منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بإبداعات الأعضاء

المشرف: حمد القباني

By تركي المحارب 36
#52882
إذا ما استمرت الحرب "مذكرات في الحب والحرب والسلام"
المؤلف : هرمان هيسه Hermann Hesse
ترجمة : أسامة منزلجي , دار نينوى .




"الرغبة في السلام قديمة قدم الزمن فمنذ آلاف السنين ونحن نردد القول الأثير الجوهري والعظيم "لاتقتل".
من منطلق هذا الاقتباس "لاتقتل" يتبين لنا كيف كانت ردة فعل هرمان عن الحرب قبل وقوعها وأثناء الحرب وماهي أفكاره ورؤاه ,
ف منذ بلغ 15 عمره بدأ يأخذ هذا المنحنى وهذا الفكر "السلام , البساطة , والعيش على الفطرة ", بعد انقشاع المشاعر والمثل العليا التي طالما علموهم بها أساتذة المدارس .
"وعبارة لاتقتل لا تعني : لا تؤذي الآخر ! بل تعني: لاتحرم نفسك من الآخر."
"إن السنوات القليلة الأخيرة لم تكن بالنسبة إلينا سنوات
إنسانية عادية, مرة أخرى تعودنا على أن نعيش ليس حياة إنسانيه بل تاريخاً."



هرمان هسه كاتب و مواطن ألماني سويسري ذو أصول هندية ولد سنة 1877ببلدة كالف نشأ في بيت محافظ ومتدين , دائم التلاوات والأناشيد ,
إلا أنه امتلك عقلاً متمرداً متشككاً فكان تمرده الأول على أهله ,
كون بعدها عالماً خاصاً له بنفسه فأصبح أحد أبطال الحرية .
هرمان هسه محارب الحرب بالكلمات, الرجل الفيلسوف, الباحث عن السلام في داخله بالتأمل وخارجها بمقالاته وخطبه للألمان وتنديده بالحرب وخوفه من عواقبها ,
كان رجلاً إنسانيّ / استثنائي في بلده وبأفكاره , معزول عن أصدقاءه الآخرين دعاة الحرب والمحرضين لها.
يقول : رأيت حلماً رائعاً , حلمت أن السلام قد حل , وأطلق سراحنا ورحلنا ,
وكانت الشمس مشرقة وأصبح في إمكاني أن أفعل بالضبط ما أشاء.
وفي حوار بينه وبين صديق ألماني أثناء الحرب في ربيع 1915 ,
يقول هرمان : ما الضرر من إعادة الإلزاس إلى فرنسا تحت ظروف معينة ؟
قال الصديق , إنه شخصياً يسامحني على نقاط ضعفي ولكن الأفضل لي ألا أتفوه بمثل هذه الأقوال على مسمع أي شخص آخر إذا رغبت في الاحتفاظ برأسي بين كتفي !
المجتمع الأوروبي في الفترة التي عاصرها هرمان كانت في غاية التشنج
والأنفة والعدوان والنزاع فيما بينهم , حيث شهد في حياته الحربين العالميتين الأولى والثانية ,
فعكس ذلك فيه غربة الخارج .. فاستثمر ذلك في نفسه . – لاشيء أصعب على التحمل من تعاقب الأيام الطيبة. غوته _ , حين تعيش الحرب.
يقول في أحد مقالاته :
(وبدأت أقرأ الفلسفة , وأصبح مفكراً حراً , أشق طريقي , بين الشعراء-دائماً مع حس داخلي مبهم بأن هذه هي طريقي الطريق إلى ذاتي ,
وأنه لا وجود لأي طريق أخرى تلائمني وتلائم حاجاتي ..
وباشرت بما يسميه المسيحيون التأمل والمحللون النفسيون ب الانكفاءة على الذات ...) .
حيث أفضل ما في مراحل حياة الإنسان الخاصة , المراحل الهادئة التي يسودها الانسجام.
وقعت على هرمان هسه منذ ما يقارب السنتين فنشأت بيننا علاقة عفيفة حييّة
حيث لم أقرأ له من الكتب إلا هذا,
والحكايات الخرافية وكلاهما من أحب الكتب إلى قلبي وأقربها إلى نفسي ,
ألا يكفي إنسانيته التي تنضح وتبهج القراء في رده على رسالة ماكس برود حول فلسطين ! *
أيضاً يهمني في ما أقرأ حلاوة الكلمة وهرمان عذب الكلام شاعر مستحسن
قريب منيّ في فكري وما أريد .

لذا بالنسبة إلينا نحن الأخوة الخطاة
الحب ممكن حتى ونحن على خلاف
لا الرأي ولا الحقد , وإنما الحب الحليم
والحلم المحب , يقرباننا من الهدف.



اقتباسات :

•أضيئوا شموع عيد الميلاد لأجل أطفالكم ! دعوهم يرتلون الترانيم , ولكن لا تضللوا أنفسكم ,
لا تركنوا على مر السنين إلى القناعة بالشعور العاطفي , المحزن , الرث , الذي ينتابكم وأنتم تحتفلون بالعطل الدينية أطلبوا أكثر من ذلك من أنفسكم! إن الحب والفرح الغامض والمسمى "السعادة" لم ينته من هنا أو من هناك , إنه فقط في داخلنا .
•كان الأوروبي مكروهاً جداً , وكم من مره أثار عداوة أقربائه من البشر بتحقير إنجازات الآخرين. *قصة رمزية
•ألا تعلم أن انتعال الأحذية الجلدية من أي نوع أو شكل كانت ممنوع على المدنيين؟_حذاؤك مصادر. والآن لنر أوراقك الثبوتية.
•إن العناد هو الفضيلة الوحيدة التي لا تدخل في حسابها القوانين.

إضاءة :

* كان يكتب مقالاته ورواية دميان باسم مستعار وهو : إميل سكنلير.
*من مؤلفاته : لعبة الكريات الزجاجية , دميان , ذئب السهوب , أحلام الناي , تجوال , سدهارتا _ الصيف الأخير _ نرسيس وقولدموند _ قلب طفل.
*فترة الأولى المهمة كـ كاتب كانت من 1895_1900
*حصل على جائزة نوبل عام 1946.
* في 1961 توفيَّ أديبنا جراء نزيف في المخ على أنغام موتسارت وحثيث زوجته وهي تطالع له الكتب كعادتها.
وافق الفكر والهوى .. فكان الأحلى .