منتديات الحوار الجامعية السياسية

تعريف بدول العالم المعاصر
By فهد الحربي 333
#62682
السويد (بالسويدية: Sverige) ; رسميا مملكة السويد (بالسويدية: Konungariket Sverige Sv-Konungariket Sverige.ogg (؟·معلومات)) هي إحدى الدول الاسكندنافية الواقعة في شمال أوروبا. تمتلك السويد حدوداً برية مع النرويج من الغرب وفنلندا من الشمال الشرقي، وحدوداً بحرية مع كل من الدنمارك وألمانيا وبولندا إلى الجنوب وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وروسيا إلى الشرق. ترتبط السويد أيضاً بالدنمارك بجسر - نفق عبر أوريسند.
السويد هي ثالث أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي من حيث المساحة (450,295 كم2) ويبلغ عدد السكان نحو 9.4 مليون نسمة.[1] السويد منخفضة الكثافة السكانية عند 21 نسمة لكل كيلومتر مربع (53 لكل ميل مربع)، لكن الكثافة تزداد في النصف الجنوبي من البلاد. حوالي 85 ٪ من السكان يعيشون في المناطق الحضرية، ويتوقع ارتفاع هذه الأرقام تدريجياً كجزء من عملية التمدن الحالية.[4] ستوكهولم عاصمة السويد هي أكبر مدينة في البلاد (عدد سكانها 1.3 مليون نسمة في منطقة العاصمة و2 مليون في المنطقة الحضرية الكبرى).[5]
برزت السويد كدولة مستقلة وموحدة خلال العصور الوسطى. في القرن السابع عشر، وسعت الدولة أراضيها لتشكل إمبراطورية السويد. نمت الإمبراطورية لتصبح إحدى أكبر القوى في القرنين السابع عشر والثامن عشر. فقدت السويد معظم الأراضي التي احتلتها خارج شبه الجزيرة الاسكندنافية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. النصف الشرقي من السويد والذي هو فنلندا في الوقت الحاضر، احتلته روسيا في عام 1809. آخر الحروب التي خاضتها السويد بشكل مباشر كانت في عام 1814، عندما أجبرت السويد النرويج بالوسائل العسكرية على عقد اتحاد شخصي استمر حتى عام 1905. منذ ذلك الحين، والسويد في سلام وتتبنى سياسة عدم الانحياز في السلم والحياد في زمن الحرب.[6]
تتبع السويد نظاماً ملكياً دستورياً بنظام برلماني واقتصاد متطور. كما أنها تحتل المرتبة الأولى في العالم في مؤشر الإيكونوميست للديموقراطية والسابعة في مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية. السويد عضو في الاتحاد الأوروبي منذ 1 يناير عام 1995، وهي عضو في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.

أصل التسمية

اسم "السويد" الحديث مشتق من كلمة "Sweoðeod"، المنحدرة من الإنجليزية القديمة والتي تعني "القوم السويديون" والتي تعود جذورها إلى كلمة "Svíþjóð" من اللغة النورسية القديمة، لغة أهل النرويج.
يستخدم اسم "Sweden" أو ما يشبهه في الكثير من اللغات الحديثة، باستثناء الدنماركية والنرويجية وبالطبع السويدية التي تستخدم "Sverige". ثمة بعض الاستثناءات الأكثر شذوذاً في بعض اللغات، كالفنلندية حيث تستخدم كلمة "Ruotsi" والإستونية كلمة "Rootsi" وهي أسماء تعتبر متصلة اشتقاقيا من الاسم "روس" وهم قوم سكنوا المناطق الساحلية في فترات سابقة.
غير أن الأمر غير متفق على أن "Swedes" و"Sweden" مشتقة من اللغات المذكورة، ولكن قد يكون أصلها من لفظة "Swihoniz" في اللغة الجرمانية القديمة، والتي تعني "ملكُ الفرد" [7] إشارة إلى قبيلة الشخص الجرمانية.
أما التسمية العربية المستخدمة حالياً "السويد" فهي مأخوذة عن الفرنسية "la Suède".
[عدل]التاريخ

[عدل]ما قبل التاريخ
بدأ تاريخ السويد في فترة ما قبل التاريخ منذ 12,000 عام قبل الميلاد في أواخر العصر الحجري وقتذاك كانت هنالك مخيمات لاصطياد الرنة تعود لثقافة البروم والتي تقع الآن في أقصى الإقليم الجنوبي. تميزت هذه الفترة بوجود مجموعات صغيرة مكونة من صياديين الذين كانوا يستخدمون في صيدهم أسلحة مصنوعة من الحجر الصوان.
عرفت السويد الزراعة وتربية الحيوانات نحو سنة 4000 ق.م بالإضافة إلى الدفن التذكاري والفؤوس المصقولة الحادة والفخار المزخرف التي وصلت إليها من القارة الأوروبية عن طريق ثقافة فنلبيكر. كان ثلث السويد الجنوبي جزءاً من المنطقة الزراعية الشمالية في العصر البرونزي مؤلفاً من مراعي تربية المواشي، وكان معظمها يتبع الثقافة السائدة في الدنمارك حينها. في عام 1700 قبل الميلاد، كان الاعتماد على الواردات البرونزية من أوروبا. لم يكن هناك تنقيب عن النحاس محلياً أثناء هذه الفترة، كما لم تمتلك المنطقة الاسكندنافية خامات القصدير، لذلك تم استيراد جميع المعادن.
كانت بلدان الشمال الأوروبي أثناء العصر البرونزي لا تزال في أطوار الحياة البدائية، حيث عاش الناس في قرى صغيرة ومزارع ذات منازل طويلة خشبية من طابق واحد. في غياب أي استعمار روماني، فإن العصر الحديدي في السويد دام حتى وصول الطراز المعماري الحجري والرهباني في زهاء القرن الثاني عشر الميلادي. معظم هذه الفترة يعتبر قبل التاريخ المسجل، وذلك يعني أن هنالك مصادر كتابية مدونة ولكن مجملها ذات مصداقية متدنية. حيث أن القصاصات من المواد المكتوبة هي إما دونت في وقت لاحق للفترة المذكورة بأمد طويل، أو كتبت في أماكن بعيدة أو محلية لكنها قصيرة وموجزة.
بدأ المناخ ينعطف نحو الأسوأ، مما اضطر المزارعين للحفاظ على الماشية في منازلهم خلال فصل الشتاء، أدى ذلك إلى تخزين الروث سنويا، وهو الأمر الذي مكن السكان من استخدامه بصورة منتظمة لتخصيب التربة. فشلت محاولة رومانية لتوسيع حدود الامبراطورية من نهر الراين إلى الإلبه في العام التاسع الميلادي، وذلك عندما هاجمت قبائل جرمانية بقيادة ذات تدريب روماني الفيالق الرومانية بقيادة "فاروس" في كمين في معركة غابة تويتوبورغ. في ذلك الوقت أيضاً برزت معالم التحول الجذري في الثقافة الاسكندنافية منعكساً في زيادة الاتصال بالرومان.
في القرن الثاني الميلادي، جرى تقسيم معظم الأراضي الزراعية في جنوب السويد بواسطة جدران منخفضة إلى حقول خضراء دائمة ومروج لعلف الشتاء على أحد جانبي الجدار، وعلى الجانب الآخر من الجدار هنالك الأرض المسورة بالخشب حيث ترعى الماشية. هذا التنظيم ظل سائداً حتى القرن التاسع عشر الميلادي. شهدت الفترة الرومانية أول توسع للمستوطنات الزراعية حتى ساحل بحر البلطيق في ثلثي البلاد الشمالي.
ورد ذكر السويد في كتاب جرمانيا للمؤرخ تاسيتس الذي كتب عام 98 ميلادي، وفيه ورد ذكر قبيلة (Suiones) السويدية بوصفها قبيلة قوية (ليست مجرد أسلحة ورجال، ولكن أيضاً بأساطيلها القوية) وسفنها مسننة الطرفين. الملوك الذين حكموا هذه القبائل غير معروفين، ولكن الميثولوجيا النوردية تذكر سلسلة من الملوك الأسطوريين والشبه أسطوريين الذين يرجعون إلى القرون الأخيرة قبل الميلاد. أما بالنسبة للكتابة في السويد بعينها، فهناك الكتابة الرونية التي استخدمتها النخبة الاسكندنافية الجنوبية في القرن الثاني الميلادي، ولكن كل الذي وصل الينا من العهد الروماني هو نصوص وقطع أثرية تحتوي في معظمها على أسماء ذكور توضح أن الناس في جنوب اسكندنافيا تحدثوا اللغة النوردية القديمة وقتذاك وهي لغة سابقة للسويدية واللغات الجرمانية الشمالية.
في القرن السادس الميلادي، ذكر يوردانس قبيلتين هما "Suehans" و"Suetidi" الذين عاشا في اسكندنافيا القديمة. كلا الاسمين يعتبران يشيرا إلى نفس القبيلة. الـ "Suehans" كما يقول عندهم خيول جيدة جداً كالتي عند قبيلة الثايرينجي. كتب سنوري سترلسون أن الملك السويدي أدليس كان يملك أجود الخيول في عصره. وكانت الـ "Suehans" الموردين لجلود الثعالب السوداء للسوق الرومانية. ثم ذكر يوردانس الـ "Suetidi" الذي يعتبر الاسم اللاتيني لـ "Svitjod"، وكتب أن الـ "Suetidi" هم أطول الرجال مع الدنمركيين الذين ينتمون إلى نفس العرق. كما ذكر في وقت لاحق أن غيرها من القبائل الاسكندنافية كانت من نفس الطول.
تحكي إحدى الأساطير الإسكندنافية القديمة، أن جماعة من القوط وهي قبائل يرجع أصلها إلي مدينة جوتلاند في السويد، عبروا بحر البلطيق قبل القرن الثاني الميلادي واصلين إلى اسكيثيا (التي كانت تضم كازاخستان وجنوب روسيا وأوكرانيا وأذربيجان وبيلاروسيا وأجزاء من بولندا وبلغاريا) على ساحل البحر الاسود في أوكرانيا الحديثة حيث تركوا آثارهم في ثقافة تشيرنياخوف. في القرن الخامس والسادس الميلاديين، انقسموا إلى القوط الشرقيين والقوط الغربيين، ثم أسسوا دول قوية خلفت الامبراطورية الرومانية في شبه جزيرة أيبيريا وإيطاليا.[8] يبدو أن المجتمعات القوطية الجرمانية قد عاشت في شبه جزيرة القرم حتى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي.[9]
[عدل]الفايكينج والعصور الوسطى
دام عصر الفايكنج السويدي ما بين القرنين الثامن والحادي عشر. يعتقد أن السويديين خلال هذه الفترة قد توسعوا انطلاقاً من شرق السويد وضموا الجيتس جنوباً.[10] كما يعتقد أن الفايكنج السويديين والجوتلانديين ارتحلوا شرقاً وجنوباً، إلى فنلندا ودول البلطيق وروسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا والبحر الأسود وأبعد من ذلك إلى بغداد. مرت طرقهم عبر نهر دنيبر جنوباً وصولاً إلى القسطنطينية وقاموا بغارات عديدة في تلك المناطق. لاحظ الإمبراطور البيزنطي ثيوفيلوس مهاراتهم الكبيرة في الحرب، ودعاهم ليكونوا بمثابة حراسه الشخصيين، والمعروفين باسم الحرس الفارانجي. كما يعتقد أن الفايكنغ السويديون الذي أطلق عليهم اسم روس "Rus"، أنهم أيضاً الآباء المؤسسون لمملكة "كييف روس". وصفهم الرحالة العربي "أحمد بن فضلان" على النحو التالي:
"لقد رأيت الروس عندما جاءوا في رحلاتهم التجارية ونزلوا عبر نهر الفولغا. لم أر في حياتي أجسادًا أكثر كمالا منهم، طوال القامة كالنخيل وهم شقر، لا يرتدون السترات ولا القفطان، غير أنّ الرجال يرتدون ملابس تغطي جانبًا واحدًا من الجسم، وتترك يداً حرة. كل رجل لديه فأس وسيف وسكين، ويحتفظ بهم في جميع الأوقات. السيوف حادة مشطوفة، وهي نوع من سيوف الفرنجة." [11]


جملا أوبسالا، وهو موقع من أهمية دينية وسياسية في الأيام الأولى للسويد.
دونت مغامرات الفايكنغ السويديين على عدة أحجار بلغتهم الاسكندنافية مثل الأحجار اليونانية والأحجار الفارانجية. قامواً أيضا برحلات استكشافية غرباً كتلك المذكورة في أحجار إنجلترا التذكارية. آخر رحلات الفايكنغ السويديين الاستكشافية كانت سيئة الحظ وبقيادة انجفار إلى المنطقة الجنوبية الشرقية من بحر قزوين. دونت أسماء أعضائها أحجار انجفار التي لم تذكر نجاة أي منهم. لا يعرف حقاً ما حدث للطاقم، ولكن يقال أنهم ماتوا من المرض.
مملكة السويد
من غير المعروف متى وكيف نشأت مملكة السويد، ولكن قائمة الملوك السويديين تعود الملك إيريك المنتصر وهو أول الملوك الذين حكموا كلاً من "Svealand" (السويد) و"Götaland" (جوثيا) في مقاطعة واحدة. كانت السويد وجوثيا دولتين منفصلتين قبل ذلك بفترة طويلة. من غير المعروف متى نشأت كل منهما، لكن بيولف وصفت حروباً شبه أسطورية بين السويد وجوثيا في القرن السادس الميلادي.
التقدم الثقافي
خلال المراحل المبكرة من عصر الفايكنج الاسكندنافي، كانت كل من يستاد في سكانيا وبافكين في جوتلاند، في الوقت الحاضر في السويد مراكز تجارية مزدهرة. تم العثور على بقايا ما يعتقد أنه سوق كبيرة في يستاد تعود لحوالي 600-700 ميلادية.[12] أما في بافكين، فتم العثور على بقايا ما يبدو أنه مركز تجاري مهم في منطقة بحر البلطيق خلال القرنين التاسع والعاشر، حيث تم العثور على ميناء ضخم يعود لعصر الفايكنج مع أحواض بناء سفن وصناعات يدوية. بين عامي 800 و1000 ميلادي، جلبت التجارة وفرة من الفضة لجوتلاند وفقا لبعض العلماء، في هذا العصر امتلك الجوتلانديون فضة أكثر من بقية سكان الدول الاسكندنافية مجتمعة.[12]
جلب القديس "أنسجار" المسيحية للسويد في 829، ولكن الدين الجديد لم يستبدل الديانة الوثنية المحلية بشكل كامل حتى القرن الثاني عشر. خلال القرن الحادي عشر، أصبحت المسيحية الديانة الأكثر انتشاراً، وفي عام 1050 أصبحت السويد بمثابة أمة مسيحية. تميزت الفترة بين 1100-1400 بالصراعات الداخلية على السلطة والتنافس بين ممالك الشمال. كما بدأ ملوك السويد في توسيع الأراضي السويدية في فنلندا، مما أطلق صراعات مع شعب روس الذين لم يعد لديهم أي اتصال مع السويد.[13]


فالديمار الرابع يأخذ السيطرة على السويدي جوتلاند. انتهت المعركة النهائية خارج أسوار فيسبي مع مجزرة مجموعه 1800.
المؤسسات الاقطاعية في السويد
باستثناء مقاطعة سكين في أقصى الطرف الجنوبي من السويد التي كانت تحت السيطرة الدنماركية خلال هذا الوقت، فإن الإقطاع لم يتطور في السويد كما كان الحال في بقية أوروبا.[14] ولذلك فقد ظلت فئة القرويين طبقة من الفلاحين الأحرار في أغلب فقرات التاريخ السويدي. كما لم يشع الرق في السويد، [15] كما انتهت الآثار القليلة من العبودية مع انتشار المسيحية ولصعوبة الحصول على العبيد من الأراضي شرقي بحر البلطيق بالإضافة إلى تطور المدن قبل القرن السادس عشر.[16] الحقيقة أن كلاً من العبودية والقنانة ألغيتا تماماً بمرسوم من الملك ماغنوس اريكسون في 1335. استوعبت طبقة العبيد السابقة بين الفلاحين أو أصبحوا عمالاً في المدن. مع ذلك ظلت السويد فقيرة ومتخلفة اقتصادياً حيث كانت المقايضة وسيلة البيع والشراء. على سبيل المثال، فإن المزارعين من مقاطعة داسلاند ينقلون الزبدة لمناطق التعدين في السويد، لتبادل هناك مقابل الحديد، ثم يبادلون الحديد بالسمك في المدن الساحلية بينما يشحن الحديد خارج البلاد.[17]
الطاعون في السويد
في القرن الرابع عشر، اجتاح السويد الموت الأسود، حيث هلك الكثير من سكان البلاد.[18] خلال هذه الفترة بدأت المدن السويدية في الحصول على المزيد من الحقوق وتأثرت بشدة بالرابطة الهانزية التجارية الألمانية وبالأخص في فيسبي. في 1319، توحدت السويد والنرويج تحت قيادة الملك ماغنوس اريكسون وفي عام 1397 عرضت ملكة الدنمارك مارغريت الأولى فكرة الوحدة بين الممالك الثلاث السويد والنرويج والدنمارك من خلال اتحاد كالمار. مع ذلك، فإن خلفاء مارغاريت الذين تركز حكمهم في الدنمارك، لم يتمكنوا من السيطرة على نبلاء السويد.
القصّر والأوصياء
ورث عرش السويد عدد كبير من الأطفال عبر تاريخ المملكة، وذلك كانت السلطة الفعلية لفترات طويلة في يد الأوصياء ولا سيما من آل ستيور الذين اختارهم البرلمان السويدي. أكد الملك كريستان الثاني من الدنمارك زعامته على السويد بقوة السلاح، وأمر بالتخلص من نبلاء السويد في عام 1520 في ستوكهولم، الأمر الذي عرف لاحقاً باسم "حمام دم ستكهولوم" وأثار نبلاء السويد لمقاومة جديدة، وفي 6 يونيو في عام 1523 (العطلة الوطنية في السويد)، اختاروا غوستاف فاسا ملكاً عليهم.[19] يعتبر ما جرى تأسيس السويد الحديثة. بعد فترة قليلة من حكمه، رفض الكاثوليكية وقاد السويد إلى الإصلاح البروتستانتي. أما من الناحية الاقتصادية فقد كسر فوستاف فاسا احتكار الرابطة الهانزية لتجارة بحر البلطيق السويدية.[20]
[عدل]الإمبراطورية السويدية
طالع أيضًا :الإمبراطورية السويدية و عصر الحرية و السويد فنلندا



خريطة السويد (1797)
برزت السويد كقوة أوروبية كبرى خلال القرن السابع عشر، ولكن قبل ظهور الإمبراطورية السويدية، كانت السويد فقيرة جداً وبالكاد مأهولة بالسكان. برزت السويد على الصعيد القاري في عهد الملك غوستاف أدولف الثاني، عندما استولى على أراض من روسيا وبولندا -ليتوانيا في صراعات متعددة، خلال حرب الثلاثين عاماً.
خلال حرب الثلاثين عاماً، احتلت السويد ما يقرب من نصف ولايات الإمبراطورية الرومانية المقدسة. كان في نية الملك غوستاف أدولف الثاني أن يصبح إمبراطوراً جديداً للامبراطورية الرومانية المقدسة، ليحكم اسكندنافيا والإمبراطورية المقدسة موحدتين، ولكنه مات في معركة لوتزن في 1632. بعد معركة نوردلينجين (التي كانت الهزيمة العسكرية الهامة الوحيدة التي لحقت بالسويد في تلك الحرب) تلاشت المشاعر المؤيدة للسويد بين الولايات الألمانية. حررت هذه المقاطعات الألمانية نفسها من الاحتلال السويدي الواحدة تلو الأخرى، ولم يبقى للسويد سوى عدد قليل من الأراضي الألمانية الشمالية: بوميرانيا السويدية وبريمين - فيردين وفيسمار. يمكن القول بأن الجيوش السويدية دمرت نحو 2000 قلعة و18000 قرية و1500 بلدة في ألمانيا وهو ثلث تعداد القرى الألمانية.[21]


ستوكهولم في منتصف القرن 17
في منتصف القرن السابع عشر، كانت السويد ثالث أكبر دولة في أوروبا من حيث المساحة بعد روسيا وإسبانيا. بلغت السويد أقصى اتساعها تحت حكم كارل العاشر بعد معاهدة روسكيلده في 1658.[22][23] يرجع الفضل في نجاح واستمرار مملكة السويد في تلك الفترة، إلى التغييرات الكبيرة في الاقتصاد السويدي في عهد الملك غوستاف الأول في منتصف القرن السادس عشر، ونشره للبروتستانتية.[24] في القرن السابع عشر، شاركت السويد في العديد من الحروب، على سبيل المثال مع الكومنولث البولندي-اللتواني في خضم التنافس على الأراضي التي هي اليوم دول البلطيق، ومن أبرز أحداث هذا التنافس معركة كيركولم الكارثية.[25] لقي ثلث سكان فنلندا حتفهم في المجاعة المدمرة التي ضربت البلاد في 1696، [26] ضربت المجاعة السويد أيضاً [27] وذهبت بأرواح 10% من سكان السويد.[28]


مقتل غوستاف الثاني أدولف في معركة لوتزن 1632.
شهدت هذه الفترة الاجتياح السويدي للكومنولث البولندي-الليتواني، وهو ما يعرف باسم ديلوجه. بعد أكثر من نصف قرن تقريباً من الحروب المتواصلة، تدهور الاقتصاد السويدي. مما جعل مهمة كارل الحادي عشر (1655-1697) إعادة بناء الاقتصاد وإعادة تجهيز الجيش. تاركاً لابنه، الملك القادم للسويد كارل الثاني عشر واحدة من أرقى ترسانات الأسلحة في العالم وجيشاً ضخماً وأسطولاً بحرياً كبيراً. كانت روسيا أكبر تهديد للسويد في هذا الوقت حيث كان جيشها أكثر عدداً ولكنه أقل كفاءة بكثير سواء من حيث المعدات أو التدريب.
بعد معركة نارفا في 1700، وهي واحدة من أولى معارك حرب الشمال العظمى، كان الجيش الروسي ضعيفاً جداً حتى أنه كانت هناك فرصة للسويد لاجتياح روسيا، لكن كارل الثاني عشر لم يطارد الجيش الروسي، وفضل بدلاً من ذلك مهاجمة ليتوانيا-بولندا وهزم ملك بولندا أوغسطس الثاني وحلفاءه الساكسونيين في معركة كليسزوف في 1702. مما أعطى الفرصة للقيصر الروسي لإعادة بناء وتحديث جيشه.
بعد نجاح غزو بولندا، قرر كارل أن يبدأ غزو روسيا، ولكنها انتهت بفوز الروس فوزاً حاسماً في معركة بولتافا في 1709. حيث أنه وبعد المسير الطويل والتعرض لغارات القوزاق وتقنية الأرض المحروقة التي اتبعها القيصر بطرس الأكبر والمناخ البارد الروسي، تحطمت معنويات السويديين وضعف جيشهم وكانوا أقل عدداً بكثير من الجيش الروسي في بولتافا. كانت الهزيمة بداية النهاية للإمبراطورية السويدية.


معركة بولتافا في 1709. في السنوات التالية للمعركة نجحت روسيا في ضم كافة مكاسب السويد في البلطيق وفنلندا أيضاً.
حاول كارل الثاني عشر غزو النرويج عام 1716، بيد أنه قتل برصاصة في قلعة فردريكستن عام 1718. لم يهزم السويديون عسكرياً في معركة فريدريكستن، ولكن الحملة على النرويج انهارت مع وفاة الملك وانسحب الجيش.
أجبرت السويد على التخلي عن مساحات كبيرة من الأراضي في معاهدة نيستاد في 1721، وبالتالي فقدت مكانتها كإمبراطورية وكدولة مهيمنة على بحر البلطيق. مع فقدان السويد لنفوذها، برزت روسيا كإمبراطورية وأصبحت واحدة من أمم أوروبا العظمى والدول المهيمنة. مع نهاية الحرب أخيراً عام 1721 كانت السويد قد فقدت 200,000 رجل منهم 150,000 من السويد الحالية و50,000 من فنلندا الحالية.
في القرن الثامن عشر، لم يكن لدى السويد ما يكفي من الموارد للحفاظ على أراضيها خارج اسكندنافيا وبالتالي فقدت معظمها، وبلغ الأمر ذروته مع فقدان أجزاء من شرق السويد لصالح روسيا عام 1809، والتي أصبحت دوقية شبه ذاتية الحكم في الإمبراطورية الروسية تحت مسمى دوقية فنلندا الكبرى.
لإعادة الهيمنة السويدية في بحر البلطيق، تحالفت السويد ضد حليفتها التقليدية فرنسا في الحروب النابليونية. كان لدور السويد في معركة لايبزيغ الأثر الكبير حيث مكنها من إجبار الدنمارك-النرويج وهي حليفة لفرنسا على التنازل عن النرويج لملك السويد في 14 يناير 1814 في مقابل الحصول على المقاطعات الألمانية الشمالية بناء على معاهدة كييل. رفضت المحاولات النرويجية للحفاظ على مركزها كدولة ذات سيادة من قبل ملك السويد كارل الثالث عشر. حتى أنه شن حملة عسكرية ضد النرويج يوم 27 يوليو 1814، والتي انتهت باتفاقية موس التي اضطرت النرويج للاتحاد مع السويد تحت التاج السويدي والذي لم يحل حتى عام 1905. الحملة العسكرية في عام 1814 كانت الحرب الأخيرة التي شاركت فيها السويد. رغم ذلك تساهم القوات السويدية في بعض مهام حفظ السلام مثل كوسوفو وأفغانستان.
[عدل]التاريخ الحديث


سفينة تحمل مهاجرين سويديين تغادر غوتنبرغ عام 1905.
شهد القرنان الثامن عشر والتاسع عشر زيادة سكانية كبيرة، والتي عزاها الكاتب إيساياس تيجنر في عام 1833 إلى "السلام ولقاح الجدري والبطاطس".[29] حيث تضاعف تعداد سكان البلاد بين عامي 1750 و1850. وفقاً لبعض الباحثين، كانت الهجرة الجماعية إلى الولايات المتحدة الطريقة الوحيدة لمنع المجاعة والتمرد، حيث هاجر تقريباً 1% من السكان سنوياً خلال ثمانينيات القرن التاسع عشر.[30] ومع ذلك، ظلت السويد في فقر مدقع، معتمدة على الاقتصاد الزراعي بالكامل تقريباً، في الوقت الذي بدأت فيه الدنمارك ودول أوروبا الغربية في التصنيع.[30][31]
هاجر السويديون إلى أمريكا بحثاً عن حياة أفضل، ويعتقد أنه بين 1850 و1910 هاجر أكثر من مليون سويدي إلى الولايات المتحدة.[32] في أوائل القرن العشرين، كان عدد السويديين في شيكاغو أكثر منهم في غوتنبرغ (ثاني أكبر مدن السويد).[33] انتقل معظم المهاجرين السويديين إلى ولايات الغرب الأوسط في الولايات المتحدة، بوجود عدد كبير من السكان في ولاية مينيسوتا. بينما انتقل البعض الآخر إلى الولايات الأخرى وإلى كندا.
على الرغم من بطء وتيرة التصنيع في القرن التاسع عشر، فإن العديد من التغييرات الهامة جرت في الاقتصاد الزراعي بسبب الابتكارات والنمو السكاني الكبير.[34] شملت هذه الابتكارات برامج ترعاها الحكومة لمنع الاقطاع والاعتداء على الأراضي الزراعية، كما تم إدخال محاصيل جديدة مثل البطاطس.[34] كما أن حقيقة أن طبقة المزارعين السويديين لم تدخل في القنانة كما كان الحال في أماكن أخرى في أوروبا، [35] فإن الثقافة الزراعية السويدية بدأت تأخذ دورا حاسما في العملية السياسية السويدية، والتي استمرت عبر العصور الحديثة مع الحزب الزراعي الحديث (الذي أصبح الآن الحزب الوسط).[36] بين 1870 و1914، بدأت السويد في تطوير الاقتصاد الصناعي حتى أصبح على ما هو عليه الآن.[37]
نشأت حركات شعبية قوية في السويد خلال النصف الأخير من القرن التاسع عشر مثل (النقابات العمالية وجماعات مكافحة الكحوليات والجماعات الدينية المستقلة)، والتي خلقت بدورها قاعدة صلبة من المبادئ الديمقراطية. تأسس في عام 1889 الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي. هذه الحركات عجلت انتقال السويد إلى الديمقراطية البرلمانية الحديثة، التي تحققت في فترة الحرب العالمية الأولى، وبما أن الثورة الصناعية تقدمت خلال القرن العشرين، بدأ الناس تدريجياً في الانتقال إلى المدن للعمل في المصانع، وشاركوا في النقابات الاشتراكية. تم تجنب ثورة شيوعية في عام 1917، في أعقاب إعادة إدخال الحياة البرلمانية، وبدأ التحول إلى الديموقراطية في البلاد.