منتديات الحوار الجامعية السياسية

الوقائع و الأحداث التاريخية
#67489
تستخدم كتب التاريخ اصطلاح "الإمبراطورية اليابانية" إشارة إلى الدولة اليابانية التي توحدت ولاياتها المختلفة تحت سلطان حاكم أعلى يحمل لقب إمبراطور، منذ القرن السابع قبل الميلاد. ولكن الإمبراطورية اليابانية بمفهوم الإمبراطورية الدال على التوسع الاستعماري وفرض سلطان الدولة على أراضي ومقدرات شعوب أخرى، هذه الإمبراطورية لم يبدأ تكوينها إلا في أواخر القرن التاسع عشر، عندما التحقت اليابان بركب الدول التي حققت ثورتها الصناعية، واتجهت إلى الاستعمار بحثا عما يسمى بالمجال الحيوي ومناطق النفوذ.

ففي منتصف القرن التاسع عشر، كان التواجد الاستعماري الغربي يتزايد بشكل خطير في جوار اليابان، ولم تسلم هي ذاتها من بعض آثاره، إذ أرغمت على عقد معاهدات أعطت مقتضاها امتيازات بحرية وقائية لدول ذات وجود استعماري قوي في المحيط الهادي كبريطانيا والولايات المتحدة، كما أرغمت على إخضاع تعرفتها الجمركية لصالح تجارة هذه الدول.


و أدركت اليايان، في الوقت المناسب، أن نظامها الإقطاعي المهترئ، الذي استمر سبعمائة عام، ليس أمثل النظم التي تتيح لها نهضة سريعة، ويحقق لها القوة التي تستطيع أن تواجه بها هذا الخطر. وشهد عام 1868 خلال حكم الإمبراطور مييجي سقوط النظام الإقطاعي، وانتهاء حكم شوجونات أسرة توكو جاوا التي ظلت تتوارث السلطة الحقيقية في البلاد لمدة مائتين وخمسة وستين عام.

و باستعادة الإمبراطور للسلطة المركزية بدأت عملية تحديث مخططة ما لبثت أن آتت ثمارها في سنوات قليلة. وانتعش اقتصاد اليابان وصار لها جيش وأسطول قويان. وبدأت تتطلع إلى أمرين: الأول هو التخلص من قيود المعاهدات المجحفة التي فرضتها عليها الدول الاستعمارية، والثاني هي السيطرة على لمناطق المتاخمة للطرق البحرية المفضية إلى موانئها.

و قد تحقق لها الأمر الأول بسهولة منذ أن استشعرت هذه الدول قوة اليابان الجديدة. ثم بدأ يتحقق لها المطلب الثاني. وكانت البداية هي عقد معاهدة عام 1875 مع روسيا، والتي تنازلت روسيا بموجبها عن مطالبها في جزر كوريل مقابل تنازل اليابان عن مطالبها في جنوب جزيرة سخالين.