منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
#65546
الماوردي:
إن القيمة الكبرى للماوردي, تنبع من كونه استطاع أن يجاوز التشريع لخلافة الى ماهو أعم من ذلك, الى التشريع لدولة إسلامية تكون الخلافة هي المحور الذي تدور حوله, من خلال مشروع سياسي محدد الأهداف واضح المعالم, وتقويم خاص للواقع السياسي الذي عاصره , وتمثل شخصي للتاريخ الإسلامي بهدف التشريع للحاضر وحلول ضمنية من أجل تغييره فلم يكن جامداً شأن كثير من معاصريه, وانما كان مرناً سهلاً مجتهداً, حكم عقله لاستنباط احكام تعالج الواقع .
نبذة عنه:
وهو أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري البغدادي الماوردي, ولد عام 364هـ وتوفي عام 450هـ. اشتغل بالقضاء فترة طويلة في بلدان كثيرة من العراق إلى أن وصل لمنصب قاضي القضاة وذلك عام 429هـ, ولقد جعله هذا المنصب قريبا من الخليفة , بل وقريبا من الأحداث السياسية في عصره. وتجدر الإشارة هنا إلى ان الماوردي قد عاصر فترة ضعف الحكم العباسي , والتي تميزت بسيطرة أسرة بني بويه على الخلفاء العباسيين _وهي أسرة فارسية انتظمت داخل جيش الخلافة العباسي ووصلت إلى أعلى درجات السلطة والوزارة حيث سيطرت على الحكم دون الخليفة العباسي. ونظرا لكون البويهين من الشيعة فلم يعترفوا بسيادة الخليفة العباسي, وأنشئوا في بغداد إمارة وراثية ظلت في أيديهم . ولقد وصل الأمر بالبويهيين وسيطرتهم على الحكم أن كانوا يقومون بعزل ما يشاؤون من الخلفاء العباسيين ويلون من يشاءون. كما تجدر الإشارة هنا أيضاً إلى أن ظهور البويهيين بدأعام 334هـ أي قرب مولد الماوردي ,كما كانت نهايتهم قرب وفاته عام 447هـ . ولقد كان الماوردي يتمتع بتقدير كبير من الخلفاء ومن البويهيين كذلك, فكان موضع ثقة _عندهم_ حتى كانوا يرسلونه للوساطة بينهم وبين من يناوئهم, ويرتضون حكمه.
مؤلفاته وأفكاره:
من مؤلفات الماوردي : ( نصيحة الملوك , وقوانين الوزارة , وسياسة الملك , والتحفة الملوكية في الآداب السياسية , وأدب القاضي , والأحكام السلطانية, وتسهيل النظر وتعجيل الظفر)
ومن أفكاره السياسية:
- الاهتمام بكيفية تنظيم الدولة, وإدارة شئون الحكم.
- الإمامة, وواجباتها أو وظائفها وشروطها.
- توزيع الوظائف في الدولة , وكذلك ما كتبه عن أنواع الإمارة.
- كما يعد من مساهماته الأساسية ما كتبه عن الوزارة, وشروط تولي المنصب, ومهامه او الوظائف المنوط به أداؤها.