منتديات الحوار الجامعية السياسية

قسم مختص باستقبال أسئلة الطلاب
#27537
الحرب العالمية الثانية:

بدأت الحرب العالمية الثانية في أول سبتمبر 1939م حينما اجتاحت الالجيوش الألمانية الأراضي البولندية مدعية حقها في السيطرة عى الممر البولندي دانزايج ، ثم سيطرتها على العاصمة البولندية وارسو وكان هدف هتلر من هذا الغزو أن يربط بروسيا الشرقية بألمانيا محققا بذلك ماعرف بالمجال الحيوي لألمانيا.
وتجدر الإشارة إلى أن هتلر حاول استمالة بريطانيا لتأييد توسعاته إلا أن أن بريطانيا هددت بإعلان الحرب على بريطانيا في حال عدم انسحابها من الأراضي البولندية.

أعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب على المانيا في 3/سبتمبر/1939 ، وكان هناك اتفاق سري بين الإتحاد السوفييتي والمانيا بتقسيم المناطق البولندية وبلاد البلطيق ، فأعلن الإتحاد السوفييتي أن بولندا قد زالت عن الخريطة السياسية وقام الجيش السوفييتي بإحتلال الأقاليم البولندية ومناطق لاتفيا وإستونيا وبسارابيا وفنلندا.
وفي أعقاب فرض هتلر سيطرته على بولندا والبلطيق توجه هتلر إلى أوروبا الغربية ، وفي شهور قليلة احتلت الجيوش الألمانية الدانمارك والنرويج والسويد ولوكسمبورج وبلجيكا ثم والت زحفها صوب الحدود الفرنسية.

ولم تكن الأوضاع في فرنسا مواتية للتصدي للهجوم الألماني ، وكانت ألمانيا تختبئ خلف خط "ماجيو" الدفاعي الفرنسي الذي لم يمتد على طول الحدود الفرنسية البلجيكية مما أتاح المجال أمام الجيوش الألمانية للإنقضاض على فرنسا عبر هذه الحدود ، لتنقل فرنسا حكومتها من باريس إلى فيشي.

وقد طلبت فرنسا العون من الولايات المتحد وبريطانيا إلا أن استجابة من هاتين الدولتين لم تحدث حيث آثرت الولايات المتحدة التريث لمتابعة التطورات الدولية وسير العمليات الحربية ، بينما رأت بريطانيا أنه من الأفضل الحفاظ على قواتها للدفاع عن بريطانيا على اعتبار ان المعركة المتوقعة بين المانيا وبريطانيا هي التي ستقرر مصير الحرب.

وقد أسفر الأمر في النهاية عن سقوط باريس في 15 يونيو 1940 وحدوث انقسام بين بول رينو رئيس الوزراء –الذي كان يرى ضرورة مواصلة القتال) ، وبين نائبه الجنرال بيتان (الذي كان يرى ضرورة الإستسلام) ، وقد أعقب ذلك استقالة حكومة رينو وقيام الجنرال بيتان بتشكيل حكومة موالية للألمان في مدينة فيشي حيث طلب الهدنة مع الألمان ، وقد تضمنت الإتفاقية الموقعة بين الألمان وحكومة بيتان الفرنسية في 22 يونيو 1940 شروطا مجحفة بفرنسا من أهمها:
1- السماح للجيوش الألمانية بإحتلال الأراضي الواقعة إلى سمال وغرب الخط الممتدمن جنيف إلى تور ومنتور جنوبا الى حدود اسبانيا، فضلا عن سيطرة الألمان على الموانءئ الفرنسية الواقعة على المحيط الأطلنطي وعلى بحر المانش.
2- أن تقوم فرنسا بتسريح قواتها المسلحة فيما الأعداد القليلة من الجنود التي تكفل حفظ الأمن والنظام الداخلي.
3- أن تتحمل فرنسا نفقات جيش الإحتلال الألماني.
4- إطلاق سراح الأسرى الألمان لدى فرنسا ، مع احتفاظ المانيا بأسرى الحرب من الجنود الفرنسيين.

وعد فشل الجهود الألمانية التي استهدفت اقناع بريطانيا بالإستسلام وعدم التورط في الحرب ، تصاعدت حدة الغارات الجوية الألمانية على الأراضي والمدن البريطانية بما فيها العاصمة ، بهدف تحطيم الروح المعنوية للجيش والشعب البريطاني ، إلا ان بسالة المقاومة البريطانيا والثقة الكبيرة التي تمتعت بها حكومة ونستون تشرشل البريطانية ونجاح البيطانيين في تطوير صناعاتهم الحربية والأسلحة واختراعهم لأيلحة الرادار قد ساعد على إفشال الغزو الألماني لبريطانيا.

وفي هذه الأثناء كانت إيطاليا قد أعلنت الحرب على فرنسا وبرطانيا على أمل قاسمة بريطانيا مكاسب الحرب في حالة انتصارها ، وفي هذه الإطار با\ر موسوليني بإحتلال البانيا ثم اليونان ، إلا أن المقاومة اليونانية نجحت في التصدي للجيوش الإيطالية وردتها على أعقابها ، وأجبرتها على الإنسحاب من البانيا ، وفي هذه الأثناء رأى هتلر أن هزيمة حليفه في بلاد البقان سؤثر على معنويات جيوش دول الحور فهب الى مساندته بهدف السيطرة على شبه جزيرة البلقان.

وقد استطاعت الجيوش الألمانية أت تحتل المجر وبلغاريا رومانيا ويوغوسلافيا ثم اليونان وكريت (حتى لا تستغل كقاعدة بريطانية في البحر المتوسط).

وعلى صعيد آخر كانت القواتالإيطالية قد صعدت هجماتها ابتداء من عام 1940 إنطلاقا من الأ{اضي الليبية وبإتجاه الحدود المصرية للتحرش بقوات الحلفاء الموجودة في مصر ، الا ان قوات الحلفاء تمكنت من التصدي للحيوش الإيطالية وأجبرتها علىالتراجع الى داخل الأراضي الليبية ، فاضطر هتلر مرة أخرى إلى تغطية هزائم ايطاليا مرسلا دعما عسكريا الماني الى شمال افريقيا بقيادى روميل فحدثت معارك ضارية بين قوات الحلفاء وقوات دول المحور خلال عامي 1941 – 1942 حتى استطاعت قوات الحلفاء بقيادة مونتجمري أن تنتصر على قوات المحور بقيادة روميل وان تجبرها على التقهقر داخل الأراضي التونسية بينما أطلقت عليها القوات البريطانية – الأمريكية المشتركة القدامة من المغرب والجزائر بقيادة ايزنهاور ليضطر الألمان للإنسحاب من شمال افريقيا.

ومنناحية أخرى لم يفلح ميثاق عدم الإعتداء الموقع بين المانيا والإتحاد السوفييتي في اغسطس 1939 والذي تم إبرامه لأسباب تكتيكية ، لم يتمكن من القضاء على التناقضات العميقة والجذرية بين النازية والشيوعية ، وبالتالي فما إن أحس هتلر بتفوق قواته في البلقان حتى شرع بالهجوم على الإتحاد السوفييتي في يونيو 1941 لأسباب منها:
1- الخلافات الأيديولوجية العميقة بين الشيوعية والنازية.
2- عدم ثقة هتلر في الزعيم السوفييتي ستالين.
3- نزعة هتلر الإستعلائية وإيمانه بضرورة سيطرة الجنس الآري على النفوذ في مناطق البلطيق والبلقان.
4- نخوف هتلر من سعي الإتحاد السوفييني إلى منافسة ألمانيا على النفوذ في مناطق البلطيق والبلقان.
5- تطلع هتلر إلى السيطرة على الموارد المعدنية (الحديد البترول والمنجنيز) في الإتحاد السوفييتي فضلا عن القمح في اوكرانيا.

زسيطرت الجيوش الألمانية بالفعل على مناطق شاسعة يقطنها ما قرب من ثلث الشعب الروسي خصوصا اوكرانيا وشبه جزيرة القرم وسباستول والقوقاز بينما فشلت ألمانيا في السيطرة على لينينجرادوموسكو ، وبوصول الجيش إلى مدينة ستالينجراد بدأ الجيش الألماني يعاني من نقص الإمدادات من الذكخيرة والمواد التموينية ، فضلا عن عدم قدرة الجنود على مغالبة الطبيعة والبرد القارس الأمر الذي دفع الحملة الألمانية على الإستسلام ، مخالفين أوامر هتلر الذي ظل يطابهم بمواصلة القتال.

وهكذا استطاع الجيش السوفييتي أن يتصدى ببسالة للهجمات الألمانية واسترداد الأراضي السوفييتية ، وتوالت الهجمات السوفييتية علىالجيوش الألمانية خلال عامي 1943 ، 1944 حتى نجح السوفييت في تحرير الأراضي السوفييتيى ، ثم أخذوا في تعقب الجيوش الألمانية داخل الأ{اضي الفنلندية وبولندا ورومانياوبلغاريا والمجر.

أما بالنسبة للقواتالأمريكية فقد ساهمت في دعم قوات الحلفاء ، وقد تمثل هذا في عدة أمور:
1- موافقتها عام 1939 على بيع السلاح الأمريكي لدول الحلفاء ونقله على سفن غير أمريكية.
2- قدمت الولايات المتحدة مساعدات عسمرية ضخمة لبريطانيا ولا سيما في أعقاب قيام المحور الثلاثي (روما – برلين- طوكيو1940).
3- إصدار قانون الإعارة والتأجير الأمريكي الذي نص على السماح للرئيس الأمريكي بتقديم كافة اشكال الدعم والمساندة لأية دولة يرى ان الدفاع عنها يمثل أمرا حيويا للولايات المتحدة.
4- صادرت الةلايات المتحدة السفن ، والممتلكات والأموال الخاصة بدول المحور لديها.
5- فيام أمريكا بتدريب 8000 طيار بريطاني ، كما تعهدت بتوفير الحراسة اللازمة لخطوط الإمدادات الأمريكية من الولايات المتحدة إلى بريطانيا عبر الأطلنطي.

غير أنه بحلول عام 1941كانت الأوضاع الدولية على نحو أدى إلى تحول جذري في الموقف الأمريكي من الحرب ، وقد تمثلت أبرز التحولات في:
1- توتر العلاقات الأمريكية – اليابانية نتيجة المساندة الأمريكية للصين في حربها على اليابانفضلا عن تجميد الأموال اليابانية في الولايات المتحدة ، ووقف التبادل التجاري مع اليابان.
2- إحتلال اليابان للهند الصينية (خليج سايجون) وإقامة قواعد عسكرية يابانية فيها.

غير أن السبب المباشر لدخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية هو تعرض ميناء بيرل هاربر وهو قاعة عسكرية أمريكية تقع بالقرب من جزر هاوايي بالحيط الهادئ لهجوم جوي شامل من جانب القوات اليابانية مكلفا أمريكا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد ، ما حدا بالولايات المتحدة إلى إعلان الحرب على دول النحور مجتمعة ، فردت المانيا وإيطاليا بإعلان الحرب علىالولايات المتحدة في 11 ديسمبر 1941م.


ومن ناحية أخرى وفي 6 يونيو 1944 قامت قوات الحلفاء بإنزال جيوشها في السواحل الشمالية الغربية لفرنسا (منطقة النورماندي) في أكبر عملية عسكرية في التاريخ الحديث لللحروب ، وقد استطاعت قوات الحلفاء أن تواصل تقدمها صوب باريس حيث تم تحريرها في 25 اغسطس 1944 ودخلها الجنرال ديجول معلنا قيام حكومة مؤقتة.

ثم تحول الحلفاء إلى المانيا لتسقط المدن الألمانية الاحدة تلو الأخرى ، وسقطت برلين 1945 ما دعا هتلر إلى الإنتحار بعد أن رأى طموحاته وأمجاده تتهاوى.

ورغم انتهاء المعارك في الجبهات الروسية وشمال افريقيا والجبهات الأوروبية ، فقد ظلت اليابان ترفض الإستسلام والإعتراف بالهزيمة أمام الحلفاء حيث استمات اليابانيون وبكل بسالة في التصدي للهجمات الأمريكية وبأساليب انتحارية ، الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي ترومان إلى الإتفاق مع رئيس الوزراء البريطاني تشرشل على استخدام السلاح الذري ضد اليابان.

وبالفعل فقد تم توجيه إنذار أمريكي – بريطاني – صيني إلى اليابان للإستسلام ، الا أن رفض اليابان للهزيمة كان سببا في القاء القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما اليابانية في 6 اغسطس 1945 ، والتي تبعها إلقاء القنبلة الثانية على مدينة ناجازاكي اليابانية في 9 اغسطس ، حيث نتج عن هاتين القنبلتين احتراق 130 الف ياباني ومئات الآلاف من المشوهين والآلف الأميال من الأراضي المحترقة ، فماكان أمام اليابان سوى الإستسلام حيث أعلن الإمبراطور الياباني "هيروهيتو" استسلام اليابان في 14 اغسطس ، وتم توقيع وثيقة الإستسلام على متن المدمرة الأمريكية ميسوري في 2 سبتمبر 1945 ، لتنتهي الحر بالعالمية التي استمرت لست سنوات مخلفة وراءها 40 مليون قتيل ، فضلا عن خسائر مادية تقدر بالمليارات ، فضلا عن مئات الملايين من المشردين والجوعى والمشوهين.