منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
صورة العضو الرمزية
By نهاد
#12044


القومية:



"من أبرز الظواهر في المجتمع الدولي المعاصر ظاهرة القومية . . . من حيث الزمان برزت هذه الظاهرة كقوة مؤثرة في تركيب المجتمع الدولي و توجيه السياسة الدولية في أوائل القرن التاسع عشر و الذي عرف فيما بعد باسم "عصر القوميات". إلا أن القومية كفكرة واضحة المعالم لم تتبلور إلا في القرن العشرين حيث زاد . . . الاهتمام الأكاديمي بها لتحديد معناها و عناصرها، و تأثيرها. أما من حيث المكان فلقد ظهرت القومية أولاً في المجتمعات الأوروبية. لكن ما يجب إدراكه هو أن ظهورها لم يكن على وتيرة واحدة بل جرى في مختلف المجتمعات على أنماط متنوعة اختلفت باختلاف الأحوال السياسية و الأطوار الاجتماعية التي كانت قائمة فيها".



"رغم هذا الاختلاف يمكن القول إنه في كل المجتمعات التي ظهرت فيها القومية كان هناك عامل مشترك يتمثل في أن فكرة القومية كانت رد فعل لواقع التجزئة و استجابة لمبدأ وجوب تأسيس الدول على أساس القوميات لا على أساس الرغبات. فقبل ظهور فكرة القومية و تجسيدها في المجتمعات الأوروبية كان هناك دول كثيرة تحكم كل واحدة منها أمماً عديدة، كما كان هناك أمم عديدة توزعت كل واحدة منها بين دول كثيرة و كان هذا التوزيع يتم وفقاً لرغبات الملوك و الأباطرة دون النظر لرغبات القوميات المختلفة".



"إن أول دولة أوروبية ظهرت و تجسدت فيها فكرة القومية هي ألمانيا. و لقد كانت هناك عدة عوامل وراء ظهور فكرة القومية في ألمانيا و تغلغلها في ضمير الشعب الألماني. و يكاد يجمع المؤرخون على أن الثورة الفرنسية عام 1789م، و غزو نابليون لألمانيا ووعي الشعب الألماني لما حل به من مآسي تأتي في مقدمة هذه العوامل. فالثورة الفرنسية قوبلت باستحسان من قبل الشعب الألماني لأنها بدت له كفاتحة عهد جديد في تاريخ البشرية بما انطوت عليه عند قيامها من معاني الحرية لجميع الأفراد و الأمم و ما حملته إعلاناتها من بشائر سلام جديد و أن الأمة الفرنسية لن تقوم بأية حرب توسعية و لن تستخدم قواتها ضد حرية أية أمة من الأمم مما قوى في نفوس الألمان النزعة العالمية التي كانوا يحملونها و حب الإنسانية الذي كانوا يدعون إليه. إلا أنه قد صاحب مولد هذه المشاعر في نفوس الشعب الألماني استسلام فرنسا تحت قيادة نابليون لأطماعها التوسعية و كانت ألمانيا في مقدمة هذه الأطماع لانقسامها إلى دويلات. فلقد ضم نابليون جزءاً من الأملاك الألمانية إلى فرنسا كما أدمج بعض الإمارات في بعضها تحت اسم مملكة "وستفاليا" و نصب أخاه جيروم ملكاً عليها، ثم دمج بعض الدويلات تحت اسم "اتحاد الراين" و جعل هذا الاتحاد تحت حمايته. لقد كان من نتيجة ذلك رد فعل شديد من قبل الشعب الألماني و شعور واضح بأن ما حل بألمانيا من مآسي سياسية كان نتيجة لفقدان الوحدة القومية و ضعف الروح الوطنية. لذا ظهر في ألمانيا تيار قوي جارف من الحماس الوطني المقرون بالرغبة الملحة في الاتحاد. هذا الحماس الوطني و تلك الرغبة القوية في الاتحاد أوجد المناخ الملائم لبذر فكرة القومية و نموها لا في ألمانيا فحسب و إنما في عدة دول أوروبية أخرى."



"ماهية القومية: ليس هناك اتفاق بين علماء الاجتماع و أساتذة العلاقات الدولية على تعريف محدد لمعنى القومية. و أن عدم الاتفاق هذا يرجع إلى أن القومية مفهوم اجتماعي و كغيرها من المفاهيم الاجتماعية قابلة للتطوير و التغيير. و رغم هذه السمة المطاطة للقومية حاول عدد من المهتمين بفكرة القومية صياغة تعريف لها و تحديد عناصرها".



"يعرف الدكتور "جورج حنا" القومية بأنها عقد اجتماعي في شعب له لغة مشتركة، و جغرافية مشتركة، وتاريخ مشترك، و مصير مشترك، و مصلحة اقتصادية مادية مشتركة، و ثقافة نفسية مشتركة. و هذا العقد يجب أن يكون فيه كل هذه المقومات مجتمعة. أما الدكتور "منيف الرزاز" فهو يعرف القومية بأنها "الرابطة التي تربط أبناء الأمة الواحدة في الوطن الواحد" . في حين يعرف "مانشيني" Mancini الإيطالي القومية بأنها "مجتمع طبيعي من البشر، تربطه بعضه ببعض بوحدة الأرض و الأصل والعادات، و اللغة من جراء الاشتراك في الحياة و في الشعور الاجتماعي". و حيث أن تعريف مانشيني يعتبر من أهم و أشهر التعريفات التي قدمت للقومية فسوف نجعله المنطق لتحديد سمات القومية و عناصرها".



"إن أول ما يلاحظ في تعريف مانشيني هو قوله أن الأمة "مجتمع طبيعي من البشر". إن وصف مجتمع الأمة بالطبيعية يدل على نظرة علمية. فمن المعلوم أن بعض الجماعات و الجمعيات تتكون من جراء اتفاق إرادي بين بعض الأفراد. أما القومية حسب تعريف مانشيني فهي تنشأ و تتطور بدافع من طبيعة الحياة الاجتماعية، لا من إرادة الأشخاص و ترتيبا تهم. هذه السمة الطبيعية للقومية هي التي تميزها عن بقية التجمعات الإرادية. نأتي بعد ذلك لبقية تعريف مانشينى و الذي يحدد بعض عناصر القومية الأساسية (الروابط الجغرافية، الأصل ، اللغة) و يهمل البعض الآخر (التاريخ، الدين)".



وحدة الأصل:



"يرى بعض علماء القومية و منهم "مانشينى" أن وحدة الأصول العنصرية تشكل ركيزة أساسية لوجود القومية و إنه بدون التجانس في تركيب الأمة تفقد العناصر الأخرى أهميتها و فعاليتها كرابطة بين أبناء الأمة الواحدة".



"غير أن هذا الرأي في نظر مجموعة أخرى من علماء القومية لا يستند إلى أساس صحيح لأن جميع الأبحاث العلمية المستمدة من حقائق التاريخ و من مكتشفات علم الإنسان لا تترك مجالاً للشك في أنه لا توجد على وجه البسيطة أمة تنحدر من أصل واحد. فتحت تأثير الهجرات و الانتقالات المستمرة عبر الحدود الجغرافية المختلفة خلال مراحل التاريخ المتتالية حدث من التداخل و الاختلاط بين الأجناس إلى درجة تجعل وجود عنصر من الأجناس يخلو من شوائب الاختلاط بغيره من العناصر أمراً غير ممكن".



"إن وحدة الأصل في رأي الأستاذ [ساطع] الحصرى هي "من الأوهام التي استولت على العقول و الأذهان، من غير أن تستند إلى برهان". رغم هذا الرفض لفكرة وجود وحدة الأصل يعترف الحصرى و غيره من المهتمين بفكرة القومية بأهمية و فعالية الاعتقاد بوحدة الأصل في تكوين الأمم سواء كان هذا الاعتقاد موافقا للحقيقة أم مخالفا لها".



الروابط الجغرافية:



"تتمثل الروابط الجغرافية لأي أمة بوجودها في إقليم مشترك محدد المعالم. و تزداد فعالية الروابط الجغرافية إذا اتسم الإقليم بسهولة الاتصالات و توفر المواصلات. إن وجود الأمة في إقليم واحد سوف يقوى التفاعل و من ثم الترابط بين أبناء الأمة الواحدة و هذا التفاعل و الترابط سيساهم في بلورة شخصية الأمة و تقويتها".



"فبسبب وحدة الإقليم نجد مثلاً أن التداخل و التفاعل بين شعوب الجزيرة العربية في مختلف أقطارها أكثر من التداخل بين شعوب الجزيرة العربية و شعوب المغرب العربي. كما أن التداخل بين شعوب العالم العربي في مختلف أوطانه أكثر من التداخل بين شعوب العالم العربي و بقية شعوب العالم الثالث. لذا ليس من الغريب أن نجد معظم القوميات إن لم يكن كلها نشأت في إقليم معين أو سعت لإيجاد ذلك الإقليم كما هو الحال في القومية اليهودية و التي جعلت من أرض فلسطين إقليماً لقوميتها".



"رغم الأهمية السالفة الذكر للروابط الجغرافية هناك من أساتذة القومية من ينتقد فكرة إدراجها كعنصر أساسي من عناصر القومية. فالأرض حسب مفهومهم ليست من الأمور التي تميز الأمم بعضها عن بعض لأنها عامل مشترك و صفة متشابهة لكل الأمم و الدول و لا تنفرد بها أمة معينة عن غيرها من الأمم".



"إلا أن هذا الانتقاد . . . يجب أن لا تقلل من أهمية الروابط الجغرافية كعنصر من عناصر القومية. فالروابط الجغرافية ساهمت و ستظل تساهم في تماسك أبناء الأمة الواحدة و في إبقاء القومية كقوة محركة في السياسة الدولية".



اللغة المشتركة:



"تعتبر اللغة أهم عنصر من عناصر القومية. فاللغة هي واسطة التفاهم بين أفراد الأمة، و آلة التفكير عندهم، ووسيلة نقل الأفكار و المكتسبات من الآباء إلى الأبناء و من الأجداد إلى الأحفاد. لذا نجد أن وحدة اللغة توجد نوعاً من الوحدة في الشعور و التفكير و الثقافة و تربط أفراد الأمة بسلسلة من الروابط الفكرية و العاطفية".



"و بما أن اللغات تختلف من أمة إلى أخرى فمن الطبيعي أن مجموعة الأفراد الذين يشتركون في اللغة يتقاربون و يتماثلون و يتعاطفون أكثر من غيرهم فيؤلفون بذلك أمة متميزة عن الأمم الأخرى. لذالك يمكن القول أن الأمم تتميز عن بعضها في الدرجة الأولى بلغتها، و أن حياة الأمم تقوم قبل كل شيء على لغتها".



"لقد جعل فيلسوف القومية العربية الأستاذ "ساطع الحصرى" اللغة المحور الأساسي للقومية حيث يرى أن "اللغة هي روح الأمة و حياتها، و أنها بمثابة محور القومية و عمودها الفقري,وهي أهم مقوماتها الشخصية". كما أن "فيخته" فيلسوف القومية الألمانية عبر في العديد من خطبه عن أهمية اللغة في تكوين الأمة حيث يرى أنها أساس الأمة و مصدر وجودها فالذين " يتكلمون بلغة واحدة، يكونون كلا موحدا، ربطته الطبيعة بروابط متينة، و إن كانت غير مرئية".



"غير أن هذا التركيز على أهمية اللغة و دورها في تكوين الأمة لا يعنى أنه متى ما وجدت اللغة المشتركة في مجموعة من الشعوب تكفى بحد ذاتها لتحويل الشعوب المختلفة إلى أمة واحدة. فاللغة الإنجليزية مثلاً هي اللغة الأم للشعب الأمريكي كما أنها هي اللغة الأم للقومية البريطانية و القومية الأيرلندية على ما بين هاتين القوميتين من عداء تاريخي مستحكم يجعل تحويلهما إلى أمة واحدة أمراً غير ممكن".



التاريخ:



"يعتبر التاريخ بمثابة شعور الأمة و ذاكرتها. فكل أمة من الأمم تشعر بذاتها و تبنى شخصيتها من خلال تاريخها". فالتاريخ المقصود هنا لا يعني بالضرورة "التاريخ المدون في الكتب و الوثائق" بل المقصود هو ذلك "التاريخ الحي في النفوس، الشائع في الأذهان المستولي على التقاليد".



"إن وحدة التاريخ في أي أمة تولد تقارباً في العواطف و النزعات بين أفراد الأمة و تؤدى كذلك إلى تماثل في ذكريات الماضي و مفاخره و التي كثيراً ما تذكر لحشد الهمم و الطاقات لتحقيق آمال المستقبل".



"فالذكريات التاريخية تقرب النفوس و توجد نوعاً من القرابة المعنوية بين أفراد الأمة. هذه القرابة المعنوية في رأى فلاسفة القومية "أشد تأثيراً من القرابة المادية". إن الأمم التي تفقد تاريخها تفقد شعورها وتستسلم لعدوها. لذا نجد أن الاستعمار الاستيطاني أول ما يحاول القضاء على تاريخ الأمم و طمس معامله كخطوة لتجريد الأمم من شعورها القومي و إحلال اللامبالاة القومية مكانه".



"إن فعالية التاريخ كعنصر من عناصر القومية يتوقف على الأحداث التي عاشتها الأمة وساهمت في صهرها. فكلما كان تاريخ الأمة حافلاً بالمحن و التحديات و الأمجاد العظيمة كلما كان فعاليته في تماسك الأمة أكثر، لأن الأجيال اللاحقة لا تذكر الأحداث الصغيرة و إنما تذكر دائماً الأحداث الكبيرة التي ساهمت في تغيير مجرى حياة الأمة في الماضي و لها تأثير في سلوكها في الحاضر".



الدين:



"إن دور عناصر القومية السابقة في تماسك الأمة يتوقف على عناصر أخرى يأتي في مقدمتها الدين. إن الدين يولد نوعاً من الوحدة في شعور الأفراد الذين ينتمون إليه و يبعث في نفوسهم بعض العواطف و النزعات التي تؤثر في سلوكهم. فالدين يعتبر من هذه الوجهة من أهم الروابط الاجتماعية التي تربط الأفراد بعضهم ببعض".



"غير أن تأثير الدين في تكوين القومية لا يجري على نهج واحد في كل الأحيان، بل إن هذا التأثير يختلف باختلاف الأديان من جهة و باختلاف العصور و الأدوار من جهة أخرى".



"يمكن أن نميز من الناحية الاجتماعية بين نوعين من الأديان: الأديان القومية، و الأديان العالمية. فالأديان التي تنحصر بقوم أو شعب مثل الديانة الإسرائيلية تعتبر من الأديان القومية حيث أن معتنقي هذه الأديان يعتقدون بآله خاص بهم دون غيرهم. و يزعمون أنه يحميهم دون سواهم. لذا فإنهم لا يسعون إلى نشر دينهم في المعمورة، بل بعكس ذلك يسدون أبواب هذا الدين في وجوه سائر الأمم الأخرى. و من الطبيعي أن تكون الرابطة التي تتولد من مثل هذه الأديان رابطة إيجابية بالنسبة للقومية حيث أنها ستؤدى إلى زيادة تماسك الأمة و فعاليتها".



"أما الأديان العالمية فهي الأديان التي لا تختص بشعب من الشعوب أو أمة من الأمم، بل بعكس ذلك تفتح أبوابها لجميع الأمم، و تدعو إلى اعتناقها جميع الشعوب، على اختلاف لغاتهم و جنسياتهم. مثال لهذه الأديان الإسلام و المسيحية. فهذه الأديان تسعى إلى الانتشار بين أكبر عدد ممكن من الأفراد و الجماعات، وتميل إلى إيجاد رابطة أعم من الروابط اللغوية و التاريخية و الجغرافية، و توجد بذلك نوعاً من الجو العالمي الذي يحيط بكثير من الأقطار و يشمل كثيراً من الشعوب. و من البديهي أن أصحاب هذه الأديان كثيراً ما يميلون إلى معارضة القوميات في كافة أشكالها".



"إن التركيز على عناصر القومية السابقة لا يعنى أنها العناصر الوحيدة بقدر ما يعنى أنها الأساسية. فهناك عناصر أخرى كثيراً ما تلعب دوراً بارزاً في تجسيد القومية و تماسك الأمة. منها على سبيل المثال لا الحصر المصالح و الثقافة و الرغبة المشتركة. فللمصالح المادية المشتركة بين أبناء الأمة الواحدة دوراًُ كبيراً في تقوية تماسك الأمة و توحيد جهودها و مقدراتها و أسلوب حياتها. أما الثقافة المشتركة فمفعولها كاللغة حيث أنه تخلق الشعور المشترك و تساعد في بناء أيديولوجية قومية مشتركة لحاضر الأمة و مستقبلها. أخيراُ فإن أي عنصر من عناصر القومية سوف لن يكون له تأثيره المنشود في بناء و بقاء الأمة ما لم يكن مصحوباً بإرادة و رغبة أفراد الأمة بالمحافظة على قوميتهم و زيادة نفوذها في المجتمع الدولي".



القومية و الوطنية:



"كثيراً ما يكون هناك التباس بين مفهومي القومية و الوطنية . . . رغم ما بين هذين المفهومين من اختلاف كبير فالوطنية تعني "حب الوطن، و الشعور بارتباط باطني نحوه" أما القومية فهي "حب الأمة". و الوطن قطعة معينة من الأرض يرتبط بها الفرد و تتعلق بها عواطفه و أحاسيسه. أما الأمة فهي جماعة من البشر تتوفر فيها عناصر القومية السالفة الذكر".



"بالإضافة إلى ذلك فإن القومية تختلف عن الوطنية بسعة نطاقها و تجريدها و طابعها العقائدي. فهي أوسع نطاقا من الوطنية لأن القومية قد تشمل أكثر من وطن كما هو الحال في القومية العربية التي تشمل كل الأوطان العربية كما أن القومية قد تكون مجردة من الوطن كما هي الحال عند القومية اليهودية قبل إنشاء إسرائيل".



"إلا أن هذا الاختلاف بين القومية و الوطنية لا يعنى عدم التطابق بينهما. فقد تطابق القومية الوطنية و قد تختلف معها و الصور التالية توضح متى يكون التطابق و متى يكون الاختلاف:



‌أ- قد تؤلف الأمة الواحدة دولة مستقلة واحدة (وطن واحد) هنا تتطابق القومية مع الوطنية و مثال ذلك فرنسا.

‌ب- قد تؤلف الأمة الواحدة أكثر من دولة. هنا تتعارض الوطنية مع القومية و مثال ذلك الوضع الحالي في الوطن العربي. . . .

‌ج- قد تكون الأمة الواحدة مجزأة و خاضعة لدول شتى كما كانت الحال بالنسبة للعالم العربي حتى النصف الثاني من القرن العشرين حينما كانت الأمة العربية خاضعة للاستعمار من دول مختلفة في مقدمتها بريطانيا و فرنسا. . . .

‌د- قد تكون الأمة محرومة من وطن خاص بها لكنها تطمح للحصول على هذا الوطن – و هنا تتعارض القومية المنشودة مع الوطن الموجود. و مثال ذلك القومية اليهودية التي لم تكتف بالدول التي يعيش بها اليهود كوطن قومي لهم بل سعت لاحتلال فلسطين و جعلها وطناً قومياً خاصاً باليهود".



الأيديولوجية Ideology



"و تعنى الأيديولوجية العقيدة السياسية لحزب أو حكومة. و يمكن تحديدها بمجموعة المبادئ السياسية والاقتصادية والاجتماعية، و القيم الأخلاقية التي ينتهجها حزب ما أو حكومة معينة، أو يسعيان لتحقيقها و تنفيذها بالترغيب أو الإكراه أو بكليهما معا و السير على هداها في الحاضر و في المستقبل".



"إن الأيديولوجية كعقيدة سياسية تختلف عن العقيدة الدينية Religion. فالأيديولوجية تتميز بطابعها العلماني و بكونها من إنتاج مفكرين يعرفون بمنظري الحزب أو الحكومة. أما العقيدة الدينية فهي مجموعة معتقدات تؤمن بها جماعة معينة و هذه التعليمات نزلت بإرادة إلهية و بوحي إلهي في كتب مقدسة. فالإسلام و المسيحية لا يعتبران عقائد سياسية (أيديولوجيات) وإنما هما عقائد دينية , أما الشيوعية والرأسمالية فهما يجسدان أمثلة . . . للعقائد السياسية".



"كثيرا ما يرتبط ظهور الأيديولوجية ارتباطاً وثيقاً بالتغيرات التي تحدث في مجتمع معين. فالأيديولوجية إذاً هي انعكاس لواقع اجتماعي متغير أوجدته عوامل مختلفة".



"عرفت الأيديولوجية كظاهرة دولية أولاً في المجتمعات الأوربية في القرن التاسع عشر. ولقد كانت الثورة الفرنسية عام 1789م , بمبادئها الأساسية الثلاثة: الحرية,المساواة, و الإخاء أول ثورة اجتماعية ذات صفة أيديولوجية . لاشك أن المبادىء الأساسية لأيديولوجية الثورة الفرنسية كانت مبسطه وعامه إذا ما قورنت بمبادىء الأيديولوجيات المعاصرة, إلا إنها مع ذلك كانت تمثل أطارا فكرياً متكاملاً".



"ومع تطور الحركات الاجتماعية وما رافق هذا التطور من ثورة فكرية خصوصاً في منهج التحليل, تحولت الأيديولوجيات من مجرد مبادىء مبسطة إلى عقائد فلسفية تعالج كل مظهر من مظاهر المجتمع وتتطرق لكل فئة اجتماعية من فئاته".



"أن مما زاد من أهمية الأيديولوجية والاهتمام بها كقوة محركه في السياسة الدولية هو نمو نفوذها في المجتمع الدولي. ومن العوامل التي ساعدت في نمو نفوذ الأيديولوجية ظهور عدد من الدول القوية في المجتمع الدولي والتي تدين بعقائد سياسية مختلفة في أسسها ووسائلها وأهدافها".



" فعلى سبيل المثال كان "الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية . . . يدينان بأيدلوجيات متعارضة فالاتحاد السوفيتي [كان] يدين بالماركسية والتي تتخذ من الصراع الطبقي وسيله لتحقيق مجتمع شيوعي يتميز بإلغاء كامل الملكية الفردية. أما الولايات المتحدة فهي تدين بالرأسمالية والتي تتخذ من النضال البرلماني وسيله لتحقيق مجتمع رأسمالي يتميز بالحرية الاقتصادية الفردية المطلقة".



أنواع الأيديولوجيات



"رغم أن الأيديولوجية واحده في معناها حيث إنها تعنى العقيدة السياسية لحزب أو حكومة ,إلا أنها تختلف في حدود تأثيرها".



"فهناك أولا الأيديولوجية دون ألقوميه Sub-national Ideology وهذا النوع من الأيديولوجيات يوجد عادة في الدول الديمقراطية التي توفر مناخا سياسيا قابلا لتنوع الأفكار وتعدد الأحزاب السياسية".



"فمثلا في فرنسا وبريطانيا وغير هما من الدول الديمقراطية التي يوجد بها أحزاب عديدة توجد أيديولوجية دون قوميه, حيث أن كل حزب سياسي يتبنى أيديولوجية دون قوميه تختلف عن الأخرى لذا فإن تأثير الأيديولوجيات دون القومية محدود بقطاع معين من السكان وليس كل السكان".



"النوع الثاني . . . هو الأيديولوجية الوطنية National Ideology وهذا النوع من الأيديولوجيات يوجد عادة في الدول غير الديمقراطية التي تحاول حكوماتها فرض أيديولوجيتها في كل الوطن معتقدة أن أيديولوجيتها تقدم أفضل الحلول لمشاكل المجتمع وتوفر أحسن نهج لخدمة المصلحة الوطنية".



"ومثل هذه الأيديولوجية توجد في كثير من أوطان العالم الثالث حيث نجد الحكومات في تلك الأوطان تفرض على كل مواطنيها عقيدة سياسية معينه ولا تسمح لهم بالانتماء لغيرها كما أن تلك الحكومات تستخدم كل أجهزتها الإعلامية وإمكانيتها الأخرى لنشر عقيدتها في كل الوطن والدفاع عنها أمام التحديات التي تواجهها من العقائد السياسية الأخرى".



"أما النوع الثالث من الأيديولوجية فهو الأيديولوجية القومية ومثل هذه الأيديولوجية توجد في الدول التي لها انتماءات قوميه بالإضافة إلى انتماءاتها الوطنية وهذا النوع من الأيديولوجيات لا يكون تأثيره محدودا فقط في وطن أو قطر معين وإنما تهدف أيضلً إلى التأثير في كل الأمة في مختلف أوطانها".



"أمثله لتلك الأيديولوجيات القومية أيدلوجيات القومية العربية والتي تمثل حركة القوميين العرب, البعث, و الناصرية أبرزها. فحزب البعث . . . على سبيل المثال يحاول التأثير في كل الأمة العربية في مختلف أوطانها. لذا نجد أنه في الوقت الذي تقوم فيه القيادة القطرية للحزب بنشر برنامج الحزب على الصعيد الوطني (القطري) وحشد الدعم السياسي له, تقوم القيادة القومية للحزب بنشر برنامج الحزب على الصعيد القومي وذلك بدعم فروع الحزب العلنية والسرية في العديد من الدول العربية".



"النوع الأخير من الأيديولوجية هو الأيديولوجية الدولية International Ideology وهذه الأيديولوجية لا تعترف بحدود جغرافيه معينه كهدف نهائي لتأثيرها,كما لا تركز على أمه معينه دون غيرها و أنما تهدف إلى التأثير في كافة سكان المعمورة على مختلف أوطانهم وقومياتهم".



"وأبرز الأمثلة لهذه الأيديولوجية الشيوعية والرأسمالية. فكلا الأيديولوجيتين تحاولان توسيع نفوذهما في المجتمع الدولي على حساب الأيديولوجيات الأخرى وذلك بتوسيع نشاطهما الإعلامي ودعمهما السري أو العلني للأحزاب السياسية والحكومات التي تشاركهما العقيدة السياسية ".



الإمبريالية Imperialism



"إن ظاهرة ممارسة نفوذ دولة كبرى على دولة صغرى ليست بالظاهرة الجديدة في تاريخ العلاقات الدولية. لقد بدأت ممارسة مثل هذا النفوذ منذ أواخر القرن الخامس عشر و استمرت حتى الوقت الحاضر و إن كانت أشكال النفوذ الإمبريالي و وسائله و دوافعه تختلف من عصر لآخر. من الناحية التاريخية يميز . . . [بعض الباحثين] بين ثلاثة أنواع من الإمبريالية:-



النوع الأول يعرف بالإمبريالية القديمة Old Imperialism و هذا النوع من الإمبريالية مار ستة البرتغال و أسبانيا في الفترة ما بين 1500 – 1776 م و لقد كان هذا النوع من الإمبريالية الأساس و البداية لفكرة الاستعمار Colonization و الذي كانت وسيلته الأساسية القوة العسكرية و بالذات البحرية منها. أما هدفه الأساسي فكان استراتيجيا"ً.



"لقد سادت في تلك الفترة الفلسفة الميركنتالية Mercantilism و التي تعني تولي الحكومة الإشراف المباشر على تنظيم الحياة الاقتصادية و ذلك من أجل زيادة ثروة الدولة خصوصاً من الذهب و الفضة و التي كانت تعتبر الأساس لقوة الدولة و أمنها. لذا جاءت فكرة الإمبريالية و التي تهدف إلى توسيع مجال التجارة الخارجية للدولة كخطوة نحو زيادة قوة الدولة و من ثم تحقيق أمنها"



"أما النوع الثاني من الإمبريالية فيعرف بالإمبريالية الجديدة New Imperialism و هذا النوع من الإمبريالية مار ستة فرنسا و بريطانيا في الفترة ما بين 1870م و حتى الحرب العالمية الثانية".



"لقد بلغت الإمبراطورية البريطانية خلال تلك الفترة عظمتها حيث أنه في عام 1900م, شملت خمس سكان المعمورة و ربع مساحتها. إلا أنه بانتهاء الحرب العالمية الثانية بدأت تلك الإمبراطورية تتقلص و بتقلصها قل دور بريطانيا في السياسة الدولية".



"و مثل الإمبريالية القديمة استخدمت الإمبريالية الجديدة القوة المسلحة لبسط نفوذها. أما هدفها فقد تميز بكونه اقتصادياً حيث تمكنت من خلال ممارسة النفوذ الإمبريالي ضمان مصادر للموارد الأولية الصناعية و الزراعية و أسواق لمنتجاتها المختلفة".



"النوع الأخير من الإمبريالية يعرف بالإمبريالية الحديثة Modern Imperialism و هذا النوع من الإمبريالية مار ستة كل من الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد السوفيتي و لا تزال تمارساه [الولايات المتحدة] حتى الوقت الحاضر".



"وما يميز هذا النوع من الإمبريالية هو وسيلته و طبيعته. فبالنسبة للوسيلة لم تقتصر الإمبريالية الحديثة على استخدام القوة العسكرية فحسب كما هو الحال بالنسبة للإمبريالية القديمة و الجديدة، و إنما استخدمت بالإضافة إلى القوة العسكرية وسائل أخرى مثل الوسائل الاقتصادية، و الإعلامية، و السياسية".



"أما من حيث طبيعتها أو هدفها فلم يكن اقتصاديا أو استراتيجيا بحتاً كما هو الحال في الإمبرياليات السابقة. بل امتزجت تلك الأهداف مع أهداف سياسية أيديولوجية و هذا زاد من صعوبة دراسة الإمبريالية الحديثة و تحديدها كظاهرة دولية".



كذلك يقدم باحثون آخرين مفهوماًُ آخر لأنواع الإمبريالية "لا يعتمد على التطور التاريخي و إنما على الوسائل التي يتم بها تحقيق النفوذ الإمبريالي لدولة كبرى على دولة صغرى". حيث يميز بين نوعين من الإمبريالية: (1) "الإمبريالية الرسمية Formal Imperialism و التي تتم عن طريق الاستيلاء المسلح لدولة قوية على إقليم دولة ضعيفة". (2) "الإمبريالية غير الرسمية Informal Imperialism و التي تتم عن طريق السيطرة السياسية لدولة متقدمة على دولة متخلفة اقتصادياً".



"النوع الأول أخذ صفة الرسمية لأن إقليم الدولة الضعيفة و الذي تم الاستيلاء عليه ضم إلى مناطق نفوذ الدولة الإمبريالية و أصبح تحت سيادتها. أما النوع الثاني فهو أخذ صفة غير الرسمية لأن الدولة الخاضعة للنفوذ الإمبريالي بقيت مستقلة من الناحية الرسمية، إلا أنها ضمنياً خاضعة لنفوذ دولة أخرى".



ماهية الإمبريالية



"ليس هناك اتفاق بين أساتذة العلاقات الدولية على تعريف محدد للإمبريالية. لكن رغم هذا الاختلاف هناك اتفاق بين المهتمين في ظاهرة الإمبريالية على أن الإمبريالية هي وصف لعلاقة دولية بين دولة قوية و دولة ضعيفة".



"يعرف كاتب بريطاني "مايكل برون" الإمبريالية بأنها علاقة اقتصادية، سياسية، عسكرية معقدة من خلالها تخضع أقطار متخلفة اقتصاديا لأقطار متقدمة من الناحية الاقتصادية. فالدافع وراء النفوذ الإمبريالي حسب مفهوم برون هو اقتصادي بحت. لكن الوسائل التي تستخدم في تحقيق الهدف الاقتصادي قد تكون سياسية أو اقتصادية أو عسكرية".



أما "بنيامين كوهين" فيرى أن الإمبريالية تعنى ببساطة أي علاقة مبنية على السيطرة الفعالة لدولة كبرى على دولة أخرى سواء كان الدافع وراء تلك السيطرة اقتصادياً أو سياسياً، مباشراً أو غير مباشر. فـ "كوهين" لا يجعل الدافع وراء الإمبريالية دافعاً اقتصادياً فقط- كما هو الحال عند برون – و إنما يضع إلى جانب الدافع الاقتصادي دافعاً آخر هو الدافع السياسي".



"إن الاختلاف في مفهوم الإمبريالية و تعريفها يرجع بالدرجة الأولى إلى التفسيرات التي قدمت لماهيتها سواء من حيث الدافع وراء ممارسة النفوذ الإمبريالي أو الوسائل التي تستخدم لتحقيق ذلك النفوذ. في العلاقات الدولية هناك ثلاثة تفسيرات لظاهرة الإمبريالية: اقتصادي، سياسي (استراتيجي)، و اجتماعي".


التفسير الاقتصادي


"لقد تبنى الفكر اليساري العالمي التفسير الاقتصادي لظاهرة الإمبريالية. و لقد بدأ "فلاديمير لينين" بوضع الأسس الأولى للتفسير اليساري المادي للنفوذ الإمبريالي. ففي كتابه الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية يرى لينين بأن الدافع وراء النفوذ الإمبريالي العالمي هو اقتصادي بحت حيث أنه ضروري لبقاء الرأسمالية".



"ففي مرحلة من مراحل تسابق الأمم الصناعية و استخداماتها للطرق و الوسائل الصناعية المتقدمة يجد أصحاب المصانع و التجار و المؤسسات المالية أنفسهم في وضع أكبر صعوبة فيما يتعلق بتحقيق معدلات عالية من الأرباح".



"و نتيجة لهذه الصعوبات وجدت تلك المؤسسات الخاصة الكبرى أن بقاءها يعتمد على تدخل الحكومة و الحصول على مساعدتها في تأمين مناطق جديدة في الأقطار المختلفة لتكون مصدراً للموارد و سوقاً للمنتجات و توظيف رؤوس الأموال".



"و تلبية لرغبات المؤسسات الصناعية و التجارية و المالية سعت حكومات الدول الصناعية إلى بسط نفوذها الإمبريالي الجديد . . . بكلمة أخرى وجد النفوذ الإمبريالي ليحل الأزمة الاقتصادية التي واجهت و لا تزال تواجه الأمم الصناعية المتقدمة في مرحلة معينة من مراحل تطورها".



التفسير السياسي



"على خلاف الفكر اليساري تبنى الفكر اليميني العالمي التفسير السياسي (الاستراتيجي) للإمبريالية. لقد قدم كل من "هانس مورغنثاو" و "بنيامين كوهين" أساسيات التفسير السياسي الاستراتيجي للنفوذ الإمبريالي".



" يرى "مورغنثاو" أن الدافع الإمبريالي . . . هو زيادة القوة السياسية و الاستراتيجية للدولة و ليس الحصول على عائد اقتصادي مجرد. أما كوهين فيرى أن الجاذبية للمستعمرات تأتي من قيمتها السياسية و الاستراتيجية في الصراع من أجل القوة، فالتوسع الإقليمي يؤدى إلى رفع هيبة الدولة و زيادة قوتها العسكرية و مقدرتها في المفاوضات الدبلوماسية. لذا يرى بأن "الاعتبارات الاقتصادية يمكن أن تكون مهمة لكن الإمبريالية الجديدة في الأساس ظاهرة سياسية".



"يعتقد كلا من مورغنثاو و كوهين أن طبيعة المنتظم الدولي و التي تتسم "بالفوضوية" هي التي تدفع الأمم إلى ممارسة النفوذ الإمبريالي إذ أن هذا النفوذ سيؤدى إلى زيادة قوة الدولة الإمبريالية. إن اهتمام الدولة بأمنها القومي هو الذي يدفعها لزيادة قوتها القومية، و سبب اهتمام الدول بمسألة الأمن القومي يرجع إلى أن المنتظم الدولي في حالة من الفوضى تجعل الدول غير مطمئنة".



لقد حدد دارسون آخرون مدى و طبيعة العلاقة بين واقع المنتظم الدولي و ظاهرة الإمبريالية بقولهم:



" إذا كانت الدول تعيش في حالة من الفوضى في المجتمع الدولي و باستطاعتها استخدام قوتها المسلحة لتحقيق أهدافها القومية فيجب أن نتوقع أن تقوم بعض الدول إما بفتوحات عسكرية و الاستيلاء على الأقاليم الأجنبية أو ممارسة نوع من السيطرة الإمبريالية على الدول الأخرى . . . أن السبب الرئيسي للإمبريالية موجود أو متأصل في تركيب النظام الدولي. لقد وجدت الإمبريالية لأنه لا يوجد سلطة أو وكالة دولية عليا تمنع وجودها".



التفسير الاجتماعي



"يعتمد التفسير الاجتماعي لظاهرة الإمبريالية على مفهوم مفاده أن العامل الأساسي لظهور النفوذ الإمبريالي هو التركيبية الاجتماعية في الدولة التي تمارس النفوذ الإمبريالي".



"فمتى ما أصبحت النخبة أو الصفوة في المجتمع Elite و بالذات صناع القرارات السياسية منها تواجه مشاكل داخلية أو لديها طموحات خارجية فإنها تبدأ في الممارسات الإمبريالية سواء أخذت الممارسات شكل الفتوحات العسكرية أو السيطرة السياسية على حكومات أجنبية".



"إن هذه الممارسات الإمبريالية ستساعد النخبة الحاكمة على تطويل أمد بقائها في الحكم و ذلك بتحويل اهتمام الجماهير من التركيز على المشاكل الداخلية إلى التركيز على الممارسات الإمبريالية التي تشكلها النخبة الحاكمة سواء تمثلت تلك الممارسات في أعمال عسكرية أو سياسية".



"كما أن الممارسات الإمبريالية قد تشبع رغبات و طموحات الذين ليس لديهم مشاكل و إنما لهم رغبات ليكونوا قادة قوميين و صناع تاريخ ، إذ أنه متى ما حققت الممارسات الإمبريالية عائداً سياسياً أو اقتصادياً ملموساً فإن هذا سيزيد من الرصيد الشعبي لقادة البلاد و يجعل كل واحد منهم بطلاً قومياً".



"إذ وفقا للتفسير الاجتماعي السبب الأساسي لظهور الإمبريالية هو عامل اجتماعي يتمثل في ظهور طبقة قيادية في المجتمع تواجه مشاكل داخلية أو لديها طموحات خارجية و تجد في ممارسة النفوذ الإمبريالي متنفساً لهذه المشاكل أو وسيلة لتحقيق الطموحات".


:cheers:
#12270
[quote="نهاد"]القومية:






"رغم هذا الاختلاف يمكن القول إنه في كل المجتمعات التي ظهرت فيها القومية كان هناك عامل مشترك يتمثل في أن فكرة القومية كانت رد فعل لواقع التجزئة و استجابة لمبدأ وجوب تأسيس الدول على أساس القوميات لا على أساس الرغبات. فقبل ظهور فكرة القومية و تجسيدها في المجتمعات الأوروبية كان هناك دول كثيرة تحكم كل واحدة منها أمماً عديدة، كما كان هناك أمم عديدة توزعت كل واحدة منها بين دول كثيرة و كان هذا التوزيع يتم وفقاً لرغبات الملوك و الأباطرة دون النظر لرغبات القوميات المختلفة".

يسلمو عزيزتي على هالموضوع