منتديات الحوار الجامعية السياسية

تعريف بدول العالم المعاصر
By مهند العامر20
#68118
تكون الجنوب من مجموعة كبيرة ومتنوعة من الدول تقدر بحوالي١٣٠ دولـة تـضـم مـعـظـم قـارة آسـيـا وقـارة أمـريـكـا الـلاتـيـنــيــة وكــافــة الــقــارة الأفريقية. وتبلغ مساحة الجـنـوب ٧٨ مليون ميل مربع أي حوالـي٦٠ % من إجمالي مساحة الكرة الأرضية.ويبلغ عدد سكانه أربعة آلاف مليون نسمة أي٧٥% من سكان الأرض يعيش ٧٠ % منهم كمزارعL وفلاحL في الأرياف والقرى النائية. أما إجمالي الناتج القومي لجميع دول الجنوب فهو
٢٬٥ ألف ألف مليون دولار وهو يساوي ٢٠ % من إجمالي الناتج القومي العالمي و. ٥%من إجمالي الناتج القومي لدولة واحدة من دول الشمال ألا وهي الولايات
المتحدة الأمريكية. ويبلغ متوسط دخل الفرد السنوي في الجنوب ٤٠٠ دولار ومازال ٦٠% من إجمالي سكان الجنوب يعانون من الأمية. وفي بعض مناطق الجنوب تصل نسبة الأمية إلى٩٠% بالإضافة إلى ذلك فإن ٩٠ % من سكان الجنوب يحصلون على العناية الصحية الكافية حيث يـوجـد فـي المعـدل طبيب واحد لكل ٧٠٠ نسمة وفي أشد المناطق فقرا هناك طبيب واحد لكل ٥٩ ألف نسمة. ونتيجة ذلك فإن متوسط عمر الفرد في الجنوب لا يزيد عن٥٩ سنة وفي بعض المناطق يبلغ متوسط عمر الفرد ٣٩ سنة فقط.ويعيش ٢٥٠ مليون نسمة من سكان الجنوب في الأكواخ وفي بـيـوت مـن الـصـفـيـح ويتضاعف عدد سكان بيوت الصفيح والتنك في الجـنـوب مـعـدل خـمـسـة عشر مليون نسمة سنويا ويتضاعف عـددهـم كـل خـمـس سـنـوات أي أنـه بحلول سنة ١٩٩٠ سيصبح عدد سكان بيوت الصفيح ٥٠٠ مليون نسمة. وكما هو متوقع يتركز سكان الجنوب في الأسـاس فـي الأريـاف وفـي الـقـرى.ولا تتجاوز نسبة سكان المدن ٣٠ % من إجمالي سكان الجنوب وفي بعض المناطق لا يزيد عدد سكـان المـدن عـلـى ٩ % فقط من إجمالي الـسـكـان.و•مـا يـزيـد الوضع سوء في الجنوب هو أن أربعة أشخاص من كـل خـمـسـة مـن سـكـان الجنوب لا يحصلون حتى على ماء نقي صالح للشرب.وفي بعض المـنـاطـق في قارة أفريقيا تبلغ نسبة من لا يحصلون على الماء الـنـقـي أكـثـر٩٠% من إجمالي عدد السكان فالجنوب تمتاز بظروفه المعيشية والاقتصادية والاجتماعية. القاهرة فدخل الفرد فيه منخفض والنمو شبه منعدم ونصيبه من الإنتاج والاستهلاك العالمي لا يتناسب مطلقا مع اتساع مساحته وكثافة سكانه. لكن رغم ذلك لا ‹يمكن تعميم هذا الوضع الحياتي المتدهور على جميع دول الجنوب التي تمتاز باختلاف تطورŠوها الاقتصادي وتباين نظمها السياسية والاجتماعية والعقائدية إن دول الجنوب هي بالفعل دول غير متجانسة تجانسا كليا حيث œيمتاز بالتنوع الشديد وتنقسم إلى عدة مجموعات من حيث تطورها الاقتصادي
والاجتماعي العام. فمثلا تشكل كل من البرازيل والمكسيك وكوريا الجنوبية وتايوان وسنغافورة اﻟﻤﺠموعة الصناعية ضمن دول الجنوب. إن هذه الدول هي أكبر الدول الصناعية في الجنوب والتي حققت Šوا صناعيـا مـذهـلا
خلال العقود الثلاثة الماضية لذلك فقد سميت هـذه الـدول دول»المـعـجـزة
الصناعية«.وتأتي البرازيل على رأس قائمة هذه اﻟﻤﺠموعة من الدول.بل إن البرازيل هي اليوم عاشر أكبر قوة صناعية في العالم ويبلغ إجمالي الناتج القومي للبرازيل ٢١٠ آلاف مليون دولار أي ٢٠ ضعف إجمالي الناتج القومي لبنغلادش كما يبلغ متوسط دخل الـفـرد فـي الـبـرازيـل ٢٠٣٢ دولارا والذي يعادل ٣٥ ضعف متوسط دخل الفرد في قارة أفريقيا.
لكن بالإضافـة إلـى هذه اﻟﻤﺠموعة الصناعية فإن هناك أيضا مجموعة متميزة أخرى من دول الجنوب هي الدول المصدرة للنفط. لقد استطاعت دول الجنوب النفـطـيـة أن تجني ثروات هائلة من مواردها النفطيه تقدر بحوالي ألف مليون دولار وتأتي المملكة العربيـة الـسـعـوديـة والـعـراق وليبيا والكويت وإيران وفنزويلا والإمارات العربية المتحدة في مقدمة دول الجنوب النفطية والتي تعتبر في مصاف أغنى دول العالم من حيث متوسط دخل الفرد ولاشك أن دول الجنوب ليست جميعها دولا نفطية غنية كما أنها ليست دولا صناعية متقدمة. فهذه الدول هي الأقلية بدول الجنوب. إن الجنوب يتشكل في الأساس من مجموعة من الدول الزراعية والفقيرة نسبيا تقدربحوالي٧٠ دولة تضم ألف مليون نسمةهذه الدول يطلق عليها مصطلح الدول النامية أو دول العالم الثالث. وهي الدول التي تعاني من صعوبات تنموية وحياتية مرهقة بيد أنها قادرة رغم ذلك على تحقيق قدر من النمو المتواصل يبعدها عن شبح اﻟﻤﺠاعة والبؤس والفقر المطلق وهو ما تتميز به اﻟﻤﺠموعة الأخيرة من دول الجنوب التي تعرف باسم دول »حزام البؤس«. ويبلغ عدد دول حزام البؤس حوالي ٣٠ دولة تنتمي إلى منطقة جغرافية ومناخية محددة œتمتد من جنوب شرق آسيا مرورا بوسط أفريقيا وانتهاء بـجـزر الـكـاريـبـي وأمـريـكـا الوسطى.وتأتي دول مثل مالي وموزمبيق وأوغندا وتشاد والصومال وأثيوبيا وغانا والنيجر وبنغلادش وكمبوديـا ولاوس بـالإضـافـة إلـى هـايـيـتـي وغـانـا وهندوراس والسلفادور في مقدمة هذه اﻟﻤﺠمـوعـة مـن دول الجـنـوب الـتـي يطلق عليها مجازا اسم »دول العالم الرابع«. إن هذه الدول هي أشد دول العالم فقرا وهي أكثر فقرا حتى بمعايير فقر الجنوب أي أن فقرها فقرمطلق. ولم تحقق أي دولة من هذه الدول أي نمو حقيقي خلال الـعـقـديـن الماضيين بل إن معظمها قد سجل Šنموا سالـبـا.لـذلـك فـإن مـتـوسـط دخـل الفرد فيها يعادل الصفر وأحيانا يزداد تراجعا كمـا يـتـراجـع فـيـهـا مـعـدل جميع المؤشرات الحياتية والاجتماعية الأخرى كنصيب الفرد فـي وحـدات السعر الحراري ونصيب الفرد من الاستهلاك ونصيبه من التعليم ونصيبه من الرعاية الصحية. إن هذه الدول تعاني من الحد الأقصـى مـن المعـانـاة الإنسانية اليومية في الوقت الذي يتوقع أن يتزايد باضطـراد عـدد سـكـان إن هذا التزايد المضطرد في عدد سكان دول حزام البؤس سيزيد بلا ويشكل تدهور الأوضاع المعيشية المتدهـورة أصـلا كـمـا أنـه سـيـؤدي إلـى تـزايـد حـالات اﻟﻤﺠـاعـة وتـزايــد عــدد الــفــقــراء والــوفــيــات بـل الأطفال.ويتوقع أن يؤدي الازدياد السكاني إلى انخفاض حاد في متوسـط دخل الفرد الذي أصبح لا يتجـاوز ٥٠ دولارا بالنسبة لعدد كبير من سكـان هذه الدول.فـقـد تـدخـلـت الطبيعة مؤخرا بعواملها البيئـيـة والمـنـاخـيـة لـكـي تـضـاعـف مـن بـؤس هـذه الدول.فقد أدى الجفاف من ناحية والفيضانات من ناحية أخرى وأسراب الجراد من ناحية ثالثة إلى انخفاض في إنتاج الأغذية لقد حدث هذا التدهور في الإنتاج الزراعي في الوقـت الـذي ازداد فيه استهلاك الأغذية بسرعة كبيرة تبلـغ لذلك اضطرت دول حزام البؤس إلى زيادة وارداتها من الأغذية من الخارج.. إن هذا الجوع أو التجويع الجماعي الذي يتعرض له سكان الـدول الـفـقـيـرة فـي الجـنـوب يحدث في الحقيقة في عالم الوفرة وفي عالم ينتج فعليا أكثر من حاجـة سكانه. لذلك فإنه »ليس هناك أساس لفكـرة أنـه لا يـوجـد مـن الـغـذاء مـا يكفي الجميع على مستوى العالم«لقد تراكمت الصعوبات على سكان دول حزام البؤس وأصبحت الحياة الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية كابوسا يوميا متواصلا حيث يعيـش الفرد منهم فقط لأنه غير قادر على الموت. وأصبح هدف الفرد من هؤلاءهو مجرد البقاء بعد أن أصبحت الأغلبية في وضع صحي لا يسمح لها بأن تعيش حياة منتجة بل أصبح البعض الآخر محروما حتى من تحقيق قدراته الوراثية ذلك الحق الطبيعي الذي يعطيه ظهور الإنسان عـلـى الأرض. ويبدو أن دول الجنوب تختلف فيـمـا بـيـنـهـا أكـثـر كـثـيـرا مـن الاختلافات القائمة بدول الشمال التي œتمتاز بقدر من التجانس الجغرافي
والعقائدي والحضاري والاقتصادي الذي لا يتوفر لدول الجنوب.ولكن رغم هذا التباعد والـتـنـوع بـدول الجـنـوب إلا أن هـنـاك أيـضـا العديد من الخصائص المشتركة التي œتميز هذه اﻟﻤﺠـمـوعـة مـن الـدول دون غيرها وتبرزها كوحدة واحدة متميزة