منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
#8659
( مجموعة المبادي التي يتعين أن تحكم العلاقات بين المسلمين )
المقصود بها نظرية العلاقات بين الدول الإسلامية بمجموعة المبادئ التي يتعين أن تحكم العلاقات بين المسلمين
و نقول هنا بين المسلمين و ليس الدول الإسلامية .

س/ هل هناك دولة إسلامية واحدة ؟ أم دول عديدة ؟
بمعنى هل هناك واجب شرعي في أن تكون للمسلمين دولة واحدة أو من الممكن أن تكون هناك عدة دول
هناك إختلاف لكن الشي المؤكد أن التصور المركزي في الإسلام أن المسلمين أمة واحدة .
قال تعالى :[وإن هذه امتكم أمة واحدة وأنا ربكم فأتقون ]

بعض الفقهاء قال: لابد أن يكون للمسلمين دولة واحدة. ويستند بقوله إلى إجتماع السقيفة. "إجتماع المسلمين على خليفة واحد في السقيفة و عارضوا وجود أكثر من واحد أمير". وهذا يدل أنه يجب أن تكون للمسلمين دولة واحدة و اللذي أكد ذلك العلامة
( الماوردي ) .
- أما بعضهم مثل الجويني والبغدادي فقالوا : يجوز أن تتعدد الدول الإسلامية بشرط :
1- وجود بحر مانع
2- ترامي الاطراف بين المسلمين

في مصر في الأزهر عام 1978 كان يرأس الأزهر الشيخ عبد الحليم محمود فوضع دستور للدولة الإسلامية و نص على أنه يجوز أن تتعدد الدول الإسلامية وأن تتعدد أنظمة الحكم فيها.
فالإسلام يقدم مبادى للحكم ولكن لا يقدم الآليات لأن الآليات تتغير من زمان و مكان و الإسلام وجد لكل زمان ولكل مكان.
بشرط أن لا تتعارض أنظمة الحكم مع الدين الإسلامي

س / ما هي المبادئ التي يتعين أن تحكم بين هذه الدول الإسلامية؟

أولاً : الأخوة الإسلامية :
قال الله تعالى :[ إنما المؤمنون إخوة ]
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ))

ثانياً : مبدأ اللاعصبية:
بمعنى الرابطة الدينية تجب ما عداها من روابط، بمعنى أن الولاء القومي مرفوض في الإسلام.
مقوم الهوية الرئيسي في الإسلام هو الدين.
يقول صلى الله عليه وآله وسلم: ((ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل لعصبية، وليس منا من مات على عصبية))

ثالثاً : مبدأ النصح المتبادل:
المقصود به في المقام الأول التدخل بنصح دولة خرجت عن جادة الشريعة الإسلامية بغية تصويب مواقفها السياسية. " أن مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ليس مطلقاً في الإسلام أنما هو مبدأ نسبي".

* شروط النصح المتبادل:
1- أن يكون بالطرق السلمية أو ما يسمى الآن بالطرق الدبلوماسية مثل الوساطة ، المفاوضات ، الوسائل الحميدة
2- أن يهدف إلى صالح الدولة المتدخل لديها بالنصح أن يكون خالص لله وحده سبحانه و تعالى .
3- أن يكون النصح إستناداً إلى مبادئ الشريعة الإسلامية .
رابعاً: مبدا التضامن الإجتماعي :
يعني تقديم المساعدات للدول الإسلامية في وقت الضرورة وذلك من خلال :
1- التنسيق بين السياسات الخارجية للدول الإسلامية . أي وحدة النظرة إلى العالم الخارجي مثل ( منظمة المؤتمر الإسلامي ) .
ونقصد بوحدة النظرة : أي وحدة التوجهات بأن يكون مفهوم ( نحن ) يعبر به المسلمون عن أنفسهم , ووحدة وفهوم ( هم ) يعبر به عن الآخرين .
مثال : اتفاقية منظمة التجارة العالمية بأن يكون هناك تصور واحد موقف دولي لهذه الإتفاقية فيما يخص تداول لحم الخنزير في الدول الإسلامية .
قال تعالى : [ إنما المؤمنين أخوة ] الآية .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا ))
2- تقديم المعونات المالية والاقتصادية والعلمية والإغاثة من جانب الدول القادرة إلى الدول الضعيفة أو المحتاجة . فعلى الدول القادرة مد يد العون والمساعدة في كل المجالات للدول الإسلامية .
مثال : دولة اسلامية لديها علماء فعليها ان تقدم بعض المعلومات للدول الإسلامية .
كذلك إذا كان هناك زلزال في أحد الدول الإسلامية فعلى الدول الإسلامية مساعدتها للخروج من محنتها .
3- أن يكون حجم المعاملات الاتصالية والاقتصادية بين الدول الإسلامية فيما بينها اكبر منه مما هو بينها وبين الدول الأخرى , فالأولى للدولة التي لديها ثروات ورؤوس أموال ومشاريع أن تستثمرها في الدول الإسلامية .
4- أن يكون هدف التضامن الاجتماعي إعلان شأن الإسلام وأن يكون طبقاً لأحكام الشريعة الإسلامية . فهدف هذا التضامن إعلان شأن الإسلام وأن يكون هناك موقف واحد للدول الإسلامية إتجاه العالم الآخر .
قال تعالى :[ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ]
خامساً : مبدأ عدم الإعتداء :المقصود هنا عدم الأعتداء المادي أو المعنوي .
المادي : استخدام القوة والعنف غير المبرر في مواجهة المسلمين ( دول إسلامية أخرى )
المعنوي : تحقير شأن المسلمين ( دول وشعوب أخرى ) من حيث السلالة أو الرمز أو السخرية من أزيائهم , مثل الإستهزاء بلهجة أحدى الدول الإسلامية أو بلباسهم أو بتقاليدهم أو أعرافهم بل يجب أن نكون أمة واحدة.
مثال : ما يحدث الآن في فلسطين وحصار غزة وما فعله شيخ الأزهر بالمشاركة في الحصار يغتبر ذلك إعتداء على المسلمين .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره )) الحديث .
قال الر سول صلى الله عليه وسلم : (( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه )) .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض )) .
سادساً : مبدأ الضمان الإجتماعي :وهذا يشير إلى جانب الحلف فالكل للواحد ’ والواحد للكل .
بمعنى إن أي اعتداء على أي دولة إسلامية يعتبر إعتداء على كافة الدول الإسلامية وعليه جميعاً أن تخف إلى نجدة الدولة المعتدى عليها .
مثال : عندما تتعرض الصومال للإعتداء من قبل أثيوبيا , أو العراق وأفغانستان من قبل الولايات المتحدة , أو فلسطين من قبل إسرائيل , كذلك الإعتداءات على المسلمين في البوسنة والهرسك والشيشان من ( 1994-1996 ) فعلى الدول الإسلامية أن تسعى إلى نجدة هذه الدول الإسلامية وأن يكون هناك تنسيق للسياسات الدفاعية بين الدول الإسلامية بحيث في حال عداء يتخذ أي إجراء اتجاه الدولة المعتدية وإنقاذ الدولة المعتدى عليها .

الشكر الجزيل للدكتور / أحمد وهبان
وتقبلوا تحيات زميلكم / محمد القحطاني


#9762
سلمت اناااملك اخوي محمد على المجهود الواضح

تحيتي وتقديري