منتديات الحوار الجامعية السياسية

شخصيات صنعت التاريخ

المشرف: بدريه القحطاني

By زياد بن حمد 333
#68737
مصطفى كمال أتاتورك (بالتركية: Mustafa Kemal Atatürk) ولد في 19 مايو 1881 في مدينة سلانيك اليونانية وكانت تابعة للدولة العثمانية وقتئذ وتوفي في 10 نوفمبر 1938. أطلق عليه اسم الذئب الأغبر، واسم أتاتورك (أبو الأتراك) وذلك للبصمة الواضحة التي تركها عسكريا في الحرب العالمية الأولى وما بعدها وسياسيا بعد ذلك وحتي الآن في بناء نظام جمهورية تركيا الحديثة.
مسيرة حياته :
مصطفى كمال اتاتورك هو ابن لأب يدعى على رضا افندى المولود في كوجاجيك عام 1839 ؛ تنتمى عائلته ل الآفرانتولار أو لإحدى العشائر التركية التي هاجرت إلى الاناضول في القرن الرابع عشر والخامس عشر ، ثم استقرت في سلانيك وهناك عمل "على رضا افندى " موظف في الجمارك وتاجر أخشاب كان على رضا ملازم (رتبة عسكرية) في الوحدات العسكرية المحلية اثناء حرب 93 التي دارت بين عامى 1877 و 1878 . وهذا يصنف عائلة اتاتورك ضمن النخبة الحاكمة في الدولة العثمانية آنذاك. وفى عام 1871 ، تزوج "على رضا أفندي " بالسيدة " زبيدة " ابنة لعائلة ريفية ؛ قد ولدت في لانجازا التي تقع غرب سالونيك في عام 1857. ولد مصطفى كمال اتاتورك - ذلك الأبن الريفى – في سلانيك عام 1881 ميلادياً. كان لديه خمسة اشقاء هم فاطمة ، و عمر ، وأحمد ،و نجية ،و مقبولة ، توفوا جميعاً في سن صغير عدا مقبولة.عند بلوغ مصطفى كمال السن الدراسي نشب خلاف بين والده ووالدته بشأن تحديد أى مدرسة سيلتحق بها .فكانت والدته تريد أن يلتحق بمدرسة "حافظ محمد أفندى" ، أما والده فكان يرغب في أن يلتحق بمدرسة شمس افندى الذي كان لديه رؤى جديدة في مجال التعليم في ذلك الحين. وفى النهاية التحق مصطفى كمال بمدرسة الحى ، وبعد مرور عدة أيام انتقل إلى مدرسة شمس افندى ظل اتاتورك طوال حياته يعترف بجميل ابيه لاتخاذه مثل هذا القرار حيث اختياره لمدرسة" شمس افندى". وفى عام 1888 فقد والده ، فقبع بجانب أخيه حسين- الاخ الغير شقيق من أمه – في مزرعة " رابلا" منغمساً في أعمال المزرعة ، تاركاً تعليمه ؛ ومن ثم قررت والدته العودة إلى سالونيك وأن يُكمل اتاتورك تعليمه هناك .وفى سلانيك تزوجت زبيدة هانم بموظف جمرك يدعى "رجب بى".فالوالد في عام 1878 كان قد استاجر منزل قائم بشارع اصلاح خان –حى كوجا قاسم باشا كى يتزوج للمرة الثانية ؛ ذلك المنزل كان قد بُنى عام 1870 على يد مدرس رودوسلى الجنسية وهو الحاج محمد وقفى.إلا ان عقب وفاة والده ، انتقل مصطفى كمال وعائلته لمنزل صغير ذات طابقين وثلاث حجرات ومطبخ.التحق مصطفى كمال اتاتورك بالمدرسة الرشدية المدنية بسالونيك ،تلك المدرسة العلمانية رمز البيوقراطية .وفى عام 1893 التحق بمدرسة الرشدية العسكرية ، - رغم اعتراض والدته-حيث اعجابه بزى العسكرى للتلاميذ في مدرسة محى الدين وفى هذه المدرسة لقبه معلم الرياضيات " مصطفى صبرى بيه "باسم كمال ؛ ذلك اللقب الدال على النضخ والكمال. كما كان لمعلم اللغة الفرنسية( ناقى الدين بيه ) اثر عظيم في تبلور الفكر الحر لذلك الشاب – اى مصطفى كمال اتاتورك-. كان مصطفى كمال اتاتورك يرغب في الالتحاق بمدرسة القللى الثانوية العسكرية ، إلا انه التحق بالمدرسة الرهبانية الثانوية العسكرية بتوصيةحسن بى الضابط السلانيكى الذي كان بمثابة اخ اكبر له .وفى الفترة مابين عام 1896 حتى عام 1899،تلك الفترة التي قبعهافى تلك المرسة ، كان لمعلم التاريخ " محمد توفيق بى"اثر عظيم عليه ؛ حيث احاطته بكل مايثير شغفه نحو معرفة التاريخ.وفى عام 1897 بدءت حرب بين الدولة العثمانية واليونان فأراد مصطفى كمال التطوع فيها لكن ذلك لم يتحقق؛ لكونه طالب في المرحلة الثانوية وسنه لم يتخطى السادسة عشر عاما .انهى المرحلة الثانوية بتفوق ؛ حيث احتل المركز الثانى على مستوى المدرسة. وفى الثالث عشر من مارس 1899 ، التحق بالمدرسة الحربية وفى الحادى عشر من يناير 1905 تخرج برتبة رئيس اركان حرب مواصلا التعلم في مدرسة اركان حرب ( الاكاديمية الحربية) .
محل ميلاده :
ولد مصطفى كمال في منزل مكون من ثلاثة طوابق به ثلاث حجرات مزين بالون الوردى ، ذلك المنزل القاطن في شارع اصلاح خان – حى كوجا قاسم باشا ، الآن اصبح هذا المنزل متحف عظيم. يُذكرذلك الحى في كتاب شرف الدين توران حيث يقول"انه ولد إما في حى احمد سوباشى أو في حى هاتونيا كوجا قاسم باشا". إلا أن قول فرحات بابور حفيد السيدة رُهية الاخت الغير شقيقة لاتاتورك ينفى ذلك،فيقول أن مبنى قنصلية سالونيك الذي يشتهر بإنه المنزل الذي ولد فيه اتاتورك ؛ ليس هو ذلك المنزل بل هو منزل الزوج الثانى لزبيدة هانم ،أى هو منزل رجب بى زوج ام اتاتورك.
اسمه :
تكثر الإدعاءات المختلفة حول انتساب لفب كمال إلى اسم مصطفى ؛ فيقول عاطف انان" أن مصطفى كمال مُنح هذا اللقب من قبل معلم الرياضيات مصطفى افندى لما رأى فيه من نضجٍ وكمال. أما على فؤاد جبسوى فيقول أن معلم الرياضيات قد منحه ذلك الاسم كى يُميزه من نفسه.بينما يقول اندرومانجو كاتب السيرة الذاتية لآتاتورك أن اتاتورك لقب نفسه بهذا الاسم لوجود " الكمال " في اسم نامك كمال.وفيما بين عام 1922 حتى عام 1934 لُقب مصطفى كمال بمصطفى كمال المحارب أو الغازى فحسب ،كما أنه لقب نفسه باتاتورك اى" سلف الاتراك"، وذلك طيقاً لقانون رقم 2587 الصادر من قبل مجلس الشعب التركى في الرابع والعشرين من نوفمبر عام1934 ، وطبقاً لنفس القانون لايجوز استحواز لقب اتاتورك او استخدامه. وفى عام 1935 غير اتاتورك اسمه من كمال إلى كَمَال ؛ فاسم كمال في اللغة العثمانية يأتى بمعنى الحصن العظيم .
هواياته :
كان مصطفى كمال عاشق للسباحة وركوب الخيل والرقص وسماع الموسيقى والقراءة. كان يسعد بلعب الطاولة والبلياردو، كما كان يهتم بألعاب القوى و المصارعة والاغانى الشعبية الرومانية .كان يعتنى بكلبه فوكس وحصانه الذي لقبه بإسم سقاريا. كان له مكتبة غنية بالكتب القيمة . كان كثيراً ما يدعوا الاصدقاء ورجال العلم والفنانين و رجال الدولة إلى قصر تشانكايا ، مجتمعين على مائدة الطعام لبحث مشاكل الدولة . كان يهتم بلباسه نظيفاً مُهندماً. كان مولع بالطبيعة ؛ فكثيراً ما كان يذهب إلى مزرعة غابات اتاتورك مُشاركاً في الأعمال التي تُقام هناك والتي من شأنها تطوير الزراعة للافضل .كان يعلم اللغة الفرنسية بدرجة جيدة ، أما ادراكه للغة الألمانية كان ضعيفاً .

وفاته :
بدءت الحالة الصحية لاتاتورك في التدهور منذ عام 1937 . وبعد مضى عاماً اكتشف أنه يعانى من تليف بالمخ ، فأستدعى من اوروبا ؛ لكن الأدوية التي قدمها له كلاً من الأطباء الاتراك والاجانب لم تجدى عليه نفعاً .توفى اتاتورك – مؤسس الجمهورية التركية ورئيسها الأول – في اسطنبول بقصر دولما باهتشا في تمام الساعة التاسعة والخمس دقائق صباح يوم الاربعاء العاشر من نوفمبر عام 1938.شُيعت جنازته حتى انقرة بموكب عظيم و وُضِع جثمانه في مقبرة بمتحف اتنوجرافيا بانكرا بمراسم حافلة تمت في انقرة في الحادى والعشرين من نوفمبر عام1938 .وبعد خمسة عشر عاماً في العاشر من نوفمبر عام 1953 دُفن في مقبرةٍ بالمزار التذكارى الخالد(آنت كابير) الذي اُسس خصيصاً له .وفى وصيته يُقر بإنه منح جل عمره للحزب الشعبى الجمهورى ومجمع التاريخ التركى والمجمع اللغوى .كما اوصى بأن تعيش مقبولة آتادن في تشانكايا ومنح منزلاً واموالاً لصبيحة جوكتشن بالإضافة إلى مساعدته لابناء عصمت انونو عن طريق ارسالهم لاكمال دراستهم بالخارج.