منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
By سعد الصفيان 3
#60849
أزمة الحبشة
أزمة الحبشة هي أزمة دبلوماسية حدثت في فترة ما بين الحربين العالميتين نشأت بسبب حادث والوال وكانت هذه الحادثة نتجت بسبب الصراع المستمر بين مملكة إيطاليا والإمبراطورية الأثيوبية. وكان من نتائج هذه الحملة تقويض مصداقية عصبة الأمم وشجعت الفاشية الإيطالية بالتحالف مع ألمانيا النازية. وقد جلبت نهاية الأزمة السلام في أوروبا، وبنهاية 1937 ظهر أن أوروبا مقسمة إلى قسمين.
الخلفية
كانت كل من إيطاليا وأثيوبيا دولتين عضوتين في عصبة الأمم، ففي حين انضمت أثيوبيا إلى العصبة في 28 سبتمبر 1923، كانت إيطاليا من المؤسسين للعصبة في سنة 1919.ووفق المادة العاشرة من ميثاق عصبة الأمم وقعت كل من أثيوبيا وإيطاليا معاهدة صداقة في 2 أغسطس من سنة 1928ن وقد تضمنت المعاهدة صداقة لمدة عشرين سنة بين البلدين.وقعت الدولتان في 27 أغسطس من نفس العام على ميثاق بريان كيلوج وهي معاهدة كانت تهدف إلى نبذ الحرب كأداة سياسية.
[عدل] الزحف الإيطالي والصدام
بنت إيطاليا حصناً في والوال وهي واحة في أوغادين في سنة 1930وشكل الحصن انتهاكاً واضح لمعاهدة الصداقة الإيطالية الحبشية. وكان من الواضح أن بناء القلعة كان جزءاً من الزحف تدريجيا على الأراضي الإثيوبية.وفي 29 سبتمبر من سنة 1934 أصدرت كل من أثيوبيا وإيطاليا بياناً مشتركاً لرفض أي عدوان من قبلهما على الآخر.
[عدل] حادثة والوال
عسكرت قوة أثيوبية بتعداد ألف رجل مع ثلاث قادة عسكرية بالقرب من أوال أوال وطلبت من حامية أيطالية من الجنود الأفارقة تعدادها 60 شخص بالانسحاب من تلك المنطقة.[1] رفض قائد الحامية الصومالي الانسحاب وأبلغ القيادة في أواردر البعيد 20 كم من أوال أوال.[2] في اليوم التالي، وصلت لجنة الحدود لمسح الحدود بين الصومال البريطاني وأثيوبيا إلى والوال. لكن لجنة التحقيق واجهة قوة إيطالية في والوال. احتج أعضاء لجنة ترسيم الحدود البريطانية لكنهم انسحبوا لتفادي وقوع حادث دولي. بقي أعضاء لجنة الحدود الاثيوبية في الوالوال..[3]
ولأسباب غير واضحة وفي الفترة الواقعة بين 5 ديسمبر و7 ديسمبر وقعت مناوشات بين الحامية من الصوماليين كانوا في الخدمة الإيطالية وقوة مسلحة اثيوبية. وفقا للإيطاليين، هاجم الاثيوبيون الصوماليين بالرشاشات والبنادق.[4] لكن وفق الأثيوبيين أن الإيطاليين هاجموا قواتهم وكانت القوات الإيطالية مدعومة بدباتين وثلاث طائرات.[5] وفي نهاية المناوشات قتل 107 أثيوبي وجرح 40 شخص في حين قتل 50 أيطالي وصومالي
[عدل] الاستجابة الدولية والجهود اللاحقة
يوم 6 ديسمبر، 1934، احتج الامبراطور هيلا سيلاسي الأثيوبي على العدوان الإيطالي في الوالوال. وطالب باعتذار إيطاليا في 8 ديسمبر، وفي 11 ديسمبر، تبع هذا الطلب بطلب للحصول على تعويضات مالية واستراتيجية.
ناشدت اثيوبيا عصبة الأمم للتحكيم في حادث الوالوال في 3 يناير عام 1935. لكن رد العصبة لم يكن حاسم، فبرأت لجنة التحكيم التابعة للعصبة كلا البلدين من أي تهمة.[6] لكن في واقع الأمر، دول كثيرة كانت تعمل بشكل مستقل عن العصبة من أجل الحفاظ على إيطاليا كحليف لها. وبعد وقت قصير من استئناف إثيوبيا الأولي، اجتمع وزير الخارجية الفرنسي بيير لافال وسكرتير الخارجية البريطاني صمويل هور مع بنيتو موسوليني في روما.
أسفر الاجتماع بين لافال وموسوليني في يوم 7 يناير 1935 على اتفاق بين فرنسا وإيطاليا. أعطت هذه المعاهدة إيطاليا أجزاء من أرض الصومال الفرنسية (جيبوتي حاليا) وإعادة تعريف الصفة الرسمية للإيطاليين في تونس الخاضعة لفرنسا، وأعطى إيطاليا حرية التعامل مع أثيوبيا. في مقابل هذا كانت فرنسا تأمل بالحصول على الدعم الإيطالي ضد العدوان الألماني.
قتل في 25 يناير 5 عساكر افارقة مجندين في الجيش الإيطالي على أيدي الجيش الأثيوبي.[7]
حشد موسوليني في 10 فبراير فرقتين ضد أثيوبيا.[7]
في 23 فبراير، بدأ موسوليني بإرسال أعداد كبيرة من القوات الإيطالية إلى أريتريا والصومال. كانت هذه المستعمرات الإيطالية تحد اثيوبيا منالشمال الشرقي والجنوب الشرقي على التوالي. ولم يشهد هذا الحشد احتجاج دولي يذكر.
طلبت اثيوبيا مرة أخرى التحكيم وأشارت إلى تراكم الحشود العسكرية الإيطالية في يوم 8 مارس،. وفي 13 مارس، وافقت إيطاليا واثيوبيا على إنشاء منطقة محايدة في أوغادين. وفي 17 آذار ناشدت اثيوبيا مجددا العصبة على استمرار إيطاليا في الحشد. أثمرت الضغوط الإيطالية على عصبة الأمم في قضية التحكيم في الحادث الوالوال في يوم 22 مارس،. ولكن في يوم 11 مايو، احتجت إثيوبيا ومرة أخرى على الحشود الإيطالية المستمرة.
عقدت عصبة الأمم جلسة خاصة لمناقشة الازمة في اثيوبيا بين 20 و21 مايو. وفي يوم 19 يونيو طلبت اثيوبيا مراقبين محايدين.
حاولت المملكة المتحدة تهدئة الأزمة في 23-24 يونيو، وبعث وكيل وزارة الدولة لشؤون الخارجية أنتوني إيدن للتوسط لإحلال السلام. لكن فشلت البعثة. بعد ذلك، اعلنت بريطانيا حظرا على الأسلحة على كل من إيطاليا واثيوبيا في يوم 25 يوليو. يعتقد كثيرون أن هذا كان نتيجة مباشرة لضغوط إيطاليا مما سيمنع اثيوبيا من التزود بالسلاح. وسحبت بريطانيا سفنها الحربية من البحر الأبيض المتوسط، مما سمح للمزيد من القوات الإيطاليا بالوصول دون عائق.
التقى مسؤولون إيطاليون والاثيوبيون في يوم 25 يونيو، في لاهاي لمناقشة التحكيم وهذه المناقشات انهارت في 9 يوليو.
نادت أثيوبيا في 12 أغسطس على رفع حظر بيع الأسلحة. وعرضت فرنسا وبريطانيا على إيطاليا امتيازات كبيرة في اثيوبيا في 16 آب لتجنب الحرب لكن إيطاليا رفضت هذه العرض. أكدت بريطانيا في 22 أغسطس استمرار حظر التسلح.
برئت العصبة كل من الدولتين في 14 سبتمبر على أن كل من الدولتين كانت تعتبر الوالوال تابعة لها[3]
[عدل] الحرب والاحتلال
في يوم 3 أكتوبر من سنة 1935، غزت القوات المسلحة الإيطالية اريتريا بعد فترة وجيزة من تبرئة كلا الطرفين من حادث الوالوال، اعلانت إثيوبيا حالة الحرب. ردا على ذلك.
أعلنت عصبة الأمم إيطاليا على انها الدولة المعتدية في يوم 7 أكتوبر، وبدأت عملية بطيئة لفرض عقوبات. ومع ذلك، فإن هذه العقوبات لم تشمل مواد حيوية عديدة، مثل النفط ولم تنفذ من قبل جميع أعضاء العصبة. على وجه التحديد، فإن المملكة المتحدة وفرنسا لم تتخذ أي إجراءات جادة ضد إيطاليا (مثل منع وصول الإيطالي لقناة السويس).
اقترح هور ولافال خطة من شأنها وضع حد للحرب في ديسمبر 1935 ولكنها سمحت لإيطاليا بالسيطرة على مناطق واسعة من اثيوبيا. وافق موسوليني على هذه الخطة، لكنها تسببت في ضجة كبيرة في بريطانيا وفرنسا بعد تسربها إلى وسائل الإعلام. واتهم هور ولافال بخيانة الحبشة، واستقال كليهما. وفي النهاية تم التخلي عن هذه الخطة، ولكن انتشر التصور بان بريطانيا وفرنسا ليست جادة بشأن مبادئ العصبة. بعد فشل الخطة، واصل وموسوليني الحرب وتحول إلى الحلف مع أدولف هتلر.
أسقطت كل العقوبات التي وضعتها العصبة على إيطاليا بعد احتلال إيطاليا العاصمة الاثيوبية أديس أبابا في يوم 5 مايو 1936. ثم اندمجت اثيوبيا مع المستعمرات الإيطالية الأخرى لتصبح شرق أفريقيا الإيطالية.
[عدل] النتائج
انتهت المستعمرات الإيطالية في أفريقيا بسرعة خلال الحرب العالمية الثانية، في وقت مبكر من عام 1941 وذلك كجزء من الحملة على شرق أفريقيا، وشنت قوات الحلفاء الأعمال الهجومية ضد المستعمرة الإيطالية المعزولة. في يوم 5 مايو 1941، دخل الامبراطور هيلا سيلاسي بعد خمس سنوات من الاحتلال الإيطالي إلى عاصمته أديس أبابا موكب انتصاري.