منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
#66438
أوباما هل هو رئيس أمريكي على المقاس ؟



ما هي مواصفات الرئيس الذي يبحث الأمريكيون عادة عنه وهل وجدوا في باراك اوباما تلك الصفات لذا اختاروه مرة ثانية ؟
احد أهم الإجابات التي توضح مواصفات الرئيس الأمريكي على المقاس كما يقال أشار إليها " توماس كرونين " الباحث وعالم السياسة البارز والأستاذ الجامعي في عدد من كبريات الجامعات الأمريكية ، وقد قام بتأليف وتحرير العديد من الكتب المتعلقة بالسياسة والمؤسسة الرئاسية الأمريكية وعقد العديد من المؤتمرات والندوات في مجال السياسة .
ماذا عن أهم ملامح تلك المواصفات ؟
حكما يضيق المسطح المتاح للكتابة عن حصرها لكن لا باس من رؤوس أقلام كما يقال ويمكن إجمالها فيما يلي :
الاستقامة وسمو الأخلاق
تتصدر عادة صفة الاستقامة قمة استطلاعات الرأي التي تجري في أمريكا حول ما يرغب الأمريكيون في توفره من سمات في شخصية الرئيس القادم. وهذه بالطبع هي النتيجة المتوقعة بعد أربعة عقود من محاولات التضليل والفضائح الرئاسية المتوالية منذ واقعة خليج تونكين إلي فضيحة إيران جيت ومروا بفضيحة "وترجيت" بالإضافة إلي واقعة "لوينسكي" مع "كلينتون" وفوق هذا وذاك مبررات شن الحرب على العراق، وما هذه الأمثلة، إلا قطره من فيض.
نحن نريد أن يتحلي رؤساؤنا- يقول المؤلف - بالفضيلة حتى نشير إليهم كمثل عليا للأجيال القادمة، ولكن في الواقع، يسلم عدد لا بأس به من الأمريكيين بـ " أن كل السياسيين كذابون".
الشجاعة والثبات
أن معني الشجاعة اصطلاحا أنها حالة عقلية أو معنوية تمكن الشخص من مجابهة الأخطار التي تحيق به بثقة وعزم وإقدام، وبالتالي تعطيه القدرة على الارتفاع لمستوى التحدي.
لاحظ فيما يلي مرادفات كلمة الشجاعة، الهمة والحماسة والثبات والعزيمة والتماسك والعزم والبسالة. فكل تلك المفردات ترتبط. بطريقة أو بأخرى. بقوة الاحتمال البدنية أو الذهنية في مواجهة الصعاب أو المواقف المحرجة.
وقد ألف "جون كينيدي" عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ قبل توليه الرئاسة، كتابا مهما وصف فيه أعضاء مجلس الشيوخ الذين تحدوا الضغوط الحزبية وصوتوا وفقا لما تمليه عليهم ضمائرهم. وقد أمتدحهم "كينيدي" لأنهم امتلكوا الشجاعة لينشقوا أو يستقلوا عن أحزابهم التي مارست ضغوطا هائلة عليهم. جنبا إلي جنب مع الرأي العام، ليصوتوا لصالح تلك الأحزاب.
إشكالية الطموح والزعامة
يجب أن يتحلى الرؤساء بطموح ورغبة غير تقليدية في الزعامة، ولكنها يجب إلا تنقلب إلي رغبة مرضية في السلطة لا يمكن كبح جماحها، فبالإضافة إلي تلك الرغبة في الزعامة، يجب أن يكون لديهم قابلية للتفاهم وتقدير لاعتماد السياسة على مسألة الأخذ والعطاء، فالسياسة ليست لعبة هواة. يقول الصحفي البريطاني "هنري فيرلي" أن السياسة هي العمل القذر في دهاليز الدول، ولكن الأمور لن تسير دون ممارسة هذا العمل ـ أو دون وجود الأشخاص المستعدين للقيام به.
من الضروري أن يوجد لدي الفرد قدر من الطموح أو الغيرة أو حتى درجة من القسوة. فالسياسي المتميز يجب أن يتحلي بمثابرة جسدية وأخلاقية نادرة، يقول "فيرلي" في أحد أفضل كتبه عن الحياة السياسية، أن صفات مثل الاستمتاع بلعبة السياسة والطموح والقسوة وقوة الاحتمال والفراسة واغتنام الفرص، قد تبدو لنا صفات غير سامية في السياسي المتميز، ولكن في الواقع يجب إلا نتعامل بحساسية مفرطة مع تلك السمات التي تعد من أهم أدوات السياسي الماهر.
التفاؤل ورؤساء أمريكا
يقول كرونين نحن نحب الرؤساء الذين يرتقون بآمالنا، ويذكروننا بأمجادنا السابقة، ويقنعوننا بأننا مقبولون على "فجر جديد في أمريكا".
وقد مكنت روح التفاؤل تلك " فرانكلين روزفلت" من الفوز على "هوفر" وساعدت كلا من "كينيدي" وريجان وكلينتون في الفوز على "نيكسون" وكارتر وبوب دول على الترتيب. أن الأمريكيين يتوقون إلي قادة قادرين على لم شمل الأمة واستخراج القدرات الكامنة في نفوس هذا الشعب.
مواصفات القوة والحزم
قد نتحدث كثيرا عن سمات الإخلاص والاستقامة وغيرها من الأخلاق الحميدة التي نريد أن يتحلي بها الرئيس الأمريكي، ولكنا نريده أن يكون رئيسا قويا وحازما حتى يستطيع حماية هذه الأمة بكل ما أوتي من قوة، وأن يستخدم كل وسيلة ممكنة، للدفاع عن مصالح هذه الأمة.
أن المفكر السياسي "تيكولو مكيافيلي" لم يبالغ حينما أشار إلي أن "القائد يجب إلا يشغله شاغل"، وإلا يحيد فكره عن إعداد نفسه للمواجهة والقتال.
التعلم والإنصات
أننا نريد رؤساء يتقلبون النصائح ويكون لديهم فضول فكري وإدراك عميق للتاريخ والمبادئ الدستورية؟
نحن نعلم علم اليقين أن بعض الرؤساء سيقعون في أخطاء من آن لآخر، كما حدث مع "كينيدي" في عملية خليج الخنازير، ولكننا نريدهم أن يقروا بأخطائهم ويعوا الدرس جيداً، تماما كما فعل "كينيدي" أننا نريد رؤساء لا يكفون عن طرح الأسئلة والإنصات الجيد وتأمل ما يرد إليهم وإخضاعه للدراسة المتأنية ومحاولة استكشاف بواطن الأمور ما بين السطور واستخلاص أفضل ما يجول بخواطر الآخرين، وبالإضافة إلي ذلك، يتوقع من الرئيس، بصفته متعلما ومعلما في آن واحد، أن يثقف عامة الشعب بدور الحكومة الفيدرالية وبمسئولياتهم وحقوقهم المدنية.
الثقة بالنفس والتواضع
أننا نتمني أن يكون لدينا رؤساء يدركون جيدا مواطن القوة والضعف في شخصياتهم.
لقد تناول العديد من الكتاب مؤخرا موضوع الذكاء الاجتماعي والعاطفي: أي القدرة على التواصل مع الآخرين والنظرة الإيجابية المتعلقة بالمتغيرات الاجتماعية التي تطرأ على المؤسسات الكبري. أن من يشغل المكتب البيضاوي يجب أن يتحلي بقدر هائل من الثقة بالنفس إضافة إلي قدرة على بث تلك الثقة في نفوس فريق العمل الخاص به، ففي ضوء ما مررنا به في عهد الرؤساء "ريتشارد نيكسون" و "جيمي كارتر" و "جورج بوش الابن" نؤكد أننا يجب أن ننظر لمرشحي الرئاسة في المستقبل بمنظار نفسي ونلاحظ أيه علامات قد تشير إلي عدم استقرار نفسي أو حقد أو جمود كامن في نفوسهم تحت رداء من الود والمودة.
التفاهم وحب الناس
نحن نريد رؤساء يحبون أن يتفاعلوا مع الناس بمودة، كل الناس من مختلف الطبقات والانتماءات، وعلى الرغم من أننا نريد أن يكون الرؤساء أفضل منا، فإننا نريدهم أن يكونوا قريبين منا بحيث يمكنهم أن يتفهوا رغباتنا ويعبروا عنها.
نحن نريد رؤساء يدركون أن كل مواطن يمر بالعديد من المنعطفات في حياته: حيث يتعرض كل منا للكثير من المخاطر والظروف العائلية والنكبات الشخصية، أننا نريد رؤساء سبق وأن تعرضوا لتلك الظروف الشائعة بحيث يشعرون المواطنين بأنهم معهم في السراء والضراء ويقفون بجانبهم في كل هذه المواقف، وكانت هذه من مزايا "فرانكلين روزفلت" كما أن "كلينتون" أدرجها كمحور أساسي في سياسته.








« منقول » ...