منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
#53360
لا يزال الحليف السوري بشار يتلقى الدعم الروسي والأيراني على الرغم من المجازر التي يرتكبها النظام ضد الشعب السوري في مختلف المدن السورية. ومع اشتداد الأحتجاجات في مختلف دول العالم التي تؤيد حق الشعب السوري في الحرية والديمقراطية، يقف مجلس الأمن الدولي عاجزا عن اصدار قرار وفق الفصل السابع يخير الأسد بين وقف هذه المجازر او اللجوء الى القوة ضد نظام الأسد. وكما هو معلوم ان المحور الذي يساند النظام في سوريا لأسباب عسكرية وأقتصادية كما هو الحال مع روسيا لأن الأسد هو اخر ما تبقى لروسيا من حلفاء في المنطقة العربية.

اما ايران فأنها تبذل المستحيل من اجل بقاء بشار لأسباب ايدولوجية وطائفية لأن الأسد هو اليد الطولى في المنطقة الذي يساعد ايران في الأمتداد في المنطقة كما سمية بالهلال الشيعي الذي يمتد من ايران الى العراق وسوريا ولبنان بالأضافة الى خوف ايران من ان يأتي الدورعليها وتعاقب بسبب برنامجها النووي المثير للشكوك،لذلك بين الحين والأخر نسمع عن تدخلات ايران في شؤون دول الجوار والخليجية. اذن الوكيل عن ايران هو بشار وحزب الله اللبناني وبعض القوى الشيعية المؤيدة في العراق. فهذه الأطراف تمول من قبل ايران وتقوم بخلق ازمات ومشاكل كلما احتاجت ايران الى هذه الأمور.

لذلك خسارة الأسد يعني خسارة مشروع الأمتداد الأيراني الشيعي في هذه المنطقة المهمة جدا من العالم. اما روسيا فهي تستخدم حقها في النقض في مجلس الأمن بطريقة مكشوفة وغير انسانية، فمن غير المعقول ان تقف دولة مثل روسيا الأتحادية وهي الوريث للأتحاد السوفيتي السابق الذي كان يؤمن بحق الشعوب في الحرية وبحق تقرير المصير، الى جانب حاكم حكم سوريا لأكثر من اربعة عقود والأن يقتل شعبه من اجل الأستمرار في الحكم ، فكل يوم يصحى الشعب السوري على مجزرة جديدة يرتكبها النظام دون وازع من ضمير وأخرها مجزرة التريمسة والتي لن تكون الأخيرة .

والكل يعلم ان نهاية الأسد ستكون في احسن الأحوال هو اللجوء الى ايران او الى روسيا وقد يقتل كما حصل للعقيد القذافي. والى ان ياتي ذلك اليوم قد تكون المنطقة قد دخلت في حرب طائفية الى احد يعرف مداها وتأثيراتها على المنطقة. فالأسد لا يستطيع التراجع حتى لو اراد لأنه مرتبط بسياسة ايران وبمصالح روسيا ، هذه الأطراف تدفعه الى الأستمرار حتى النهاية المجهولة التي قد تجر المنطقة الى حرب كبيرة كما تشير الدلائل،لأن من المستحيل ان يقبل الشعب السوري بأستمرار الأسد في الحكم بعد ان دفع الشعب ضريبة الدم بعشرات الألاف من الشهداء. والسؤال هو متى تستفيق ضمائر الأطراف الذين يدفعون الأسد الى الأستمرار في هذا القتل والدمار؟ الذي قد يجر اطراف سنية للتدخل في هذا الصراع الخطيرفي اخطر مناطق العالم. فهل تدرك هذه الأطراف مدى خطورة هذا الصراع؟