منتديات الحوار الجامعية السياسية

قسم مختص باستقبال أسئلة الطلاب
By أنس الجمعان 0
#50860
نتائج الحرب العالمية الثانية:
قد ادت الحرب العالمية الثانية الى تغير جوهري في أسس السياسة الدولية , فقد اختفت المانيا النازية وايطاليا الفاشية وسحق العسكرية اليابانية ورغم استمرار الاستقطاب الثنائي العالمي الذي ميز الفترة قبل نشوب الحرب العالمية الثانية ,فقد اتخذ مضمون جديدا بدلا بين الحلفاء والمحور نشاء استقطاب بين الكتلة الشرقية والكتلة الغربية .
يوجد نتائج غير مباشرة للحرب العالمية الثانية هي التي ظهرت بعد فترة من الحرب العالمية الثانية , ونتائج مباشرة للحرب وهي توقيع معاهدات الصلح مع الدول المهزومة في اوربا ,وتدمير اوربا وانهيار دورها في السياسة الدولية وتقسيم اوربا بين الاتحاد السوفييتي والدول المتحالفة الاخرى .
تسوية قضايا الحرب العالمية الثانية :
أخذت تسوية قضايا الحرب العالمية الثانية ثلاثة أنماط هي :
1- القضايا التي تمت تسويتها دون تشاور مع الدول المهزومة محل الشأن , و دون توقيع اتفاقيات معها وتم املاء ترتيبات الاستسلام عليها وهو كما حدث في قضيتي الالمانية واليابانية .
2- القضايا التي تمت تسويتها من خلال توقيع اتفاقيات مع الدول المهزومة كما حدث في اتفاقيات الصلح مع ايطاليا ورومانيا وبلغاريا والمجر وفنلندا في 1947م (يرجع التمييز بين النمطين ان ايطاليا خرجت من الحرب وانضمت حكومتها الجديدة الى الحلفاء ,وبعض الدول الاخرى مثل بلغاريا انقلب على المانيا خلال سير العمليات الحرب الحربية )
3- فهو يخص القضايا المتعلقة بالدول الصغيرة الموالية للحلفاء والتي تعرضت للغزو قبل اواثناء الحرب العالمية الثانية مثل بولندا وتشيكوسلوفاكيا وقامت بالتشاور مع الحكومات المعنية .
التسويات المفروضة على المانيا والنمسا واليابان :
أولا: القضية الالمانية :-
فقد قسمت المانيا بين مناطق احتلال أربعة بعد ان حصلت فرنسا على منطقة احتلال اقتطعت من المنطقتين البريطانية والامريكية كما تم تقسيم برلين على نفس النمط , وكان من المفروض ان يكون هذا الاحتلال مؤقتا الا انه بسبب الحرب البارده فيما بعد اصبح دائما وظهرت الى وجود دولتين ألمانيتين شرقية وغربية واستمرا على هذا الوضع حتى اعادة توحيد المانيا 1990م.
القضية الثانية التي ثارت بخصوص المانيا فكانت قضية انشاء ادارة مركزية لكل المانيا و ولكن فرنسا عارضت وساندته الحلفاء ولكن ايد الاتحاد السوفييتي الادارة المركزية للجوانب السياسية فقط , وقد فشل على الاتفاق في هذا الشأن .
ثانيا:القضية النمساوية :-
رغم ان النمسا قد انضمت الى المانيا بالقوة ,وقد قسموا الحلفاء النمسا الى اربعة مناطق احتلال وفي 1946م فقد اعطى الدول المحتلة للنمسا حق اصدار التشريعات التي تطبق على كل الاراضي مع الاحتفاظ دول الاحتلال بالمسائل المتعلقة بنزع السلاح والممتلكات وتعهدت النمسا بالاحياد وعدم الدخول في الاحلاف العسكرية وعدم السماح بوجود قوات اجنبية وتم اعلان الجمهورية الثانية .
ثالثا:القضية اليابانية :-
بعد ان وقعت اليابان وثيقة الاستسلام شكل الحلفاء 1945م اللجنة الاستشارية للشرق الاقصى للاشراف على تقرير مصير اليابان وكانت بيد قائد قوات الاحتلال الامريكي مما ادى الى توتر العلاقات بين الولايا المتحدة والاتحاد السوفييتي واختلفت ايضا حول اسلوب عقد معاهدة صلح مع اليابان , وادى الى ذلك عدم عقد معاهدة صلح مع اليابان .

معاهدات الصلح مع بعض الدول الاوربية المهزومة:
- تضمنت معاهدة الصلح مع ايطاليا تنازلها عن اجزاء من اراضيها الى فرنسا بعد ان تم اجراء استفتاء شعبي , وتمت احالة قضية المستعمرات الايطالية الى الامم المتحدة ,وايضا تضمت نصوص المعاهدة بتحديد التسليح ودفع التعويضات وقد تنازلت عنه الولايات المتحدة و بريطانيا
- نصت معاهدة الصلح مع رومانيا ضم اجزاء من اراضيها الى الاتحاد السوفييتي , ودفع تعويضات للاتحاد السوفييتي .
- رغم بلغاريا وقعت هدنه مع الحلفاء اثناء سير العمليات الحربية وحاربت معها ضد المالنيا الا انها عوملت معاملة الدول الاعداء وتم فرض تحديد تسليح عليها .
- كانت معاهدة الصلح مع المجر اكثر اجحافا بحقوقها من معاهدة تريانون الموقعة بعد الحرب العالمية الاولى فقد تنازلت معظم اراضيها ودف تعويضات للاتحاد السوفييتي .
- نتيجة تأييد فنلندا لالمانيا فقد فرضت عليها معاهدة تنازلت بموجبها عن جزء كبير من اراضيها واجزاء اخرى للاتحاد السوفييتي وتحديد تسلحها ودفع التعويضات للاتحاد السوفييتي .

تسوية قضايا الدول الحليفة :
اولا: القضية البولندية :-
تكونت حكومة بولندا الائتلافية مكونة من المجلس الوطني ومدعوم من الاتحاد السوفييتي وحكومة بولندا في المنفى المدعومة من بريطانيا والولايات المتحدة ,وفي 1945م وقع الاتحاد السوفييتي مع تلك الحكومة اتفاقا رسم الحدود بولندا في الشرق وذلك ضمت بولندا الاراضي الالمانية وطردت الالمان الذين يعشون في هذه المنطقة ونقل البولنديين مكانهم.
ثانيا:القضية التشيكوسلوفاكية :-
رغم ان المانيا قد ازلت التشيكوسلوفاكيا من الخريطة السياسية قبل نشوب الحرب العالمية الثانية , الا ان سكانها اسهموا في مقاومة المانيا النازية ,وبدا الاتحاد السوفييتي الهيمنة على التشيكوسلوفاكيا بعد اجبارهم على التوقيع اتفاقية تنازلات وبعد ذلك تحولت الى بلد شيوعي.
ثالثا:القضية الصينية :-
رغم تعرض الصين للاحتلال الياباني الا انها اعتبرت من الدول الكبرى وسمح لها في مؤتمر القاهرة 1943م باستعادة اراضيها التي استولت عليها اليابان منها , وتفاوضت الصين مع الاتحاد السوفييت وانتج الى عقد عدة معاهدات منها موجه ضد اليابان , ولكن الاتحاد السوفييتي احتل منشوريا , وتحت ضغط امريكي انسحب منها وسلمها الي الشيوعيين .


تدمير اوربا وانهيار دورها في السياسة الدولية :
عمقت نتائج الحرب العالمية الثانية من التدهور الذي اصاب الدور الاوربي في السياسة الدولية, والذي اسفرت عنه الحرب العالمية الاولى , فقد دمرت القوة الاوربية ولم ينج من ذلك المصير الدول المنتصرة ذاتها , فقد اسفرت الحرب العالمية الثانية عن مصرع 25 مليون اوربي والى هبوط في الانتاج الزراعي بنسة 40%,بالاضافة الى شل حركة النقل والمواصلات ونقص الموارد الغذائية وانهيار الصادرات , واختفت الدولة الالمانية وقسمت الى اربع مناطق احتلال بين الدول الاربع المنتصرة .
وقد ادى هذا الدمار الى تراجع الدور الاوربي في السياسة الدولية مما ترتب عليه من تعاظم دور الحركات الوطنية في المستعمرات الاوربية واستقلالها و كما ايضا ادى الى اضطرار اوربا الى الاعتماد على الدعم الاقتصادي الامريكي ومن ثم بروز ظاهرة جديدة وهي التبعية الاوربية للولايات المتحدة ,وان الدمار الاقتصادي ادى الى تعاظم دور الحركات اليسارية المعومة من الاتحاد السوفييتي الذي سيطر على شرقي اوربا .ومن ثم اضطرت اوربا الاعتماد على الولايات المتحدة اقتصاديا لتحقيق الانتعاش الاقتصادي ,كما ان الولايات المتحدة دعمت دول اوربا بسبب مصالحها .
وان الدمار لم يتقصر على اوربا ولكنه شمل شرقي اسيا التي كانت مسرح للعمليات الحربية وظهر الدمار الشامل الذي اصيب اليابان بالقاء القنبلتين الذريتين واصيب اليابان وجنوب شرق اسيا والصين , مما ادى هذا الانهيار الى صعود الكبير للدور الامريكي في السياسة الدولية وكما مهد دور الاتحاد السوفييتي .

أوربا بين السلامين السوفييتي و الامريكي :
بعد الحرب العالمية الثانية حدث انقسام في اوربا الى قسمين كبيرين
1- يضم دول اوربا الشرقية التي احتلتها القوات السوفييتية اثناء الحرب وقد خضعت السيطرة العسكرية والسياسية السوفيتية حتى 1989م بدات تنسحب منها .
2- الدول الغربية وظهر فيها اتجاهات يسارية , ودفع تلك الحكومات الى الاعتماد على الولايات المتحدة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي والاحتماء بها ضد الاتحاد السوفييتي.

التحول من عصبة الامم الى الامم المتحدة وبداية المؤسسة الاقليمية الدولية :
شهد بعد الحرب العالمية الثانية تطورات اساسية في المؤسسة الدولية وهي :
أولا: التحول من عصبة الامم الى الامم المتحدة :-
مثل اندلاع الحرب العالمية الثانية الى فشل عصبة الامم في منع نشوب الحرب وبناء نظام فعال للامن الجماعي العالمي لمنع احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة وليكون اطارا للسلام والامن الدوليين وتسوية المنازعات بين الدول ,ونشأت قناعه لدى الدول بانه ليس من المجدى السعي نحو التجديد انشطة العصبة بعد الحرب نطرا للثغرات الكبرى في عهد العصبة والذي يتطلب تعديلها اصدار جديد ,لم يتحمس الاتحاد السوفييتي بفكرة التنظيم العالمي لان اخر قرار صدر من العصبة الامم هو طرد الاتحاد السوفييتي اثناء سير العمليات العسكرية في الحرب العالمية الثانية , وقد اخذت الولايات المتحدة زمام المبادرة فتعاون مع المؤسسات غير الحكومية ,واصدر فرانكلين روزفلت ميثاق الاطلنطي وهو انشاءؤ نظام دائم للامن العام .

ثانيا :انطلاق المؤسسة الاقتصادية العالمية :-
اسفر بعد الحرب العالمية الثانية المؤسسة الاقتصادية العالمية وهو
انشاء صندوق النقد الدولي وهو بهدف العمل على استقرار اسعار الصرف وحرية تحويل العملات .
والبنك الدولي للانشاء والتعمير يهدف الى مساعدة الدول على اصلاح الدمار الذي خلفته الحرب وتحول بعد ذلك تمويل المشروعات والى تمويل عمليات التنمية .
اما الاتفاقية العامة للتجارة والتعريفات (الجات) حل محلها منظمة التجارة العالمية وهي تهدف الى تحرر التجارة الدولية عن طريق تخفيض الرسوم الجمركي .


ثالثا: المؤسسات الاقليمية :-
يقصد بها هو تطوير المؤسسات الدولية على المستوى الاقليمي وظهرت بعد الحرب العالمية الثانية , اول اشاء مؤسسة اقليمية هي الجامعة العربية الذي بدا بريطانيا انها يمكن تخسر الحرب 1941م وهي فترة ذروة انتصار دول المحور , وتخوفت تذمر الشعوب العربية ضدها خاصة المتعاطفة مع المانيا بصفتها عدو الدول الاستعمارية .