منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
صورة العضو الرمزية
By محمد بن خالد
#25774
قال تقرير صادر عن هيئة البحوث التابعة للكونغرس الأمريكي إن أبرز الأخطار الأمنية التي تحدد المعالم الأساسية للتعاون الخليجي-الأمريكي هي ارتفاع نفوذ إيران الإقليمي بعد سقوط صدام، إضافة إلى رفع المجتمع الشيعي الخليجي لمطالب جديدة متأثرا بوصول الشيعة إلى سدة الحكم بالعراق. كما تحدث عن التقرير عن أبرز جوانب العلاقات الأمريكية- الخليجية من الناحية العسكرية.
وعلّق باحث خليجي على التقرير قائلا إن "غالبية الشيعة في الخليج يرون في آية الله علي السيستاني مرجعا لهم، مما قد يدعو للتساؤل فيما إذا كان الولاء للوطن أم للعقيدة والمرجعية التي هي خارج حدوده"، مشيرا بذلك إلى قضية ثار حولها الكثير من الجدل في الأوساط السياسية والاجتماعية في دول الخليج.

وكانت هيئة "خدمات بحوث الكونغرس"، وهي أحد هيئات دعم القرار بالكونغرس الأمريكي، أصدرت تقريرا حديثا يقيم العلاقات الأمريكية مع دول مجلس التعاون الخليجي، وترجم التقرير إلى العربية "مركز تقرير واشنطن" المعني بالشؤون العربية والأمريكية.
وجاء في التقرير أن العديد من الخبراء الأمريكيين يتوقعون مساعدة دول الخليج لدعم أية هجوم أمريكي محتمل ضد إيران رغم المخاوف من ردود الفعل الإيرانية ضد الحكومات الخليجية في تلك الحالة.
وأشار إلى أن العديد من دول الخليج تخشى تأثير صعود الأحزاب الشيعية للحكم بالعراق على الاستقرار الداخلي ببلادهم، حيث إن الأنظمة بدول الخليج العربية تشعر بأن نجاح الأحزاب الشيعية بالعراق مثل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وحزب الدعوة الإسلامية، شجع المجتمع الشيعي بالبحرين والسعودية على فرض مطالب جديدة على حكوماتهم سعيا لتوسيع حقوقهم السياسية ودورهم في الحياة الاقتصادية.
مرجعية شيعة الخليج
وعلّق عبد العزيز بن عثمان بن صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث، على هذا التقرير قائلا: بالتأكيد حصل تشجع ونشاط لدى شيعة الخليج، حيث أن الغالبية منهم ترى أن السيستاني هو المرجع لها، وعندما تكون المرجعية الدينية خارج حدود الدولة تصبح قضية الولاء هل هي للوطن أم للعقيدة والمرجعية محط تساؤل ودراسة.
وأضاف، ، "بعد سقوط النظام ووصول المجلس الأعلى للثورة الإسلامية للحكم وتمثيل غالبية الشيعة في مقاعد البرلمان أيضا، هذا أعطى تشجيعا لأقليات شيعية في الخليج وخاصة السعودية، والغالبية الشيعية في البحرين لتقديم مطالبهم بشكل علني على شكل عرائض، وأنا لا اشكك في وطنيتهم، ولكن فعلا الوضع العراقي كان عاملا محفزا لهم ".
ورأى بن صقر أن النشاط الشيعي في الخليج "شكل نوعا من التنبيه للحكومات الخليجية وطرح قضية مفهوم الوطنية، والتساؤل هل يمكن فصل الهوية الوطنية عن الانتماء الطائفي أم أن ذلك غير ممكن".
وكان تقرير هيئة الكونغرس الأمريكي قال إن العديد من الخبراء الأمريكيين يتوقعون مساعدة دول الخليج لدعم أية هجوم أمريكي محتمل ضد إيران رغم المخاوف من ردود الفعل الإيرانية ضد الحكومات الخليجية في تلك الحالة.

ويرى الباحث الخليجي بن صقر أن "دول الخليج سوف تلتزم بقرارات مجلس الأمن سواء أكانت فرض حصار اقتصادي أو سياسي، أو عسكري تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة".
الخليج والأمن الأمريكي المستورد وفي جانب آخر، يقول التقرير الأمريكي إن حجر الأساس في التعاون العسكري بين بعض دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة هي مجموعة اتفاقيات تعاون دفاعي تسمح للولايات المتحدة بالاحتفاظ بقواعد عسكرية داخل هذه البلاد، وفي المقابل تقدم واشنطن لحلفائها مساعدات عسكرية في شكل تدريبات واستشارات عسكرية وتدريبات مشتركة ومبيعات كبيرة من الأسلحة.
سأل رئيس مركز الخليج للأبحاث عن طبيعة العلاقات الأمريكية الخليجية في الوقت الراهن، فأجاب: الجانب الأمريكي يوفر الأمن في الخليج من خلال وجود قواته نظرا لفقدان توازن القوى المركزية بحكم أن العراق مدمر عسكريا، وقوات درع الجزيرة لن تستطيع أن توفر الآلية الأمنية العسكرية والحماية المطلوبة والخيار الوحيد كان الأمن المستورد من خلال التواجد الأمريكي في مواجهة الخطر الإيراني والاستمرار في البرنامج النووي الذي يمثل نوعا من التهديد.
ولكن ماذا تقدم دول الخليج للولايات المتحدة بالمقابل، يقول بن صقر "من الناحية الاقتصادية النفط مربوط بالدولار الأمريكي، وأمريكا يهمها أمن إمدادات النفط، كما أن المهم لأمريكا هو الدول الحليفة لها مثل اليابان التي تستورد نفطا بقيمة 51 بليون دولار وكوريا الجنوبية تستورد بقيمة 36 بليون، وأمن هذه الدول بالنسبة للطاقة يعتمد على دول الخليج ، والولايات المتحدة تساهم في حماية أمن تلك الدول من خلال أمن تدفق النفط.
ويشير مدير مركز الخليج للأبحاث إلى أن أوروبا تفوقت مؤخرا على الولايات المتحدة في مسألة تصدير الأسلحة لدول الخليج، قائلا إن أوروبا الآن حسب الاتفاقيات الجديدة هي المورّد الأكبر للخليج ، خاصة بريطانيا وفرنسا، وذلك بسبب تعقيدات الإجراءات الأمريكية التي فرضها الكونغرس الأمريكي بعد 11 سبتمبر، فاتجهت دول الخليج إلى الصين حيث اشترت السعودية صواريخ منها، ثم اتجهت إلى أوروبا من أجل نظم الدفاع الجوي والطائرات والدبابات.