By عمر الشايع ٣٦ - الثلاثاء يونيو 12, 2012 12:56 am
- الثلاثاء يونيو 12, 2012 12:56 am
#51623
التنافس الاستعماري والسير نحو الحرب العالمية الأولى
تقديم إشكالي
تصاعدت حدة التنافس الامبريالي الأوربي في مطلع القرن 20م ،بعد ان غطاه مؤقتا خلال النصف الثاني من القرن 19م لجوء الدول الأوربية إلى تسوية خلافاتها ونزاعاتها عن طريق عقد المؤتمرات والمعاهدات . إن فشل الدول الاستعمارية (فرنسا،انجلترا،ألمانيا،النمسا-المجر،ايطاليا،روسيا)في تصفية مشاكلها في بداية القرن 20م هو الذي أدى إلى دخولها في أحلاف عسكرية،والى تسابقها نحو التسلح،مما جعل العالم يسير في اتجاه حرب عالمية أولى (1914-1918) .
- فما هي مظاهر التنافس الاستعماري؟
- وما هي أهم الأحلاف العسكرية التي كونتها الدول الأوربية الكبرى ؟
- وما مظاهر تسابق الدول الامبريالية نحو التسلح ؟
- وما هي أهم الأزمات التي أدت إلى توثر العلاقات بين الدول الأوربية والسير نحو حرب عالمية ؟
I- مظاهر التنافس بين القوى الامبريالية
1- مظاهر التنافس الاقتصادي
- التنافس حول الزعامة الاقتصادية العالمية : حيث ظلت بريطانيا أول قوة صناعية و تجارية في العالم إلى حدود نهاية القرن 19 . لكنها أصبحت مهددة في بداية القرن 20م من طرف ألمانيا التي شهد اقتصادها تطورا سريعا، و الولايات المتحدة الأمريكية التي تولت الزعامة الاقتصادية العالمية لاحقا، وفرنسا القوة الاقتصادية الرابعة عالميا. بالإضافة إلى دول أخرى صاعدة مثل إيطاليا ففي سنة 1913م احتلت و.م.أ. المرتبة الأولى عالميا في إنتاج الصلب وتلتها بالتتابع كل من ألمانيا،انجلترا،فرنسا،وروسيا.
- التنافس حول الأسواق والمستعمرات من اجل :
* جلب المواد الأولية التي يتوقف عليها تقدم الصناعة الأوربية،بدليل ان المواد الأولية شكلت نسبة كبيرة من واردات التجارة الخارجية الأوربية (59% من واردات فرنسا ، و58% من واردات ألمانيا ، و40.4% من واردات انجلترا ).
* ضمان الأسواق لتصريف الفائض من المنتوجات الصناعية.حيث شكلت المواد المصنعة 69% من صادرات انجلترا،و67% من صادرات ألمانيا، و60% من صادرات فرنسا ).
* ضمان مجالات الاستثمار من اجل تصدير الفائض من رؤوس الأموال.حيث بلغت استثمارات بريطانيا في الخارج سنة 1913م حوالي 98 مليار فرنك،تليها فرنسا ب42.9 مليار فرنك،ثم ألمانيا ب29.2 مليار فرنك.
2- مظاهر التنافس السياسي :
- النزاعات الحدودية والأطماع الاستعمارية داخل القارة الأوربية :
* فرنسا : تريد استرجاع منطقتي الألزاس واللورين من ألمانيا.
* ايطاليا : ترغب في تحرير ما تبقى من أراضيها بيد النمسا والتوسع في دلماسيا ومراقبة البحر الأدرياتيكي.
* ألمانيا : لها أطماع في تركيا وترغب في التوسع شرقا على حساب روسيا .
* النمسا-المجر : تريد القضاء على الحركات الصربية المعادية للنمسا وإخماد المد التحرري للشعوب السلافية.
* روسيا : تسعى لحماية الشعوب السلافية في البلقان والتحكم في المضايق.
*انجلترا : تريد التحكم في البحار والمضايق المؤدية إلى الهند من اجل الحفاظ على إمبراطوريتها. إضافة إلى تخوفها من تطور القوة البحرية الألمانية.
* صربيا ك تريد منفذا على البحر وتدعم مطالب الشعوب السلافية بالبلقان.
- توثر العلاقات بين الدول الأوربية بسبب الصراع حول المستعمرات مما ولد أزمات دولية مثل : أزمة حوض الكونغو 1884 + الأزمة المغربية الأولى 1905 + الأزمة المغربية الثانية 1908-1909م - الأزمة المغربية الثالثة 1911 + أزمة البلقان الأولى 1908-1909م + أزمة البلقان الثانية 1912-1913م + أزمة البلقان الثالثة 1913م.
II- نظام التحالفات بين الدول الامبريالية
أدى احتدام التنافس وتأزم العلاقات بين الدول الأوربية الاستعمارية إلى اتجاه كل واحد للبحث عن الحليف المناسب ،فكانت النتيجة ظهور تحالفات واتفاقيات سرية أهمها :
1- نظام التحالفات البيسماركي (1871-1890 )
- 1873م : التحالف الثلاثي بين ألمانيا والنمسا وروسيا.
- 1879م : الحلف الثنائي بين ألمانيا والنمسا .(معاهدة المساعدة العسكرية)
- 1882م : التحالف الثلاثي بين ألمانيا والنمسا وايطاليا (دفاع مشترك)
- 1887 : معاهدة سرية بين ايطاليا وانجلترا (ضد روسيا وفرنسا)
2- نظام الأحلاف الفرنسية (1891-1907م)
- 1892م : التحالف الفرنسي-الروسي(اتفاقية عسكرية للدفاع المشترك)
- 1902م : تحالف دفاعي سري بين ايطاليا وفرنسا
- 1904م : الوفاق الودي الفرنسي الانجليزي الذي سوى الخلاف بينهما حول مصر والمغرب وعزز تضامنهما ضد ألمانيا.
- 1907م : الوفاق الثلاثي بين فرنسا وروسيا وانجلترا.
III- مظاهر التسابق نحو التسلح وردود الفعل إزاءها
1- تطور النفقات العسكرية
ازدادت النفقات العسكرية للدول الاستعمارية المتنافسة بشكل كبير عند نهاية القرن 19م ومطلع القرن 20م ،وذلك استعدادا لأي صراع مسلح.وقد تصدرت ألمانيا قائمة الدول الأوربية على مستوى النفقات العسكرية البرية بينما احتلت انجلترا المرتبة الأولى على مستوى النفقات العسكرية البحرية.
2- تزايد عدد القوات العسكرية
* تزايد عدد الجنود : صادقت برلمانات الدول الاستعمارية على فرض الخدمة العسكرية الإجبارية والزيادة في عدد الجنود النظاميين: روسيا 1.8 مليون جندي ، ألمانيا 820 ألف ، فرنسا 750 ألف ، ايطاليا 375 ألف ، النمسا 160 ألف .
* تعزيز الترسانة بأسلحة جديدة أكثر دمارا مثل الدبابات والطائرات والغواصات.
3- ردود الفعل إزاء التسابق نحو التسلح
تجلت أهم ردود فعل الرأي العام الأوربي تجاه التسابق نحو التسلح والدخول في صدام مسلح،في رفض الأحزاب الاشتراكية والأممية الثانية لأي حرب تزج بالعمال لقتال بعضهم البعض لمصلحة البورجوازيات الأوربية.
IV- الأزمات السياسية الكبرى قبل الحرب العالمية الأولى
1- الأزمات المغربية ما بين 1905-1911م
أ- الأزمة المغربية الأولى 1905م : للدفاع عن مصالحها التجارية بالمغرب (المرتبة 3 في تجارة المغرب الخارجية) رفضت ألمانيا الاتفاق الودي ونظم الإمبراطور غيوم الثاني زيارة للمغرب سنة 1905م حيث ساند موقف م.ع.العزيز الرافض للإصلاحات الفرنسية وأعلن ان المغرب دولة ذات سيادة ودعى لانعقاد مؤتمر دولي هو مؤتمر الجزيرة الخضراء.غير ان هذا الأخير خول لاسبانيا وفرنسا صلاحيات واسعة تجلت في السهر على تنفيذ برنامج الإصلاحات بالمغرب.
ب- أزمة المغرب الثانية 1908-1909م : أفشلت سلطات الاحتلال الفرنسي بالدار البيضاء محاولة فرار قام بها جنود من أصل ألماني بمساعدة من القنصلية الألمانية.فقامت ألمانيا بالتهديد بعد اعتقال بعض رعاياها. وطرحت فرنسا القضية على المحكمة الأوربية التي حكمت بطرد القنصلين( الألماني و الفرنسي) من المغرب .
ج- أزمة المغرب الثالثة 1911م : بعد ان تدخلت فرنسا عسكريا في فاس ،اعتبرت ألمانيا ذلك خرقا لاتفاقية الجزيرة الخضراء .فأرسلت بارجة حربية إلى ميناء أكادير ،مما ولد أزمة دبلوماسية خطيرة تم حلها بعد ان تنازلت فرنسا لألمانيا عن جزء من الكونغو.
2- أزمات البلقان ما بين 1908-1913م
أ- أزمة البلقان الأولى (1908-1909 ) : ترجع أسباب هذه الأزمة إلى قيام إمبراطورية النمسا –المجر بضم إقليمي البوسنة والهرسك العثمانيتين إليها سنة 1908م ← تأزم علاقتها بروسيا والصرب والإمبراطورية العثمانية.
ب- أزمة البلقان الثانية (أكتوبر 1912- مايو 1913) : تسبب فيها الصراع بين الإمبراطورية العثمانية ودول العصبة البلقانية (تشكلت سنة 1912 من صربيا وبلغاريا واليونان) حول منطقة مقدونيا ← انتصار دول العصبة وعقد اتفاقية لندن 1913م التي تنازلت بموجبها الإمبراطورية العثمانية عن كثير من ممتلكاتها بالبلقان ← قلق الدول الكبرى إزاء السلام في أوربا عامة والبلقان خاصة.
ج- أزمة البلقان الثالثة (يونيو 1913 – غشت 1913 ) : سببها هو الخلاف بين دول عصبة البلقان حول توزيع منطقة مقدونيا ← تحالف صربي – يوناني (مدعم من قبل روسيا) ضد بلغاريا ( مدعمة من قبل النمسا ). وقد انضمت إلى الحلف الأول كل من رومانيا والأتراك ← انهزام بلغاريا وتوقيع معاهدة بوخارست 1913 التي تنازلت بموجبها بلغاريا عن كثير من ممتلكاتها لصالح اليونان ورومانيا وصربيا والجبل الأسود وتركيا ← تكوين صربيا الكبرى ← استمرار تهديد السلام في أوربا.
خاتمة :
أدى تعارض المصالح والتسابق نحو التسلح وعقد التحالفات والتحالفات المضادة إلى انقسام أوربا إلى مجموعتين متعاديتين :
- دول الوفاق : انجلترا + فرنسا + روسيا (ستنظم إليهم اليابان وبلجيكا 1914 وايطاليا سنة 1915 وو.م.أ سنة 1917م )
- دول التحالف / المركز : ألمانيا + النمسا-المجر + الإمبراطورية العثمانية (انضمت إليهم بلغاريا).
تقديم إشكالي
تصاعدت حدة التنافس الامبريالي الأوربي في مطلع القرن 20م ،بعد ان غطاه مؤقتا خلال النصف الثاني من القرن 19م لجوء الدول الأوربية إلى تسوية خلافاتها ونزاعاتها عن طريق عقد المؤتمرات والمعاهدات . إن فشل الدول الاستعمارية (فرنسا،انجلترا،ألمانيا،النمسا-المجر،ايطاليا،روسيا)في تصفية مشاكلها في بداية القرن 20م هو الذي أدى إلى دخولها في أحلاف عسكرية،والى تسابقها نحو التسلح،مما جعل العالم يسير في اتجاه حرب عالمية أولى (1914-1918) .
- فما هي مظاهر التنافس الاستعماري؟
- وما هي أهم الأحلاف العسكرية التي كونتها الدول الأوربية الكبرى ؟
- وما مظاهر تسابق الدول الامبريالية نحو التسلح ؟
- وما هي أهم الأزمات التي أدت إلى توثر العلاقات بين الدول الأوربية والسير نحو حرب عالمية ؟
I- مظاهر التنافس بين القوى الامبريالية
1- مظاهر التنافس الاقتصادي
- التنافس حول الزعامة الاقتصادية العالمية : حيث ظلت بريطانيا أول قوة صناعية و تجارية في العالم إلى حدود نهاية القرن 19 . لكنها أصبحت مهددة في بداية القرن 20م من طرف ألمانيا التي شهد اقتصادها تطورا سريعا، و الولايات المتحدة الأمريكية التي تولت الزعامة الاقتصادية العالمية لاحقا، وفرنسا القوة الاقتصادية الرابعة عالميا. بالإضافة إلى دول أخرى صاعدة مثل إيطاليا ففي سنة 1913م احتلت و.م.أ. المرتبة الأولى عالميا في إنتاج الصلب وتلتها بالتتابع كل من ألمانيا،انجلترا،فرنسا،وروسيا.
- التنافس حول الأسواق والمستعمرات من اجل :
* جلب المواد الأولية التي يتوقف عليها تقدم الصناعة الأوربية،بدليل ان المواد الأولية شكلت نسبة كبيرة من واردات التجارة الخارجية الأوربية (59% من واردات فرنسا ، و58% من واردات ألمانيا ، و40.4% من واردات انجلترا ).
* ضمان الأسواق لتصريف الفائض من المنتوجات الصناعية.حيث شكلت المواد المصنعة 69% من صادرات انجلترا،و67% من صادرات ألمانيا، و60% من صادرات فرنسا ).
* ضمان مجالات الاستثمار من اجل تصدير الفائض من رؤوس الأموال.حيث بلغت استثمارات بريطانيا في الخارج سنة 1913م حوالي 98 مليار فرنك،تليها فرنسا ب42.9 مليار فرنك،ثم ألمانيا ب29.2 مليار فرنك.
2- مظاهر التنافس السياسي :
- النزاعات الحدودية والأطماع الاستعمارية داخل القارة الأوربية :
* فرنسا : تريد استرجاع منطقتي الألزاس واللورين من ألمانيا.
* ايطاليا : ترغب في تحرير ما تبقى من أراضيها بيد النمسا والتوسع في دلماسيا ومراقبة البحر الأدرياتيكي.
* ألمانيا : لها أطماع في تركيا وترغب في التوسع شرقا على حساب روسيا .
* النمسا-المجر : تريد القضاء على الحركات الصربية المعادية للنمسا وإخماد المد التحرري للشعوب السلافية.
* روسيا : تسعى لحماية الشعوب السلافية في البلقان والتحكم في المضايق.
*انجلترا : تريد التحكم في البحار والمضايق المؤدية إلى الهند من اجل الحفاظ على إمبراطوريتها. إضافة إلى تخوفها من تطور القوة البحرية الألمانية.
* صربيا ك تريد منفذا على البحر وتدعم مطالب الشعوب السلافية بالبلقان.
- توثر العلاقات بين الدول الأوربية بسبب الصراع حول المستعمرات مما ولد أزمات دولية مثل : أزمة حوض الكونغو 1884 + الأزمة المغربية الأولى 1905 + الأزمة المغربية الثانية 1908-1909م - الأزمة المغربية الثالثة 1911 + أزمة البلقان الأولى 1908-1909م + أزمة البلقان الثانية 1912-1913م + أزمة البلقان الثالثة 1913م.
II- نظام التحالفات بين الدول الامبريالية
أدى احتدام التنافس وتأزم العلاقات بين الدول الأوربية الاستعمارية إلى اتجاه كل واحد للبحث عن الحليف المناسب ،فكانت النتيجة ظهور تحالفات واتفاقيات سرية أهمها :
1- نظام التحالفات البيسماركي (1871-1890 )
- 1873م : التحالف الثلاثي بين ألمانيا والنمسا وروسيا.
- 1879م : الحلف الثنائي بين ألمانيا والنمسا .(معاهدة المساعدة العسكرية)
- 1882م : التحالف الثلاثي بين ألمانيا والنمسا وايطاليا (دفاع مشترك)
- 1887 : معاهدة سرية بين ايطاليا وانجلترا (ضد روسيا وفرنسا)
2- نظام الأحلاف الفرنسية (1891-1907م)
- 1892م : التحالف الفرنسي-الروسي(اتفاقية عسكرية للدفاع المشترك)
- 1902م : تحالف دفاعي سري بين ايطاليا وفرنسا
- 1904م : الوفاق الودي الفرنسي الانجليزي الذي سوى الخلاف بينهما حول مصر والمغرب وعزز تضامنهما ضد ألمانيا.
- 1907م : الوفاق الثلاثي بين فرنسا وروسيا وانجلترا.
III- مظاهر التسابق نحو التسلح وردود الفعل إزاءها
1- تطور النفقات العسكرية
ازدادت النفقات العسكرية للدول الاستعمارية المتنافسة بشكل كبير عند نهاية القرن 19م ومطلع القرن 20م ،وذلك استعدادا لأي صراع مسلح.وقد تصدرت ألمانيا قائمة الدول الأوربية على مستوى النفقات العسكرية البرية بينما احتلت انجلترا المرتبة الأولى على مستوى النفقات العسكرية البحرية.
2- تزايد عدد القوات العسكرية
* تزايد عدد الجنود : صادقت برلمانات الدول الاستعمارية على فرض الخدمة العسكرية الإجبارية والزيادة في عدد الجنود النظاميين: روسيا 1.8 مليون جندي ، ألمانيا 820 ألف ، فرنسا 750 ألف ، ايطاليا 375 ألف ، النمسا 160 ألف .
* تعزيز الترسانة بأسلحة جديدة أكثر دمارا مثل الدبابات والطائرات والغواصات.
3- ردود الفعل إزاء التسابق نحو التسلح
تجلت أهم ردود فعل الرأي العام الأوربي تجاه التسابق نحو التسلح والدخول في صدام مسلح،في رفض الأحزاب الاشتراكية والأممية الثانية لأي حرب تزج بالعمال لقتال بعضهم البعض لمصلحة البورجوازيات الأوربية.
IV- الأزمات السياسية الكبرى قبل الحرب العالمية الأولى
1- الأزمات المغربية ما بين 1905-1911م
أ- الأزمة المغربية الأولى 1905م : للدفاع عن مصالحها التجارية بالمغرب (المرتبة 3 في تجارة المغرب الخارجية) رفضت ألمانيا الاتفاق الودي ونظم الإمبراطور غيوم الثاني زيارة للمغرب سنة 1905م حيث ساند موقف م.ع.العزيز الرافض للإصلاحات الفرنسية وأعلن ان المغرب دولة ذات سيادة ودعى لانعقاد مؤتمر دولي هو مؤتمر الجزيرة الخضراء.غير ان هذا الأخير خول لاسبانيا وفرنسا صلاحيات واسعة تجلت في السهر على تنفيذ برنامج الإصلاحات بالمغرب.
ب- أزمة المغرب الثانية 1908-1909م : أفشلت سلطات الاحتلال الفرنسي بالدار البيضاء محاولة فرار قام بها جنود من أصل ألماني بمساعدة من القنصلية الألمانية.فقامت ألمانيا بالتهديد بعد اعتقال بعض رعاياها. وطرحت فرنسا القضية على المحكمة الأوربية التي حكمت بطرد القنصلين( الألماني و الفرنسي) من المغرب .
ج- أزمة المغرب الثالثة 1911م : بعد ان تدخلت فرنسا عسكريا في فاس ،اعتبرت ألمانيا ذلك خرقا لاتفاقية الجزيرة الخضراء .فأرسلت بارجة حربية إلى ميناء أكادير ،مما ولد أزمة دبلوماسية خطيرة تم حلها بعد ان تنازلت فرنسا لألمانيا عن جزء من الكونغو.
2- أزمات البلقان ما بين 1908-1913م
أ- أزمة البلقان الأولى (1908-1909 ) : ترجع أسباب هذه الأزمة إلى قيام إمبراطورية النمسا –المجر بضم إقليمي البوسنة والهرسك العثمانيتين إليها سنة 1908م ← تأزم علاقتها بروسيا والصرب والإمبراطورية العثمانية.
ب- أزمة البلقان الثانية (أكتوبر 1912- مايو 1913) : تسبب فيها الصراع بين الإمبراطورية العثمانية ودول العصبة البلقانية (تشكلت سنة 1912 من صربيا وبلغاريا واليونان) حول منطقة مقدونيا ← انتصار دول العصبة وعقد اتفاقية لندن 1913م التي تنازلت بموجبها الإمبراطورية العثمانية عن كثير من ممتلكاتها بالبلقان ← قلق الدول الكبرى إزاء السلام في أوربا عامة والبلقان خاصة.
ج- أزمة البلقان الثالثة (يونيو 1913 – غشت 1913 ) : سببها هو الخلاف بين دول عصبة البلقان حول توزيع منطقة مقدونيا ← تحالف صربي – يوناني (مدعم من قبل روسيا) ضد بلغاريا ( مدعمة من قبل النمسا ). وقد انضمت إلى الحلف الأول كل من رومانيا والأتراك ← انهزام بلغاريا وتوقيع معاهدة بوخارست 1913 التي تنازلت بموجبها بلغاريا عن كثير من ممتلكاتها لصالح اليونان ورومانيا وصربيا والجبل الأسود وتركيا ← تكوين صربيا الكبرى ← استمرار تهديد السلام في أوربا.
خاتمة :
أدى تعارض المصالح والتسابق نحو التسلح وعقد التحالفات والتحالفات المضادة إلى انقسام أوربا إلى مجموعتين متعاديتين :
- دول الوفاق : انجلترا + فرنسا + روسيا (ستنظم إليهم اليابان وبلجيكا 1914 وايطاليا سنة 1915 وو.م.أ سنة 1917م )
- دول التحالف / المركز : ألمانيا + النمسا-المجر + الإمبراطورية العثمانية (انضمت إليهم بلغاريا).