منتديات الحوار الجامعية السياسية

تعريف بدول العالم المعاصر
By عبدالرحمن336_100
#69838
بسم الله الرحمن الرحيم..


إنجلترا (بالإنجليزية: England إنگلاند، وتكتب أيضًا باللغة العربية إنگلترا) هي أكبر دولة في المملكة المتحدة وتشترك في الحدود البرية مع اسكتلندا في الشمال وويلز في الغرب والبحر الأيرلندي في الشمال الغربي وبحر الكلت في الجنوب الغربي وبحر الشمال في الشرق، وتفصلها القناة الإنجليزية عن القارة الأوروبية جنوبًا. ويتكون البر الرئيسي من إنجلترا من الأجزاء الوسطى والجنوبية من جزيرة بريطانيا العظمى في شمال المحيط الأطلسي، كما تشمل أيضًا أكثر من 100 جزيرة صغيرة، مثل جزر سيلي وجزيرة وايت.

استوطن الإنسان أول مرة في المنطقة المعروفة الآن باسم إنجلترا في فترة العصر الحجري القديم، ويعود أصل كلمة إنجلترا إلى الآنجلز وهي إحدى قبائل الجرمان التي استقرت خلال القرن الخامس والسادس الميلادي. أصبحت إنجلترا دولة موحدة سنة 927 ميلادية، ومنذ عصر الاستكشاف الذي بدأ في القرن الخامس عشر، أخذ تأثيرها الثقافي والقانوني يمتد وينتشر شيءًا فشيئًا عبر العالم بأكمله. حيث نشأت فيها اللغة الإنجليزية والكنيسة الأنجليكانية والقانون الإنجليزي (وهو أساس النظام التشريعي للقانون العام في عديد من الدول حول العالم)، كما أن نظامها البرلماني والحكومي مقبول به على نطاق واسع من الدول الأخرى. كانت إنجلترا مهد الثورة الصناعية التي انطلقت في القرن الثامن عشر، وحوّلت البلاد إلى أول أمة صناعية في العالم، ووضعت الجمعية الملكية أسس العلوم التجريبية الحديثة.

أغلب أراضي إنجلترا سهلية، وإن كان هناك بعض المناطق المرتفعة في الشمال (على سبيل المثال: في مقاطعة ليك، بينينز ويوركشاير مورز) وفي الجنوب والجنوب الغربي (على سبيل المثال: دارتمور وكوتسوولدز وشمال وجنوب داونز). عاصمة إنجلترا هي لندن وهي أكبر منطقة مدنية في المملكة المتحدة وأكبر منطقة حضرية في الاتحاد الأوروبي بكل المقاييس[معلومة 2]. يصل عدد سكان إنجلترا إلى حوالي 51 مليون نسمة، وهم يُشكلون حوالي 84% من سكان المملكة المتحدة بشكل عام ويتركزون بشكل كبير في لندن وجنوب شرق إنجلترا والمجتمعات الحضرية في وسطها وشمال غربها وشمال شرقها ويوركشاير التي أنشأت كمنطقة صناعية كبرى خلال القرن التاسع عشر.

كانت مملكة إنجلترا - بما فيها ويلز - مستقلة حتى 1 مايو سنة 1707، عندما بدأت قوانين الاتحاد (بالإنجليزية: Acts of Union) بتنفيذ الشروط المتفق عليها بمعاهدة الاتحاد مع مملكة إسكتلندا التي أبرمت قبل عام، فأدى ذلك إلى اتحاد سياسي باسم مملكة بريطانيا العظمى. ثم وفي سنة 1800 اتحدت بريطانيا العظمى مع مملكة أيرلندا عن طريق قانون اتحاد آخر، فنتج عنها المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا. وفي سنة 1922 انفصلت عنها أيرلندا مكونة دولة أيرلندا الحرة وهي ذات سيادة منفصلة، غير أن القانون الملكي والبرلماني لعام 1927 قام بدمج ست مقاطعات إيرلندية في جسم المملكة، فأنشئت المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية الحالية.


أصل الكلمة

يشتق اسم "إنجلترا" من الكلمة الإنجليزية القديمة Englaland، والتي تعني "أرض الأنجل". والأنجل كانت واحدة من القبائل الجرمانية التي استقرت في إنجلترا خلال أوائل العصور الوسطى، وقد وصل هؤلاء القوم إلى بريطانيا من شبه جزيرة أنغلن الواقعة في منطقة خليج كييل في بحر البلطيق.[15] وفقًا لقاموس أوكسفورد الإنجليزي، كان أول استخدام معروف لكلمة "إنجلترا" في عام 897م، وقُصد به الإشارة إلى الجزء الجنوبي من جزيرة بريطانيا، أما في العصور الحديثة، فقد استخدم لأول مرة في الكتابات عام 1538م.[16] ويذكر أن أول تصديق على الاسم حدث في القرن الأول عن طريق المؤرخ الروماني تاسيتس، في كتابه حامل عنوان "جرمانيا"، حيث تظهر الكلمة اللاتينية Anglii في أكثر من موقع. على الرغم من الاعتقاد الشائع أن اسم إنجلترا مشتق من قبيلة الأنجل، إلا أن قسمًا من العلماء يقول نظرياتٍ أخرى حول أصله، فقد اقترح بعضهم أنه مستمد من شكل شبه جزيرة أنغلن،[17] ذي الزوايا العديدة (بالإنجليزية: Angular).

من الأسماء البديلة لإنجلترا اسم "ألبيون"، وغالبًا ما يُقصد الإشارة به إلى جزيرة بريطانيا بأكملها. وظهر أول تسجيل للاسم في مجموعة كتابات لأرسطو، تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد، حيث جاء فيها:[18] «ما وراء أعمدة هرقل تقع المحيطات التي تتدفق على مدار الأرض. وفيها اثنتان من الجزر الكبيرة المسماة بريتانيا، وهي جزائر ألبيون وأيرين». يمكن تقفي أصول كلمة ألبيون (باليونانية القديمة: Ἀλβίων) إلى كلمتين اثنتين: إما أنها مشتقة من الكلمة اللاتينية "ألباس" بمعنى بيضاء، في إشارة إلى المنحدرات الصخرية البيضاء في دوفر، والتي هي المشهد الأول الذي تقع عليه عيون الناظر المتجه من القارة الأوروبية إلى بريطانيا،[19] وتم اقتراح أصل بديل عُثر عليه في كتيّب قديم لأحد التجّار المتجولين مجهول الهوية، يعود للقرن السادس قبل الميلاد على الأرجح، ذكر فيه جزيرة "Albiones". يُطلق اسم "ألبيون" على إنجلترا حاليًا، وذلك في أكثر الأعمال الأدبية.[20] من الأسماء الرومانسية الأخرى لإنجلترا: "لورغيا" المشتقة من كلمة Lloegr الويلزية، المشتقة بدورها من أسطورة الملك آرثر.



عصور ما قبل التاريخ والعصور القديمة


ستونهنج، النصب الحجري الحديث.أقدم الأدلة التي تفيد باستيطان الإنسان في المنطقة المعروفة حاليًا باسم إنجلترا هي عبارة عن بقايا متحجرة للإنسان السلفي (Homo antecessor)، تعود إلى ما يقرب من 780,000 سنة مضت، أما أقدم عظام تعود لإنسان عاقل مكتشفة في إنجلترا فهي ترجع لحوالي 500,000 سنة مضت.[21] استوطن البشر العاقلون إنجلترا خلال العصر الحجري القديم العلوي، وتفيد الأدلّة أنهم كانوا في بداية أمرهم قومًا رُحّل، ولم تظهر المستوطنات الدائمة في سجل الآثار إلا خلال السنوات الستة آلاف الماضية.[22][23] استمرت إنجلترا مأهولة ببضعة أنواع من الثدييات الضخمة بعد نهاية العصر الجليدي الأخير، ومن هذه الثدييات الماموث، والبيسون الأوروبي، ووحيد القرن الصوفي، أما البشر فهجروا المنطقة هربًا من شدّة البرد والصقيع. ومنذ حوالي 11,000 سنة، أي عندما بدأت صفائح الجليد في الانحسار، عاد البشر ليعمروا المنطقة مجددًا؛ وتقترح البحوث الوراثية أنهم جاؤوا من الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الأيبيرية.[24] وكان مستوى سطح البحر أقل مما هو عليه الآن، وكانت بريطانيا متصلة عن طريق البر بكل من إيرلندا وأوراسيا. وعندما ارتفع مستوى البحر مجددًا، منذ حوالي 10,000 سنة، انفصلت عن إيرلندا، ثم عن أوراسيا بعد ألفي سنة.

ظهرت حضارة الدورق في إنجلترا قبل 2500 سنة من الميلاد، وتركت آثارًا هي عبارة عن أوعية غذائية مصنوعة من الفخار والنحاس.[25] كما شيد أبناؤها العديد من المعالم الرئيسية الباقية مثل ستونهنج وأفيبري، وقاموا بصهر القصدير والنحاس، وكلاهما موجود بوفرة في المنطقة، فصنعوا البرونز، وعرفوا صناعة الحديد من خامه في وقت لاحق، وكانوا قادرين على غزل ونسج صوف الغنم، الذي يصنعون منه الملابس.[25]

العصور الوصطى

إثر انسحاب الجيوش الرومانية، أصبحت بريطانيا مفتوحة للغزو من جانب المحاربين البحريين الوثنيين مثل الساكسون والجوتس الذين سيطروا على المناطق المحيطة بالجنوب الشرقي،[30] واستمروا يتقدمون بفتوحاتهم لفترة من الوقت، حتى استطاع البريطانيون صدّهم في معركة جبل بادون، فتوقفت غزواتهم لفترة مؤقتة من الزمن، كذلك تمكن الآنجلز من غزو المملكة البريثونية في الشمال، خلال القرن السادس. البيانات الموثوقة لهذه الفترة شحيحة، كما هي الأدلة الأثرية، الأمر الذي جعل المؤرخين يسمّون هذه الحقبة التاريخية بعصر الظلام. هناك عدة نظريات متضاربة تتعلق بمسألة استقرار الأنجلوساكسون في بريطانيا؛ فالبعض يقول أن عددًا من ملوكهم كان بريطانيًا واختلط معهم، وبعضهم الآخر ينكر ذلك،[31] لكن على العموم، يتفق كل المؤرخين أنه بحلول القرن السابع، ظهرت مجموعة متماسكة من الممالك الأنجلوسكسونية الصغيرة المعروفة باسم "هبتاركي"، في جنوب ووسط بريطانيا، منها: نورثمبريا، مرسيا، أنجليا الشرقية، إسكس، كنت، ساسكس، وويسكس.[32] كان الأنجلوساكسون قد قضوا على المسيحية في البلاد بعد دخولهم إليها، ولم ترجع هذه الديانة إلى البلاد إلا عن طريق أوغسطين الروماني سنة 597، وأيدان الإيرلندي.[33] كانت مملكتا نورثمبريا ومرسيا أكثر القوى المهيمنة على الجزيرة في ذلك العهد،[34] لكن كل ذلك تغيّر بعد فتوحات الفايكنج في شمال وشرق البلاد، حيث أصبحت المملكة الإنجليزية البارزة هي ويسكس تحت قيادة ألفريد العظيم، الذي تمكّن حفيده أثيلستان من توحيد إنجلترا في عام 977، بعد أن هزم الملك إيدريد وحليفه أريك أبو الفأس الدموية ملك الفايكنج. غزا الإسكندنافيون إنجلترا مرة أخرى في أواخر القرن العاشر، وتمكن الملك كانوت العظيم من ضم إنجلترا إلى إمبراطوريته التي شملت أيضا الدنمارك والنرويج،[35] إلا أن سلالة الويسيكس تمكنت في نهاية المطاف من استعادة السيطرة على إنجلترا تحت قيادة الملك إدوارد المعترف سنة 1042.



المبكر الحديث

كانت فترة حكم أسرة تيودور حافلة بالأحداث،[44] فخلال هذا العهد ظهرت ملامح النهضة العلمية والأدبية في إنجلترا، على يد عدد من رجال الحاشية الإيطالية، الذين استقدمتهم الأسرة سالفة الذكر، فقاموا ببعث الأنظمة الفنيّة والتربوية والمدرسية، التي كانت سائدة في العصور الكلاسيكية القديمة.[44] وبدأت إنجلترا في هذا الوقت تطور مهاراتها البحرية، فاخترع العلماء الإنجليز جهاز المزواة لقياس الزوايا العمودية والأفقية واستكشاف الغرب.[44] وكانت الدولة العثمانية المسيطرة على البحر الأبيض المتوسط تمثل حافزًا لمثل هذه الاكتشافات، بسبب إغلاقها دروب التجارة البحرية مع الشرق أمام الدول المسيحية الأوروبية.[44] انفصل هنري الثامن عن الكنيسة الكاثوليكية، بسبب قضايا متعلقة بطلاقه من إحدى زوجاته، في عام 1534، ونصّب نفسه رئيسًا على كنيسة إنجلترا، وخلافًا للكثير من الانقلابات البروتستانتية الأوروبية الأخرى، فإن سبب الانفصال عن روما كان سياسيًا أكثر منه لاهوتيًا.[45] ضمت أسرة تيودور إلى مملكتهم أرض أجدادهم أيضًا، ألا وهي ويلز، وقد تم ذلك بصورة قانونية، مع إصدار الملك قرارات عام 1535–1542. كانت هناك صراعات داخلية دينية خلال عهد بنات هنري الثامن: أنّا ماري وإليزابيث، حيث حاولت الأولى إعادة البلاد مرة أخرى إلى الكاثوليكية، في حين أن الأخيرة انفصلت عنها بقوة أشد مؤكدة تفوّق الكنيسة الإنجيلية.[44] هزم الأسطول الإنجليزي تحت قيادة فرانسيس دريك الأرمادا الأسبانية خلال فترة حكم إليزابيث، فأضحت إنجلترا سيدة البحار بلا منازع، وشرعت تتنافس مع إسبانيا على زعامة العالم الجديد، وكان من نتيجة ذلك أن تأسست أول مستعمرة أنجليزية في الأمريكتين على يد المستكشف والتر رالي في عام 1585، وأُطلق عليها اسم فيرجينيا تيمنًا بالملكة إليزابيث، المعروفة باسم "الملكة العذراء" (بالإنجليزية: The Virgin queen).[44] نافست إنجلترا أيضًا الهولنديين والفرنسيين في آسيا الشرقية، عبر شركة الهند الشرقية.[44] كما تغير وضع الجزر البريطانية، عندما ورثت أسرة ستيوارت حاكمة اسكتلندا، عرش المملكة الإنجليزية، التي تنافست معها لوقت طويل، فكان من نتيجة ذلك اتحاد المملكتين تحت حكم جيمس الأول في سنة 1603،[46][47] الذي نصب نفسه ملك بريطانيا العظمى، على الرغم من عدم وجود أساس لهذا في القانون الإنجليزي.


العصر الحديث والمتأخر والمعاصر

في ظل مملكة بريطانيا العظمى حديثة التكوين، ساهم المردود المالي للجمعية الملكية وغيرها من المبادرات الإنجليزية، بالإضافة إلى المتنورون الاسكتلنديون، ساهم كل ذلك في ابتكار الكثير من الاختراعات العلمية والهندسية، التي ساعدت على إنشاء الإمبراطورية البريطانية، والتي أصبحت إحدى أكبر الإمبراطوريات في التاريخ.[49] وفي ظل هذه المملكة أيضًا، قامت الثورة الصناعية، وهي فترة اتّسمت بتغيرات عميقة في الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لإنجلترا، أدت إلى تطور في فنون الزراعة والصناعة والهندسة والتعدين، فضلاً عن ظهور السكك الحديدية الجديدة والرائدة وشبكات المياه لتسهيل توسيعها وتطويرها.[49] افتتحت قناة بريدجووتر في شمال غرب إنجلترا سنة 1761، مما شكل بداية عصر القنوات في بريطانيا.[53][54] في عام 1825 افتتحت أول سكك حديدية بخارية للقاطرات ناقلة الركاب، وهي سكة حديد ستوكتون ودارلينجتون،[53] وانتقل خلال الثورة الصناعية، العديد من العمال من الريف إلى المناطق الحضرية الجديدة والتوسعية للعمل في المصانع، ومن أبرزها مانشستر وبرمنغهام، اللتين لقبتا "مدينة المستودعات" و"ورشة عمل العالم" على التوالي.[55][56] حافظت إنجلترا على استقرارها الداخلي بصورة نسبية طيلة عهد الثورة الفرنسية؛ وفي تلك المرحلة تولّى وليام بت الأصغر رئاسة الوزراء، واعتلى الملك جورج الثالث عرش البلاد. أثناء الحروب النابليونية، خطط نابليون بونابرت لغزو بريطانيا من الجنوب الشرقي، لكن خطته فشلت، وهزمت القوات الفرنسية على يد البريطانيين في معركتين، إحداهما بحرية بقيادة اللورد نيلسون، والثانية بريّة على يد دوق ويلينجتون.[49] وعززت الحروب النابليونية مفهوم البريطانية والوطنية الموحدة في نفوس الشعب، من إنجليز واسكتلنديين وويليزيين، على حد سواء.[57]




السياسة

النظام السياسي السائد في إنجلترا هو نظام ملكي دستوري ديمقراطي برلماني، وذلك بوصفها جزء من المملكة المتحدة. لم يكن هناك حكومة لإنجلترا عام 1707، عندما وضعت معاهدة الاتحاد حيز التنفيذ، والتي على إثرها إندمجت إنجلترا واسكتلندا لتشكلا مملكة بريطانيا العظمى.[51] قبل اتحاد إنجلترا كان يحكمها نظامها الملكي الخاص وبرلمانها المستقل. تحكم إنجلترا اليوم بواسطة برلمان المملكة المتحدة، على الرغم من أن البلدان الأخرى في المملكة المتحدة لها حكومات منفصلة.[65] هناك 529 دائرة انتخابية في إنجلترا، يمثلون بستمائة وستة وأربعون مقعدًا في مجلس العموم، الذي هو مجلس نواب البرلمان البريطاني ومقره في قصر وستمنستر.[66]



القانون

إن النظام القانوني الإنجليزي، والذي تطور عبر القرون، هو الأساس لكثير من النظم القانونية في الدول الخاضعة لحكم التاج البريطاني.[69] على الرغم من كونهم جزءاً من المملكة المتحدة، إلا أن النظام القانوني لمحاكم إنجلترا وويلز مستقل عن نظيره المستخدم في اسكتلندا كجزء من معاهدة الاتحاد.[70] تقبع محكمة القضاء العليا على قمّة النظام القضائي في إنجلترا وويلز، وهذه المحكمة تتألف من محكمة الاستئناف، ومحكمة العدل العليا للقضايا المدنية ومحكمة التاج للقضايا الجنائية.[71] محكمة القضاء العليا هي أعلى المحكمات درجة فيما يتعلق بالقضايا الجنائية والمدنية في إنجلترا وويلز، وقد تم إنشاؤها في عام 2009 بعد التغييرات الدستورية.[72] قرارات محكمة الاستئناف ملزمة لجميع المحاكم الأخرى في التسلسل الهرمي للمحاكم.[73] شهدت الفترة من عام 1981 وحتى عام 1995 ازدياد في معدلات الجريمة، ولكن النسبة عادت لتنخفض بمعدل 42% للفترة الممتدة بين عاميّ 1995 و 2006.[74] كذلك تضاعف عدد نزلاء السجون خلال الفترة سالفة الذكر، مما يجعل معدل المساجين في إنجلترا هو أعلى معدل في أوروبا الغربية، بنسبة 147 لكل 100,000.[75] دائرة السجون الملكية تتبع وزارة العدل، وهي تدير معظم السجون في إنجلترا والتي تأوي أكثر من 80,000 مدان.[75] وتعتبر إنجلترا أول دولة بدأت بتطبيق قوانين دولة الرفاه أو ما يسمى قوانين مساعدة الفقراء بدأ من سنه 1660، والتعديلات المتلاحقة له، ويعتبر قانون الفقراء الإنكليزي لسنة 1834 من أكثر القوانين إثارة للجدل حتى الآن.



اللغة

كما يوحي اسمها، فإن اللغة الإنجليزية، التي يتحدث بها مئات الملايين من الناس في أنحاء العالم، نشأت بوصفها لغة إنجلترا، ولا تزال اللغة الرئيسية في البلاد حتى اليوم، وهي من اللغات الهندو-أوروبية فهي فرع من العائلة الجرمانية، المرتبطة ارتباطا وثيقا مع الأسكتلندية.[141] بعد الغزو النورماندي، أستبدلت اللغة الإنجليزية القديمة، وحصرت على الطبقات الاجتماعية الدنيا مثل النورمانديين الفرنسييين واستخدمت اللاتينية من قبل الطبقة الأرستقراطية. وبحلول القرن السابع عشر، عادت الإنجليزية لغة متداولة بين جميع الطبقات، وعلى الرغم من التغير الكثير؛ أظهرت إنجليزية العصور الوسطى علامات كثيرة من التأثير الفرنسي، سواء في المفردات أوالهجاء. وخلال عصر النهضة، تمت صياغة الكثير من الكلمات من أصول لاتينية ويونانية، وطعّمت بها اللغة الإنجليزية.[142] تمتاز اللغة الإنجليزية الحديثة بالمرونة، ويرجع الفضل انتشارها حول العالم بهذا الشكل إلى الإمبراطورية البريطانية في جزء كبير، حيث أصبحت هذه اللغة لغة التواصل المشتركة الغير الرسمية في العالم. لا يوجد قانون ينص على اعتماد إحدى اللغات لغة رسمية لإنجلترا،[143] ولكن اللغة الإنجليزية هي اللغة الوحيدة المستخدمة لأغراض العمل الرسمي. على الرغم من حجم البلد الصغير نسبيا، فإن هناك لهجات أقليمية مختلفة كثيرة، يواجه متحدثوها صعوبة في فهم بعضهم في أحيان قليلة. يعمل بعض اللغويين على إحياء اللغة الكورنية، التي انتهت كلغة مجتمع في القرن الثامن عشر،[144][145][146][147] والآن محمية بموجب الميثاق الأوروبي للغات الإقليمية أو لغات الأقليات،[148] وهي لغة يتحدث بها 0.1% من الناس في كورنوال،[149] وتدرس إلى حد ما في المدارس الابتدائية والثانوية.[150][151] تعلم مدارس الدولة الطلاب لغة ثانية، وعادة ما تكون الفرنسية أو الألمانية أو الإسبانية.[152] وبسبب الهجرة، فقد أفادت إحدى الإحصاءات بأن في عام 2007 حوالي 800,000 من طلاب المدارس تكلموا بلغة أجنبية في الداخل،[136] وأكثرها شيوعا هي:[136] اللغة البنجابية والأوردية.[153]



الدين

تعتبر المسيحية الديانة الأكثر اعتناقاً في إنجلترا، كما كان الحال منذ أوائل العصور الوسطى، على الرغم من أنها دخلت لأول مرة إلى أنجلترا قبل ذلك بكثير، في عهد الغاليين والرومانيين، وتبلغ نسبة المسيحيين اليوم من الإنجليز حوالي 72%.[154] وأكثر الكنائس اتباعًا في الوقت الحاضر هي الأنجليكانية،[155] والتي يرجع تاريخها إلى فترة الأصلاح في القرن السادس عشر.[155] الملك في المملكة المتحدة هو رأس الكنيسة، وهو يتصرف بوصفه الحاكم الأعلى. وهناك حوالي 76 مليون من أتباع كنيسة إنجلترا، وهي تشكل جزءاً من الطائفة الأنجليكانية، ويعتبر رئيس أساقفة كانتربري المتصرف رئيسًا رمزيًا في جميع أنحاء العالم.[156] العديد من الكاتدرائيات والكنائس المحلية هي مباني تاريخية ذات أهمية معمارية، مثل كنيسة وستمنستر، دير يورك، كاتدرائية دورهام وكاتدرائية ساليسبري.


شفيع إنجلترا هو القديس جرجس، وهو يمثل في العلم الوطني، فضلاً عن علم الاتحاد كجزء من مجموعة.[157] هناك العديد من القديسين الإنجليز الآخرين أمثال كوثبرت، ألبان، ويلفريد، ايدان، إدوارد المعترف، جون فيشر، توماس مور، بيتروك، بيران، مارغريت كليثرو، وتوماس بيكيت.[158] من أبرز الديانات الأخرى غير المسيحية المنتشرة في إنجلترا: اليهودية، واليهود لديهم تاريخ طويل في البلاد، على الرغم من أنهم كانوا أقلية صغيرة في الجزيرة منذ عام 1070.[159] طردوا من إنجلترا في عام 1290 بعد صدور مرسوم الطرد، فقط ليسمح لهم بالعودة في عام 1656.[159] ومنذ عام 1950 أخذت الديانات الشرقية من المستعمرات البريطانية السابقة تظهر في البلاد، وذلك بسبب الهجرة الأجنبية؛ الإسلام هو الأكثر شيوعاً من بين هذه الديانات، إذ تصل نسبة معتنقيه من الإنجليز إلى حوالي 3.1%،[154] ثم يليه كل من الهندوسية والسيخية والبوذية، وتصل نسبتهم مجموعين إلى 7%،[154] كذلك فإن حوالي 14.6% من سكان إنجلترا لادينيين.[154] قبل ظهور المسيحية كانت الديانات السلتية، والرومانية، والأنجلوسكسونية والإسكندنافية الوثنية والميثولوجية أكثر الديانات شيوعًا.



الأدب والشعر والفلسفة

وضع الكّتاب الإنجليزيين مؤلفاتهم باللغة اللاتينية في بداية الأمر، ومن هؤلاء بي دي وألكون.[201] في حين أن عصر الأدب الإنجليزي القديم لم يظهر منه إلا بضعة أعمال أبرزها قصيدة ملحمة بيوولف، والنثر العلماني حامل عنوان وقائع الأنجلوسكسونية،[202] بالإضافة إلى بعض الكتابات المسيحية مثل "جوديث".[201] في أعقاب الغزو النورماندي استمر تداول اللاتينية بين الفئات المتعلمة، فضلاً عن أدب الأنجلو نورمان. ظهر الأدب الإنجليزي الأوسط مع جيفري تشوسر مؤلف كتاب حكايات كانتربري، جنباً إلى جنب مع الشاعر بيرل ولانجلاند. وكان الفرنسيسكان، ويليام الأكهامي وروجر بيكون من الفلاسفة الرئيسيين في القرون الوسطى، وظهرت أيضًا بضعة أعمال صوفية منها كتاب جوليان النورويشوية "من وحي الحب الإلهي" الذي يعتبر من الكتابات الصوفية المسيحية البارزة. بدأت النهضة الإنجليزية الأدبية في الأدب الإنجليزي الحديث الأول مع وليام شكسبير، الذي تشمل أعماله هاملت وروميو وجولييت، وماكبث، وحلم ليلة منتصف الصيف، وهو لا يزال واحداً من أكثر الكتاب البارزين في الأدب الإنجليزي،[203] إلى جانب مارلو، وسبنسر، وسيدني، وكيد، ودون، وجونسون الذين ظهروا أيضًا في العصر الإليزابيثي.[204] كتب فرانسيس بيكون وتوماس هوبز عن التجريدية والمادية بما فيها الطريقة العلمية والعقد الاجتماعي.[204] وكان مارفيل أفضل شاعر معروف من الكومنولث،[205] في حين ألّف جون ميلتون الفردوس المفقود خلال عهد إعادة الإصلاح.

من أبرز فلاسفة عصر التنوير: لوك، وباين، وجونسون، وبنثام. تم التصدي لمزيد من العناصر الراديكالية في وقت لاحق من قبل إدموند بيرك الذي يعتبر المؤسس للتيار المحافظ،[206] وأصبح الشاعر ألكسندر بوب بمقاطعه الشعرية من الشخصيات الإنجليزية التي لعبت دوراً هاماً في نشوء الرومانسية.[207] رداً على قيام الثورة الصناعية، ظهر كتّأب من أنصار الليبرالية وآخرون من أنصار المحافظين، وتبعهم في وقت لاحق عدد من الاشتراكيين.[208] واستمرت التجريبية من خلال ميل وراسل، في حين أن ويليامز كان ضالعاً في التحليلية. يشمل الكتاب من الوقت القريب من العصر الفيكتوري ديكنز والأخوات برونتي، وأوستن، وكبلينغ، وهاردي، وويلز،وكارول وأندرهيل.[209] ومنذ ذلك الحين واصلت إنجلترا إخراج الروائيين مثل سي. إس. لويس، وجورج أورويل، ولورانس، ووولف، وبليتون، وهكسلي، وكريستي، وبراتكت وتولكين، ورولينغ.[210]