منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#68124
لا يكفي التعامل مع هذا التشظي وفق الأسباب المعلنة من قبل الاطراف وتمريره عبر بوابة المصالح الخاصة بالقيادات السياسية التي قادت تلك الانقسامات او التي دفعت الاخرين الي طرق مسدودة في الحوار بحيث لا يبقي امامها سوي اعلان الانشقاق او الانسحاب من خارطة العمل السياسي ...

فالامر لا يقتصر علي حوادث محدودة او معزولة بل طالت الانشقاقات البنية السياسية السودانية بشقيها الحكومة والمعارضة ولم تميز ما بين احزاب عريقة وحركات وليدة فمن الجبهة الاسلامية الي الاتحاديين الي حزب الأمة الي الحركة الشعبية والحزب الشيوعي وصولا الي قوات التحالف السودانية وحركة تحرير ارفور تتعدد المواقف والاحداث ولكن النتيجة واحدة ...

هذا التشظي الأميبي يشير الي ان المسالة ليست مجرد اختلاف في تنظيم او حزب ما ولكنها مسالة مرتبطة بالعقل السوداني وطريقة تفكيره وتعامله مع قضايا الاختلاف والتي اضحت تؤدي الي الانشقاق بدلاً عن الاختلاف في اطار الوحدة ... وهنا تبدو المسألة اكثر عمقا في الحقيقة مما يحدث علي السطح ... وظاهرة ثقافية اكثر منها مجرد تجارب تاريخية محدودة ...

لا اعرف ان كانت الأحزاب السياسية السودانية قد بحثت عميقا في هذه التجارب وبدأت بمعالجة أسبابها في اتجاه الوحدة لكن من الواضح ان نتائجها ليست مرضية لكل الأطراف فهي من جهة أخري ادي الي خلق حالة فوضوية في الخطاب السياسي السوداني من الأستقطاب الحاد الي التحالفات المرحلية او التماهي والاندماج مدفوعة ليس بالقناعات السياسية والفكرية ولكن بموازنات لا تستصحب معها سوي الرغبة في البقاء حتي ولو بالتحالف مع الحكومة المركزية التي ظلت تقاومها طوال الاعوام الماضية ...

واذا كانت التحالفات في مرحلة ما اقتصرت علي المنشقين من الاحزاب السياسية بمجموعات صغيرة فهي قد حدثت اخيراً مع الحزب الاتحادي الديموقراطي والمؤتمر الوطني الحاكم كما حدثت بين حزب الأمة والمؤتمر الشعبي ... مضافا اليها اتفاقيات السلام التي تدخل ضمن هذه التحالفات ...

فما الذي يقف وراء هذه الانشقاقات التي نمارسها سلوكا ونرفضها في عقلنا الواعي ..

نؤمن بوحدة السودان وندفع بالجميع الي الانفصال ..
نؤمن بوحدة قوة الهامش ونقود خطابنا السياسي وتحالفاتنا تجاه التمزق ...
نؤمن بوحدة احزاينا واختلافنا في اطار الوحدة ونهرب في اول ختلاف الي حلول الانقسام ...
نؤمن بوحدة حركات دارفور ولا يعطينا الواقع سوي فصائل منقسمة ومتحاربة ...
نؤمن بالتجمع الوطني الديمقراطي ونسعي الي تحالفات فردية ...


وإلي اين تسير بنا هذه التمزقات ...
وهل يمكن اعتبارها من ناحية أخري مسالة صحية بحيث يتم من خلالها تمييز وعزل المجموعات التي تعطل مسيرة الحركة الديموقراطية باعتبار المجموعات المنشقة هي في الاصل مجموعات احادية التفكير .. أم انها تعتبر مخرجا للمجموعات المنشقة والتي تمثل تيارات جديدة في التفكير لا يمكن ان تستوعبها الكيانات القديمة.
وما علاقة كل ذلك بثقافتنا بشقيها الافريقي والعربي وتكويننا القبلي وهل هو الأساس والمحرك لهذه الانقسامات .
ثم هل توجد هنالك قوي في داخل هذه الاحزاب تسعي الي توحيدها مرة اخري وفق شروط جديدة اما نا الابواب قد اغلقت ورفعت الأقلام وجفت الصحف