منتديات الحوار الجامعية السياسية

الوقائع و الأحداث التاريخية
#69642
بعد أن اعتلي ادوارد السابع عرش انجلترا‏,‏ بعد وفاة الملكة فيكتوريا في‏23‏ يناير‏1901,‏ حاول هذا الملك أن يحسن العلاقات مع فرنسا‏,‏ خاصة أنه كان له نشاط كبير في باريس عندما كان أميرا لويلز‏,‏ والحقيقة أن هذا الملك قد عاون في بناء الاتفاق الودي مع فرنسا‏.‏
ويرجع هذا الاتفاق الودي الي أن الحكومتين الفرنسية والانجليزية‏,‏ كانتا قد أدركتا أنهما في مركز يسمح لهما بإبرام صفقة استعمارية رابحة لكلتيهما‏,‏
وكانت نتيجة الصفقة التي تمت عام‏1904‏ اعتراف فرنسا بالحقوق الخاصة التي كسبتها انجلترا في مصر‏,‏ واعتراف انجلترا بمركز فرنسا الخاص في مراكش‏,‏ وقرنت الاتفاقية باتفاق سري عين حدود منطقة النفوذ الفرنسي في مراكش في حالة حدوث تفاقم مع أسبانيا‏,‏ وفي نفس الوقت سويت الخلافات البارزة بين القطرين في نيوفوندلاند وسيام ومدغشقر وجزر هبريد الجديدة‏.‏

ولقد ارتاح مجلس العموم البريطاني لهذه الاتفاقية‏,‏ التي أمنت مركز انجلترا في مصر‏,‏ لكن هذه المعاهدة أدت كما توقع اللورد روسبروي الي حرب مع ألمانيا‏,‏ فبعد هذا الوفاق بدأت ألمانيا حملة عنيفة حيث أوفد الامبراطور الألماني بعثة الي طنجة ليؤكد لسلطان مراكش نياته الخالصة نحوه‏,‏ ورغبته في شد أزره‏,‏ وقد تطورت الأمور الي حد أن استقال وزير خارجية فرنسا تحت تهديد إعلان الحرب‏,‏ واضطرت فرنسا الي إعلان الدعوة لمؤتمر دولي في جزيرة الخضراء بأسبانيا‏(‏ عقد في يناير‏1906‏ وانتهي في ابريل‏),‏ ووقفت انجلترا بجانب فرنسا حيثما رسمت كل من رئاسة أركان الحرب في الدولتين خططهما علي أساس احتمال قيام حرب بين ألمانيا وفرنسا‏,‏ وصار من الواضح أن السياسة البريطانية يجب أن تكون ظهيرا لفرنسا‏,‏ ومن ثم فإن المباحثات التي تمت بين الدولتين قد أثبتت أن الاتفاق الودي لم يكن مجرد تسوية لمنازعات استعمارية‏,‏ بل إنه كان تفاهما يقود الي اشتراك بريطانيا في حروب أوروبية‏.‏