منتديات الحوار الجامعية السياسية

الوقائع و الأحداث التاريخية
By سعود الخيال 704
#69409
الموضوع الرابع : معاهدة وستفاليا
تعيش المنطقة حالة من الاضطراب و عدم الاستقرار و بخاصة منطقة الهلال الخصيب سوريا العراق و لبنان التي تحيط بها قوى اقليمية رئيسية أربعة
ايران بأجندتها المذهبية الشيعية السعودية المتخوفة من المد الشيعي
السعودية الداعم بشكل غير مباشر للتيار السني الوهابي
تركيا العائدة بقوة الى المنطقة بتيار العثمانيون الجدد
مصر المتجددة بتيار الاخوان المسلمون و الذي حقيقة لم يتبلور بعد لذلك يمكن تسميتها قوة جديدة مع وقف التنفيذ
استحضار أحد المحللين عن حزب الله منذ فترة صلح وستفاليا و ما نتج عنه من تقاسم السلطات الكنسية في وسط أوربا و تحليل الزميلutagai no keshinعن العلاقة بين المسيحية و الدولة دفعني الى البدء بكتابة هذا الموضوع من باب المقاربة التاريخية الموضوع يبدأ بحرب الثلاثين عاما و لا ينتهي يصلح وستفاليا
حرب الثلاثين عاما
حرب الثلاثين عاما هي حرب قامت بين عامي 1618 و1648 م وحدثت وقائعها بدايةً في أراضي أوروبا الوسطى (خاصة أراضي ألمانيا الحالية) العائدة إلى الإمبراطورية الرومانية المقدسة، ولكن اشتركت فيها تباعا معظم القوى الأوروبية الموجودة في ذاك العصر فيما عدا إنكلترا وروسيا. في الجزء الثاني من فترة الحرب امتدت المعارك إلى فرنسا والأراضي المنخفضة وشمال إيطاليا وكاتالونيا. خلال سنواتها الثلاثين تغيرت تدريجيا طبيعة ودوافع الحرب : فقد اندلعت الحرب في البداية كصراع ديني بين الكاثوليك والبروتستانت وانتهت كصراع سياسي من أجل السيطرة على الدول الأخرى بين فرنسا والنمسا، بالرغم من اندلاع الحرب كان أساسا بسبب صراع ديني بين الكاثوليك والبروتستانت إلا أن التنافس بين أسرة هابسبورك والقوى المركزية الأخرى في أوروبا على حكم الدول الأوروبية كان محركا ومشعلا أساسيا لفتنة هذه الحرب بل ويعد السبب الرئيسي في نظر البعض ففرنسا الكاثوليكية في ذاك الوقت ساندت الجانب البروتستانتي في الحرب بسبب تنافس كل من فرنسا وآل هابسبرج على الحكم. حرب الثلاثين عاما والتي صاحبتها أوبئة ومجاعات كانت نتائجها مدمرة ومهلكة. دامت الحرب عمليا 30 عاما فقط لكن الصراعات والنزاعات بقيت في القارة لمدة تزيد عن ال300 عام.انتهت الحرب بصلح وستفاليا الشهير عام 1648 م.
كان الأثر الرئيسي لحرب الثلاثين عاما والتي استخدمت فيها جيوش مرتزقة على نطاق واسع، تدمير مناطق بأكملها تركت جرداء من نهب الجيوش. وانتشرت خلالها المجاعات والأمراض وهلاك العديد من سكان الولايات الألمانية وبشكل أقل حدة الأراضي المنخفضة وإيطاليا، بينما أُفقرت العديد من القوى المتورطة في الصراع. استمرت الحرب ثلاثين عاما ولكن الصراعات التي فجرتها ظلت قائمة بدون حل لزمن أطول بكثير. انتهت الحرب بمعاهدة مونستر وهي جزء من صلح وستفاليا الأوسع عام 1648 م.

وخلال الحرب انخفض عدد سكان ألمانيا بمقدار 30 ٪ في المتوسط ؛ وفي أراضي براندنبورغ بلغت الخسائر النصف، في حين أنه في بعض المناطق مات مايقدر بثلثي السكان، وانخفض عدد سكان ألمانيا من الذكور بمقدار النصف تقريبا. كما أنخفض عدد سكان الأراضي التشيكية بمقدار الثلث.
و قد دمَّر الجيش السويدي لوحده 2000 القلاع و 18000 قرية و 1500 مدينة في ألمانيا، أي ثلث عدد جميع المدن الألمانية.
و جاء في موسوعة "قصة الحضارة" تحت عنوان: "إعادة تنظيم ألمانيا (1648-1715)" : "هبطت حرب الثلاثين بسكان ألمانيا من عشرين مليونا إلى ثلاثة عشر ونصف مليونا، وبعد عام أفاقت التربة التي روتها دماء البشر، ولكنها ظلت تنتظر مجيء الرجال. وكان هناك وفرة في النساء وندرة في الرجال. وعالج الأمراء الظافرون هذه الأزمة البيولوجية بالعودة إلى تعدد الزوجات كما ورد في العهد القديم. ففي مؤتمر فرنكونيا المنعقد في فبراير 1650 بمدينة نورنبيرغ اتخذوا القرار الآتي:- "لا يقبل في الأديار الرجال دون الستين... وعلى القساوسة ومساعديهم (إذا لم يكونوا قد رسموا)، وكهنة المؤسسات الدينية، أن يتزوجوا... ويسمح لكل ذكر بأن يتزوج زوجتين، ويذكر كل رجل تذكيراً جدياً، وينبه مراراً من منبر الكنيسة، إلى التصرف على هذا النحو في هذه المسألة".