منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
By فيصل السبيعي 6
#19795
معلومات كثيرة تكشفت عن الجهد الإسرائيلي المدروس للتجسس، والتخابر على كل المنطقة العربية بهدف السيطرة الاقتصادية، والعسكرية، والثقافية، ومن ثم التأثير في القرار السياسي، المعلومات كشفها مقال

"جواسيس من إسرائيل" للكاتب عدنان أبو عامر، وبالأرقام المنقولة عن التقارير الرسمية التي ركزت على بعض الوسائل، والأساليب الإسرائيلية للنفاذ إلى جسد الأمة، وإحداث التخريب فيها، وإضعافها لتسهل السيطرة عليها، ولا يستثنى التقرير التجسس على مصر العروبة المستهدفة من قبل جارتها إسرائيل، وأخص مصر؛ لأنها وقعت مع الدولة العبرية على اتفاقية كامب ديفيد للسلام، تلك الاتفاقية التي لم تشفع للشعب المصري كي يكون في منأى عن الغدر الصهيوني، والتآمر الإسرائيلي عليه، فقد أفادت تقارير الأمن المصرية بأن 86% من جرائم التهريب إلى مصر، وتزوير العملات ارتكبها إسرائيليون، كما أفاد التقرير بأن العدد التقريبي لجواسيس الموساد الذين تم الكشف عنهم في مصر قد بلغ نحو 70 جاسوسا، 75% مصريون، و25% إسرائيليون، وزخرت ملفات محاكم أمن الدولة المصرية بعشرات من قضايا التجسس، الممتدة زمنياً من سنة 1985 حتى سنة 2000، هذا ما تم الكشف عنه حتى الآن.

لقد أشارت التقارير إلى أن قضايا المخدرات المتهم فيها إسرائيليون خلال 10 سنوات بلغت 4457 قضية في مصر لوحدها، وهذا ما أكده مصدر إسرائيلي؛ بأن مصر يدخلها 500 طن مخدرات سنويا عن طريق الحدود! ومن المؤكد أن جهات إسرائيلية رسمية تشرف على تهريب هذه الكمية التي تفيض عن حاجة مصر، لتوزع على باقي الدولة العربية، وفي السياق نفسه نشرت "معاريف" أن أكثر من 5000 طفل يعيشون في إسرائيل، تم خطفهم أو سرقتهم من الدول المجاورة لها، ثمَّ تم تهويدهم،

من خلال الأرقام المذكورة، تبدو أن خلية حزب الله المتهمة بتهريب السلاح إلى غزة ليست إلا مزحة أطفال، ولا تشكل تهديداً مزعجاً لمصر قياساً لما تقوم فيه المخابرات الإسرائيلية من عمل تدميري مدروس، وإذا صح ما ورد من أخبار نشرتها صحيفة "هآرتس" عن تزويد المخابرات الإسرائيلية للمخابرات المصرية بالمعلومات عن نشاط حزب الله في مصر، فمعنى ذلك أن المخابرات الإسرائيلية ما فتئت تمتلك المعلومة، بالتالي فهي قادرة على مواصلة توظيفها للتخريب داخل مصر، وهذا يشكل حافزاً للعرب جميعهم دون استثناء للتعاون فيما بينهم ضد عدوهم المشترك الذي لم يكف، ولن يكف عن تخريب ديارهم رغم حالة الوئام الفعلي القائمة على الحدود، ومعاهدات السلام، وتبادل الابتسام.