منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
#66731
"انَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ"صدق الله العظيم. [الحجرات:13]. ان ابرز الاحداث في التاريخ البشري عبارة عن صراعات بين الشعوب والقبائل وغزو بعضها لبعض وقيام حضارات على انقاض حضارات اخرى, وتعصب وانحياز الى المصالح الذاتية على حساب مصالح المجتمعات الاخرى.

ورغم القوانين التي وضعت بعد الصراعات والحروب العالمية الكبرى لاحترام وضبط العلاقات الخارجية بين البلدان, الا انه لازالت حتى الان القوة العسكرية لدى الدول الصناعية, هي المؤثرة في هده العلاقات. فامتلاك اسلحة نووية يعني ضمان احترام مصالح الدولة التي تمتلك هده الاسلحة, والاهتمام بمواقفها والضغن لقراراتها وحتى التجاوز عن انتهاكاتها لقوانين وضوابط العلاقات الدولية.

ادا تمعنا في الاية الكريمة المشار اليها اعلاه نجد ان خلق الشعوب والقبائل والتعارف بينهم مقرون بالتقوى, ومن تعريفات التقوى خشية الله في السر والعلانية ,والسعي الى اعمال الخير والصلاح, والابتعاد عن كل مايؤدي الى الشر والفساد, ومن دلك احترام حرية وكرامة وحياة الانسان فردا وجماعة ومجتمعا.

ان هده الاية الكريمة اختزلت جميع القوانين والنظريات المتعلقة بالعلاقات الدولية في اطار التقوى كقاعدة صلبة ومتينة للتعايش بين جميع الامم والشعوب على اساس التعاون واحترام الحقوق الانسانية, وخصوصا بين الدول والمجتمعات الاسلامية, التي تعرف اكثر من غيرها ماتعنيه التقوى في العقيدة الاسلامية, ومع الاسف فاننا نجد الصراعات والنزاعات والتقاتل بسبب الطائفية والقبلية, يسري في المجتمعات الاسلامية اكثر بكثير من غيرها من المجتمعات.


http://www.alkhabar.ma/%D8%A7%D9%84%D8% ... 52594.html