منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية

المشرف: رجاء الرشيد

By ندى الفوزان101
#22266
تكلمنا في المحاضرة عن افلاطون و فكره السياسي

، وتتمثل في 3 محاورات او كتب هي : الجمهورية ،والسياسي، والقوانين .



محاورة الجمهورية



وقدم فيها صلب فكره السياسي المعروف بنظرية المثل ولعل أهم أفكاره في هذه المحاورة فكرة المدينة الفاضلة والتي نعرض لها فيما يلي :

أسس أفلاطون مدينته الفاضلة ارتباطا بمسلمتين (فرضيتين) هما :

(أ‌) الفضيلة هي المعرفة اي الانسان الفاضل هو الانسان الذي يعرف او يعلم .

(ب‌) تقسيم العمل هو أنسب السبل لنجاح الحياة الاجتماعية اي للرجل الواحد وظيفة واحدة.


وبنى المدينة هذه على منوال او اسلوب جسم الإنسان معتبرا أن هذا الجسم هو خلق مثالي لأن الله هو الذي خلقه ، فقد خلقه الله على فضيلة ومثالية ، والإنسان في تصور أفلاطون هو ذكاء وطاقة وأعضاء ، وبناء عليه فإن المدينة الفاضلة يجب في رأيه أن تتكون من ثلاث طبقات هي الفلاسفة( وتقابل الذكاء في جسم الإنسان) والمحاربون ( وتقابل الطاقة في جسم الإنسان) والحرفيون ( وتقابل الأعضاء في جسم الإنسان) .

ثم يقسم أفلاطون العمل بين الطبقات الثلاث كالتالي : اما الحرفيون فوظيفتهم هي القيام بعملية الإنتاج لمد أفراد المدينة بما يلزم من ملبس وغيرة ....الخ
وأما المحاربون فتنحصر وظيفتهم في الدفاع عن أرض المدينة ، ولا يحق لهم التدخل في أمور السياسة والحكم ( ما نسميه اليوم الاحتراف العسكري.

أما الفلاسفة فوظيفتهم الحكم ، لأنهم هم الحكماء القادرون بعقولهم الراجحة على الوصول ، فيقول افلاطون :

"على الفلاسفة أن يكونوا ملوكا ، وعلى الملوك أن يكونوا فلاسفة ، ويقول كذلك لن ترى المدن (أي الدول) خيرا ما لم يصبح الفلاسفة ملوكا أو يتشبع ملوك هذه الدنيا بروح الفلسفة" ، وعلى ذلك فإن أمثل أشكال الحكومات عند أفلاطون هي "حكومة الفلاسفة" ، وهي حكومة مطلقة لا تتقيد بأي قانون ، لأن تقييد الفلاسفة بقانون يعني وضع قيود على إبداعهم وعبقريتهم وعقولهم المستنيرة ، وبالتالي الحد من قدراتهم الفذة على الحكم . فالقانون في رأي أفلاطون هو" كالرجل الأحمق الذي لا يغير رأيه مطلقا مهما كان خاطئا" .

وبالنسبة للكيانين الاقتصادي والاجتماعي للمدينة نشأ في محاورة الجمهورية ما يعرف بشيوعية أفلاطون حيث رفض أفلاطون نظام الملكية الخاصة لأنها تصرف الناس عن الاهتمام بالصالح العام فلا يهتمون إلا بممتلكاتهم . كما رفض أفلاطون نظام الأسرة لأنه سيشغل الناس بأبنائهم وزوجاتهم عن المصالح العامة. اي كل شي مملوك لدولة.

وهكذا جاءت أفكار أفلاطون في محاورة الجمهورية بعيدة عن الواقع محلقة في عالم الخيال.


محاورة السياسي

يعتبر أهم ما قدمه أفلاطون في هذه المحاورة من فكر سياسي هو قوله بأن للسياسة علم وفن ، بالإضافة إلي تعريف للسياسي وعلم السياسة ، فعلم السياسة هو : القدرة على العودة إلى عالم الروح واستلهام حقائق الحكم منه .(هي في عالم الروح ) .

وبناء عليه فالسياسي هو القادر على العودة إلى عالم الروح واستلهام حقائق الحكم منه .

أما فن السياسة عند أفلاطون فهو : حكم الناس عن غير طريق الإكراه ، أي حكم الناس برضاهم
. :flower:



محاورة القوانين




قدم أفلاطون محاورته هذه في أواخر حياته وبعد فشل محاولات عديدة لتطبيق فكره في بعض المناطق ، لذلك نجده قد تخلى عن بعض مثاليته في هذه المحاورة ، فمثلا قال بأنه يمكن أن يحكم الفلاسفة استنادا إلى قوانين ولكنه اشترط أن تضع هذه القوانين جمهرة الفلاسفة ، وبالنسبة للكيانين الاقتصادي والاجتماعي للمدينة تراجع عن الشيوعية وقال بأن الواقع يفرض ضرورة الأخذ بنظام الملكية الخاصة ، ونظام الأسرة ، وهكذا جاءت أفكار أفلاطون في محاورته الأخيرة متصالحة إلى حد ما مع الواقع الذي كان يرفضه تماما في محاورته الأولى (الجمهورية).

تمت