منتديات الحوار الجامعية السياسية

قسم مختص بالطلاب و اسهاماتهم الدراسية

المشرف: صفيه باوزير

#69349
تنطلق القمة الخليجية الرابعة والثلاثين لقادة دول مجلس التعاون الخليجي في الكويت غدا الثلاثاء بينما يبدأ وزراء خارجية الدول الست اليوم الاثنين اجتماعات مكثفة لمناقشة القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة.
وبينما صرح قبل يومين للصحفيين نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح أن جدول أعمال القمة التي تستمر يومين، يحتوى على “قضايا كبيرة ومتنوعة” فإن إعلان سلطنة عمان على لسان وزير الشؤون الخارجية بها، يوسف بن علوي، في منتدى الأمن الخليجي الذي عقد في العاصمة البحرينية المنامة مطلع الأسبوع الجاري: “نحن ضد الاتحاد ونعارض إقامة اتحاد بين دول مجلس التعاون”، فقد فرض هذا التصريح وضع قضية الاتحاد الخليجي بموقع الصدارة في جدول أعمال القمة، بحسب العديد من خبراء الشأن الخليجي.
وفي هذا السياق رأى الكاتب والإعلامي الكويتي د.عايد المناع أن “وجود سلطنة عمان خارج الاتحاد سيؤثر في قوته”، لكنه توقع تأجيل طرح موضوع الاتحاد أو طرحه من دون اتخاذ قرار فيه.
وفي تصريحات خاصة هاتفية للأناضول، بنى د.المناع توقعه على وجود معارضة للاتحاد من قطر أيضا “لوجود إشكالية سعودية قطرية تعود إلى تسعينيات القرن الماضي بين البلدين و خلافات لم تحل بينهما”.
وأضاف أن الكويت أيضا تواجه مأزقا باتخاذ القرار فيما يتعلق بالانضواء تحت هذا الاتحاد المزمع يتعلق بدور مجلس الأمة في مثل هذه الحالة ، متسائلا: “هل سيكون البرلمان الكويتي مبعدا عن مناقشة السياسة الخارجية و الدفاعية لهذا الاتحاد؟”.
وتعد الكويت الدولة الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي التي يوجد فيها برلمان منتخب يمارس الرقابة والتشريع ويحق له محاسبة الحكومة بما فيها رئيس الوزراء الذي تعرض لاستجوابين الشهر الماضي.
ومع استبعاد د.المناع لإعلان الاتحاد الخليجي خلال القمة، فإنه رأى أن هناك الكثير مما يجب عمله قبل اتخاذ القرار ،مبينا أن ما أنجز قليل جدا “فالعملة الخليجية الموحدة لم يعمل بها بعد” و”السوق الخليجية المشتركة لم تتحقق” و”السكة الحديدية كذلك والبنك المركزي الخليجي مازالت تحيط به الخلافات والتوظيف والاستثمارات الخليجية وغيرها”.
ولفت المناع إلى أن “هناك اختلافات في المواقف الخارجية أيضا بين دول المجلس سواء مما يحدث في مصر أو سورية و أخيرا الجارة إيران والاتفاق الأخير مع دول 5 +1 الشهر الماضي”.
ورأى أن الحكمة تقتضي تأجيل الأمر، مشيرا إلى أنه يمكن أن يكون الأردن بديلا عن سلطنة عمان إذا ما تقرر الإبحار باتجاه الاتحاد “أو اليمن لو أنه بغير هذا الظرف”.
أما رئيس مركز الكويت للدراسات الإستراتيجية د.سامي الفرج فارجع رفض السلطنة للاتحاد الخليجي إلى أن “عمان لا تريد ربط قراراتها السياسية والخارجية بدول أخرى”.
و لم يستغرب الموقف العماني لأن مسقط “اختطت لنفسها خطا مفاده أن كل دولة حرة فيما تراه من مصلحتها”.
ومع تأكيد د.الفرج أن سلطنة عمان لا تريد الإضرار بمصالح الدول الخليجية فإنه قال “ولا تريد أيضا الإضرار بمصالح إيران”، و أضاف «عمان تاريخيا ظهرها للخليج، ومصالحها الإستراتيجية مختلفة عن بقية الدول الخليجية على مدار التاريخ».
وأشار د.الفرج إلى توقيع عمان اتفاقية عدم اعتداء مع إيران ما يعني بالنسبة لها تحييد أي خطر يأتي من طهران.
من جانبه أكد رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور عبدالله الشايجي أن القرار العماني بعدم الانضمام للاتحاد الخليجي المزمع يشكل “تحديا كبيرا أمام القمة”.
وفي تصريح للاناضول، لم يخف توجسه من عدم الوصول إلى قرار في هذا الشأن “لأن النظام المتبع بالمجلس يعتمد على الإجماع″، ودعا على اتخاذ قرارات “جريئة” لأن عدم الوصول لها “سيجعل مجلس التعاون بوضع أصعب”.
ووصف د.الشايجي قمة الكويت بـ”قمة التحديات “،مشيرا إلى أن “عدم إشهار الاتحاد سيدلل على انقسام البيت الخليجي ويجرئ الآخرين على المزيد من التدخل في شؤون دول المجلس″.
و رأى أنه بالإمكان الانطلاق بثلاث دول “كنواة أساسية للاتحاد” مرجحا أن تكون السعودية و البحرين و الكويت هي هذه الدول، واستدرك “شكل هذا الاتحاد لم يتبلور بعد ولا أهدافه “، مضيفا “على القادة أن يوضحوا ذلك”.
و قال د.الشايجي “مشكلتنا الرئيسية تتمثل بعدم وجود موقف خليجي موحد” مضيفا “السلطنة كانت مهندس الاتفاق السري بين أمريكا وإيران” بعيدا عن باقي دول الخليج.
ويبقى في أعين الكثيرمن الخبراء التحدي الحقيقي الذي يواجهه قادة دول مجلس التعاون بتحديد الخيار الأفضل لمستقبل مجلسهم فهل يستمر بصيغته الحالية مع تكثيف اتفاقيات التعاون في مجال السياسة الخارجية والدفاعية التي تستهدفها بالأساس فكرة الاتحاد؟.أم يقررون إنشاء الاتحاد الخليجي بخمس دول أو حتى ثلاثة قابل للتوسع؟.


الكويت : فيصل المتني