منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبد العزيز ناصر الصويغ،عبدالله العجلان

#36
من سنن الله عز وجل الكونية أن لا مهادنه بين الإسلام والكفر ولا التقاء،لكنها مراحل ضعف وانكسار وبعد عن الله عز وجل ،وإلا فالصراع بين الحق والباطل دائم والمعركة بين الإسلام والكفر قائمة ولا يزال هذا الدين ترسل له السهام وتصوب إليه الرماح منذ فجر انطلاقته,.فمنها ما تقعده حينا حتى ينهض،ومنها ما تجرحه حتى يبرأ،ونهوضه وبرؤه مرهونان بمن حمله!
وموجات الكفر العاتية لرواد هذا الدين تتخذ طرقا متعددة وأشكالا متفرقة وكلها ترمي بقوس واحد لقتله وإطفاء نوره!ولقد جرب أهل الكفر جميع الوسائل والطرق أبلوا في ذلك أكثر البلاء وأشده ورغم كل ذلك اشتد عود هذا الدين ونمت دوحته!
وإن كان الحصار الاقتصادي اليوم يضرب على أكثر من بلد مسلم وشد وطأته على أقطار المسلمين حتى أهلك الحرث والنسل ،ومات المرضى ،وتخلف نمو الصغار،وأسقطت الحوامل ،وتأخر الاقتصاد،وتوقفت الصناعة.. فما أشبه الليل’بالبارحة !
كتبت قريش على بني هاشم وبني عبد المطلب كتابا ألا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم ،ولا يبيعوا منهم شيئا ولا يبتاعوا منهم ولا يقبلوا منهم صلحا أبدا ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل.
فحوصر نبي هذه الأمة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم مع من معه في شعب عامر ما يقارب ثلاث سنوات في أرض مقفرة وشمس محرقة وسماء مجدبة حتى جهدوا وكان لا يصل إليه شيء إلا سرا ،وقطعت قريش عنهم الأسواق حتى سمع أصوات نسائهم وأطفالهم وصغارهم يتضورون من وراء الشعب من الجوع فأكلوا ورق الشجر وجلود الحيوانات !
وبعد هذا الحصار الشديد والحرب الطويلة والمعاناة الصعبة خرج نور الإسلام من ضيق هذا الشعب الصغير حتى عم شعاب الأرض الواسعة ,وبعد أن أكل المسلمون ورق الشجر من قلة ذات اليد أتت إليهم كنوز كسرى وخزائن قيصر,لكننا ننتظر من أهل الإسلام صدق العودة وحسن الإتباع وفضيلة التأسي