صفحة 1 من 1

عصر النهضة

مرسل: الاثنين ديسمبر 09, 2013 3:28 pm
بواسطة مفرح الجابري 704
بدأت النهضة الأوروبية في توسكانا (وسط إيطاليا) وتركزت في مدينتي فلورنسا وسيينا. غير أنه كان لها في وقت لاحق تأثير كبير في مدينة البندقية، حيث جرى تجميع ما تبقى من الثقافة اليونانية القديمة مما زود الباحثين الإنسانيين بنصوص جديدة. كان للنهضة لاحقاً تأثير كبير على روما والتي كانت مزينة ببعض الهياكل من الطراز القديم، ثم أعيد بناؤها إلى حد كبير من قبل الباباوات الإنسانيين في القرن السادس عشر. بلغت النهضة الإيطالية ذروتها في منتصف القرن السادس عشر مع وصول الغزوات الأجنبية التي أغرقت المنطقة في ما يعرف بالحروب الإيطالية. مع ذلك فإن أفكار النهضة نجت وانتقلت لبقية أوروبا الأمر الذي أدى إلى بروز عصر النهضة الشمالية والنهضة الإنجليزية.
الإنجازات الثقافية

تشتهر النهضة الإيطالية بإنجازاتها الثقافية. يبدأ تأريخ أدب عصر النهضة عادة مع بترارك (المعروف من خلال السونيتة العامية إل كانزونييري وبشغفه في جمع الكتب) وصديقه المعاصر بوكاتشيو (مؤلف ديكاميرون). من بين شعراء العامية المشاهير من القرن الخامس عشر الكاتب لويجي بولشي (مؤلف مورغانتي) وماتيو ماريا بوياردو (أورلاندو إناموراتو) ولودوفيكو أريوستو (أورلاندو فوريوسو). أسهم كتاب القرن الخامس عشر من أمثال الشاعر بولتسيانو والفيلسوف الأفلاطوني مارسيليو فيتشينو في ترجمات واسعة من كل من اللاتينية واليونانية. في أوائل القرن السادس عشر، وضع كاستيليوني في كتاب (رجل البلاط) رؤيته للسيدة والرجل المثاليين، بينما ألقى مكيافيللي نظرة ناقدة على "لا فيريتا إفيتوالي ديلا كوزا" (الحقيقة الفعلية للأشياء) في كتابه الأمير، حيث يعبر عن نمط إنساني يضم أمثلة متوازية عن الفضيلة قديمة وحديثة. كان لرسومات عصر النهضة الإيطالية نفوذ مهيمن على اللوحات الأوروبية لعدة قرون تلت بوجود رسامين من أمثال جوتو دي بوندوني ومازاتشيو وبييرو ديلا فرانشيسكا ودومنيكو جرلاندايو وبيروجينو ومايكل أنجلو ورفائيل وبوتيتشيلي وليوناردو دا فينشي وتيتيان. ينطبق الأمر ذاته على فن العمارة، كما مارسه برونيليسكي وليوني البرتي وأندريا بالاديو وبرامانتي. تشمل أعمالهم كاتدرائية فلورنسا وكاتدرائية القديس بطرس في روما وتيمبيو مالاتيستيانو في ريميني (على سبيل المثال فقط لا الحصر، ناهيك عن العديد من المساكن الخاصة الرائعة). أخيراً، وضعت الصحافة الألدينية، التي أسسها الناشر ألدو مانوتسيو والذي نشط في البندقية، أسست تلك الصحافة خط الطباعة المائل والكتاب الصغير غير المكلف نسبياً والمحمول في الجيب، فضلاً عن كونه أول من نشر طبعات من الكتب اليونانية القديمة. على الرغم من المساهمات الثقافية فإن بعض المؤرخين في الوقت الحاضر ينظرون إلى ذلك العصر باعتبارها أحد بدايات الانحدار الاقتصادي لإيطاليا (كان هناك بعض الركود الاقتصادي نتيجة لانفتاح طرق التجارة عبر الأطلسي والغزوات الأجنبية المتكررة والتدخل من جانب كل من فرنسا و الإمبراطورية الإسبانية).
أصولها