منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
#6574
• العلاقات الدولية هي بيئة صراعية , عالم القوى المتصارعة من أجل المصالح المتنافرة .
هذه الدول تتصارع من اجل المصالح فلو كان هناك لكل دولة مصلحة تختلف عن الدولة الأخرى لما كان هناك صراع أو علاقات دولية .
• البيئة الدولية بطبيعتها هي بيئة صراع وهناك وجهين للصراع
( وجهين للعلاقات الدولية ) :
1- صراع سلمي :
ونستطيع أن نسمية حرب الكلمات , أي ما يدور على طاولة المفاوضات وبإستخدام كافة وسائل الإتصال المتاحة , اي الصراع حرب الكلمات والإقناع والتفاوض والدعاية , ونقصد بالدعاية : كل وسائل الإتصال الممكنة من اتصالات سلكية ولا سلكية وأقمار اصطناعية وغيرها .
2- صراع عنيف :
هو الحرب الفعلية وهي عملية القتل الجماعي الغائي المنظم الذي نستهدف به إجبار الخصم والأخر ( العدو ) على الإمتثال لإرادتنا .
إذا لم تستطع الدول الحصول على مصالحها من خلال الصراع السلمي فإنها تستخدم الصراع العنيف .
إذا فالبيئة الدولية هي بيئة صراعية .
• كل دولة في إطار قوتها تسعى إلى تحقيق مصلحتها ( المصلحة القومية ) وهي :
قدرة الدولة على تحقيق مصالحها وتبني أهداف طموح تتناسب طردياً مع مستوى قوتها .
إذا لكي تحقق الدولة مصلحتها القومية يتم لكل دولة رسم السياسة الخارجية للدولة .
السياسة الخارجية هي التي تستهدف المصلحة القومية في الخارج .
• تعريف السياسة الخارجية :
هي برنامج عمل الدولة في المجال الخارجي الذي يتضمن أهدافها المعبرة عن مصلحتها القومية والوسائل التي تراها كفيلة بتحقيق هذه الأهداف .
إذا هذا البرنامج العمل ( الخطة ) يتضمن الأهداف والوسائل للدولة .
يتم صياغة السياسة الخارجية في صيغة أهداف باستخدام الوسائل المتاحة.
فالسياسة الخارجية هي فن أستخدام الوسائل في خدمة الأهداف .
• الأهداف القومية للدول :
1- حفظ الذات :
( بقاء الدولة –الأمن القومي للدولة ) وهو الهدف الأعظم والذي لا يقبل المساومة للدولة وهو وجود الدولة وبقائها .
وفي الإسلام بقاء دولة الإسلام هو أهم بقاء الدولة الإسلامية وأراضيها على الإطلاق .
( والإستسلام للعدو ) فكرة يرفضها الإسلام فإما النصر أو الشهادة .
2- تحقيق المنعة ( منعة الدولة ) :
وهي ما يسمى في العلاقات الدولية بالردع , ا] الوصول إلى مستوى من القوة يجعل الدول الأخرى لا تفكر في الإعتداء على الدولة .
قال تعالى ( وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوا الله وعدوكم )
3- الثراء الاقتصادي :
يتعين على الدولة الإسلامية أن تكون ثرية ولكن يجب أن تكون الدنيا في أيدينا وليس في قلوبنا .
فلا بد أن نكون أغنياء وهذا هدف سام للدول ولكن في الإسلام لابد أن تكون التجارة مشروعة وأن تنفق الدول الإسلامية في مجالات مشروعة .
4- الحفاظ على هوية الدولة في مواجهة الغزو الثقافي والخارجي :
كل دولة تسعى للحفاظ على هويتها من خلال عدة عناصر :
أ‌- السلالة ( الجنس ) ب- الدين ج- اللغة د- التقاليد ه- الرموز ( العلم – الراية الوطنية )
كل دولة في العالم تسعى إلى الحفاظ على ثقافتها ولغتها ودينها .
الدولة الإسلامية أول مقوم أساسي الذي يتعين الدفاع عنه هو ( الدين ) لأن الدولة الإسلامية بغير الدين تتحول إلى لا شيء , أيضاً اللغة العربية هي لغة مهمة لأنها اللغة التي نزل بها القرآن الكريم , كذلك التقاليد يدخل فيها الزي الوطني للبلاد .
كل دولة في تعاملها مع الدول الخارجية تسعى للحفاظ على هويتها .
5- نشر العقيدة السياسية أو الدينية :
العقيدة السياسية هي ( الأيديولوجية ) الفكر المذهبي .
وهي منظومة فكرية تتضمن أفكاراً بصدد تنظيم المجتمع بشتى قطاعاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
مثل الأيديولوجية الليبرالية فنتحدث عن الإنتخابات وتداول السلطة .
في المجال الإقتصادي نتحدث عن الرأسمالية والإقتصاد المفتوح .
في المجال الإجتماعي نتحدث عن طبقات المجتمع .
س/ هل الإسلام يتضمن جانب إيديولوجي ؟
نعم فالإسلام دين ودولة , عقيدة وشريعة , فالإسلام ينطوي على منظومة فكرية تتعلق بتنظيم المجتمع في كافة المجالات .
فكل دولة تسعى جاهدة إلى نشر عقيدتها السياسية .
مثال : الولايات المتحدة تسعى إلى نشر نمط الحياة الأمريكية والثقافة الأمريكية والرأسمالية المتوحشة ( دعه يعمل دعه يمر ) نظام اقتصادي بلا قلب فالفقراء يذهبون إلى الجحيم .
فالولايات المتحدة من خلال ( العولمة ) تسعى إلى نشر ثقافتها وأمركة العالم .
كذلك الإتحاد السوفييتي يسعى إلى نشر الفكر الماركسي الشيوعي .
من باب أولى أن الدولة الإسلامية تسعى إلى نشر عقيدتها لأن المسلمون يحملون على عاتقهم نشر العقيدة الإسلامية .
6- الظهور مظهر الدولة المحبة للسلام :
وهذا في الحقيقة نستطيع أن نقول عنه فكر ( ميكافيللي ) أي أن تكون ذئباً في جلد شاة . فمثلاً جورج بوش اكثر رجل يتحدث عن السلام لكنه في الحقيقة يعتبر مجرم حرب .
فكل دولة تحاول ان تظهر نفسها بأنها دولة محبة للسلام .
ولكن هناك فارق في الإسلام بين السياسة المكافيللية وبين السياسات الأخلاقية فالفكر الميكافيللي يقول بأن الغاية تبرر الوسيلة ولكن في الإسلام لا يتوجب على الإنسان أن يكذب بل يحاول أن يتحلى بالصدق ولا ينبغي أستخدام الوسائل المظلله إلا في حالة الحرب .