المجموعات الإثنية الأخرى داخل الجمهورية , فوجود قوة الإنتشار الوقائي أحدث دون شك أثراً إيجابياً وساعد على نزع فتيل التوتر داخل مقدونيا وفي المنطقة كلها.يمكن أن يتخذ منع النزاع الأشكال التالية:
إجراء التدريبات والتحليق فوق المواقع البحرية .
نشر قوات جوية أو برية فى المنطقة , وفي هذه الحالة يجب الحصول على تفويض واضح من الأمم المتحدة وموافقة الدولة المعنية. وهذه الأعمال مشابهة للأعمال التى تتم عند قيام الأمم المتحدة بعمليات الفصل بين القوات وأعمال التدريب الروتينية, ومن المهم الحفاظ على ارتفاع خاصية الردع ، ولكن ليس للتهديد المباشر.
حفظ السلام. (Peace keeping) وهو عملية وجود الأمم المتحدة في الميدان,تكون على شكل بعثات مراقبة عسكرية أو قوات حفظ سلام, يتضمن عادة أفراداً عسكريين ومدنيين ويكونوا غير مسلحين أو مسلحين بأسلحة خفيفة للدفاع عن النفس,يشترط فى عمليات حفظ الســـــلام موافقة جميع الأطراف،وتتم بغرض تنفيذ ورصد الترتيبات المتصلة بالسيطرة على الصراع ,ومراقبة وقف إطلاق النار والفصل بين القوات,وحماية إيصال المساعدات الإنسانية.وهي إحدى السبل لتوفير الإستقرار وتهيئة الظروف الضرورية للسماح للدبلوماسية والأعمال السياسية التى تفضي إلى تسوية الصراع.لا يوجد نص واضح فى ميثاق الأمم المتحدة عن قوات حفظ السلام وهى حالة تقع بين الفصل السادس والفصل السابع من الميثاق.أعمال المراقبة هي أساس عمل قوات حفظ السلام,حيث تقوم بالمراقبة وكتابة التقارير,تدار هذه العمليات عادة بأعداد بسيطة من المراقبين وقد تشمل بضع مئات وغالباً ما تكون غير مسلحة, لذا نجد ان أعمال حفظ السلام تشمل:
الأعمال العسكرية. وتشمل.
مراقبة وقف إطلاق النار وترسيم الحدود.
التأكد من إنسحاب القوات المتصارعة من مناطق النزاع .
(جـ) مراقبة الحالة الكامنة فى منطقة النزاع ومراقبة أي آثار يمكنها أن تساعد فى زيادة التوتر أو تجدد الإشتباكات.
(د) التنسيق مع المنظمات غير الحكومية الأخرى كمراقبة حقوق الإنسان ومراقبة الإنتخابات وتدريب أفراد الشرطة .
(هـ) تفتيش المنطقة لتسهيل أعمال الشكاوى من الطرفين.
(و) توفير الحماية للسكان
(ز) وضع برامج لإزالة الألغام
(ح) وقد تضطلع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالقيام بمهام الإدارة المؤقتة في بعض الأقاليم، وذلك عندما طُلب أيضا إلى بعثات الأمم المتحدة الإضطلاع بهذا الدور في تيمور الشرقية عام2002م .
(2) الفصل بين القوات. ويتم فيها نشر قوات محايدة بين الطرفين فور إنهاء النزاع ووقف إطلاق النار .تشمل هذه الأعمال ما يلي:
إنشاء نقاط الملاحظة أو المراقبة.
السيطرة على الطرق والنقاط الحاكمة.
(ج) مراقبة الحدود لتقليل الفرص المؤدية للعنف .
(د) فتح الطرق للأعمال الإنسانية .
(هـ) حماية قوافل الإغاثة .
(و) تأسيس بعثة أمنية مشتركة من الطرفين.
(ز) تأسيس منطقة منزوعة السلاح والبدء فى نزع السلاح.
(3) العمليات الإنتقالية. (Transition Operations) تشمل المهام العسكرية التي تنشأ عقب إتفاق وقف إطلاق النار وقبل وضع إستراتيجية طويلة الأجل للجوانب المدنية من أجل بناء السلام. والهدف هو دعم الإنتقال من حالة الصراع إلى الحالة السلمية ، مع وضع خطة سياسية مقبولة لدى الأمة والمجتمع الدولي. يتم دعم هذه العملية من خلال تهيئة بيئة تمكن السكان من العودة إلى الحياة الطبيعية. وتشمل المهام العسكرية ما يلي:
الإشراف على الإنسحاب ، والإنتقال ، والتسريح ونزع سلاح القوات العسكرية والقوات شبه العسكرية.
الكشف والسيطرة على مصادر الأسلحة والذخائر والمؤن.
(جـ) الإشراف أو المساعدة في تحديد مواقع حقول الألغام ، وإجراء عمليات إزالة الألغام.
(د) تقديم المساعدة لإعادة الإدارة المدنية في المنطقة.
(هـ) وضع نظام مؤقت لإنفاذ سلطة القانون ودعم الشرطة.
(و) الإشراف على وقف إطلاق النار على إمتداد خطوط التماس.
جـ. بناء السلام. (Peace building)هو مفهوم ظهر فى أدبيات الأمم المتحدة فى بداية التسعينات,ويعنى العمل على تحديد ودعم وتعزيز وبناء السلام لتجنب العودة إلى حالة النزاع مرة أخرى, ويتم فور إنتهاء النزاع بغرض دعم البني التحتية التى تكون قد دمرت أثناء الحرب, وإن مشكلة بناء المؤسسات المدنية والسياسية قد تفاقمت بسبب قيام واحد أو أكثر من أطراف النزاع بمعارضة التسوية النهائية أو لأنهم إعترضوا على دور المؤسسات المختلفة فى إيجاد التسوية أو الشك في عدم حياديتها ونزاهتها. على الأمم المتحدة فى هذه الحالة إتخاذ التدابير التي تعزز السلام وبناء الثقة بين الأطراف المتنازعة. قد يتطلب بناء السلام قوات عسكرية ومشاركة مدنية وتضافر كافة الأدوات والإمكانيات المتاحة للأمم المتحدة من أجل الاستجابة لشتى أنواع الصراعات, وهو عمل بالغ الأهمية بعد إنتهاء النزاع بغرض تعزيز السلام وبناء الثقة بين الأعداء السابقين، وتوفير بيئة مستقرة وآمنة للمساعدة فى توطيد دعائم السلام والمساهمة في الإستقرار على الأمد الطويل لتجنب العودة إلى النزاع مرة أخرى.
د. فرض السلام. ((Peace Enforcement هي الإجراءات التى تتخذ بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. قد تكون ضرورية عندما تفشل كل الجهود السلمية الأخرى. تقوم بها قوات الأمم المتحدة أو دول أو مجموعات من الدول أو المنظمات الإقليمية بترخيص من مجلس الأمن. وتستخدم فيها الوسائل العسكرية لحفظ السلم والأمن وإستعادة السلام فى مناطق الصراع في الحالات التي يقرر فيها مجلس الأمن وقوع تهديد للسلم أو إخلال به أو وقوع عمل من أعمال العدوان.يمكن أن يشمل التعامل مع الصراعات بين الدول أو الصراعات الداخلية لتلبية الإحتياجات الإنسانية أو عند إنهيار مؤسسات الدولة وتشمل الأعمال العسكرية ما يلي:
فرض العقوبات (Enforcing sanctions).
تأسيس وحظر مناطق الطيران (Non-fly zones).
حماية العمليات الإنسانية Humanitarian operations)).
تأسيس وحماية المناطق الآمنة (Safe Areas).
هـ. صنع السلام. (Peacemaking) يتم أساساً بإستخدام الوسائل الدبلوماسية, ولكن الدعم العسكري لصنع السلام قد يكون أمراً ممكناً فى مرحلة وضع الخطط ، أو في شكل من أشكال المشاركة المباشرة من العتاد العسكري لمنع نشوب الصراعات مثل بعثات المراقبة أو بعثات فرض السلام التى تقوم بفرض العقوبات استناداً الى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. إن تخطيط وتنفيذ هذه البعثات سوف تتكون من نفس العناصر المكلفة بعملية دعم السلام. ومن المهم ان يكون القادة والمخططين لها على علم تام بالمبادرات السياسية والدبلوماسية وسير عملية المفاوضات الجارية بين الطرفين لاستباق إمكانية تغيير المهام ولمواكبة التطورات التى تحدث فى جميع المراحل.
و. العمليات الإنسانية. (Humanitarian operations) وتشمل:
المساعدات الإنسانية أو العون الإنساني (Humanitarian Aids) وتتم عند تردى الأوضاع الإنسانية وفى حالات الكوارث التى تخلق ظروفاً صعبة للسكان المدنيين. تقوم به الوكالات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية أو المنظمات غير الحكومية مثل منظمات الإغاثة. قد يتطلب الموقف أحياناً نشر قوات عندما تكون الحرب مستمرة,بغرض السيطرة على الوضع والمساعدة في توفير الحماية لقوافل الإغاثة ومساعدة اللاجئين ، وفي الوقت نفسه العمل مع أطراف النزاع من أجل مواصلة التفاوض للوصول الى تسوية مقبولة للطرفين لحل النزاع.
درء الكوارث (Disaster Relief) : عندما تكون الكارثة أكبر من إمكانيات الدولة تقوم الأمم المتحدة بناء على طلب الدولة بإخطار المجتمع الدولي لتقديم المساعدة ,فى هذه الحالة تقوم الأمم المتحدة بتنسيق جهود الإغاثة.
حماية حقوق الإنسان (Protection of Human Rights) : يعتبر عنصراً أساسياً في جميع العمليات الإنسانية لمنع ومعالجة إنتهاكات حقوق الإنسان, قد يتطلب تنفيذها أحياناً القيام بعمليات فرض السلام.

هنالك أنواع أخرى من عمليات دعم السلام تشمل (1):
إحتواء النزاع (Conflict containment) وهى عمليات تهدف إلى التدخل في مساحة الصراع الفعلي ، أو عند توقع حدوث صراع وشيك ، أما إلى منع إندلاع أعمال القتال أو وقف الأعمال العدائية.الهدف منه هو منع إنتشار الصراع إلى المناطق والدول المجاورة, ولذلك ينبغي وضع إجراءات لمنع وقوع مزيد من الأعمال العدائية لزعزعة الوضع, وان يسمح إحتواء النزاع بإيجاد حــل للنزاع عـــن طـــريق التفاوض وغيرها من الوســـائل السلمية, قد تتطلب أحياناً الفصل القسري بين الأطراف المتحاربة. وهذا قد يتطلب توفر قدر مناسب من القوة يستخدم فقط عندما تكون جميع الوسائل السلمية قد فشلت.
إستعادة السلام (Peace restoration) وهى عادة ما تكون تمهيداً لعملية دعم للسلام ، وهي أنسب رد في ظروف الفوضى المرتبطة بحالات الطوارئ المعقدة ، وعندما ترفض الأطراف فصل القوات. ومثال لذلك العمليات التى قامت بها الأمم المتحدة لإستعادة السلام فى كوسوفو.
جـ. تطبيق الإستقرار الشامل(Implementation of comprehensive settlement) ويتم فيها تنفيذ التسويات الشاملة عندما تكون أطراف النزاع قد إتفقت على التسوية ، قد يقدم طلب للأمم المتحدة للإشراف على تنفيذه. هذه المهمة قد تشمل مجموعة واسعة من الوظائف منها رصد وقف إطلاق النار,تسريح الوحــدات العســكرية,مسـاعدة الإنتخابات,إنشاء البني التحتية, تولي بعض مهام الحكومة الوطنية مؤقتاً ،وإعادة الشرطة المدنية,وإعادة توطين وتأهيل اللاجئين،وغيره. من أبرز الأمثلة على هذا النوع من عمليات حفظ السلام متعددة الأبعاد كانت في ناميبيا وكمبوديا.
د. إستعادة سيادة الدولة (Restoration of state sovereignty) على مجلس الأمن أن يأذن بهذه العملية عند إنهيار السلطة الحكومية وضرورة إرسال بعثة أممية لتوفير الأمن والخدمات الأساسية والإدارة للسكان المحليين مع السعي إلى إستعادة قدرة الدولة حتى تتمكن من أداء مهامها. وفى ظروف معينة قد تكون للأمم المتحدة سلطة إستخدام القوة المسلحة فى الإضطلاع بمهامها. مثال لذلك عمليات الأمم المتحدة في الصومال و رواندا.