منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بإبداعات الأعضاء

المشرف: حمد القباني

#61878
نبذه عنه .. :


أبو الطيب المتنبي هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي ..
أبو الطيب الكندي الكوفي المولد، ولد سنة 303 هـ ،نسب إلى قبيلة كندة نتيجة لولادته بحي تلك القبيلة في الكوفة لا لانتماء لهم. عاش أفضل ايام حياته واكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وكان أحد أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء. وهو شاعر و حكيم ، وأحد مفاخر الأدب العربي. وتدور معظم قصائده حول مدح الملوك. ويقولون عنه بانه شاعر اناني ويظهر ذلك في اشعاره. قال الشعر صبياً. فنظم أول اشعاره وعمره 9 سنوات. اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكراً .


من روائع المتنبي..:


أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي .............. وأسمعت كلماتي من به صمم

كم تطلــــبون لنا عيـــــبًا فيعجزكم ............ويكره المجد ما تأتون والكرم

ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي ...........أنا الثّريا وذان الشيب والهرم

وإذا أتــــتك مذمتي من نـــــاقصٍ .............فهي الشــــهادةُ لي بأني كامــلُ

أنام ملء جفونــــي عن شواردها ..............ويسهرُ الخلقُ جراها ويختصـم

غيري بأكثر هذا الناسِ ينخــــدعُ ..............إن قاتلوا جبنوا أو حدثّوا شجعوا

ولا الجمع بين الماء والنار في يدي ........بأصعب من أن أجمع الجدَّ والفهما

وإني لمن قومٍ كأنّ نفوســـــــــَهم ..............بها أنفٌ أن تسكنَ اللحم والعظما

عدوك مذمـــــــــومٌ بكل لســــانِ .............وإن كان من أعدائـِـــك القمـــران

ولله ســـــــرٌّ في عــُـــلاك وإنما ..............كلام العِـدا ضربٌ من الهذيـــــان

على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ ............وتأتي على قدرِ الكرامِ المكـــــارمُ

وتعظمُ في عينِ الصغيرِ صغارها ..........وتصغر في عينِ العــــظيمِ العظائمُ

لعل عتبَك محـــــــــــمودٌ عواقبه ............فربّما صحّت الأجســــــــامُ بالعللِ

فمسّاهم وبسطهم حريــــــــــــــر ...........وصبّحهم وبسطهم تــــــــــــــــراب


وفي التودد والاستعطاف قال لسيف الدولة :

و احرَّ قلباه ممن قلبهُ شــــــــبمٌ .......ومن بجسمي وحالي عنده شضم

يا أعدل الناس إلا في معاملتــي .....فيك الخصام وأنت الخصم والحكم

المجد عُوفي إذ عوفيت والكرم ......وزال عنك إلى أعدائـــــــــك الألم

يا من يعزُّ علينا أن نفارقهــم ..........وجداننا كلُ شيءٍ بعدكم عدمُ

إن كان سرّكم ما قال حاسدُنا .........فما لجرحٍ إذا أرضاكم ألـــــمُ


وله في الحكمة قوله :


كفى بك داء أن ترى الموتَ شافيًا ...... وحسبُ المنايا أن يكنّ أمانيا

إذا غامرت في شرفٍ مروم ٍ .........فلا تقنع بما دونِ النجــــــــومِ

فطعمُ الموتِ في أمرٍ حقيـــرٍ .......كطعم الموت في أمرٍ عظيـــــمِ

إذا اعتاد الفتى خوضَ المنايا ........فأهونُ ما يمرُّ به الوحـــــــولُ

إذا رأيت نيوبَ الليّثِ بارزةً .......فلا تظننّ أنَّ الليّث يبتـــــــــــسمُ

ذو العقلِ يشقى في النعيمِ بعقلهِ ......وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ ينعمُ

ومن عرف الأيام معرفتي بها .....وبالناسِ روى رمحه غير راحم

لا يخدعنّك من عدوٍ دمعــــــة ..... وارحـــم شبابك من عدوٍ ترحم

لولا العقولُ لكان أدنى ضيغم .......أدنى إلى شرفٍ من الإنســـــانِ

ما كلُ ما يتمنى المرء يدركهُ ..... تجري الرياحُ بما لاتشتهي السفنُ

إذا ساء فعلُ المرءِ ساءتْ ظنونُه .....وصدّقَ ما يعتادهُ من توهّـــــمِ

إذا أنت أكرمت الكريمَ ملكته ........وإن أنت أكرمت اللئــــيمَ تمّردا

وما الحياة ونفسي بعدما علمتْ ......أن الحياةَ كما لاتشتهـــــي طبعُ

من يُهنْ يسهُلْ الهــــــوانُ عليه ...........ما لجرح ٍبميِّتٍ إيـــــــــلامُ



مرّ أبو الطيب برجلٍ جاهلٍ سفيهٍ أحمق

_ كما يراه أبو الطيب ! _

فأساء لأبي الطيب في القول

فرد عليه أبو الطيب بقوله:

صَـغُـرتَ عن المديحِ فقلتُ : أهجو ؟ * * * كأنكَ قد صَـغُـرتَ عن الهجاءِ !



مقتله..:

كان المتنبي قد هجا ضبة بن يزيد الأسدي العيني بقصيدة شديدة ..

فلما كان المتنبي عائدًا إلى الكوفة، وكان مع جماعة منهم ابنه محسد وغلامه مفلح، لقيه فاتك بن أبي جهل الأسدي، وهو خال ضبّة، وكان في جماعة أيضًا. فاقتتل الفريقان وقُتل المتنبي وابنه محسد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول غربيّ بغداد.