منتديات الحوار الجامعية السياسية

الوقائع و الأحداث التاريخية
By سعود الخيال 704
#69411
الموضوع الخامس : الحرب الباردة
الحرب الباردة هى مصطلح يستخدم لوصف حالةالصراع و التوتر و التنافس التى تواجدت بينالولاياتالمتحدةوالاتحادالسوفيتى ( يو اس اس ار ) و حلفائهم من الفترة في منتصفالأربيعينيات حتى أوائل التسعينيات .
خلال هذه الفترة ، ظهرت الندية بين القوتينالعظيمتين خلال التحالفات العسكرية و الدعاية و تطوير الأسلحة والتقدم الصناعي وتطوير التكنولوجيا و التسابق الفضائى. اشتبكت القوتين في إنفاق كبير على الدفاعالعسكرى و الترسانات النووية و حروب غير مباشرة – باستخدام وسيط - .
في ظل غيابحرب معلنة بين الولايات المتحدة و الاتحاد السوفيتي قامت القوتان بالاشتراك فيعمليات بناء عسكرية و صراعات سياسية من أجل المساندة . على الرغم من أن الولاياتالمتحدة و الاتحاد السوفيتى كانا حلفاء ضد قوات المحور إلا إن القوتين اختلفتا فيكيفية إدارة ما بعد الحرب و إعادة بناء العالم . خلال السنوات التالية للحرب, انتشرت الحرب الباردة خارج أوروبا إلى كل مكان في العالم . حيث سعت الولاياتالمتحدة إلى سياسات المحاصرة و الاستئصال للشيوعية و حشد الحلفاء خاصة في أوروباالغربية و الشرق الأوسط . خلال هذه الأثناء ، دعم الاتحاد السوفيتىالحركاتالشيوعية حول العالم خاصة في أوروبا الشرقية و أمريكا اللاتينية و دول جنوب شرقآسيا .
صاحبت فترة الحرب الباردة عدة أزمات دولية مثل أزمةحصار برلين 1948-1949 والحرب الكورية 1950-1953 وأزمة برلينعام 1961 وحرب فيتنام 1959-1975 والغزو السوفييتي لأفغانستانوخاصةأزمة الصواريخ الكوبية 1962 عندها شعر العالم أنه على حافةالانجراف إلى الحرب العالمية الثالثة . أخر أزمة حدثت خلال تدريبات قواتالناتو 1983 . شهدت الحرب الباردة أيضا ً فترات من التهدئة عنداكانت القوتين تسعيان نحو التهدئة . كما تم تجنب المواجهات العسكرية المباشرة لأنحدوثها كان سيؤدى إلى دمار محتم لكلا الفريقين بسببالأسلحة النووية .
اقتربت الحرب الباردة من نهايتها في نهايةالثمانينيات و بداية التسعينيات . بوصول الرئيس الأمريكىروناد ريجان إلى السلطةضاعفت الولايات المتحدة ضغوطها السياسية و العسكرية و الاقتصادية على الاتحادالسوفيتى . في النصف الثانى من الثمانينيات ، قدم القائد الجديد للاتحاد السوفيتىميخائيلغورباتشوفمبادرتىبيريستوريكا - إصلاحات اقتصادية – وجلاسنوت – مبادرة اتباع سياسات أكثر شفافية و صراحة - . ثم انهارالاتحادالسوفيتىعام 1991 تاركا ًالولايات المتحدةالقوة العظمى الوحيدة في عالم أحادى القطب .

*أصل المصطلح


أول استخدام لمصطلح الحرب الباردة لوصف الاضطرابالسياسىبعدالحرب العالمية الثانيةبين الاتحاد السوفيتى و الولايات المتحدةقام به المالىالأمريكى و مستشار الرئيس الأمريكى بيرنارد باروش . في 16 أبريل 1947, ألقى باروش خطبة في كارولينا الجنوبية قال فيها " دعونا لا نخدع أنفسنا نحناليوم في حرب باردة " . كما أعطى الصحفى والتر ليبمان شهرة كبيرة للمصطلح عندما نشركتابه بعنوان الحرب الباردة عام 1947 .

*التاريخ


أول استخداملمصطلح الحرب الباردة لوصف الاضطراب السياسىبعدالحرب العالمية الثانيةبين الاتحاد السوفيتى و الولايات المتحدةقام به المالىالأمريكى و مستشار الرئيس الأمريكى بيرنارد باروش. في 16 أبريل 1947, ألقى باروش خطبة في كارولينا الجنوبية قال فيها "دعونا لا نخدع أنفسنا نحن اليوم فيحرب باردة". كما أعطى الصحفى والتر ليبمان شهرة كبيرة للمصطلح عندما نشر كتابهبعنوان الحرب الباردة عام 1947.

*خلفية عن البداية


لا يوجد توافقبين المؤرخين فيما يتعلق ببداية الحرب الباردة. فبينما يقول معظم المؤرخون أنهابدأت بعد الحرب العالمية الثانية فورا، يقول بعض المؤرخون أنها بدأت في نهايةالحرب العالمية الأولى. على الرغم من أن المشاكل بينالأمبراطوريةالروسيةوالأمبراطوريةالبريطانيةو الولايات المتحدة تعود إلى منتصفالقرن التاسع عشر، إلا أن الخلاف في وجهات النظر بينالشيوعيةوالرأسماليةيعود إلى عام 1917، عندما انطلقالاتحادالسوفيتىمنالثورةالروسيةكأول دولة شيوعية في العالم. هذا أدى إلى جعلالعلاقات الروسية الأمريكية مصدر قلق و مشاكل لفترة طويلة.
أدت العديد منالأحداث إلى نمو الشك و عدم الثقة بينالولاياتالمتحدةوالاتحادالسوفيتى مثل: التحدىالبلشيفكىللرأسمالية –من خلال عمليات إسقاط عنيفة للنظم الرأسمالية واستبدالها بنظم شيوعية- ، و انسحابروسيامنالحرب العالمية الأولىعن طريق عقد معاهدة بريستليتوفسكمعألمانيا، و تدخل الولايات المتحدة في روسيا لدعمالجيشالأبيضخلالالحرب الأهلية الروسية، ورفض الولايات المتحدة الاعتراف بالاتحادالسوفيتى حتى عام 1933.
أحداث أخرى حدثت في الفترة ما بين الحربين أدت إلى تعميقمناخ عدم الثقة المتبادل مثل: معاهدة رابللو والاتفاق على عدم الاعتداء بينألمانياوالاتحادالسوفيتى .

*الحرب العالمية الثانية و مابعدها


خلال جهودهم المشتركة في المجهود الحربي من 1941، بدأ السوفيتيشتبهون بقوة في أن البريطانيين والأميركيين قد تآمروا لترك الروس يتحملون العبءالأكبر من المعركهضدألمانيا النازية. ووفقا لهذا الرأي، فإنالحلفاءالغربيين اشتركوا في الصراع في آخر لحظة من أجل التأثيرعلى التسوية السلميه والسيطرة علىأوروبا.وهكذا فإن العلاقات بين الاتحاد السوفياتي والغرب تحولتإلى حالة من العداء الخفى.
بعد الحرب، توافقالحلفاءعلى الشكل الذى يجب أن تكون عليه خريطة أوروبا، وطريقةترسيم الحدود. كل من الجانبين، كان يحمل أراء مختلفة عن طرق التأسيس وحمايةالسلامالدولى في فترة ما بعد الحرب. مفهوم الأمريكان عن الأمن يعتبر أنه في حالة انتشارالنموذجالأمريكى سياسيا واقتصاديا فإن الدول في هذه الحالة تستطيع حل خلافاتها فيسلام عن طريقالمنظمات الدولية. بينما اعتمد النموذج السوفيتى على التكامل معحدودهم. تبنت روسيا هذا المفهوم بناء على تجاربها التاريخية حيث ظلت تتعرض للغزو منالغرب على مدى 150 سنة. الدمار الضخم الذى خلفه الألمان على الإتحاد السوفييتي لميكن له مثيل سواء في خسائر الأرواح ( حوالى 27 مليون شخص ) أو مدى الدمار. اهتمتموسكو بأن يضمن النظام الجديد فيأوروباالأمنالسوفيتى لفترة طويلة وسعت إلى القضاء على أىفرصةلقيام حكومة معادية على حدودها الغربية عن طريق التحكم في حكومات هذه الدول. بولندابالذات كانت مشكلة مقلقة. في أبريل عام 1945، قامتشرشلوالرئيسالأمريكىالجديدترومانبالاعتراض على قرار السوفيت لدعم حكومة لبلن والتىكانيتحكم فيها السوفيت ضد الحكومة البولندية في المنفى التى كانت على علاقة سيئةبالاتحادالسوفيتى.
فيفبراير 1945 ، عقد الحلفاء مؤتمر ( يالتا ) ليحاولوا تجديد مسارعمل لتسوية ما بعد الحرب في أوروبا لكنهم فشلوا في إيجاد توافق حقيقى فيما بينهم. في أبريل 1945 حذر وزير الدعاية الألمان ىجوزيفغوبلزمن أن " ستار حديدى " سينتشر في أوروبا. بعد انتصارالحلفاءفي مايو، احتل السوفيتأوروبا الشرقية، بينما احتلتالولاياتالمتحدةوحلفاؤهاأوروبا الغربية. في ألمانيا المحتلة، قامت الولايات المتحدةوالاتحادالسوفيتى بالاشتراك مع بريطانياوفرنسابإقامة أربعة مناطق تحكم كل دولة منطقة من هذه المناطق . قامالحلفاءبإنشاءالأممالمتحدةللحفاظ على السلام الدولىلكنمجلسالأمنلم يكن فعالا ً بما فيه الكفاية بسبب استخدام القوى العظمى حق الفيتو مماجعل الأمم المتحدةتتحول إلى مجرد مكان للجدال وإلقاء الخطابات وهذاما فهمه السوفيت .
شعر رئيس وزراء بريطانيا ونستونتشرشلبالقلق بسبب ضخامه حجم القوات السوفيتية المنتشرة فيأوروبا في نهاية الحرب، وتصور ان الزعيم السوفيتيجوزيفستالينلا يمكن الاعتماد عليه، مما أدى إلى تواجد التهديدالسوفيتيإلىأوروبا الغربية. في نيسان / ابريل - ايار / مايو 1945، وضعتاللجنة البريطانية لشئون الحرب و التخطيط خطة أطلقت عليها " عملية الغير متوقع "تقضى هذه الخطة "أن يتم فرض إرادة الولايات المتحدة وبريطانيا على روسيا"، إلا أنهتم رفض الخطة لأنها غير ممكنة عسكريا.
في مؤتمر بوتسدام ، الذى بدأ في اواخرتموز / يوليو ، برزت خلافات كبيرة على مستقبل التنمية فيألمانياوأوروبا الشرقية . علاوة على ذلك ، فإن تصاعد لغة الكراهيةللمشاركين أدى إلى تأكيد شكوك كل طرف ازاء الطرف الأخر . في هذا المؤتمر ابلغترومانستالينأن الولايات المتحدة تمتلك سلاح قوى جديد . ستالينكلن يدرك أن الأميركيين يعملون علىالقنبلة الذرية، وبالنظر إلى أن السوفيت أنفسهم كانوا يعملونعلى برنامج منافس ، ردستالينعلى هذه الأخبار بهدوء. اعرب الزعيم السوفياتي عن سرورهمن الأخبار واعرب عن أمله في أن يكون استخدام الأسلحة النووية ضداليابان. بعد أسبوع واحد من نهايةمؤتمربوتسدام، قصفتالولايات المتحدة الأمريكيةهيروشيماوناجازاكي . بعد وقت قصير من الهجمات ، احتجستالينإلىالمسؤلين الأمريكيين عندما أعطىت رومان السوفيت نفوذا قليلاً فياليابان المحتلة.