منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
#67841
نمور التاميل: أكثر من 25 عاما من الصراع المسلح

سعوا إلى تأسيس دولة انفصالية في الأجزاء الشمالية والشرقية من سريلانكا


زعيم نمور التاميل فيلوبيلالي براباكاران
القاهرة: شيماء محمد عبد المنعم*
تأسست حركة نمور التاميل «إيلام» التحررية سنة 1976، كرد فعل من قبل التاميل هندوسية الديانة للاعتراف بحقوقهم كأقلية عقب قيام سريلانكا عام 1972، باعتماد الديانة البوذية دينا رئيسيا للبلاد.
ويعد «تاميل إيلام» هو الاسم المعطى من قبل التاميليين السريلانكيين للدولة المستقلة، التي يطمحون في تأسيسها في الأجزاء الشمالية والشرقية لجزيرة سريلانكا. ومفهوم إيلام أو وطن هو قضية مركزية في النزاع السريلانكي، حيث اقترحته أولا جبهة التحرير المتحدة التاميلية، ثم كونت تحالفا مع الأطراف التاميلية الأخرى. وفي عام 1977 فاز حزب جبهة تحرير التاميل الموحدة بجميع مقاعد البرلمان المخصصة لمناطق التاميل الشمالية والشرقية، مما استدعى الحكومة السريلانكية لمواجهة الميول الانفصالية لجبهة التاميل، بإضافة بند جديد إلى الدستور في عام 1978 يطالب كل أعضاء البرلمان بالتعهد بالولاء إلى وحدة الدولة، الأمر الذي أدى لمقاطعة الجبهة للبرلمان، وتصاعد أعمال العنف، ما أسفر عن مقتل مئات التاميليين. ومنذ تأسيس الحركة وسريلانكا تشهد سلسلة من أعمال القتل، كان أبرزها اغتيال حاكم منطقة جافنا سنة 1975. غير أن تاريخ 23 يوليو 1983 يمثل البداية الفعلية للحرب الأهلية في سريلانكا، حيث قام السينهاليون بمذابح لتطهير العاصمة كولومبو من التاميل، وتصاعد القتال ليصل إلى حد المذابح المتبادلة للمدنيين من كل طرف، كما لجأت الجبهة إلى الأعمال الانتحارية ضد الجيش السريلانكي، فيما عرف باسم «حرب إيلام الأولى»، وقد تدخلت الهند في النزاع لأنه أثر على التاميل الهنود في ولاية تاميل نادو القريبة من سريلانكا، التي هاجر منها التاميل إلى سريلانكا أيام الاستعمار البريطاني. وبوساطة هندية تم توقيع أول اتفاق سلام بين الحكومة وجبهة النمور في 29 يوليو سنة 1987، الذي حقق للتاميل بعض المكاسب، أهمها الاعتراف بلغتهم القومية، وبعض الحكم الذاتي، كما أرسلت الهند قوات لحفظ السلام في الإقليم الذي يقطنه التاميل. وقد تم سحب تلك القوات في مارس سنة 1990 بناء على طلب حكومة سريلانكا، مما دفع بحركة نمور التاميل لاتهام حكومة نيودلهي بالتواطؤ مع الحكومة السريلانكية، خوفا من انتقال عدوى الانفصال التاميلي إلى ولاية تاميل نادو في جنوب الهند، وتصاعد وتيرة القتل والعنف في سريلانكا، فيما عرف باسم «حرب إيلام الثانية».

وفي 21 مايو سنة 1991 قامت الحركة باغتيال رئيس وزراء الهند الأسبق راجيف غاندي، في ولاية تاميل نادو بالهند أثناء الحملة الانتخابية الهندية، بدعوى عدائه للتاميل. وتعد التسعينات من أكثر السنوات عنفا ودموية بين الطرفين، حيث تبنت الحكومة إستراتيجية أسمتها «الحرب من أجل السلام». وكان من أبرز علامات تلك المرحلة هو اغتيال النمور رئيس سريلانكا، بريماسادا، في مايو سنة 1993. واستيلاء القوات الحكومية على كيلونوشى، وذلك في سبتمبر سنة 1998.

وفي نوفمبر 2001 قامت الولايات المتحدة بإدراج حركة نمور التاميل ضمن قائمة المنظمات الإرهابية في العالم، مما دفع الحركة لتوقيع هدنة بوساطة نرويجية في 22 فبراير سنة 2002، وبدء مفاوضات للسلام والتوافق على إقامة نظام اتحادي في سريلانكا، بعد تنازل النمور عن مطلب الانفصال. وبقيام الحركة باغتيال وزير خارجية سريلانكا كادريجامار في 2005 زادت المعارضة الغربية الدولية لوجود حركة التاميل، خاصة مع قيام الرئيس السريلانكي راجاباكاسا، بالإصرار على تصفية النمور باعتبار ذلك جزءا من «الحرب على الإرهاب». وفى 2 يناير سنة 2008 أعلنت الحكومة السريلانكي انسحابها من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع الحركة، وعلى الرغم من أن الدول الغربية والهند أعربوا عن استيائهم للقرار فإنهم استمروا في دعمها عسكريا، وقام الأسطول الهندي بمراقبة سواحل إقليم تاميل إيلام لمنع وصول إمدادات السلاح إليه، وقد أدى ذلك إلى توالى سقوط مدن الإقليم في يد القوات الحكومية السريلانكية، وكان أبرزها سقوط مدينة موللايتوفو في فبراير 2009، أحد أهم معاقل الحركة بشمال شرقي البلاد للمرة الأولى منذ سقوطها في أيدي الانفصاليين التاميل في عام 1996. وتزعم السلطات السريلانكية بأن مساحة المنطقة التي يسيطر عليها مقاتلو الحركة قد تقلصت من 15 ألف كيلومتر مربع قبل أكثر من 20 سنة، إلى نحو 300 كيلومتر مربع مؤخرا.