منتديات الحوار الجامعية السياسية

قسم مختص بالطلاب و اسهاماتهم الدراسية

المشرف: صفيه باوزير

#65832
نبذة النيل والفرات:
موضوع هذا البحث يرتبط بتاريخ العلاقات الدولية في القرن السادس عشر، فالسياسة الدولية تتمثل في الصراع من أجل السيطرة والنفوذ، وهي تعد بمثابة سياسة مصالح متضاربة، وتفرض في بعض الأحيان اللجوء إلى القوة حسب استراتيجية كل دولة.

وبالتالي يتمحور هذا البحث حول قطبين رئيسيين السلطنة العثمانية والدول الأوروبية، وبما أن السلطنة العثمانية دولة عسكرية إقطاعية دينية مهيمنة وقوية، كانت الدول الأوروبية تنظر إليها من منظار المترصد. ومع بداية منح السلطنة العثمانية الامتيازات الأجنبية للدول الأوروبية في شكل هبة من دون مقابل، بدأت هذه المرحلة تشكل انعطافاً تاريخياً في العلاقات الدولية عرف "المسألة الشرقية"، ولا يفسر هذا سوى بالتسابق الأوروبي لتثبيت أقدامه في كيان السلطنة العثمانية.

وعلى هذا فقد شدد البحث على الصراع العثماني الأوروبي الذي امتد على عدة جبهات: السياسية، الاقتصادية والدينية، وسنعالج في هذا البحث مدى التغيرات والتبدلات التي طرأت على العلاقات الأوروبية-العثمانية نتيجة الامتيازات التي كانت بمثابة مفصل تاريخي هام ساهمت في تبدل القوى بين الشرق والغرب، والتي كانت بمثابة الثغرة التي استغلها الأوروبيون بشكل واع لتحقيق طموحهم في السلطنة العثمانية.

كما ركز بشكل دقيق على معالجة المفاصل التاريخية التي كانت لب هذا الصراع، وعمل على معالجة هذا الموضوع بالبحث العلمي الذي يعتمد على طريقة الاستقصاء والتحري. وذلك بالاعتماد على المصادر التاريخية الموثقة، وأيضاً عبر الإطلاع على مجموعة الوثائق التي تمحورت حول هذه المسألة.

وبالعودة للبحث نجده قد قسم إلى أربعة فصول مسبوقة بلمحة تاريخية عرضت فيها العلاقات العثمانية الأوروبية قبل بداية القرن السادس عشر والتي شكلت جذور الاتصال العثماني-الأوروبي.

الفصل الأول: تناول بالبحث العلاقات السياسية وما شابها من صراعات وتحالفات ظرفية ومنافع عاجلة بين كل من السلطنة العثمانية ومختلف القوى الأوروبية الإمبراطورية الرومانية المقدسة (فرنسا، روسيا، المدن الإيطالية، وإنكلترا وهولندا).

الفصل الثاني: فقد تطرق للأوضاع الاقتصادية في القرن السادس عشر باعتبارها المحرك الأساسي للصراع والداعم الرئيسي لشتى أنواع العلاقات بين السلطنة العثمانية ومختلف الدول الأوروبية، وحركة التبادل الاقتصادي بينهما.

الفصل الثالث: تناول فترة حكم سليمان القانوني ونظام الامتيازات وما شكلته هذه المرحلة باعتبارها مفصلاً تاريخياً في نمط العلاقات مع أوروبا متطرقاً إلى دوافع وطبيعة هذه الامتيازات والمعاهدات التي كرستها.

الفصل الرابع: تطرق بالبحث إلى نتائج نظام الامتيازات على الصعيد الاقتصادي وما أدت إليه من تنامي الأطماع الأوروبية في السلطنة العثمانية والدور الذي لعبته الامتيازات في تبدل العلاقات بين الشرق والغرب. وأنهيت هذه الدراسة باستنتاجات وخاتمة.