منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
#21133

نبذة تاريخية

في 19 يونيو 1961، تم توقيع عقد بين الأمير عبدالله بن سليم والمقيم السياسي البريطاني، يعدل اتفاقية 23 يناير 1899 التي كانت تنص على وضع إمارة الكويت تحت رقابة حكومة لندن، ويضع نهاية لوصاية الإمبراطورية العثمانية. هذا، وبواسطة رسالة مؤرخة في 3 أغسطس 1961، أحاطت الحكومة الكويتية فرنسا علماً بهذا الأمر. ومن ثم، اعترفت فرنسا باستقلال الكويت في 28 أغسطس 1961. فقررت باريس في بداية الأمر اعتماد سفيرها المقيم في بيروت لدى الكويت، كما قررت إنشاء تمثيل تجاري دائم لها في الإمارة. وبعد ذلك عين أول سفير لفرنسا لدى الكويت عام 1968.


ومنذ خمسة وأربعين عاماً تطورت العلاقات الكويتية-الفرنسية في كافة المجالات على مختلف أنواعها من تبادلات تجارية، واستثمارات، وتعاون علمي وفني، إلى تظاهرات ثقافية وغيرها. ولهذه العلاقات قاعدة سياسية تتسم بالتزام فرنسا بصالح أمن الكويت، ومشاركتها نفس المبادئ، وثبات السياسة الفرنسية في المنطقة.


لقد شاركت فرنسا بفعالية في تحرير الكويت


إثر غزو القوات العسكرية العراقية للكويت في 2 أغسطس 1990، أبدت فرنسا تضامنها مع الكويت قادةً وشعباً، ودعمها لهم. وكونها عضواً دائماً في مجلس الأمن في الأمم المتحدة، فقد صوتت على كافة القرارات المتعلقة بالغزو، غير أنها شاركت بنص أغلبيتها. ورغم الروابط التجارية التي كانت قائمة مع العراق فقد التزمت فرنسا بتطبيق إجراءات الحظر المفروض عليه. وكما شاركت في الائتلاف الدولي الذي أنشئ لتحرير الكويت، اشتركت فرنسا في غمار المعارك، فسالت دماء الضباط الفرنسيين الذين ضحوا بحياتهم فداء الكويت. وبعدما استعادت الكويت سيادتها وقعت فرنسا معها اتفاقية دفاع التزمت بموجبها ضمان استقرار وأمن البلاد.


أما بالنسبة إلى العلاقات الثنائية


إن التزام فرنسا ينبثق من خلفية قيم يؤمن بها الجانبين، وهي الديمقراطية، والشرعية الدولية، وحقوق الإنسان. إن الكويت أول بلد في هذه المنطقة يألف حكومةً وبرلماناً تم انتخابه عام 1962، إثر حصوله على استقلاله. فهو مثال أعلى لجيرانه الذين تبعوه شيئاً فشيء.


أما بالنسبة إلى الحوار السياسي القائم مع السلطات الكويتية فهو منتظم ويتحلى بالشفافية والثقة ويتبلور من خلال مشاورات منتظمة بين الحكومتين. فبعد الزيارة الأخيرة لفرنسا التي قام بها في سبتمبر 1998، الشيخ صباح الأحمد (الأمير الحالي منذ يناير 2006)، عندما كان نائب أول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، توالت زيارات الوزراء الفرنسيين للكويت، الواحدة تلو الأخرى، زيارة وزيرة الدفاع، السيدة أليو-ماري، وزيارة وزير الخارجية، السيد دومينيك دي فيلبان، ووزير التجهيزات والنقل والسياحة والشؤون البحرية الفرنسي، السيد جيل دي روبيان، ووزيرة الدولة للتجارة الخارجية، السيدة كرستين لاغارد. ومن جهة أخرى قام العديد من الوزراء الكويتيين بزيارة فرنسا مثل وزير الخارجية الشيخ محمد (وهو اليوم رئيس الدبلوماسية الكويتية)، ووزير الدفاع، ووزير المواصلات ووزير التخطيط، ووزير المالية.


لقد كان جدول الزيارات بين فرنسا والكويت حافلاً خاصةً خلال النصف الثاني من عام 2006. فإن السيد رينو ديتراي، وزير الشركات المتوسطة والصغيرة الفرنسية، والسيدة ميشال آلويت-ماري، وزيرة الدفاع الفرنسية، قاما بزيارة رسمية لدولة الكويت، الأول خلال شهر أكتوبر والثانية في نوفمبر 2006. كما أن الزيارة الرسمية التي قام بها سمو الشيخ ناصر محمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء، على رأس وفد اقتصادي رفيع المستوى، وكذلك زيارة صاحب السمو، التي تمت في الفترة من 29 نوفمبر إلى 4 ديسمبر 2006، ما هما إلا بمثابة انتعاش للحوار السياسي على أرفع المستويات.


ولقد قام السيد دوست بلازي بزيارة رسمية لدولة الكويت في 10 مارس 2007، إذ استقبله صاحب السمو أمير البلاد، الشيخ صباح، بحضور سمو ولي العهد، الشيخ نواف، وسمو رئيس مجلس الوزراء، الشيخ ناصر محمد
.