منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
#69676
الحزب الجمهورى يتوعّد بالنزول إلى الشارع
تونس: اقتراحات لتأسيس مجلس أعلى للدولة للخروج من الأزمة
تونس - الحسين بن الحاج نصر

تبنّى الباجي قائد السبسي رئيس حزب نداء تونس مقترح إحداث مجلس أعلى للدولة كهيكل سيادي لإنقاذ البلاد والخروج بها من عنق الزجاجة الذي تردت فيه وذلك على شاكلة ما تم سابقا في الجزائر.

ودعا السبسي الرباعي الراعي للحوار خاصة منظمة الأعراف واتحاد الشغالين بأن يكونا طرفا في هذا الهيكل وأن يتجاوزا دور الوسيط في الحوار الوطني وأن يمرّا الى دور الشريك الفاعل في الحوار الوطني.

وأوضح رئيس نداء تونس أنه لا بدّ من التوافق أولا على رئيس حكومة بحلول منتصف نهار يوم 14 ديسمبر كخطوة أولى، وأنه يطالب الرباعي بعدم مرور توافقات الحوار الوطني على المجلس الوطني التأسيسي، ولا على رئيس الجمهورية المؤقت حتى لا يجهضا ما يتمخض عنه الحوار الوطني.

وتعليقا على مقترح تكوين مجلس أعلى للرئاسة قال الباحث عليّه العلاني إن هذا المقترح يطرح اليوم وبإلحاح لإنقاذ أمن البلاد الذي أصبح مهددا في كل حين بحكم التجاذبات السياسية وعدم كفاءة الحكومة الحالية.. ولإنقاذ اقتصاد البلاد الذي اقترب من حافة الهاوية وخصوصا لإنقاذ الطابع الحداثي للمجتمع ومدنية الدولة التي أصبحت مهددة أكثر من أي وقت مضى.

وقال العلاّني ان مقترح السبسي ربما يشكل محاولة أخيرة للخروج من الأزمة حيث تكمن قيمتُه الأساسية في تكامله لا في تجزئته بحيث لا يقع إحداث مجلس أعلى للدولة في ظل الاحتفاظ بالدور القديم للمجلس التأسيسي.

كما أن مرجعية الحكومة المستقلة القادمة لن تكون المجلس الوطني التأسيسي وإنما المجلس الأعلى للدولة وبذلك نضع حدا لتعدد مراكز القرار.

وقال العلاّني على حركة النهضة أن تعي أن هذا المقترح يُشكل الفرصة الأخيرة التي تجعلها عنصرا مشاركا في الحكم وعليها ألا تحاول إفراغ هذا المقترح من محتواه والقبول وجوبا بحصر دور المجلس التأسيسي في إنهاء ما يتعلق بالمسار التأسيسي فقط وتفويض الحكومة باتخاذ القوانين الضرورية خاصة في المجال الأمني والاقتصادي والإداري دون الرجوع للمجلس التأسيسي، باعتبار أن المجلس الأعلى للدولة هو صاحب النظر ويكون عمر هذه الحكومة عاما على الأقل.

وأضاف العلاّني أنه يجب على المعارضة أن تأخذ في الاعتبار الدور الأساسي لحركة النهضة في نجاح هذا المقترح وألا يتم التعامل معها من وراء ستار فمصلحة تونس تتمثل في أن يتعقلن التيار الإسلامي ويصبح مدنيا حداثيا لا أن يُجتث من الحياة السياسية.

فكل عمليات سبر الآراء الأخيرة تجعل من النهضة حزبا ثانيا أي حزبا أقليا لا أغلبيا وبهذا الحجم يمكن أن يشكل ضمانة كبرى للتوازنات السياسية والمجتمعية مستقبلا سواء داخل السلطة التنفيذية أو التشريعية.

أما احمد نجيب الشابي رئيس الهيئة السياسية للحزب الجمهوري والذي عارض حزبه مقترح الباجي قائد السبسي فقد أكد انه في حال فشل الحوار الوطني فان السيناريوهات المطروحة هي امّا بقاء حكومة العريض وتتواصل الازمة او السير في اطار حكومة تشكل من طرف واحد او في طريق المحاصصات الحزبية.

وأوضح أنه لا يوجد حل خارج الحوار الوطني مشددا على انه يبذل جهدا للخروج من المأزق وانه في حال لم يقع التوصل الى حل الى حدود يوم السبت القادم فان الوضع في تونس لن يتواصل على نفس الحال.

وقال ان تأخر الحوار الوطني جاء بسبب رفض مقترح الجمهوري الذي دعا فيه الى ان يكون احمد المستيري رئيسا للحكومة بإعانة مساعدين له وانه لو تم تبني مقترح الجمهوري منذ شهر لكانت تونس الان في افق افضل مشيرا الى انه سيجد نفسه في مواجهة سلمية والنزول الى الشارع في حال رفضت حركة النهضة الاستجابة لمتطلبات الحوار الوطني مؤكدا انه يتبنى الوفاق الوطني مؤكدا ان هذا الاسبوع سيكون حاسما في كل المسارات.