منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بإبداعات الأعضاء

المشرف: حمد القباني

By محمد بن خميس 705
#64507
المتنبي
عَـلى قَـدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَـأتي عَـلى قَـدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَـعظُمُ فـي عَـينِ الصَغيرِ صِغارُها وَتَـصغُرُ فـي عَـينِ العَظيمِ العَظائِمُ
يُـكَلِّفُ سَـيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ وَقَـد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ
وَيَـطلِبُ عِـندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ وَذَلِـكَ مـالا تَـدَّعيهِ الـضَراغِمُ
يُـفَدّي أَتَـمُّ الـطَيرِ عُمراً سِلاحُهُ نُـسورُ الـمَلا أَحـداثُها وَالقَشاعِمُ
وَمـا ضَـرَّها خَـلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ وَقَـد خُـلِقَت أَسـيافُهُ وَالـقَوائِمُ
هَـلِ الـحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها وَتَـعـلَمُ أَيُّ الـساقِيَينِ الـغَمائِمُ
سَـقَتها الـغَمامُ الـغُرُّ قَـبلَ نُزولِهِ فَـلَمّا دَنـا مِـنها سَقَتها الجَماجِمُ
بَـناها فَـأَعلى وَالـقَنا تَقرَعُ القَنا وَمَـوجُ الـمَنايا حَـولَها مُـتَلاطِمُ
وَكـانَ بِـها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَت وَمِـن جُـثَثِ الـقَتلى عَلَيها تَمائِمُ
طَـريدَةُ دَهـرٍ سـاقَها فَـرَدَدتَها عَـلى الـدينِ بِالخَطِّيِّ وَالدَهرُ راغِمُ
تُـفيتُ الـلَيالي كُـلَّ شَيءٍ أَخَذتَهُ وَهُـنَّ لِـما يَـأخُذنَ مِنكَ غَوارِمُ
إِذا كـانَ مـا تَـنويهِ فِعلاً مُضارِعاً مَـضى قَـبلَ أَن تُلقى عَلَيهِ الجَوازِمُ
وَكَيفَ تُرَجّي الرومُ وَالروسُ هَدمَها وَذا الـطَعنُ آسـاسٌ لَـها وَدَعائِمُ
وَقَـد حـاكَموها وَالـمَنايا حَواكِمٌ فَـما مـاتَ مَظلومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ

موقع:http://www.adabeh.com/poem/create.php?card_id=112
أَتـوكَ يَـجُرّونَ الـحَديدَ كَـأَنَّهُم سَـرَوا بِـجِيادٍ مـا لَـهُنَّ قَـوائم
إِذا بَـرَقوا لَـم تُعرَفِ البيضُ مِنهُمُ ثِـيـابُهُمُ مِـن مِـثلِها وَالـعَمائِمُ
خَميسٌ بِشَرقِ الأَرضِ وَالغَربِ زَحفُهُ وَفـي أُذُنِ الـجَوزاءِ مِـنهُ زَمـازِمُ
تَـجَمَّعَ فـيهِ كُـلُّ لِـسنٍ وَأُمَّـةٍ فَـما تُـفهِمُ الـحُدّاثَ إِلّا التَراجِمُ
فَـلِلَّهِ وَقـتٌ ذَوَّبَ الـغِشَّ نـارُهُ فَـلَم يَـبقَ إِلّا صـارِمٌ أَو ضُـبارِمُ
تَـقَطَّعَ مـالا يَـقطَعُ الدِرعَ وَالقَنا وَفَـرَّ مِـنَ الأَبـطالِ مَن لا يُصادِمُ
وَقَـفتَ وَمـا في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ كَـأَنَّكَ فـي جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ
تَـمُرُّ بِـكَ الأَبـطالُ كَلمى هَزيمَةً وَوَجـهُكَ وَضّـاحٌ وَثَـغرُكَ باسِمُ
تَـجاوَزتَ مِقدارَ الشَجاعَةِ وَالنُهى إِلـى قَـولِ قَومٍ أَنتَ بِالغَيبِ عالِمُ
ضَمَمتَ جَناحَيهِم عَلى القَلبِ ضَمَّةً تَـموتُ الـخَوافي تَـحتَها وَالقَوادِمُ
بِـضَربٍ أَتى الهاماتِ وَالنَصرُ غائِبُ وَصـارَ إِلـى اللَبّاتِ وَالنَصرُ قادِمُ
حَـقَرتَ الـرُدَينِيّاتِ حَتّى طَرَحتَها وَحَـتّى كَـأَنَّ السَيفَ لِلرُمحِ شاتِمُ
وَمَـن طَـلَبَ الـفَتحَ الجَليلَ فَإِنَّما مَـفاتيحُهُ الـبيضُ الخِفافُ الصَوارِمُ
نَـثَرتَهُمُ فَـوقَ الأُحَـيدِبِ كُـلِّهِ كَـما نُثِرَت فَوقَ العَروسِ الدَراهِمُ
تَدوسُ بِكَ الخَيلُ الوُكورَ عَلى الذُرى وَقَـد كَثُرَت حَولَ الوُكورِ المَطاعِمُ
تَـظُنُّ فِـراخُ الـفُتخِ أَنَّـكَ زُرتَها بِـأُمّاتِها وَهـيَ الـعِتاقُ الـصَلادِمُ
إِذا زَلِـفَـت مَـشَّـيتَها بِـبِطونِها كَـما تَـتَمَشّى في الصَعيدِ الأَراقِمُ
أَفـي كُـلِّ يَـومٍ ذا الدُمُستُقُ مُقدِمٌ قَـفاهُ عَـلى الإِقـدامِ لِلوَجهِ لائِمُ
أَيُـنكِرُ ريـحَ الـلَيثَ حَتّى يَذوقَهُ وَقَـد عَـرَفَت ريحَ اللُيوثِ البَهائِمُ
وَقَـد فَـجَعَتهُ بِـاِبنِهِ وَاِبنِ صِهرِهِ وَبِـالصِهرِ حَـملاتُ الأَميرِ الغَواشِمُ
مَضى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ الظُبى بِـما شَـغَلَتها هـامُهُم وَالـمَعاصِمُ
وَيَـفهَمُ صَـوتَ الـمَشرَفِيَّةِ فـيهِمِ عَـلى أَنَّ أَصـواتَ السُيوفِ أَعاجِمُ
يُـسَرُّ بِـما أَعـطاكَ لا عَن جَهالَةٍ وَلَـكِنَّ مَـغنوماً نَـجا مِنكَ غانِمُ
وَلَـستَ مَـليكاً هـازِماً لِـنَظيرِهِ وَلَـكِنَّكَ الـتَوحيدُ لِـلشِركِ هازِمُ
تَـشَـرَّفُ عَـدنانٌ بِـهِ لا رَبـيعَةٌ وَتَـفتَخِرُ الـدُنيا بِـهِ لا العَواصِمُ
لَـكَ الحَمدُ في الدُرِّ الَّذي لِيَ لَفظُهُ فَـإِنَّـكَ مُـعـطيهِ وَإِنِّـيَ نـاظِمُ
روَإِنّـي لَتَعدو بي عَطاياكَ في الوَغى فَـلا أَنـا مَـذمومٌ وَلا أَنـتَ نادِمُ
عَـلى كُـلِّ طَـيّارٍ إِلَـيها بِرِجلِهِ إِذا وَقَـعَت فـي مِـسمَعَيهِ الغَماغِمُ
أَلا أَيُّـها السَيفُ الَّذي لَيسَ مُغمَداً وَلا فـيهِ مُـرتابٌ وَلا مِـنهُ عاصِمُ
هَـنيئاً لِـضَربِ الهامِ وَالمَجدِ وَالعُلى وَراجـيكَ وَالإِسـلامِ أَنَّـكَ سالِمُ
وَلِـم لا يَقي الرَحمَنُ حَدَّيكَ ما وَقى وَتَـفليقُهُ هـامَ الـعِدا بِـكَ دائِمُ